تحقيق لـCNN يكشف تفاصيل مذبحة قرية الصنوبر بالساحل السوري.. وخريطة توضح
تاريخ النشر: 18th, March 2025 GMT
(CNN)-- يُركز تحقيقٌ أجرته شبكة CNN على أحداث قرية الصنوبر، وهي بلدةٌ يقطنها آلافٌ من أبناء الأقلية العلوية في محافظة اللاذقية. تكشف الهجمات على القرية، حيث تُحيط مساحاتٌ واسعةٌ من الأراضي الزراعية بتجمعاتٍ صغيرةٍ من المباني، تفاصيلَ جديدةً عن شدة بعض أعمال العنف التي اجتاحت الساحل السوري.
بالاستناد إلى مقابلاتٍ مع سبعة ناجين، وصورٍ من الأقمار الصناعية، ولقطاتٍ مُوثّقةٍ من الميدان، تمكّنت CNN من تسليط الضوء على حجم المذبحة في البلدة، حيث أخضعت القواتُ الموالية للحكومة قرويينَ عُزّل في الغالب لعمليات إعدامٍ بإجراءاتٍ موجزة، ونهبٍ، وحرقٍ مُتعمّد، وإهاناتٍ طائفية، وتكدّست الجثث في مقبرتين جماعيتين.
أحصت CNN ما لا يقل عن 84 جثةً في مقاطع فيديو مُحدّدة موقع قرية الصنوبر، التي يبلغ عدد سكانها بضعة آلاف. وقال سكان محليون إنهم أحصوا أكثر من 200 قتيل - غالبيتهم العظمى من الذكور. تحدث شهود العيان شريطة عدم الكشف عن هوياتهم خوفًا من الانتقام.
تثير الهجمات على العلويين تساؤلات حول قدرة رئيس الإدارة السورية المؤقت أحمد الشرع على الوفاء بوعده في حكم سوريا على نحو شامل، يضمن حماية الأقليات، ويحول دون تحول أي فصائل متمردة إلى تهديد خطير لآفاق السلام في البلاد.
بدأت أحدث موجة عنف عندما نصب موالون للأسد كمينًا دمويًا لقوات متحالفة مع الحكومة السورية الجديدة في 6 مارس/آذار، فيما بدا أنه هجوم منسق. كان هذا أسوأ عنف تشهده سوريا منذ الإطاحة ببشار الأسد في ديسمبر/كانون الأول الماضي، وأدى إلى أعمال انتقامية دامية في محافظتي اللاذقية وطرطوس، وصفتها الحكومة الجديدة بأنها محاولة لاحتواء من وصفتهم بـ"فلول" النظام الاستبدادي السابق.
وألقت الحكومة باللوم في عمليات القتل الجماعي على عناصر مارقة. شكل الشرع لجنة لتقصي الحقائق للتحقيق في عمليات القتل، وتعهد بمحاسبة الجناة.
استهدفت الهجمات الطائفة العلوية، والتي تنحدر منها عائلة الأسد، والتي هيمنت على النظام السوري لأكثر من نصف قرن حتى الإطاحة بها. وقد نشرت شبكة CNN مقاطع فيديو لمسلحين إسلاميين سنة موالين لحكومة الشرع، دعوا فيها إلى "التطهير العرقي" للعلويين.
تواصلت شبكة CNN مع الحكومة للتعليق على مجزرة قرية الصنوبر.
أفادت الشبكة السورية لحقوق الإنسان، وهي منظمة حقوقية، بمقتل أكثر من 800 شخص في هجمات أعقبت الكمين. وتقول جماعات حقوقية أخرى إن العدد أكبر من ذلك.
ووفقًا للسلطات، شنّ الموالون للأسد عدة هجمات أصغر على القوات الحكومية منذ ذلك الحين.
وقال ناجون إن الهجمات في قرية الصنوبر بدأت في الساعات الأولى من صباح يوم الجمعة 7 مارس، أي بعد يوم من الإبلاغ عن الكمين الأول الذي نصبه الموالون للأسد.
قالت امرأة محلية أخرى لشبكة CNN إن مقاتلين دخلوا منزلها عدة مرات قبل أن يسحبوا زوجها إلى الخارج ويطلقوا النار عليه وعلى عدد من الرجال الآخرين في خندق.
وأفاد سكان محليون أن عددا قليلا من الرجال فقط نجوا. وقال رجل لشبكة CNN إنه حاول إقناع المقاتلين، وفي النهاية أنقذ حياته، لكنه لم يتمكن من منعهم من قتل شقيقه الذي قال إنهم أعدموه.
وقال لشبكة CNN: "لم أهرب. واجهتهم بحكمة، وأطلقوا النار على الأرض تحتنا لترهيبي أنا وعائلتي". وأضاف: "فتحت منزلي لكل فصيل طلب ذلك، ووجهوا بنادقهم إلى صدري أكثر من مرة".
وأضاف: "أنقذتني مشيئة الله. توسلت إليهم أن يطلقوا سراح أخي، لكن لم يستمع أحد".
وقالت امرأة لشبكة CNN إن مقاتلاً، ذكرت أنه من إدلب، أنقذها، ومنحها ممرًا آمنًا. وقالت: "الرجل الذي قتل عائلتي كان من إدلب. والرجل الذي أنقذ حياتي كان أيضًا من إدلب".
وتُظهر صور جوية قدمتها إيرباص في 11 مارس/آذار اضطرابات أرضية بالقرب من المقبرة، حيث حددت شبكة CNN مواقع القبور. ويبدو أن الصور تُظهر أيضًا جثثًا مُغطاة بالأكفان، والحفارة التي ظهرت في أحد مقاطع الفيديو، مُحددة الموقع الجغرافي في الموقع نفسه.
