دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- يبلغ ارتفاع مبنى إمباير ستيت حوالي 38.1 سنتيمترًا، في حين يبلغ ارتفاع تمثال الحرية أقل بقليل من 5 سنتيمترات من دون قاعدته. وبهذا المقياس، حتى النمل سيكون ضخمًا جدًا كي  يُمثل الناس في الشوارع بالأسفل.

هذه المجسّمات المصغّرة الواقعية للمعالم الشهيرة موجودة على البانوراما التي تبلغ مساحتها 867،25 مترًا مربعًا، وتجسّد أكبر نموذج لمدينة نيويورك، وقد بُني يدويًا بدقة عالية بمقياس 1:1,200.

 

وللنموذج مترامي الأطراف غرفة خاصة في متحف كوينز، حيث تم تركيبه لأول مرة في ستينيات القرن الماضي، ويدور برقة بين إضاءة النهار والليل، فيما يُمنح الزوار على الممرات الزجاجية إطلالة بانورامية على جميع أحياء المدينة الخمسة.

وبعد الاحتفال بالذكرى الستين للنموذج، العام الماضي، نشر المتحف كتابًا جديدًا يقدم نظرة من خلف الكواليس على كيفية صنع البانوراما. كما عُرضت في المتحف لقطات أصلية لآخر تحديث رئيسي للنموذج، الذي اكتمل العام ١٩٩٢، كجزء من فيديو مدته ١٢ دقيقة يتضمن مقابلات مع بعض المُجدِّدين.

 رافقت لين ماليسزيوسكي، مساعدة مدير الأرشيف والمجموعات في متحف كوينز،  CNN بزيارة إلى بانوراما في مطلع مارس/ آذار، وأعربت عن أملها بأن يساعد الكتاب والفيديو على جذب المزيد من الزوار، والانتباه إلى الجهد الكبير الذي بُذل في بناء النموذج، أكثر من ١٠٠ عامل بدوام كامل، من يوليو/ تموز ١٩٦١ إلى أبريل/ نيسان ١٩٦٤.

ولفتت ماليسزيوسكي: "أحيانًا عندما أدخل إلى هنا، تنتابني القشعريرة، لأن هذا النموذج يُجسّد الأحلام، والآمال، والعائلة، والنضال، واليأس، والحماس.. كل جانب من جوانب المشاعر الإنسانية موجود هنا (في نيويورك) في ذات الوقت. إنه يُظهر لنا أشياء لا يُمكنك إدراكها وأنت على أرض الواقع".

منظر جوي لـ"بانوراما مدينة نيويورك" عندما بُنيت في الأصل العام 1964. كان متحف كوينز، الذي تأسس العام 1972، مبنى مدينة نيويورك الذي كان الجناح الرسمي للمدينة خلال المعرض العالمي 1964-1965.Credit: Ben Cohen/Gift of the New York City Parks Archive الهدف الأساسي

بُنيت بانوراما في الأصل لمعرض نيويورك العالمي العام ١٩٦٤، الذي كان آنذاك أكبر معرض دولي في الولايات المتحدة، وكان يهدف إلى تسليط الضوء على ابتكارات المدينة. 

أشرف على المعرض روبرت موزس، مخطط المدن المؤثر والمعروف، والذي تسببت مشاريعه للطرق السريعة في نزوح مئات الآلاف من سكان نيويورك. عندما كُلّف موزس ببناء بانوراما كانت تحتوي على أجزاء قابلة للإزالة وإعادة تصميمها بغية تحديد أنماط حركة المرور الجديدة وتصاميم الأحياء، فرأى فيها فرصةً لاستخدامها كأداة تخطيط للمدينة.

بُني النموذج وعُدِّل أساسًا، بهامش خطأ أدنى من 1%، وحُدِّث مرات عدّة قبل تسعينيات القرن الماضي، إلا أنه  مُجمَّد الآن في الزمن. ووفق ماليسزيوسكي، فقد كلَّف صنعه أكثر من 672,000 دولار أمريكي في العام 1964، (6.8 مليون دولار أمريكي بأسعار اليوم)، وأُنفق قرابة مليوني دولار أمريكي (حوالي 4.5 مليون دولار أمريكي بأسعار اليوم) عند آخر تعديل له في العام 1992.

صُممت البانوراما في الأصل لتكون أداةً لتخطيط المدينة. يُعرض هنا رسمٌ معماريٌّ مائيٌّ للنموذج العام ١٩٦١.Credit: M.M. Gift of Lester Associates

أما عن سبب عدم تحديث البانوراما منذ ذلك الحين، فتعتقد ماليسزيوسكي أن الموارد البشرية والمالية اللازمة لتصوير ثلاثة عقود من المباني الجديدة ستكون "استثنائية". إضافةً إلى ذلك، تتطلب صناعة النماذج الفريدة متخصصين يصعب العثور عليهم. 

