بغداد اليوم - بغداد

يواجه العراق معضلة فساد مستعصية منذ عام 2003، حيث تحولت المحاولات الرسمية لمكافحته إلى صراع معقد تحكمه الإرادات السياسية والمصالح المتشابكة، وهناك من طرح تشكيل لجنة دولية لمحاربة الفساد وإنهاء وجوده في العراق.

إلا أن الحكومة العراقية لم تذهب باتجاه تشكيل لجنة دولية مختصة في كشف الفساد والفاسدين، لعدة أسباب حددها النائب المستقل كاظم الفياض.

وقال الفياض اليوم الخميس (20 آذار 2025)، في حديث لـ"بغداد اليوم"، إن "العراق لا يحتاج إلى لجنة دولية لكشف الفساد والفاسدين، فهو يمتلك مؤسسات رقابية رصينة من الجهات القضائية وهيئة النزاهة وغيرها، لكن الامر يحتاج إلى ارادة سياسية حقيقية لمحاربة الفساد، فالطبقة السياسية الحاكمة ليس لها هكذا إرادة".

وأضاف ان "الجهات الرقابية في العراق استطاعت خلال السنوات القليلة السابقة كشف كثير من ملفات الفساد وكذلك محاسبة الفاسدين وإرجاع أجزاء من الأموال المهربة، لكن نحتاج إلى دعم سياسي حقيقي لمكافحة الفساد بدل من تشكيل اي لجنة دولية".

واكد ان "تشكيل اي لجنة دولية في العراق لمكافحة الفساد وكشفه دون وجود إرادة سياسية سوف يفشل مهمتها ويعرقل مهامها ولهذا العراق ليس بحاجة لها".

ومع اقتراب الأشهر الأخيرة من عمر حكومة محمد شياع السوداني، يبرز التساؤل حول مدى قدرتها على فتح ملفات الفساد الكبرى، أم أن الإرادة السياسية ستبقى العائق الأكبر أمام أي تحرك جاد في هذا الاتجاه؟

ويبقى الفساد في العراق ملفاً شائكاً يتطلب قرارات جريئة وإرادة سياسية غير مشروطة. وبينما تستمر التصريحات حول ضرورة الإصلاح، فإن غياب الإجراءات الملموسة يجعل مكافحة الفساد أقرب إلى شعار انتخابي منه إلى استراتيجية حقيقية. ومع اقتراب انتهاء ولاية الحكومة الحالية، يبدو أن الملفات الكبرى ستظل مغلقة، ما لم يحدث تحول جذري في معادلة الحكم والقرار السياسي في العراق.

وبين المطالب الشعبية بمكافحة الفساد، وغياب الإرادة السياسية، يبقى السؤال الأهم: هل يمكن تحقيق توازن بين الحفاظ على الاستقرار السياسي ومحاربة الفساد؟ يرى مراقبون أن أي حملة حقيقية ضد الفساد ستؤدي إلى صدامات مباشرة بين الحكومة والقوى المتنفذة، وهو ما يجعلها معركة محفوفة بالمخاطر السياسية.

المصدر: وكالة بغداد اليوم

كلمات دلالية: لجنة دولیة فی العراق

إقرأ أيضاً:

صراع علني بين ترامب وإيلون ماسك... اتهامات متبادلة وتهديدات سياسية واقتصادية

شهدت الأيام الأخيرة تصعيدًا غير مسبوق في التوتر بين الرئيس الأمريكي السابق والمرشح المحتمل للانتخابات القادمة، دونالد ترامب، ورجل الأعمال والملياردير الشهير إيلون ماسك، الرئيس التنفيذي لشركات Tesla وSpaceX وX (تويتر سابقًا). وتحول الخلاف من تباين في الرؤى الاقتصادية إلى هجوم شخصي متبادل، ما أثار اهتمامًا عالميًا واسعًا بالنظر إلى مكانة الطرفين وتأثيرهما في السياسة والاقتصاد والتكنولوجيا.

