الجزيرة:
2025-06-15@06:05:30 GMT

جولة قتل جديدة لمن يبحثون عن الحياة في غزة

تاريخ النشر: 19th, March 2025 GMT

جولة قتل جديدة لمن يبحثون عن الحياة في غزة

غزة- بينما تُختزل أحلام الغزيين اليوم في الحصول على شربة ماء نظيفة، وتحصيل لقمة يقيمون بها صلبهم ويسدون بها قرقرة بطونهم الجائعة وحياة كريمة يحاربون ليظفروا بفتاتها، انصبّت عليهم الحمم الإسرائيلية في آن واحد من أقصى شمال القطاع إلى جنوبه، وامتدت إليهم يد الموت من جديد، لتعيدهم إلى مربع الحرب الأول الذي لا يزالون يترنّحون في محاولات الانعتاق منه والتخلص من ويلاته.

"تحارب إسرائيل ركاما وبقايا أرواح"، هكذا تصف المشهد المواطنة أم أحمد التي سدّت ثغرات غرفة بمنزلها المدمر في حي الشجاعية شرقي مدينة غزة وعادت للعيش فيها مع أطفالها الثمانية، وتتساءل قائلة "هل سنعيش فظاعة أكبر من تلك التي عشناها؟ هل سنتجرع مرارة أقسى كالتي تجرعناها خلال عام ونصف من الإبادة؟".

وتلك أسئلة يحفظ الغزيون إجاباتها ويطوّعونها لعلاج مخاوفهم، بعدما عادوا لعيش شعور الفقد الذي لم تهدأ قلوبهم منه بعد.

وتقول أم أحمد للجزيرة نت "لم يعد يرعبنا شيء، نحن مستنزفون لأقصى حد، لا شيء نأسف عليه أو نخسره، وسنقبل بقدر الله لنا".

استئناف إسرائيل القصف أعاد مشهد النزوح للغزيين (الجزيرة) مرار الحرب

وتأخذ الحرب المستجدة شكلها القديم الذي يحفظه الغزيون، فشلال الدم لم يتوقف منذ صباح أمس "الدامي"، حيث ارتقى أكثر من 420 شهيدا ثلثاهم من النساء والأطفال، وأصيب قرابة 530 فلسطينيا، حسب وزارة الصحة الفلسطينية. وتعيد فصول النزوح نفسها، فقد أمرت إسرائيل سكان المناطق الحدودية بالإخلاء، وأجبرتهم تحت تهديد قوتها النارية على ترك بقايا منازلهم وخيامهم التي نصبوها فوق الركام.

إعلان

تحمل أم خليل أبو طير من منطقة عبسان شرق خان يونس حقائبها وتجلس مع أطفالها على قارعة الطريق للبحث عن وجهة يذهبون إليها، وتقول للجزيرة نت "تساقط علينا رصاص الآليات وقذائف المدافع ونحن نيام، هل كتب علينا الشقاء للأبد؟".

أما المواطنة تسنيم محمد التي تعيش في بيت حانون شمالي القطاع فتعلق على منشور الإخلاء الإسرائيلي الذي تمسكه بيديها قائلة "لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين، لو رموا علينا النووي لن نترك بيوتنا".

وتضيف تسنيم التي عادت من جنوب القطاع لمنزلها بشماله قبل أسابيع للجزيرة نت "لقننا النزوح درسا يدفعنا لاستحالة تكراره، لن نتعاطى مع أوامرهم مهما كلفنا الأمر، فلا المناطق التي نزحنا إليها ولا الطرق المؤدية إليها كانت آمنة".

ثقل المهمة

وأمام عودة مشاهد وداعات الشهداء والجثامين الملقاة على الأرض في زوايا المستشفى الأهلي العربي "المعمداني" بمدينة غزة، يعود الصحفيون لارتداء دروعهم وخوذاتهم، فلم يجد أنس الشريف مراسل قناة الجزيرة بُدّا من عودته للوقوف أمام الكاميرا لنقل هذه المشاهد "القاسية" التي لم يتعاف من رؤيتها بعد.

