شن طيران الاحتلال الإسرائيلي، الخميس، غارات جوية على مناطق في جنوب وشرق لبنان، في إطار إمعانه في خرق لوقف إطلاق النار.

وأفادت وكالة الإعلام اللبنانية الرسمية بأن الطيران الإسرائيلي أطلق أربعة صواريخ استهدفت المنطقة الواقعة بين بلدات جباع وزحلتي وسنيا في قضاء جزين جنوب لبنان. 

كما أغار على منطقة الشعرة في بلدة جنتا بقضاء بعلبك شرق لبنان.

ولم ترد أنباء فورية عن وقوع إصابات.

وقال الرئيس اللبناني ميشال عون، الأربعاء، إن الاحتلال الإسرائيلي رفض الاقتراحات التي قدمتها بيروت للانسحاب من التلال الخمس اللبنانية، ولا تزال تحتجز عددًا من الأسرى اللبنانيين.

 وأضاف عون خلال استقباله وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك: "استمرار احتلال إسرائيل أراضي وتلال في الجنوب اللبناني يعرقل تنفيذ القرار 1701 ويتناقض مع اتفاق وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه في تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي".


وكان من المفترض أن يكمل الاحتلال انسحابه الكامل من جنوب لبنان بحلول فجر 26 كانون الثاني/يناير الماضي، وفقًا لاتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ في 27 تشرين الثاني/نوفمبر 2024، لكنها طلبت تمديد المهلة حتى 18 شباط/فبراير الماضي. 
 
ورغم انقضاء فترة التمديد، يواصل الاحتلال المماطلة بالإبقاء على وجوده في خمس تلال داخل الأراضي اللبنانية على طول "الخط الأزرق"، دون أن يعلن موعدًا رسميًا للانسحاب منها.

وأكد الرئيس اللبناني أن "الجيش اللبناني، الذي انتشر في كل الأماكن التي انسحبت منها إسرائيل، يقوم بواجبه كاملاً في بسط الأمن ومصادرة الأسلحة بأنواعها". 

وأضاف: "لا تزال المساعي الدبلوماسية والمفاوضات مستمرة من أجل إيجاد حل جذري لهذه المسألة"، مشيرًا إلى أن "إسرائيل لا تزال تحتفظ بعدد من الأسرى اللبنانيين ولم تسلم سوى خمسة منهم، علماً أن لبنان مصر على استعادة جميع الأسرى الذين اعتقلتهم إسرائيل مؤخرًا".

ويزعم الاحتلال الإسرائيلي أن بقاءه في تلك التلال يرجع إلى عدم قيام الجيش اللبناني بواجباته كاملة ضمن اتفاق وقف إطلاق النار، وعدم قدرته على ضبط الأمن على طول "الخط الأزرق"، وهي حجج تنفيها بيروت.


يُذكر أن الاحتلال بدأ عدوانه على لبنان في 8 تشرين الأول/أكتوبر 2023، وتحول إلى حرب واسعة في 23 أيلول/سبتمبر 2024، ما خلّف 4115 شهيدا و16 ألف و909 جرح، بينهم عدد كبير من الأطفال والنساء، بالإضافة إلى نزوح نحو مليون و400 ألف شخص. 

ومنذ سريان اتفاق وقف إطلاق النار، ارتكب الاحتلال 1188 خرقًا له، ما أسفر عن استشهاد 94 شخصًا وإصابة 297 آخرين على الأقل، استنادًا إلى بيانات رسمية لبنانية حتى الاثنين الماضي.
 
وتنصل الاحتلال من استكمال انسحابها من جنوب لبنان بحلول 18شباط/فبراير الماضي، خلافًا للاتفاق، حيث نفذ انسحابًا جزئيًا ويواصل احتلال خمسة مواقع لبنانية رئيسية ضمن مناطق احتلتها خلال الحرب الأخيرة. 

كما شرع مؤخرًا في إقامة شريط حدودي يمتد لكيلومتر أو اثنين داخل الأراضي اللبنانية، وفقًا لرئيس البرلمان اللبناني نبيه بري.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية سياسة عربية الاحتلال لبنان عون بيربوك الجنوب لبنان الاحتلال الجنوب عون بيربوك المزيد في سياسة سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة وقف إطلاق النار

إقرأ أيضاً:

اتفاق السلام بين أذربيجان وأرمينيا.. صفحة جديدة في تاريخ جنوب القوقاز

في 8 أغسطس/آب 2025، شهد البيت الأبيض توقيع اتفاق سلام "تاريخي" بين أذربيجان وأرمينيا، برعاية الرئيس الأميركي دونالد ترامب، وضع حدا لأطول نزاع عرفته منطقة القوقاز منذ انهيار الاتحاد السوفياتي عام 1991.

وحضر مراسم التوقيع رئيس أذربيجان إلهام علييف ورئيس وزراء أرمينيا نيكول باشينيان، في خطوة وصفت بأنها "تحول إستراتيجي" في المشهد الجيوسياسي للمنطقة.

