17 مارس، 2025

بغداد/المسلة: أدلى القيادي في تيار الحكمة فهد الجبوري بتصريح لافت يعكس قلقاً متزايداً حيال الواقع السياسي في العراق، حيث أشار إلى أن مواجهة التحديات الكبيرة التي تعصف بالبلاد تتطلب إرادة قوية وصلابة على مختلف المستويات، مع التركيز بشكل خاص على المجال السياسي.

ويبرز هذا التصريح في ظل أزمات متشابكة تشهدها الساحة العراقية، بدءاً من التوترات الأمنية وصولاً إلى التحديات الاقتصادية والاجتماعية التي تثقل كاهل المواطنين.

ويسلط الجبوري الضوء على فجوة واضحة بين الحاجة إلى إرادة سياسية حاسمة وبين الواقع الذي يفتقر إلى هذه القوة بالشكل المطلوب.

ويأتي هذا التصريح في سياق نقاشات متصاعدة حول قدرة النخب السياسية على اتخاذ قرارات جريئة لمعالجة المشكلات المزمنة، حيث يرى مراقبون أن الإرادة السياسية غالباً ما تصطدم بحسابات المصالح الضيقة والصراعات الداخلية بين الكتل المتنافسة.

وتكتسب هذه الرؤية زخماً إضافياً عند النظر إلى التفاعلات على منصة “إكس”، حيث أثار تصريح الجبوري نقاشاً بين النشطاء.

فمن جهة، يرى البعض أن حديثه يعكس وعياً حقيقياً بالتحديات، كما كتب أحد المستخدمين : “الجبوري يضع يده على الجرح، لكن من يملك الشجاعة للعلاج؟”.

في المقابل، يدعو آخرون الى جدية في التعامل مع هذه التصريحات، حيث علق مستخدم آخر: “كلام جميل يحتاج الى الأفعال؟ السياسيون يحتاجون الى الأخذ بأهمية هذه التصريحات وليس قراءتها فقط”.

ويتزامن هذا التصريح مع تقارير حديثة تشير إلى تفاقم الأوضاع في العراق، حيث أظهرت إحصائيات أن نسبة الفقر ارتفعت إلى 31% خلال العام الماضي، بينما تستمر معدلات البطالة في التزايد لتصل إلى حوالي 14% وفقاً لتقديرات وزارة التخطيط العراقية.

ويرى محللون أن الازمات السياسية والاقتصادية والاجتماعية في العراق ناجمة عن غياب استراتيجيات فعالة، مما يدعم وجهة نظر الجبوري حول ضعف الإرادة السياسية.

ويثير تصريح الجبوري تساؤلات حول مستقبل العملية السياسية في البلاد، خاصة مع اقتراب موعد الانتخابات المحلية المقررة في أواخر 2025.

ويقول خبراء إن التحديات الحالية، بما فيها الخلافات حول تشكيل الحكومات المحلية والتوزيع غير العادل للموارد، قد تعمق الأزمة إذا لم تظهر قيادات قادرة على تجاوز الانقسامات الطائفية والحزبية.

ويضيف التحليل أن العراق يقف اليوم أمام مفترق طرق، إذ إن استمرار الوضع الراهن قد يؤدي إلى تصاعد الاحتجاجات الشعبية، كما حدث في 2019، بينما تشير بعض المؤشرات إلى أن تيار الحكمة، الذي ينتمي إليه الجبوري، يسعى لتعزيز موقفه كقوة وسطية قادرة على التوفيق بين الأطراف المتصارعة. لكن نجاح هذا المسعى يبقى مرهوناً بمدى قدرة القادة على ترجمة الكلام إلى خطوات عملية.

 

 

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author Admin

See author's posts

المصدر: المسلة

إقرأ أيضاً:

نائب مشيدا ببيان الخارجية: مصر لا تدير الأزمات من منابر الشعارات

أكد النائب أحمد سمير زكريا، عضو مجلس الشيوخ ونائب رئيس الأمانة الفنية بحزب الجبهة الوطنية، أن بيان وزارة الخارجية المصرية حول معبر رفح يكشف زيف الإدعاءات التي تروّج لمزاعم مشاركة مصر في الحصار المفروض على قطاع غزة ، موضحًا أن الدولة المصرية لم تُغلق المعبر يومًا من جانبها، وأن المتسبب الحقيقي في تعطيل دخول المساعدات هو الاحتلال الإسرائيلي الذي يسيطر على الجانب الفلسطيني من المعبر.

