شيخ الأزهر: حكمة الله في الخلق تتجاوز الإدراك
تاريخ النشر: 19th, March 2025 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
تناول فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، رئيس مجلس حكماء المسلمين، بالشرح والتحليل اسم الله تعالى «الحكيم»، مُستعرضًا دلالاته في القرآن والسنة، موضحا أنه ورد في القرآن الكريم 42 مرة، مقترنًا بأسماء أخرى مثل «العزيز» و«العليم» و«الخبير»، كمَا في قوله تعالى: ﴿وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ﴾.
وأشار شيخ الأزهر -خلال حديثه اليوم بالحلقة التاسعة عشرة من برنامجه الرمضاني«الإمام الطيب»- إلى أن الأمة أجمعت على ثبوت هذا الاسم لله تعالى لوروده في القرآن والسنة، مستدلًا بحديث أبي هريرة في الأسماء الحسنى.
وتوقف عند قصة الصحابي شريح بن هانئ، الذي كَنَّاه قومه بـ«أبي الحكم» لِما عُرف عنه من حكمة في فض النزاعات. وقال: لما علم النبي صلى الله عليه وسلم بذلك نهاه عن هذه الكُنية، غَيْرَةً على حدود الوحي، قائلًا: 'إن الله هو الحَكَم وإليه الحُكْم'، مُوضِّحًا أن هذا الاسم لا يليق إلا بالله تعالى.
وفي تفصيله لمعاني «الحكمة»، أوضح شيخ الأزهر أنها تحمل 15 معنى، أبرزها: «العقل، والعلم مع العمل، والقرآن والسنة»، مُحذرًا من الانزلاق خلف أفكار «القرآنيين» الذين يُنكرون السنة النبوية، وموضحا أن الحكمة قد تعني «اللفظ القليل الجامع» الذي أوتيه النبي صلى الله عليه وسلم.
كما أبرز الجانب اللغوي لاسم «الحكيم» (على وزن فعيل)، مشيرًا إلى أنه يحمل معنيين: «فاعل» بمعنى الحاكم، و«مفعول» بمعنى المُحكَم، أي المُتقِن لخلقه، وهو ما يظهر في إحكام الكون وتقديره بدقة.
وردًّا على تساؤل.. لماذا خلق الله الحشرات؟، تناول فضيلته إشكالية خلق كائنات قد لا تُدرك حكمتها، قائلًا: «إذا فسّرنا 'الحكيم' بمعنى 'العليم'، فهو يعلم تفاصيل كل مخلوق قبل وجوده، وإرادته تخصيص صفاته دون غيرها».
وأضاف: «حكمة الله في الخلق تتجاوز إدراكنا؛ فالإرادة الإلهية تختار لكل مخلوق ما يناسبه في نظام الكون المحكم، وليست الحكمة مقصورة على الجمال الظاهري».
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الإمام الطيب شیخ الأزهر
إقرأ أيضاً:
جميعنا عائدون
قصة سحرة فرعون وإيمانهم برسالة النبي موسى علية السلام هي قصة قرآنية مؤثرة جداً. عندما تحدى فرعون بكل كبرياء وتغطرس نبينا موسى عليه السلام، قدم سحرة فرعون الذين كانوا يزعمون السحر، حبالهم وعصيهم ليظهروا قوتهم. لكن عصا موسى تحولت إلى ثعبان ضخم ابتلع كل ما قدمه السحرة، مما أذهلهم وأعلن إيمانهم بالله. كما جاء في القرآن الكريم، بسورة الأعراف:
قَالُوا آمَنَّا بِرَبِّ الْعَالَمِينَ (121) رَبِّ مُوسَىٰ وَهَارُونَ (122) قَالَ فِرْعَوْنُ آمَنتُم بِهِ قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ ۖ إِنَّ هَٰذَا لَمَكْرٌ مَّكَرْتُمُوهُ فِي الْمَدِينَةِ لِتُخْرِجُوا مِنْهَا أَهْلَهَا فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ (123) لَأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُم مِّنْ خِلَافٍ ثُمَّ لَأُصَلِّبَنَّكُمْ أَجْمَعِينَ (124) قَالُوا إِنَّا إِلَىٰ رَبِّنَا مُنقَلِبُون) .125
وفي تفسير الطبري: لقولة تعالى: “قَالُوا إِنَّا إِلَى رَبِّنَا مُنْقَلِبُونَ” ومعنى الآية الكريمة بالانقلاب إلى الله، أي المصير والرجوع إليه.
