قادت الإمارات العربية المتحدة وجمهورية جنوب السودان، وبمشاركة دولية، زيارة إنسانية رفيعة المستوى إلى مخيم غوروم للاجئين في جوبا، تأكيدًا على التضامن مع المجتمعات النازحة التي اضطرت إلى الفرار من النزاعات في الدول المجاورة، بما في ذلك اللاجئون السودانيون.

ترأس الزيارة، معالي الشيخ شخبوط بن نهيان آل نهيان وزير دولة، ورافقه مسؤولون رفيعو المستوى من جنوب السودان.

كما شاركت في الزيارة، وفود رفيعة المستوى من دول عدة، بمن فيهم معالي برتوكان أيانو وزيرة الدولة في وزارة الخارجية الإثيوبية، ومنظمات إقليمية ووكالات إنسانية، إلى جانب السفراء وأعضاء السلك الدبلوماسي في جنوب السودان، حيث تم بحث سبل تعزيز الاستجابة الإنسانية وإيجاد حلول طويلة الأمد للاجئين. كما قام المشاركون بتوزيع المساعدات الغذائية على أهالي المخيم.

وتزامنت الزيارة مع “يوم زايد للعمل الإنساني” الذي يحتفى به في دولة الإمارات في 19 رمضان من كل عام ، والذي يعكس قيم دولة الإمارات في العطاء والتسامح والتعايش، حيث تستمر جهود دولة الإمارات الحثيثة بمناصرة الضعيف وإغاثة المنكوب، وتواصل إرسال المساعدات الغذائية والإغاثية لمختلف أنحاء العالم تتوج بها دبلوماسية الخير وترسّخ مكانتها كعاصمة للإنسانية.

وكانت دولة الإمارات قد افتتحت بتاريخ 7 مارس 2025، مستشفى مادهول الميداني في ولاية شمال بحر الغزال بجنوب السودان، وهو مرفق بسعة 100 سرير يضم عيادات متخصصة، ويخدم نحو مليوني شخص، من بينهم المجتمعات المضيفة والعائدون من جنوب السودان واللاجئون السودانيون.

ويهدف المستشفى إلى تلبية الاحتياجات الصحية العاجلة، خاصة في المناطق التي تعاني من محدودية الخدمات الطبية، ويعتبر هذا المستشفى الثالث الذي تقوم دولة الإمارات بتشييده لتوفير الخدمات الطبية للاجئين السودانيين في دول الجوار، حيث شيّدت مستشفييْن ميدانيّيْن في مدينتي أمدجراس وأبشي في تشاد عالجا حوالي 90 ألف حالة.

وقال معاليه إنه منذ تأسيسها، شكّل الدعم الإنساني وحماية المدنيين وخاصة من المرضى والأطفال وكبار السن والنساء، محوراً رئيسياً في توجهات دولة الإمارات وتبني نهج يعطي الأولوية لمطالب المدنيين ويعالج احتياجاتهم.

كما أكد معاليه على التزام دولة الإمارات الراسخ بدعم الجهود المبذولة لمعالجة هذه الأزمة الكارثية، وبالعمل الجماعي مع الشركاء الإقليميين والدوليين لضمان تحقيق الاستقرار والسلام للشعب السوداني الشقيق.

وأضاف معاليه: “لم يكن تعهدنا خلال المؤتمر الإنساني رفيع المستوى من أجل شعب السودان – المؤتمر الأول بشأن السودان الذي يعقد هذا العام ليحدد المسار للمؤتمرات القادمة التي ستعقد لمساعدة الشعب السوداني- بتقديم 200 مليون دولار خلال المؤتمر مجرد إعلان، بل دعوة للتحرك والمشاركة الدولية”، مشيراً إلى أنه منذ اندلاع الأزمة، قدمت دولة الإمارات 600.4 مليون دولار كمساعدات إنسانية، ليصل إجمالي دعمها للشعب السوداني الشقيق خلال العقد الماضي إلى 3.5 مليار دولار.

كما سيّرت دولة الإمارات 160 طائرة تحمل إمدادات إغاثية، فضلاً عن 12.000 طن من الإمدادات الغذائية والطبية والمواد الإغاثية.

