وساطة قطر تحيي آمال التوصل إلى حل بين رواندا والكونغو الديمقراطية
تاريخ النشر: 21st, March 2025 GMT
في مفاجأة دبلوماسية، اجتمع الرئيسان الرواندي بول كاغامي والكونغولي فيليكس تشيسيكيدي الثلاثاء الماضي في العاصمة القطرية الدوحة، تحت رعاية أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني.
وجاء اللقاء في إطار محاولة لإيجاد حلول للنزاع المستمر في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية، حيث تتهم رواندا بدعم حركة التمرد "إم 23".
وفي هذا الصدد، أجرت إذاعة فرنسا الدولية حوارا مع بنيامين أوغي، الباحث المشارك في مركز أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى التابع للمعهد الفرنسي للعلاقات الدولية، الذي اعتبر أن قطر قامت بخطوة دبلوماسية لافتة، وتدين الدوحة بهذا إلى العلاقات الجيدة التي تحافظ عليها مع كل من رواندا وجمهورية الكونغو الديمقراطية في وقت واحد.
وأشار الباحث بنيامين أوغي إلى أن قطر تعمل على هذا الملف منذ سنوات، فقد عُقدت لقاءات عدة منذ بداية عام 2023 في كل من قطر وباريس، تحت رعاية أمير قطر والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، لكنها لم تفض إلى نتائج ملموسة حتى الآن.
وقال إن قطر تتميز برغبتها المستمرة في تسهيل الحوار بين الأطراف المتنازعة، بما يتناغم مع سياستها الخارجية الهادفة إلى تقديم نفسها كوسيط محايد في النزاعات الدولية.
إعلان لماذا قطر؟يرى أوغي أن اهتمام قطر المتزايد بكل من رواندا وجمهورية الكونغو الديمقراطية يعود إلى متانة العلاقات الاقتصادية بين الدوحة ودولتي وسط أفريقيا. ففي رواندا، تستعد قطر لتنفيذ أكبر استثمار لها في القارة، من خلال بناء مطار دولي جديد في ضواحي العاصمة كيغالي تصل قيمته إلى 1.6 مليار دولار.
أما في جمهورية الكونغو الديمقراطية، فأبدت الدوحة اهتماما كبيرا بتطوير مشاريع البنية التحتية في مجالي الموانئ والمطارات، مما يُعزّز من حضورها الاقتصادي في البلاد. وهكذا، فإن هذا التوازن في العلاقات السياسية والاقتصادية جعل من قطر طرفا فاعلا قادرا على جمع الجانبين على طاولة الحوار.
وتعد قطر، وفقًا لأوغي، دولة لا تحمل أجندات سياسية خفية، وذلك يمنحها مصداقية كوسيط نزيه. ويضيف أن قطر لا تكتفي بتوفير أرضية ملائمة للمفاوضات، بل تسعى أيضا لتقديم الموارد المالية اللازمة لدعم الحوار، فإذا تطلب الأمر استثمارات إضافية في كيغالي أو كينشاسا فإن قطر مستعدة لتقديم الدعم، وهو ما يعكس التزامها بالمضي قدما في العملية، حتى إن استغرقت وقتا طويلا.
وعلى الرغم من أن البيان الصادر عن قمة 18 مارس/آذار لم يحمل جديدا كبيرا مقارنة بالبيانات السابقة، فإن الوساطة القطرية قد تلعب دورا محوريا في تنسيق الجهود المختلفة القائمة في القارة الأفريقية، على غرار جهود الاتحاد الأفريقي، وجماعة شرق أفريقيا، والجماعة الإنمائية للجنوب الأفريقي.
فقطر، حسب أوغي، لا تسعى لتولي زمام المبادرة أو منافسة هذه الأطراف، بل تركز على تعزيز التنسيق فيما بينها، بهدف تسهيل التوصل إلى اتفاق حقيقي بين الجانبين.