وتُظهر صور الأقمار الصناعية من ماكسار في 14 مارس أيضًا أدلة على تحرك التربة. صرّحت ماكسار لشبكة CNN أن الأبعاد التقريبية لموقع القبر الذي تم حفره ثم تسويته كانت 26 مترًا في 16 مترًا (حوالي 85 قدمًا في 52 قدمًا).
وقال سكان قرويون إنهم ما زالوا يحاولون دفن أحبائهم وفقًا للشعائر الإسلامية.
وقال شخص نجا بينما قُتل والده وإخوته: "بلا شك، سندفن موتانا دفنًا دينيًا لائقًا. لكن من أجل ذلك، سنحتاج إلى العودة إلى القرية، ونحن خائفون جدًا من العودة".
سورياالحكومة السوريةالنظام السوريانفوجرافيكبشار الأسدجبهة النصرةنشر الثلاثاء، 18 مارس / آذار 2025تابعونا عبرسياسة الخصوصيةشروط الخدمةملفات تعريف الارتباطخيارات الإعلاناتCNN الاقتصاديةمن نحنالأرشيف© 2025 Cable News Network. A Warner Bros. Discovery Company. All Rights Reserved.المصدر: CNN Arabic
كلمات دلالية: الحكومة السورية النظام السوري انفوجرافيك بشار الأسد جبهة النصرة لشبکة CNN شبکة CNN
إقرأ أيضاً:
تفاصيل حادث خط الغاز بحي البساتين.. «البترول» توضح الأسباب
أعلنت وزارة البترول والثروة المعدنية، في بيان رسمي اليوم، السبت، 14 يونيو 2025، عن تلقيها بلاغًا بوقوع كسر في أحد خطوط الغاز الطبيعي المغذية لمنطقة بئر أم سلطان التابعة لحي البساتين بمحافظة القاهرة، وذلك إثر أعمال تجميع مخلفات جرت باستخدام معدات ثقيلة دون تنسيق مسبق مع شركة الغاز المعنية «تاون جاس»، مما أدى إلى حدوث اشتعال محدود في موقع الكسر.
ووفقًا للبيان، فإن الحادث بدأ باشتعال مؤقت في موقع الخط المتضرر، واستمر لنحو 10 دقائق فقط قبل أن تتمكن فرق الطوارئ التابعة لشركة «تاون جاس» من الوصول السريع إلى الموقع، حيث قامت على الفور بعزل مصدر الغاز والسيطرة الكاملة على الموقف وتأمين المنطقة المحيطة.
وأوضحت الوزارة أنه لم تُسجل أي خسائر بشرية أو أضرار مادية جسيمة نتيجة الحادث، مؤكدة أن الأضرار اقتصرت على تلفيات محدودة في الخط ذاته، وتقوم فرق الصيانة حاليًا بتقدير حجم هذه التلفيات تمهيدًا لإجراء الإصلاحات اللازمة على وجه السرعة، تحت إشراف شركة تاون جاس.
وشددت وزارة البترول على أن السبب المباشر للحادث كان القيام بأعمال حفر وتجميع باستخدام آليات ثقيلة دون إخطار الجهات المعنية أو التنسيق مع شركة الغاز، وهو ما يُعد مخالفة خطيرة تمثل تهديدًا للبنية التحتية وللسلامة العامة. كما أكدت الوزارة أن تكرار هذا النمط من السلوك غير المنضبط يُشكل خطرًا كبيرًا على الأرواح والممتلكات، ويتطلب تعاملًا حاسمًا لتلافي أي حوادث مستقبلية.
وفي هذا الإطار، أهابت وزارة البترول والثروة المعدنية بكافة الجهات والأطراف المعنية بأعمال الحفر أو استخدام المعدات الثقيلة في المناطق السكنية أو بالقرب من خطوط الغاز، بضرورة التواصل المسبق مع شركات الغاز العاملة في نطاق تلك المناطق، والالتزام الكامل بالإجراءات الوقائية المعتمدة لتأمين الأعمال والحد من المخاطر.
كما أكدت الوزارة أنها تتابع الموقف بشكل مستمر بالتنسيق مع الشركة المصرية القابضة للغازات الطبيعية «إيجاس»، وشركة تاون جاس، بالإضافة إلى الجهات المحلية المختصة بمحافظة القاهرة، لضمان إعادة الأمور إلى طبيعتها وتفادي أي آثار سلبية على إمدادات الغاز في المنطقة.
يُذكر أن منطقة بير أم سلطان، الواقعة ضمن النطاق السكني الكثيف بحي البساتين، تحتوي على شبكات غاز طبيعية رئيسة تخدم آلاف الوحدات السكنية والمنشآت الخدمية، وهو ما يجعل الحفاظ على سلامة هذه الشبكات أمرًا بالغ الأهمية من الناحية الأمنية والخدمية على حد سواء.
وتعمل وزارة البترول حاليًا على تعزيز برامج التوعية والتدريب الموجهة إلى العاملين في مجال الإنشاءات والخدمات العامة، للحد من الحوادث الناتجة عن التعامل غير المنسق مع خطوط الغاز والبنية التحتية الحساسة، وذلك ضمن استراتيجية شاملة تستهدف رفع مستويات الأمان الصناعي في مختلف مناطق الجمهورية.
اقرأ أيضاًمتحدث الوزراء: الحكومة وضعت خطة مسبقة لتوفير احتياجاتنا من المواد البترولية
البترول: تفعيل خطة الطوارئ المُعدة مسبقًا الخاصة بأولويات الإمداد بالغاز الطبيعي
أسعار البترول العالمية تتجاوز 4% مدفوعة بتأزم الوضع بين أمريكا وإيران