وأضاف زكريا في بيان، أن الموقف المصري تجاه القضية الفلسطينية لم يكن يومًا موضع شك، بل يمثل امتدادًا تاريخيًا لمواقف مشهودة دعمًا للحق الفلسطيني، سياسيًا وإنسانيًا ودبلوماسيًا، مشيرًا إلى أن الاتهامات المتكررة ضد مصر تعكس سطحية خطيرة في فهم الواقع، وتتجاهل الدور الحيوي الذي تقوم به القاهرة في فتح المعابر، وتسهيل مرور المساعدات، والتوسط لوقف إطلاق النار، منذ اندلاع الحرب في غزة في أكتوبر 2023.

حماس تؤكد التزامها بالتفاوض وتبدي استعدادها لاتفاق دائم لوقف النار في غزةاختفاء غامض لسفينة "حنظلة" في طريقها إلى غزة وسط تحليق طائرات مسيّرة وتشويش إلكترونيضياء رشوان: مجازفة كبيرة لعبور الشاحنات من معبر كرم أبو سالم حتى ساحل غزةصحة غزة: الاحتلال يستخدم "التجويع الممنهج".. وأكثر من 100 طفل قضوا بسبب سوء التغذية

وأشار عضو مجلس الشيوخ إلى أن مصر لا تدير الأزمة من منابر الشعارات، بل من مواقع الفعل والتحرك على الأرض، وهي الدولة الوحيدة التي تواصل جهودها لدفع دخول قوافل الإغاثة رغم التعنت الإسرائيلي والمخاطر الأمنية المعقدة، مشددا على ان مصر لم تكن يومًا وسيطًا محايدًا، بل طرفًا أصيلًا في ضمير هذه القضية، ولم تتأخر عن فلسطين ولم تتاجر أبدا بقضية الأمة.

ودعا النائب أحمد سمير زكريا إلى تبني الرؤية المصرية المتوازنة، التي ترتكز على وقف إطلاق النار، وتأمين الممرات الإنسانية، والدفع نحو حل سياسي عادل ينهي معاناة الشعب الفلسطيني، ويؤدي إلى إقامة دولته المستقلة على حدود 1967، وعاصمتها القدس الشرقية.

طباعة شارك بيان وزارة الخارجية المصرية معبر رفح الإدعاءات قطاع غزة المساعدات

مقالات مشابهة

  • سلمى المبارك: الإرادة حاضرة لإصلاح الدمار الذي وقع بمصنع سكر سنار
  • تمكيناً للكفاءات الوطنية في مستشفيات القطاع الخاص.. بدء تطبيق قرار توطين مهن طب الأسنان بنسبة 45 %
  • خبراء وكتّاب لـ"الرؤية": غياب الحلول الجريئة يفاقم أزمة الباحثين عن عمل.. والشركات الكبرى تتصدر مشهد التسريح وتهميش الكفاءات العُمانية
  • كتّاب لـ"الرؤية": غياب الحلول الجريئة يفاقم أزمة الباحثين عن عمل.. والشركات الكبرى تتصدر مشهد التسريح وتهميش الكفاءات العُمانية
  • الأمانة العامة لمجلس الوزراء تتابع تنفيذ قرارات الحكومة دورياً
  • غوتيريش ينتقد انتفاء الإنسانية و التعاطف مع فلسطينيي غزة
  • بعد خطوة باريس الجريئة.. هل تسير بريطانيا على خُطى فرنسا في الاعتراف بدولة فلسطين؟
  • نائب مشيدا ببيان الخارجية: مصر لا تدير الأزمات من منابر الشعارات
  • تعليقا على قرارات الزبيدي.. الصراري: الإنتهاكات لم تحتفِ المواطن يحتاج إصلاحا فعليا
  • فى الـ76 من عمرها.. فاطمة علي أيقونة الإرادة تتحدى الأمية في أسوان