وهذا يأخذنا إلى شي يفوق الوصف والتفكير وخيال البشر عن ملك الموت الذي يطلب من جميع المخلوقات أن يموتوا، ويتم قبض أرواحهم واحدة تلو الأخرى، حتى يتبقى الله وحده. ووفقاً لبعض الروايات يتم قبض روح جبرائيل، ولكن في نهاية المطاف، لا يتبقى أحد إلا الله عزوجل. فهو عظيم في ربوبيته، عظيم في ألوهيته، عظيم في أفعاله، عظيم في قدرته، ولا يوجد وصف للعظمة مما يليق بجلاله سبحانه إلا وهو متصف به.
فعلى سبيل المثال، دولة فلسطين هي أرض الأنبياء، فمعظمهم عليهم السلام عاشوا وماتوا عليها، واستُشهدوا فيها. اختيرت فلسطين أرضاً للمحشر لأسباب عدة، منها أنها أرض مباركة اختارها الله تعالى لبعث الرسل والأنبياء، وهي مهد الرسالات السماوية، وأرض الإسراء والمعراج، وبوابة السماء. كما أنها أرض المحشر والمنشر، حيث يجمع الله فيها الناس للحساب. فهي موطن حضارات قديمة، ومركز ثقافي مهم، كما أنها كانت وإلى اليوم مركز مستمر في الصمود والتضحيات الاسطوري ضد الاحتلال الإسرائيلي المتغطرس والملطخ أفعاله ضد الإنسانية على مر العصور.
وفي الجانب الثقافي، نلاحظ العراقة القديمة، فعلى سبيل المثال الأستاذ. سمير الشهابي “رحمه الله” وهو دبلوماسي سعودي من أصول فلسطينية ومواليد القدس، عمل في السلك الدبلوماسي بالمملكة العربية السعودية لسنوات طويلة، ومثل المملكة في عدة عواصم، وكانت البداية بالتحاقه “بوزارة الخارجية السعودية في العام 1949، وعين بعدها سفيرا في سويسرا من 1956 إلى 1959، ثم قائما بأعمال السفير في روما من 1959 إلى 1961، وسفيرا في تركيا والصومال وباكستان، قبل أن يلتحق بالأمم المتحدة مندوبا دائما للرياض سنة 1983، ليتوج عمله الدبلوماسي في العام 1991 بانتخابه رئيساً للدورة السادسة والأربعين للجمعية العامة للأمم المتحدة. الشهابي أنهى مشواره الدبلوماسي قبل تقاعده وعاد إلى سويسرا سفيرا للمملكة حتى عام 1999”.
والدكتور. ناظم شفيق الغبرا “رحمة الله” طبيب قلب كويتي من أصل فلسطيني كان من سكان مدينة حيفا ، وقد خيٌره والده بين أن يعطيه المبلغ الذي رصده له لإكمال دراسته الجامعية أو أن يفتح له متجراً ويعمل معه في التجارة، ولكنه رفض وقرر دراسة الطب. ورحل من فلسطين بعد الاحتلال الإسرائيلي قاصداً لبنان، ودرس في الجامعة الأمريكية في بيروت، وكان من أصغر الأطباء الذين تخرجوا منها وتخصص في القلب، وفي آخر الخمسينات حصل على الزمالة الطبية الملكية البريطانية.
