الخرطوم- باشرت دولتي السودان وجنوب السودان اتصالات لاحتواء بوادر توتر في علاقاتهما إثر اتهام جوبا جارتها الشمالية بترحيل عشرات النساء من رعاياها إلى بلادهن قسرا وحرمانهن من اصطحاب أطفالهن، بينما وعدت الخرطوم بالتحقيق في المزاعم، وأبدت حرصها على علاقات متميزة بينهما.

وأطلقت الحكومة السودانية بالتعاون والتنسيق مع المنظمة الدولية للهجرة في مايو/أيار الماضي حملة ترحيل المهاجرين غير النظاميين في ولاية الخرطوم إلى بلدانهم، ونقل اللاجئين منهم إلى مخيمات في ولايات أخرى بوسط وشرق البلاد.

تواصل دبلوماسي

وأوضح مسؤول في وزارة الخارجية السودانية للجزيرة نت أن وزير الخارجية السوداني محي الدين سالم تلقى، أمس الثلاثاء، اتصالا هاتفيا من نظيره الجنوب سوداني مونداي سيمايا، ناقش خلاله نتائج زيارته إلى الخرطوم مؤخرا، وأوضاع رعايا بلاده في السودان.

وأفاد بأن الوزير سيمايا أبلغ نظيره سالم قلق بلاده لترحيل أكثر من 100 امرأة جنوبية من الخرطوم إلى منطقة جودة الحدودية، ثم الرنك في دولة الجنوب، بطريقة قسرية، ومنع بعضهن من اصطحاب أطفالهن. ورأى أن ذلك لا يراعي العلاقات الأخوية وحسن الجوار بين البلدين.

وبالمقابل، ذكر المسؤول أن وزير الخارجية السوداني أبلغ سيمايا حرص حكومته على علاقات خاصة مع جوبا، وأن السلطات وفَّرت كل الضمانات لترحيل الأجانب المقيمين بطريقة غير قانونية في العاصمة إلى بلادهم، ولم تضعهم في السجون أو تفرض عليهم غرامات مالية، كما وفّرت لهم حافلات لترحيلهم بطريقة آمنة وستحقق في المزاعم بشأن ما حدث للنساء من جنوب السودان.

وكانت سلطات جنوب السودان قد استنكرت ترحيل 106 نساء قسرا من الخرطوم، وقالت السلطات في مقاطعة الرنك بولاية أعالي النيل بجنوب السودان إن السلطات السودانية أبعدت المواطنات الجنوبيات قسرا إلى منطقة وانطو الحدودية، على متن حافلات، ومن بينهن 61 امرأة أُجبرن على ترك أطفالهن في الخرطوم.

نساء تم ترحيلهن من الخرطوم إلى جنوب السودان (وكالات)جوبا ترد

وأوضح محافظ مقاطعة الرنك دينغ لويث، في تصريح بثه تلفزيون جنوب السودان الرسمي عقب وصوله إلى المنطقة الحدودية، أن زيارته هدفت للوقوف على أوضاع المواطنين الجنوبيين الذين أُبعدوا قسرا من ولاية الخرطوم، ومعرفة مصير الأطفال الذين ما زالوا هناك.

إعلان

وقال المحافظ إن السلطات في ولاية الخرطوم اقتادت العشرات من المواطنات الجنوبيات من الشوارع والمنازل إلى مراكز احتجاز، ثم رحّلتهن إلى منطقة وانطو الحدودية في أوضاع إنسانية سيئة، وأن كثيرات منهن تركن أطفالهن دون معرفة مصيرهم، مطالبا السلطات السودانية "باحترام إنسانية المواطنين الجنوبيين المقيمين في السودان، خصوصا في ولاية الخرطوم".

وأضاف أنه وجّه بحجز الحافلات التي نُقل بها المواطنون الجنوبيون من الخرطوم، إلى حين إعادة الأطفال الذين ما زالوا هناك دون ذويهم، مبينا أن المنظمات الإنسانية قدّمت مساعدات طارئة للمبعدين، وأنه وجّه بترحيلهم إلى مدينة الرنك وتنظيم أوضاعهم في مراكز الانتظار.