وأكد معالي منغار بوانغ نائب وزير الداخلية في جمهورية جنوب السودان ، أن دولة الإمارات أكدت التزامًا راسخًا بدعم الشعب السوداني، ويجسد تنظيم هذه الزيارة الإنسانية رفيعة المستوى إلى مخيم غوروم للاجئين في مدينة جوبا بجنوب السودان، على حرص دولة الإمارات العربية المتحدة على تعزيز التعاون الدولي والعمل المشترك لتعزيز الاستجابة الإنسانية المقدمة للاجئين والنازحين وتلبية احتياجاتهم الأساسية.

وقال: “إننا ندرك جميعًا خلال هذا اللقاء حجم التحديات التي تواجه اللاجئين والنازحين في جنوب السودان، الذين يحتاجون بشكل عاجل إلى دعم إنساني على مختلف الأصعدة، فهناك حالات تحتاج إلى الأدوية والعلاجات الطبية لحماية أرواحهم، كما أننا نشعر بالأسى بسبب عدم قدرة الكثير من هؤلاء اللاجئين والنازحين على الاحتفاء بأجواء شهر رمضان المبارك بسبب استمرار النزاع في السودان وعدم القدرة على نفاذ المساعدات الإنسانية إليهم بشكل كافٍ”.

من جانبها، توجهت معالي برتوكان أيانو وزيرة الدولة في وزارة الخارجية الأثيوبية، في مستهل كلمتها، بالشكر إلى دولة الإمارات وجنوب السودان على تنظيم هذه الزيارة الإنسانية التي منحتنا جميعًا الفرصة للاطلاع عن قرب على الأوضاع المأساوية التي يعاني منها اللاجئون والنازحون الآن في شهر رمضان.

وأضافت: ” ما نراه الآن مؤلم، ويجب علينا جميعًا أن نعمل من أجلهم ونظهر تعاطفًا معهم، فلا يوجد ما هو أكثر إيلامًا من رؤية كبار السن والأمهات والأطفال نازحين من ديارهم التي دمرتها الحرب، فقدوا حياتهم الطبيعية بدون أي ذنب.

وأكدت معاليها ، أننا نحتاج أيضًا إلى التفكير في اللاجئين والنازحين في مختلف المناطق الذين يعيشون أوضاعًا مزرية.
وأعربت عن امتنانها العميق للمشاركة في هذه المبادرة، مؤكدة التزام بلادها بمواصلة العمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين لتوفير الدعم الإنساني اللازم للاجئين والنازحين.

وجددت شكرها إلى دولة الإمارات على توفير الدعم الإنساني المستدام للاجئين والنازحين، وإلى حكومة جنوب السودان على توفير المأوى لهم، مؤكدة حرصها على مواصلة العمل لتخفيف أعبائهم وتوفير كافة أشكال الدعم الممكنة لهم.

من جانبه، رحب معالي ماندي سمايا كومبا نائب وزير الخارجية في جنوب السودان بجميع الحضور في مدينة جوبا ، متوجهًا بالشكر والتقدير إلى دولة الإمارات على دعمها لمخيم غوروم للاجئين في بادرة تعكس أهمية تعزيز قيم التضامن والتآزر العالمي ومد يد العون للشعوب التي تعاني من الصراعات والأزمات الطارئة.

وأشار إلى أن الأزمة في السودان أدت إلى نزوح ولجوء نحو 1.1 مليون شخص إلى الدول المجاورة ، وهو ما يحتم على الجميع ضرورة العمل يدًا بيد من أجل مد يد العون للجميع والمساهمة في تلبية احتياجاتهم الأساسية لتخفيف معاناتهم .


المصدر: جريدة الوطن

كلمات دلالية: للاجئین والنازحین دولة الإمارات جنوب السودان

إقرأ أيضاً:

“الأدب والنشر والترجمة” تُطلِق النسخة الرابعة من “كتاب المدينة” بمشاركة أكثر من 300 دار نشر

 

البلاد (المدينة المنورة)

انطلقت اليوم، فعاليات النسخة الرابعة من معرض المدينة المنورة للكتاب 2025، الذي تنظمه هيئة الأدب والنشر والترجمة، وتستمر حتى الرابع من أغسطس المقبل، بمشاركة أكثر من (300) دار نشر ووكالة عربية ودولية، موزعة على أكثر من (200) جناح، وذلك في مقر المعرض خلف مركز الملك سلمان الدولي للمؤتمرات والمعارض.