انطلقت شرارة الخلاف عندما انتقد ماسك مشروع القانون تقدم به ترامب، والذي يُعرف باسم One Big Beautiful Bill، ويهدف إلى خفض الضرائب وزيادة الإنفاق الحكومي.
ماسك وصف الخطة بـ »الخطيرة والمبنية على وهم اقتصادي »، معتبراً أنها قد تزيد من عجز الميزانية الأمريكية وتُضعف استقرار الأسواق.

وفي رد مباشر، هاجم ترامب ماسك في خطاب علني ووصفه بـ »المتغطرس الذي فقد توازنه »، مهددًا بإلغاء جميع العقود الفيدرالية مع شركاته، وعلى رأسها SpaceX، التي تُعد شريكًا استراتيجياً لوكالة الفضاء الأمريكية ناسا.

وفي خطوة وُصفت بأنها « غير معتادة في الخطاب السياسي الأمريكي »، اتهم إيلون ماسك ترامب بمحاولة التستر على تورطه في فضائح جنسية تعود إلى علاقته المحتملة برجل الأعمال الأمريكي الراحل جيفري إبستين (Jeffrey Epstein)، والذي كان قد اتُهم بإدارة شبكة واسعة للاتجار والاستغلال الجنسي للقاصرات قبل أن يُعثر عليه ميتًا في زنزانته عام 2019 في ظروف غامضة.

وطالب ماسك بالكشف عن « سجل زوار جزيرة إبستين » – في إشارة إلى الجزيرة الخاصة التي كان إبستين يدعو إليها شخصيات نافذة من عالمي السياسة والمال – داعيًا إلى فتح تحقيقات رسمية بشأن من استفادوا من علاقاته أو تستروا على أنشطته.

من جهته دعا البيت الأبيض إلى التهدئة، مشيرًا إلى أن « الصراع بين ترامب وماسك لا يخدم المصلحة العامة ».

وسائل الإعلام الأمريكية اعتبرت أن هذه المواجهة قد تغيّر شكل الحملة الانتخابية القادمة، في ظل اتساع تأثير ماسك إعلاميًا عبر منصة X.

أسواق المال شهدت تراجعًا في أسهم شركة Tesla بنسبة قاربت 15%، مما أدى إلى خسارة ماسك ما يفوق 30 مليار دولار من ثروته، في الوقت الذي ارتفعت فيه أسهم شركات منافسة.

معلقون سياسيون رأوا أن إقحام قضية إبستين في الخطاب الانتخابي قد يفتح ملفات ظلت مغلقة لسنوات، ويؤثر على شخصيات أخرى على علاقة بالملف.

في تصريح لاحق، أكد ماسك أنه لا يعارض ترامب شخصيًا، لكنه ضد عودة أي زعيم « يخفي الحقائق ويعيد إنتاج الفساد تحت غطاء من الشعبوية »، مضيفًا: « نحتاج إلى قادة يخضعون للمحاسبة مثل باقي المواطنين، لا من يهددون خصومهم بالانتقام السياسي ».

 

 

كلمات دلالية إيلون ماسك الرئيس الأمريكي ترامب

مقالات مشابهة

  • نقيب يكشف كم سنة يحتاج لبنان لتأمين الكهرباء 24/24
  • كشف وضبط الجرائم الجنائية.. اختصاصات هيئة الرقابة الإدارية لمكافحة الفساد
  • جبريل إبراهيم يضع أمام رئيس الوزراء كامل إدريس مخاوف تشكيل الحكومة
  • الرهائن ليسوا ورقة سياسية.. احتجاجات إسرائيلية عارمة ضد نتنياهو تطالب بوقف الحرب
  • تأسيس «حزب أمريكا».. إيلون ماسك يشعل مواجهة سياسية مع ترامب
  • عمار المشاط: العراق يحتاج خلق بيئة أكثر جذبا للاستثمار
  • صراع علني بين ترامب وإيلون ماسك... اتهامات متبادلة وتهديدات سياسية واقتصادية
  • الدردير : زيزو والنادي الأهلي في أزمة حقيقية
  • أولمرت: حرب غزة تدار لمصالح نتنياهو السياسية
  • غارات سياسية على الضاحية