???? منظمة عيون الحقوقية ????
Eyes Human Rights Organization.

◾️السبت 11 أكتوبر 2025م

???? حكومة جمهورية جنوب السودان تقف علي حال مواطنيها المرحلين قسريا من جمهورية السودان لأسباب عرقية تنافي الأعراف وحسن الجوار وكافة المواثيق الدولية والإنسانية الخاصة بحماية اللاجئين الفارين pic.twitter.com/9SVa8tqkyN

— خالد سلك (@KhalidSelik) October 12, 2025

وطالب المحافظ لويث حكومة الولاية والحكومة الاتحادية في جوبا بضرورة حث حكومة السودان على حسن معاملة المواطنين الجنوبيين المقيمين لديها، وترتيب إجراءات ترحيلهم إلى وطنهم وفقا للمعايير الدولية المتعارف عليها، محمّلا حكومة ولاية الخرطوم مسؤولية الأطفال الذين ما زالوا هناك دون ذويهم، واعتبر أن ما حدث انتهاكا للأعراف الإنسانية.

وعقب الحادث، نشرت خارجية جنوب السودان على صفحتها في فيسبوك عن استقبال الوزير مونداي سيمايا في مكتبه السفيرَ السوداني لدى جوبا عصام محمد كرار، كما أجرى اتصالا هاتفيا مع نظيره السوداني محيي الدين سالم.

وأوضحت الوزارة أن الاتصال بين الوزيرين بحث مسار علاقات البلدين وأوضاع مواطني جنوب السودان في السودان، وسبل تعزيز حماية ورفاهية الجنوبيين في السودان والسودانيين المقيمين في جنوب السودان.

وكان وزير خارجية جنوب السودان زار بورتسودان الأسبوع الماضي، حيث اتفق الطرفان -ضمن قضايا أخرى- على رعاية الجاليات السودانية والجنوب سودانية في الدولتين ومعالجة المشكلات المتعلقة بالهجرة.

السلطات السودانية أطلقت حملة لترحيل المهاجرين غير النظاميين (وكالات)ترحيل الأجانب

وأثار ترحيل السلطات السودانية مئات من رعايا جنوب السودان، بينهم أكثر من 100 امرأة تم فصلُهن عن أطفالهن، موجةَ غضب في الأوساط الشعبية والرسمية بجنوب السودان، عكسته مواقع التواصل الاجتماعي، واعتُبر الحادث انتهاكا صارخا للعلاقات بين البلدين.

وأعلنت لجنة الوجود الأجنبي بولاية الخرطوم، المعنية بتفريغ العاصمة من الوجود الأجنبي غير القانوني واللاجئين، عن وجود أكثر من 38 ألف أجنبي يقيم بطريقة غير قانونية في الولاية.

ونفّذت إدارة مراقبة الأجانب بالإدارة العامة للجوازات والهجرة حتى الأسبوع الماضي 150 حملة لضبط المخالفين، أسفرت عن ضبط 7163 أجنبيا مخالفا من جنسيات مختلفة، وإبعاد 2644 منهم.

كما نظمت اللجنة الرحلة السابعة للإبعاد، التي شملت 240 أجنبيا مخالفا لقوانين الإقامة المشروعة، جرى ترحيلهم إلى دولهم، في حين بلغ عدد اللاجئين الذين تم ترحيلهم من الولاية 3193 أجنبيا إلى معسكرات مجهزة من قبل مفوضية اللاجئين في ولايتي النيل الأبيض والقضارف.

إعلان

وشدد والي الخرطوم أحمد عثمان حمزة على أهمية تنفيذ توجيهات لجنة أمن الولاية وقرار وزير الداخلية بإبعاد الأجانب واللاجئين المخالفين للقوانين السودانية أو توفيق أوضاعهم. مطالبا المفوضية السامية للاجئين للقيام بدورها تجاه اللاجئين والعمل على تقنين أوضاع من يطبق عليه قانون اللجوء وإبعاد المخالفين.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: غوث حريات دراسات السلطات السودانیة ولایة الخرطوم جنوب السودان فی السودان من الخرطوم

إقرأ أيضاً:

«مسيّرات» تستهدف مدن سودانية وسقوط ضحايا في «الخرطوم» و «الدبة»

«»

استهدف سرب من الطائرات المسيّرة فجر اليوم الثلاثاء ولايتي الخرطوم والشمالية، مما أدى إلى وقوع عدد من القتلى والجرحى في شرق النيل والدبة.