السياق التاريخي

يعود النزاع بين أذربيجان وأرمينيا إلى أوائل تسعينيات القرن الـ20، بعد انهيار الاتحاد السوفياتي وبروز النزاع على إقليم ناغورني قره باغ ذي الأغلبية الأرمينية داخل الأراضي الأذرية، والذي دعمت أرمينيا انفصاله عن أذربيجان.

وفي عام 1992 اندلع أول نزاع مسلح واسع النطاق بين الطرفين، وانتهى عام 1994 باتفاق لوقف إطلاق النار بوساطة روسية، وبقي الإقليم والمناطق المحيطة به تحت سيطرة القوات الأرمينية، إلا أن التوتر ظل قائما رغم الهدنة، إذ استمرت مناوشات متفرقة على مدى عقدين.

وفي أبريل/نيسان 2016، شهدت المنطقة ما عُرف بـ"حرب الأيام الأربعة"، وهي مواجهة عسكرية عنيفة أسفرت عن مئات القتلى وأعادت النزاع إلى واجهة الاهتمام الدولي، قبل أن يشهد الصراع منعطفا خطيرا خريف عام 2020 عندما اندلعت حرب استمرت 44 يوما، وانتهت باتفاق لوقف إطلاق النار، سمح لأذربيجان باستعادة مساحات واسعة من إقليم ناغورني قره باغ والمناطق المحيطة به، مع نشر قوات حفظ سلام روسية في المنطقة.

ورغم هذا الاتفاق استمرت الاشتباكات الحدودية بين عامي 2021 و2022 وسط تبادل الاتهامات بخرق الهدنة. وفي سبتمبر/أيلول 2023 نفذت أذربيجان عملية عسكرية خاطفة في ناغورني قره باغ دفعت جميع الأرمن المتبقين في الإقليم البالغ عددهم 100 ألف تقريبا إلى الفرار لأرمينيا، وأدت إلى استسلام القوات الأرمنية المحلية وانسحابها، ما أتاح لباكو فرض سيطرة كاملة على الإقليم.

وعمّق هذا التحول الميداني فجوة الخلافات السياسية بين البلدين وأبقى حالة العداء قائمة. وبعد ذلك تصاعدت الضغوط الأميركية والأوروبية لدفع الطرفين نحو حل نهائي للصراع بينهما.

إعلان

وتُوجت تلك الجهود في الثامن من أغسطس/آب 2025 بتوقيع اتفاق سلام وصف بـ"التاريخي" في واشنطن برعاية أميركية، أنهي رسميا أكثر من 3 عقود من النزاع المسلح والعداء السياسي بين أذربيجان وأرمينيا.

وساطات سابقة

منذ اندلاع النزاع المسلح بين أرمينيا وأذربيجان مطلع تسعينيات القرن الـ20، شكلت الوساطات الدولية أداة رئيسية لمحاولة احتواء الصراع.

وساطة روسية

وكانت أولى هذه الجهود في عام 1994 بوساطة روسية، أسفرت عن توقيع اتفاق لوقف إطلاق النار في موسكو، نجح في إنهاء الحرب الأولى بين الطرفين، إلا أنه لم يضع أساسا لتسوية نهائية للصراع.

وظلت الوساطة الروسية حاضرة بقوة في الكثير من المحطات التفاوضية بين الطرفين، في إطار مجموعة مينسك التي تم تأسيسها لهذا الهدف.

دور مجموعة مينسك

وبرز دور مجموعة مينسك (أسستها منظمة الأمن والتعاون في أوروبا عام 1992) برئاسة ثلاثية تضم كلا من روسيا والولايات المتحدة وفرنسا أواخر العقد الأخير من القرن العشرين.

تبنت المجموعة مبادرات عدة لتسوية النزاع، فقدمت من أجل ذلك في عام 1997 مقترحين متوازيين، تمثل الأول فيما سمي بـ"خطة الخطوات المتتابعة"، ودعت من خلاله إلى انسحاب تدريجي للقوات الأرمينية من المناطق المحيطة بالإقليم، مقابل خطوات لبناء الثقة وترك مسألة الوضع النهائي لمرحلة لاحقة.

أما المقترح الثاني فهو "الحزمة الكاملة" واقترحت بموجبه حلا شاملا يحدد الوضع السياسي للإقليم بالتوازي مع الانسحاب العسكري، إلا أن أيا من المقترحين لم يكن محل اتفاق بين الطرفين.

وفي الإطار نفسه جرت مفاوضات "كي ويست" في فلوريدا عام 2001 برعاية أميركية، وطُرح آنذاك مقترح جديد يقضي بتبادل أراض ومنح الإقليم المتنازع عليه وضعا خاصا داخل أذربيجان بضمانات دولية، إلا أن المفاوضات تعثرت متأثرة بضغوط داخلية تمثلت أساسا في الرفض الشعبي في كلا البلدين لأي تنازلات.