وبعد تخرجه في عام 1946 عاد إلى حيفا، وبدأ بمساعدة الجرحى في حرب 1948، ولكن بعد الحرب وجد نفسه مع الآلاف قد هُجِّروا من فلسطين، وانتقل إلى لبنان وأصبح المعيل الرئيسي لعائلته المكونة من أمه وأخواته الأربع وأبيه الذي فقد تجارته كاملة، وبعدها استقر في القاهرة.
في عام 1952 ذهب إلى دولة الكويت التي عاش فيها حياته كلها وغادر في بعثة طبية كويتية إلى بريطانيا مكونة من سبعة أطباء، حيث كان الطبيب المرافق للشيخ صباح السالم الصباح “رحمه الله” منذ الخمسينات وكان يرتبط بعلاقة قوية مع الشيخ سعد العبدالله الصباح “رحمه الله”، وقد كان من العناصر الطبية المشاركة في علاج الشيخ عبد الله السالم الصباح “رحمه الله” في 1965.
وأخيراً، الأستاذ. تيسير حسن نايفة “رحمه الله” ولد في مدينة طولكرم الفلسطينية، وهو صاحب مجموعة من الاختراعات المسجلة رسمياً باسمه، وحاصل على عدة جوائز وتكريمات علمية، وهو شقيق العلماء علي نايفة ومنير نايفة وعدنان نايفة.
في عام 1969 غادر إلى الولايات المتحدة الأمريكية، فأكمل عام 1970 تعليمه الثانوي هناك، ثم عمل في مجال الصناعة إلى أن التحق عام 1974بجامعة فيرجينيا التقنية.
حصل عام 1987 على درجة البكالوريوس في الفيزياء، كما حصل على درجة الماجستير عام 1989، ونال في أغسطس 1993 درجة الدكتوراه في الهندسة الصناعية وهندسة الأنظمة من جامعة فيرجينيا التقنية. عمل منذ عام 1980 وحتى عام 1989 في مواقع ومناصب مختلفة في شركة شلمبرجير العالمية. في عام 1993باشر العمل كأستاذ مساعد للهندسة الصناعية في جامعة كليفلاند. وهذا يؤكد لنا، عمق الأبحاث العلمية كقوة صامتة.
وغيرهم العديد من الشخصيات الفلسطينية البارزة عالمياً في مختلف المجالات، من بينهم السياسيون والفنانون والروائيون والشعراء.
وفي الختام، بعد 389 سنة من تأسيسها، جامعة هارفارد تصنف القرآن الكريم كأفضل كتاب للعدلة، ويقول موقع مكتبة الجامعة: تؤكد الكلمات الموجودة على هذه الجدران قوة وعدالة فكرة العدالة. إنها تشهد على تحمّل الإنسانية وتوقها إلى العدالة والكرامة من خلال القانون.
وتضمنت الجدران مقولات متعددة لفلاسفة وحكماء ومفكرين ومؤلفات كثيرة بينها التوراة، والحكيم الصيني زونزي، ووثيقة الماغنا كارتا، وغيرها.
كما تضمنت الجدران الآية رقم 135 من سورة النساء في القرآن بالترجمة الإنكليزية، ويقول نصها: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَىٰ أَنْفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ ۚ إِنْ يَكُنْ غَنِيًّا أَوْ فَقِيرًا فَاللَّهُ أَوْلَىٰ بِهِمَا ۖ فَلَا تَتَّبِعُوا الْهَوَىٰ أَنْ تَعْدِلُوا ۚ وَإِنْ تَلْوُوا أَوْ تُعْرِضُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا “.
وهذا التصريح من أشهر جامعات العالم والعودة والتدبر العميق في القرآن الكريم، انما هو نقطة صغيرة من محيط يبين أن الأمة الاسلامية أمة عظيمة باقية حتى قيام الساعة، وهذا يعني أن الإسلام لن يختفي، بل سيظل موجوداً ويؤثر في العالم.