الخرطوم _ التغيير

وأفادت مصادر محلية بأن المسيرات حاولت استهداف محطة عد بابكر التحويلية في شرق الخرطوم، وعدد من المواقع التي يتواجد بها قيادات من قوات درع السودان.

وقالت المصادر لـ «التغيير» إن إحدى المسيرات الانتحارية استهدفت الاستراحة التي يُعتقد وجود قائد قوات درع السودان، اللواء أبوعاقلة كيكل فبها.

وأوضحت المصادر أن طائرة مسيرة سقطت في منزل الدكتور صديق عثمان الفكي، مالك مجموعة صيدليات الفاروق، ما أدى إلى استشهاده هو وابنه، وإصابة اثنين من أبنائه.

وأكدت المصادر أن مسيرة أخرى استهدفت منزل الرشيد عثمان، القيادي بقوات درع السودان.

و تداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي فيديو يظهر استهداف مسيرة لمنزل يُستخدم كاستراحة في منطقة عد بابكر، الواقعة في محلية شرق النيل شرقي الخرطوم.

وفي الأثناء، أفادت مصادر «التغيير» بأن المسيرات استهدفت مقر القوة المشتركة وجهاز المخابرات العامة في مدينة الدبة بالولاية الشمالية شمالي البلاد، ما أدى إلى مقتل عدد من أفراد القوات النظامية ومواطنين.

إلى ذلك، أوضح إعلام محلية الدبة، بأن ما وصفتها بمليشيا الدعم السريع، استهدفت فجر اليوم مدينة الدبة بمسيرة استراتيجية مما أدى إلى استشهاد  5 أشخاص وعدد من الجرحى بكلية الهندسة.

وقال رئيس اللجنة الأمنية والمدير التنفيذي لمحلية الدبة محمد صابر كشكش إن “المليشيا الإرهابية ما زالت تستهدف الأعيان المدنية” على حد قوله.

و قال إن مثل هذه الجرائم الإرهابية لن تثنينا عن دعم القوات المسلحة، بل تزيدنا قوة وإصرار لاقتلاع هذه المليشيات التي تروع وتستهدف المدنين و لم تراعي للقوانين الدولية.

ومنذ اندلاع الحرب في منتصف أبريل 2023، استخدم طرفا النزاع في السودان الطيران الحربي والطائرات المسيرة الانتحارية والاستراتيجية في هجمات استهدفت المواقع العسكرية والبنية التحتية وتجمعات المدنيين، مما أدى إلى سقوط مئات الضحايا من المدنيين.

الوسومطائرات مسيرة استهداف شرق النيل قتلى و جرحى كيكل مدينة الدبة

مقالات مشابهة

  • وزير الخارجية الأسبق: القمة المصرية السودانية بحثت جهود وقف الحرب
  • سد النهضة يعود للواجهة.. قمة القاهرة والخرطوم تكشف أوراقاً خطيرة قبل لقاء واشنطن
  • هريدي: القمة المصرية السودانية بحثت جهود وقف الحرب في السودان والتحضير لاجتماع واشنطن
  • الصحة تكشف عن تسجيل 50 ألف إصابة بالملاريا في السودان
  • اجتماع بين البرهان والسيسي بالقاهرة يؤكد على دور «الرباعية» لحل الأزمة السودانية
  • لليوم الثاني على التوالي .. طائرات مسيرة تستهدف العاصمة السودانية الخرطوم
  • «مسيّرات» تستهدف مدن سودانية وسقوط ضحايا في «الخرطوم» و «الدبة»
  • ألف شرطي و10 آلاف متظاهر.. إيطاليا تستعد لمواجهة "ملتهبة" بين الأزوري وإسرائيل
  • سلطات الخرطوم تبعد أكثر من «100» مواطنة من جنوب السودان