ويقول الشريف للجزيرة نت "تدفعنا هذه الأحداث للعيش بضغط نفسي هائل، فقلوبنا ما زالت مثقلة وجراحنا لم تلتئم بعد"، ورغم أن تغطيته الصحفية لم تتوقف منذ توقيع اتفاق وقف إطلاق النار، فإنها اليوم أضحت مضرجة بالدماء.

وفي الوقت الذي يرتدي فيه الشريف درعه الصحفي، يشعر زميله محمد شاهين مراسل قناة الجزيرة مباشر بصعوبة بالغة في ارتدائها، "لأن الدرع الثقيلة لها ثقل معنوي أقسى"، كما يقول للجزيرة نت.

ويضيف "الدرع تمثل لي ذاكرة سوداء، وتغطية دامية لحرب إبادة طالتنا جميعا، أتمنى أن تنتهي موجة التصعيد قبل أن أضطر إلى ارتدائها"، مؤكدا أنه وزملاءه لن يتركوا الميدان وسيستمرون بأداء واجبهم الصحفي وفضح جرائم الاحتلال حتى الرمق الأخير.

وداع فلسطينيين من أهالي قطاع غزة أبناءهم وذويهم ممن استشهدوا جراء القصف الإسرائيلي (الجزيرة) دوافع وهروب

تقول حركة المقاومة الإسلامية (حماس) إن جرائم الاحتلال تؤكد استمراره بحرب الإبادة ضد الشعب الفلسطيني، وكشفت الحركة على لسان حسام بدران عضو مكتبها السياسي أن سعي بنيامين نتنياهو رئيس الحكومة الإسرائيلي لتجاوز اتفاق وقف إطلاق النار كان واضحا منذ البداية، وأنه "كعادته يقدّم مصالحه السياسية ويحرص على الحفاظ على ائتلافه الحكومي".

إعلان

وقال بدران للجزيرة نت إن الاحتلال يتصرف "كعصابة من القتلة والإرهابيين"، ويضرب عرض الحائط الاتفاق الذي أيدته مختلف الدول إقليميا وعالميا، مؤكدا أهمية الالتزام بالاتفاق الموقع، وهو ما فعلته حركته من جهتها، لافتا إلى أن الاتصالات مع الوسطاء ومختلف الجهات لمواجهة هذا الاعتداء جارية على قدم وساق.

وعزا بدران تركيز الاحتلال على استهداف القيادات المدنية والحكومية لمحاولته إحداث فراغ في قطاع غزة، وجعله غير صالح للعيش لتطبيق مخططه لتهجير الناس منه والاستفراد به.

وهو ما أجمع عليه مراقبون رأوا أن نية الاحتلال المبيتة برغبته استئناف الحرب كانت مكشوفة منذ اللحظة الأولى لمنعه إدخال البيوت المتنقلة والمعدات الثقيلة، وتلكؤه بتنفيذ استحقاقات المرحلة الأولى.

ويقول علي أبو الحسن الكاتب والباحث فلسطيني للجزيرة نت "إن جولة التصعيد الجديدة جاءت للهروب من استحقاقات المرحلة الثانية التي تعني صفقة أسرى مقابل أسرى وإعادة إعمار، للعودة إلى سيناريو المرحلة الأولى؛ أسرى مقابل أسرى فقط".

ويرى أبو الحسن أن الحرب هي ورقة سياسية بيد نتنياهو، يوظفها لمصلحة بقائه ولو على حساب أرواح الأبرياء، ويضيف "كانت تل أبيب على شفا الدخول بمظاهرات ضخمة ضده لإقالته قائد الشاباك، فقام بتصدير الأزمة إلى غزة لحرف الأنظار عنها".

ويعتقد أبو الحسن أن ما حدث في غزة ليس بعيدا عن تواطؤ عربي فاضح، لوجود تقارير تكشف عن توجه جهات عربية رسمية إلى واشنطن لإفشال الخطة المصرية التي تم الإجماع عليها في قمة القاهرة، بحجة أن هذه الخطة تبقي للمقاومة هامشا في قطاع غزة.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات للجزیرة نت

إقرأ أيضاً:

قادة بريطانيا وفرنسا وألمانيا يبحثون تطورات الشرق الأوسط

لندن – بحث رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، والمستشار الألماني فريدريش ميرتس، التطورات في الشرق الأوسط.