قطر وأفريقيافي السابق، سعت قطر إلى توسيع دورها كوسيط في عدد من النزاعات الأفريقية، مثل النزاع في دارفور وجهود التهدئة في تشاد. ويشير أوغي إلى أن الدوحة خفّفت من وتيرة حضورها في القضايا الأفريقية مؤخرا، نتيجة انشغالها بملفات إقليمية ودولية، في مقدمتها الوضع في غزة.
إعلانومع ذلك، تبقى قطر على استعداد للتدخل متى طُلب منها ذلك، كما حدث في حالة النزاع بين رواندا وجمهورية الكونغو الديمقراطية.
وبغض النظر عن نتائج الوساطة الحالية، تظل قطر، وفقًا للباحث بنيامين أوغي، لاعبا مهما في جهود حل النزاع بين جمهورية الكونغو الديمقراطية ورواندا. فقد تمكنت من جمع الزعيمين في وقت فشلت فيه العديد من المبادرات الأخرى، مما يدل على قدرتها على تقديم نفسها كوسيط محايد وفعّال في القضايا الدولية.
ومع استمرار الأزمة في شرق الكونغو، فإن الوساطة القطرية قد تُشكّل مفتاحًا لحل هذا النزاع الطويل الأمد، شريطة ترجمة أي اتفاق يُتوصل إليه إلى خطوات عملية ملموسة على الأرض.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات رمضان الکونغو الدیمقراطیة
إقرأ أيضاً:
كاغامي يلتقي مستشار ترامب لأفريقيا لبحث أمن المنطقة
التقى الرئيس الرواندي بول كاغامي بالمستشار الأميركي لشؤون أفريقيا مسعد بولس في العاصمة كيغالي، لبحث جهود إحلال السلام وتعزيز الأمن في منطقة البحيرات العظمى، وسط استمرار التوتر بين رواندا وجمهورية الكونغو الديمقراطية.
وقالت الرئاسة الرواندية في بيان على منصة "إكس" إن المحادثات "تركزت على الجهود الجارية لدفع مسار السلام في منطقة البحيرات العظمى، والتزام رواندا المستمر بتحقيق الأمن والاستقرار الدائمين".
ويأتي اللقاء بعد سلسلة اجتماعات سابقة بين كاغامي وبولس، كان آخرها في أبريل/ نيسان الماضي بقرية أورغويرو الرئاسية، حيث ناقشا قضايا الأمن الإقليمي والاستثمارات الأميركية في رواندا.
President Kagame met with Massad Boulos, U.S. Senior Advisor for Africa @US_SrAdvisorAF. Their discussions focused on ongoing efforts to advance peace in the Great Lakes region, and Rwanda’s continuous commitment to lasting peace and security. pic.twitter.com/TMa8CV29nq
— Presidency | Rwanda (@UrugwiroVillage) October 9, 2025
اتفاق سلام متعثروفي مايو/ أيار الماضي، بحث الجانبان مشروع اتفاق سلام بين رواندا والكونغو الديمقراطية، وقّعه لاحقاً وزيرا خارجية البلدين في يونيو/ حزيران بوساطة أميركية.
وتضمّن الاتفاق بنودا تتعلق بتفكيك مليشيا "القوات الديمقراطية لتحرير رواندا" التي تتهم كيغالي كينشاسا بدعمها، غير أن الاتفاق لم يحقق حتى الآن نتائج ملموسة على الأرض.
ويأتي لقاء الخميس بعد أسابيع من مباحثات جمعت وزير الخارجية الرواندي أوليفييه ندهونغيريهي مع بولس على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، حيث ناقشا تنفيذ اتفاق السلام وتعزيز التعاون الاقتصادي الإقليمي.
سياق إقليمي معقدتتزامن هذه التحركات مع تصاعد الضغوط الدولية على كيغالي وكينشاسا لإنهاء حالة العداء المستمرة منذ سنوات، والتي تغذيها اتهامات متبادلة بدعم جماعات مسلحة عبر الحدود.
إعلانويرى مراقبون أن الدور الأميركي المتنامي يعكس رغبة واشنطن في منع انزلاق المنطقة إلى صراع أوسع يهدد استقرار وسط أفريقيا.