ويقدّم المعرض تجربة ثقافية متنوعة، تتناول موضوعات نوعية تعكس الحراك الثقافي في المملكة، وتلبي اهتمامات الزوّار على اختلاف شرائحهم وميولهم، من خلال مجموعة واسعة من الإصدارات الحديثة في مجالات الأدب والمعرفة والعلوم، إلى جانب برنامج ثقافي حافل يتضمن ندوات، وجلسات حوارية، وورش عمل، وأمسيات أدبية وشعرية، بمشاركة نخبة من المثقفين والخبراء وتنظيم ركن توقيع الكتب الذي يتيح للزوّار فرصة لقاء المؤلفين والتعرّف على تجاربهم الأدبية والفكرية من قرب.

ويشارك في المعرض عدد من الجهات الحكومية والمؤسسات الثقافية والمجتمعية؛ لاستعراض أبرز مبادراتها وبرامجها، بما يعزّز ثقافة القراءة ويحفّز الحوار الثقافي.


ويخصص المعرض منطقة تفاعلية موسّعة للأطفال، تضم ستة أركان رئيسة، تُقدَّم من خلالها محتويات تربوية وتفاعلية متنوعة، تشمل أنشطة تعليمية ومهارية وورش عمل تسهم في تنمية القدرات الإبداعية، إضافة إلى برامج ثقافية تُقدَّم في إطار يجمع بين الترفيه والأدب، بما يعزّز القيم المعرفية والتعليمية لدى الأطفال، ويشجّعهم على التعلّم والقراءة.

وتشمل الفعالية مسرحًا يوميًا يقدّم عروضًا قصصية وتمثيلية، ومنطقتين للانتظار مجهّزتين لراحة الأطفال ضمن بيئة آمنة وجاذبة.

وتُنظَّم ضمن فعاليات المعرض ورش عمل مخصصة لليافعين من الفئة العمرية (11 إلى 15 عامًا)، تتناول أساسيات كتابة القصة، وتوفّر تجارب مستلهمة من الهوية الثقافية السعودية، ضمن مبادرة “عام الحِرف اليدوية السعودي”، بالإضافة إلى أنشطة تطبيقية في مجال الطهي، تهدف إلى صقل المهارات وتحفيز التعلّم من خلال التفاعل المباشر.

يأتي المعرض ضمن مبادرة “معارض الكتاب في السعودية”، وهي إحدى المبادرات الإستراتيجية التي أطلقتها هيئة الأدب والنشر والترجمة، وتهدف إلى تمكين صناعة النشر، وتحفيز الوعي الثقافي والمعرفي، والإسهام في التنمية الاقتصادية وجودة الحياة، بما ينسجم مع مستهدفات رؤية المملكة 2030.

ويُعدّ معرض المدينة المنورة للكتاب المحطة الثانية في سلسلة معارض الهيئة لهذا العام، بعد تنظيم معرض جازان في فبراير الماضي، ويستقبل زوّاره طوال أيامه السبعة من الساعة الثانية ظهرًا وحتى الثانية عشرة منتصف الليل، مقدّمًا لهم تجربة ثقافية متكاملة تحتفي بالكتاب، وتعزّز من مكانة المدينة المنورة على خارطة الفعل الثقافي الوطني.

مقالات مشابهة

  • عمرو دياب يطرح كليب “خطفوني” بمشاركة ابنته جانا
  • الإمارات تواصل الإنزال الجوي للمساعدات، وتُدخل 58 شاحنة لدعم غزة ضمن عملية “الفارس الشهم 3”
  • وزير الثقافة يفتتح “سيمبوزيوم الرسم” بمشاركة عربية في مهرجان جرش
  • عبد الرحمن الصادق المهدي يوجه نصيحة لـ “بن زائد”
  • الإمارات تدين الهجوم الذي استهدف مركبات في ولاية “بلاتو” بنيجيريا
  • افتتاح مهرجان تسوق “صيف طرطوس الأول” بمشاركة أكثر من 84 فعالية متنوعة
  • لجنة ضبط الوجود الأجنبي بجنوب كردفان تعقد اجتماعا بسلاطين جنوب السودان
  • “الأدب والنشر والترجمة” تُطلِق النسخة الرابعة من “كتاب المدينة” بمشاركة أكثر من 300 دار نشر
  • انطلاق فعاليات بازار “أياد منتجة” في دمشق بمشاركة 35 سيدة من مختلف المحافظات
  • أمطار غزيرة في السودان خلال الساعات المقبلة