وفي 2007 عادت المجموعة وطرحت مبادرة أخرى عرفت بـ"مبادئ مدريد"، وأصبحت الإطار الأكثر تداولا في جهود الوساطة بين الطرفين، واقترحت المبادرة إعادة المناطق المحيطة بالإقليم إلى أذربيجان، وضمان ممر يربطها بأرمينيا، وتحديد الوضع النهائي عبر استفتاء أو آلية قانونية، إضافة إلى توفير ضمانات أمنية لعودة اللاجئين.

وجرى تحديث لهذه المبادئ عام 2009، أضيفت بموجبه ترتيبات أمنية ونشر قوات حفظ سلام، لكنها بقيت دون تنفيذ حتى انهارت المفاوضات إثر حرب 2020.

في أبريل/نيسان 2016، وبعد "حرب الأيام الأربعة"، تدخلت روسيا مجددا عبر محادثات في موسكو وفيينا، لكنها اكتفت بإعادة تثبيت وقف إطلاق النار من دون معالجة القضايا السياسية العالقة.

وبعد حرب 2020، قادت موسكو وساطة مباشرة أسفرت عن اتفاق جديد لوقف إطلاق النار، تضمن انتشار قوات حفظ سلام روسية في الإقليم، إلا أن هذا الإجراء لم يمنع تجدد الاشتباكات لاحقا.

دور تركي

وفي ظل تراجع دور مجموعة مينسك وفقدان الثقة في الوساطة الروسية، بدأت تركيا في لعب دور داعم لأذربيجان، في حين ظلت محاولات الاتحاد الأوروبي محدودة التأثير.

وبعد سيطرة أذربيجان الكاملة على ناغورني قره باغ في سبتمبر/أيلول 2023، دخل النزاع مرحلة جديدة جعلت التسوية الشاملة أكثر إلحاحا، إلا أن غياب إطار وساطة موحد يلقى قبول الطرفين معا أبقى الوضع معلقا.

إعلان وساطة أميركية

استمر الوضع كذلك إلى أن فرضت الولايات المتحدة نفسها وسيطا رئيسيا لحل النزاع عام 2025، مستفيدة من ضعف حضور روسيا بسبب انشغالها بالحرب على أوكرانيا، ورغبة الطرفين في كسر الجمود الذي طبع الملف لسنوات.

تُوجت هذه الجهود بتوقيع اتفاق السلام في واشنطن يوم 8 أغسطس/آب 2025، والذي أنهى رسميا حالة الحرب المستمرة منذ أكثر من 3 عقود.

أبرز بنود اتفاق السلام

يتكون اتفاق السلام بين جمهوريتي أذربيجان وأرمينيا من 8 بنود رئيسية، وفيما يلي أبرز مضامينه:

وقف شامل ودائم للأعمال العدائية، والتزام الطرفين بإنهاء كل أشكال القتال والامتناع عن أي أعمال عسكرية أو استفزازية عبر الحدود. إعادة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين وفتح السفارات والقنصليات، واستئناف العلاقات الرسمية بعد انقطاع دام عقودا. احترام الحدود والسيادة واعتراف متبادل بالحدود المعترف بها دوليا، وعدم المطالبة بأراض خارجها. فتح ممر زنغزور الذي سمي بـ "طريق ترامب للسلام والازدهار الدولي" ، وهو ممر بري يربط أذربيجان بإقليم نخجوان الأذري عبر الأراضي الأرمينية، والاتفاق على خضوعه لإشراف أميركي مدة 99 عاما. الانسحاب من مجموعة مينسك وإنهاء دورها التفاوضي في النزاع. تعزيز التعاون الأمني والعسكري مع الولايات المتحدة في مجالات الدفاع والتدريب العسكري. إطلاق مشاريع اقتصادية وبنى تحتية مشتركة للنقل والطاقة والاتصالات تربط جنوب القوقاز بتركيا وآسيا الوسطى وأوروبا. تشكيل لجنة أميركية-أذرية-أرمينية مشتركة للإشراف على تنفيذ الاتفاق وتسوية أي خلافات قد تنشأ.

مقالات مشابهة

  • شهداء وإصابات جرّاء غارات الاحتلال الإسرائيلي على غزة وخان يونس
  • اتفاق السلام بين أذربيجان وأرمينيا.. صفحة جديدة في تاريخ جنوب القوقاز
  • ماكرون: على إسرائيل وقف إطلاق النار في غزة وإنهاء الحرب فورا
  • الجيش الإسرائيلي يواصل انتهاكاته بجنوب لبنان رغم اتفاق وقف إطلاق النار
  • رغم اتفاق وقف إطلاق النار .. جيش الاحتلال يواصل انتهاكاته بجنوب لبنان
  • الاحتلال الإسرائيلي يوسّع اعتداءاته على جنوب لبنان
  • سقوط شهيد في غارة للاحتلال الإسرائيلي على مركبة جنوب لبنان
  • شهداء وجرحى من الجيش اللبناني جراء انفجار ذخائر من مخلفات الاحتلال
  • توغل إسرائيلي واسع في جنوب سوريا وإقامة حواجز عسكرية قرب خط وقف إطلاق النار
  • قتلى وجرحى بصفوف الجيش اللبناني إثر انفجار ذخائر إسرائيلية جنوب لبنان