انتصار الصفدي… حكاية معلمة متقاعدة تواصل العطاء بمشروع بيئي هادف
تاريخ النشر: 20th, March 2025 GMT
السويداء-سانا
جسدت المعلمة انتصار الصفدي استمرارية وتواصل العطاء بعد سن التقاعد، عبر استثمار وقت فراغها بتأسيس مشروع يبدو بظاهره عملاً يدوياً فنياً، لكن بمحتواه رسالة لكل سيدة، للحفاظ على البيئة، ونشر قيم الجمال.
المعلمة انتصار وبعد نحو 39 عاماً أمضتها في تدريس التلاميذ، لم ينل غبار التعب من عزيمتها، وإصرارها للقيام بمشروعها، وما يتطلب من دقة وتركيز، وذلك رغم معاناتها من آلام الديسك والأعصاب، واقترابها من سن السبعين، كما ذكرت خلال حديثها لمراسل سانا.
ويعتمد مشروع المعلمة انتصار، كما بينت، على استثمار أي شيء قابل للتلف، ويشكل خطراً على البيئة والأطفال في المنزل، لإعادة تدويره بالوسائل الموجودة لديها، وتوظيفه بمجسمات يمكن الاستفادة منها، أو اقتناؤها كتحف، وهدايا.
انتصار التي تؤمن بأن العمل لا يرتبط بعمر، وهو مستمر لنهاية الحياة تلفت النظر إليها بكيفية استثمار ما هو تالف من الأواني القديمة، وبقايا بذور النباتات، وأشواك الطعام، والأغطية المعدنية، والقوارير المختلفة، وغيرها الكثير من الأشياء.
ولا يقتصر عمل المعلمة انتصار على إعادة الروح لكل شيء بالٍ أو قديم، بل تبدع في القيام بتعتيق الأشياء البالية بعد إعادة تدويرها بألوان ذهبية، وفضية ملفتة للانتباه.
ما تقوم به المعلمة انتصار المنحدرة من بلدة عرى بريف محافظة السويداء الجنوبي الغربي لا يحمل أي هدف مادي، كما ذكرت، بل دعوة لتشجيع النساء للاستفادة من مخلفات البيئة، وإعادة تدويرها، مبديةً استعدادها لتدريب من يرغب منهن بذلك دون أي مقابل.
ويتماشى مشروع المعلمة انتصار مع اهتماماتها بالزراعة، بحيث تزين محيط منزلها بعشرات النباتات، والأشجار، كما لديها طموح بالأيام القادمة لاتباع دورة بكيفية التعامل مع الصلصال للقيام بتصنيع خوابي المياه.
ووفقاً للمهتمة بالعمل اليدوي كارميلندا رسلان من فريق الغصن العتيق بمحافظة السويداء، فإن المعلمة انتصار تركت بصمة كمثال يحتذى به بين النساء بكيفية استثمار وقتها، وتم إشراكها مؤخراً بأول معرض لها مع الفريق، بحيث لفتت الأنظار في كيفية تعاطيها مع المواد التالفة، وتحويلها إلى قطع تنطق بجمالها، إضافة لتميزها بالتعتيق لهذه القطع، ونجاحها كذلك بتوظيف سنابل القمح بلوحات، ومجسمات جميلة.
المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء
إقرأ أيضاً:
استثمار تكنولوجى
زيارة الدكتور عمرو طلعت، وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، لمحافظة الدقهلية تمثل أكثر من مجرد جولة تفقدية لمشروعات تكنولوجية، إنها انعكاس لرؤية الدولة فى بناء مصر الرقمية عبر تمكين الشباب والمواطنين من أدوات العصر الحديث، وتعزيز فرص العمل، ورفع كفاءة الخدمات الحكومية.
اللقاء مع اللواء طارق مرزوق، محافظ الدقهلية، وتفقد مشاريع مثل إحلال الشبكة النحاسية بالألياف الضوئية، يوضح مدى التركيز على تطوير البنية التحتية الرقمية لتلبية احتياجات المواطنين وتوسيع نطاق الخدمات الحكومية والمالية الرقمية.
الخطوات التى اتخذت لتحويل أكثر من 118 ألف عميل فى المرحلة الأولى إلى شبكة الألياف الضوئية تعكس التزام الحكومة بتقديم خدمات عالية الجودة، من التعليم عن بُعد إلى الحكومة الإلكترونية، بما يواكب التحول الرقمى العالمي.
هذه الجهود لم تتوقف عند البنية التحتية، بل امتدت لدعم الكفاءات المحلية عبر مؤسسات تعليمية مثل مدرسة WE للتكنولوجيا التطبيقية، ومراكز إبداع مصر الرقمية «كريتيفا»، لتأهيل جيل جديد من المهنيين القادرين على المنافسة فى سوق العمل العالمي.
الشراكات الدولية مثل شركة القمم (qTech) السعودية، التى وفرت وظائف لحوالى 200 مهندس وشاب مصرى، تؤكد قدرة مصر على جذب الاستثمار فى قطاع تكنولوجيا المعلومات، وتحويلها إلى مركز إقليمى لتصدير الخدمات الرقمية.
المبادرات المحلية أيضاً، مثل تدريب 1000 شاب وفتاة على مهارات البرمجة والذكاء الاصطناعي، وتمكين 50 سيدة عبر التسويق الرقمي، تظهر التوجه نحو الشمولية الاقتصادية والاجتماعية، وجعل التكنولوجيا أداة للتمكين.
ما يلفت النظر هو منظومة التشخيص عن بُعد فى قطاع الصحة، والتى استفاد منها أكثر من 100 ألف حالة خلال عامى 2023 و2024 فى الدقهلية وحدها، هذا يؤكد قدرة التحول الرقمى على تحسين جودة الخدمات الطبية، خاصة فى المناطق البعيدة، وتقديم استشارات دقيقة وسريعة للمواطنين، وهو ما يترجم خطط الدولة إلى نتائج ملموسة على أرض الواقع.
مراكز إبداع مصر الرقمية تمثل نموذجاً حياً لكيفية تحويل الفكر الرقمى إلى تطبيق عملي، من خلال دعم المشاريع الناشئة والتدريب المستمر، يتمكن الشباب من إطلاق حلول مبتكرة فى مجالات مثل الذكاء الاصطناعي، وعلاج اضطرابات النطق، وتأهيل الأطفال ذوى الاحتياجات الخاصة، هذه المبادرات تثبت أن التحول الرقمى ليس مجرد أدوات تقنية، بل استراتيجية شاملة لبناء قدرات بشرية، وإعداد كوادر تمتلك المهارات المطلوبة لمواجهة تحديات المستقبل.
فى النهاية، تجربة الدقهلية تظهر أن التحول الرقمى الحقيقى هو الذى يربط بين البنية التحتية، التعليم، الاستثمار، والخدمات الاجتماعية، مصر تسير اليوم بخطى واثقة نحو مجتمع رقمى متكامل، حيث يصبح المواطن محور كل جهود الحكومة، والشباب هم أبطال هذا التحول، قادرين على تحويل المعرفة الرقمية إلى فرص حقيقية للنمو والابتكار.