وذكر بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء البريطاني، أن ستارمر أجرى اتصالا هاتفيا مع ماكرون وميرتس، صباح الجمعة.

وأوضح البيان أن القادة بحثوا التطورات في الشرق الأوسط، معربين عن مخاوفهم من البرنامج النووي الإيراني.

الزعماء الثلاثة دعوا جميع الأطراف إلى ضبط النفس لتخفيف التوترات التي من شأنها زيادة عدم الاستقرار في المنطقة، وفق البيان.

وأفاد البيان أن القادة جددوا دعمهم لحق إسرائيل في الدفاع عن نفسها، مشددين على أهمية الدبلوماسية بدلاً من الحلول العسكرية لحل المشاكل.

ومنذ فجر الجمعة، بدأت إسرائيل، وبدعم ضمني من الولايات المتحدة، هجوما واسعا على إيران بأكثر من 200 مقاتلة، أسمته “الأسد الصاعد”، وقصفت خلاله منشآت نووية وقواعد صواريخ بمناطق مختلفة واغتالت قادة عسكريين بارزين وعلماء نوويين.

وأعلن الجيش الإسرائيلي، أن هجومه “الاستباقي”، الذي يتواصل على موجات متتالية، جاء بتوجيهات من المستوى السياسي، فيما قال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إن “هدف الهجوم غير المسبوق هو ضرب البنية التحتية النووية الإيرانية ومصانع الصواريخ البالستية والعديد من القدرات العسكرية”.

وهذا هو الهجوم الإسرائيلي الأوسع من نوعه على إيران في التاريخ الحديث، ويمثل انتقالا واضحا من “حرب الظل” التي كانت تديرها تل أبيب ضد طهران عبر التفجيرات والاغتيالات، إلى صراع عسكري مفتوح يتجاوز ما شهده الشرق الأوسط منذ سنوات.

بينما وصف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الهجوم الإسرائيلي بـ”المثالي”، مشيرا إلى أنه منح إيران 60 يوما للتوصل إلى اتفاق بشأن برنامجها النووي، وأن هذه المهلة انتهت أمس الخميس، تتصاعد تحركات واتصالات إقليمية، في مسعى لتجنيب المنطقة تصعيدا قد يتحول لحرب شاملة.

بالمقابل، أكدت إيران على حقها الشرعي في الرد على الهجوم، وتوعد المرشد الأعلى علي خامنئي – عبر رسالة وجهها إلى شعبه – إسرائيل، بـ”برد ساحق” يجعلها تندم على هجومها.

وأعلن التلفزيون الرسمي الإيراني مقتل رئيس الأركان محمد باقري، في الهجوم الذي شنّته إسرائيل.

وسبق أن أفادت وكالة “تسنيم”، بمقتل القائد العام للحرس الثوري اللواء حسين سلامي، في الهجوم الإسرائيلي على طهران.

 

الأناضول

مقالات مشابهة

  • من هو أبو الصواريخ الإيرانية الذي تردد اسمه بعد قصف الاحتلال الإسرائيلي؟
  • وزراء خارجية مصر وإيطاليا وإسبانيا يبحثون التطورات في المنطقة
  • من بينهم أسرى سابقون وذوو شهداء.. قوات الاحتلال الإسرائيلي تعتقل 15 فلسطينيًا من الضفة الغربية
  • قادة بريطانيا وفرنسا وألمانيا يبحثون تطورات الشرق الأوسط
  • منذر رياحنة.. "حارس الذاكرة" الذي أعاد سقوط بغداد إلى الحياة بدموع الحرف ولهيب المكتبات
  • ما الذي حدث في إيران ؟ ولماذا لم تُطلق المضادات؟
  • قبيل جولة محادثات جديدة مع أمريكا في مسقط:ايران تندد بقرار الوكالة الدولية وتعلن عن زيادة “كبيرة” في إنتاج اليورانيوم المخصب
  • روسيا وأوكرانيا تتبادلان دفعة جديدة من أسرى الحرب
  • ‏الرئيس الأوكراني يعلن عودة دفعة من الجنود الأوكرانيين المصابين بجروح حرجة ضمن صفقة تبادل أسرى حرب جديدة مع روسيا
  • الإعلام الدولي والحرب على غزة.. مؤتمر علمي للجزيرة للدراسات وجامعة حمد