وأوضحت ماليسزيوسكي أنه في حين أن هذه الحرفة كانت تُستخدم في السابق من قِبل العديد من المهندسين المعماريين ومخططي المدن والمصممين، فقد استُبدلت إلى حد كبير بالنمذجة الرقمية.

ومع ذلك، تُضفي الدقة التاريخية للنموذج سحرًا خاصًا. 

ولفتت ماليسزيوسكي إلى أنّ "ما ننظر إليه هو الأول من يناير/ كانون الثاني 1992، وهو أمرٌ مُذهل، بالنظر إلى مدى التغيير الذي طرأ، وكم من الأحياء ستُصبح غير قابلة للتمييز حتى لو صغر حجمها وظهرت على هذا النموذج". 

وأضافت: "يستمر العالم في التطور بسرعة كبيرة، أليس كذلك؟ لكن في مدينة نيويورك، من حيث البنية التحتية، فإنّ التطور أسرع".

معالم جديدة وقديمة

يُدعم نموذج البانوراما بـ497 دعامة فولاذية، مُغطاة بطبقات من الخشب والإسفنج نُحتت لتشبه تضاريس مدينة نيويورك، وفقًا للكتاب. وتُزيّن جسور صغيرة مصنوعة من النحاس، والعديد من عربات أكريليك، وحافلات، وقطارات، وعربات مترو أنفاق، النموذج الذي صُمم في الأصل ليمشي عليه الزوار، تحديدًا في المناطق ذات المباني المسطحة والأصغر، والممرات المائية والحدائق الواسعة.

يحتوي النموذج على حوالي 895,000 نسخة طبق الأصل من المباني، ضمنًا منازل من الحجر البني ومنازل خاصة، مصنوعة بتقنية حقن الأكريليك، بالإضافة إلى مبانٍ مميزة، مثل ناطحات السحاب والمتاحف والكنائس، مصنوعة من الخشب والورق المطلي يدويًا.

يتكون النموذج من إجمالي 273 لوحة تم تصميمها في الأصل ليتم إزالتها وإعادة تصميمها للمساعدة على تحديد أنماط المرور الجديدة أو تصاميم الأحياء، أو أغراض تخطيط المدينة الأخرى.Credit: Gift of Lester Associates

وخضع النموذج لخمس عمليات تحديث، شملت أبرز الإضافات مجمع مركز التجارة العالمي العملاق، ولا يزال البرجان التوأمان معروضين في النموذج، بالإضافة إلى مدينة باتري بارك، وهي مكب نفايات سابق أُعيد تطويره في سبعينيات القرن الماضي، ومركز لينكولن، حجر الزاوية في الفنون والثقافة في المدينة. 

وبين المعالم الجديدة المفقودة بشكل ملحوظ، حي هدسون ياردز (الذي يضم أيضًا أحد مقرات CNN)، وهاي لاين، وهو ممشى بطول 1.45 ميل (2،33 مترًا) حُوِّل من سكة حديدية للشحن في أواخر العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، والعديد من ناطحات السحاب "النحيفة للغاية" التي تُهيمن الآن على أجزاء من أفق المدينة.

"كل شيء مصنوع يدويًا"

يتذكر توم جارو، أحد أعضاء فريق العمل المشاركين في مراجعة العام ١٩٩٢، رؤية النموذج خلال المعرض العالمي للعامين ١٩٦٤-١٩٦٥، عندما كان في السابعة من عمره تقريبًا. في ذلك الوقت، كانت هناك لعبة "هليكوبتر" مصنوعة من سيارة بلاستيكية مجنزرة تدور حول محيطها، ما يسمح للركاب برؤية نموذج المدينة على ارتفاع ٢٠ ألف قدم.

صرح جارو لـCNN أنّه "بالنظر إلى النموذج، من المخيف التفكير في أن أي شخص يمكنه إنشاء نموذج بهذا الحجم والضخامة (وبهذا القدر) من التفاصيل".

استذكر جارو، الذي عمل لدى ليستر وشركاه، الشركة الرائدة في تصميم نماذج البانوراما المعمارية، لمدة 15 عامًا قبل أن يؤسس شركته الخاصة المتخصصة في المعارض، إس-تيك أسوشيتس، بعض المهام الدقيقة التي نُفذت خلال عملية التجديد، والتي كانت المرة الوحيدة التي أُزيل فيها النموذج، الذي يزن حوالي 45,000 رطل، من الغرفة التي يوجد فيها حاليًا.

وشملت بعض الأعمال حفر أدق تفاصيل النوافذ والأبواب باستخدام مادة حمضية، وصب مئات الأشكال الجديدة للمباني الإضافية، وإنتاج أشجار وشجيرات صغيرة من الإسفنج المطلي. 

وقال جارو: "لو كانت لدينا طابعات ثلاثية البعد حينها لكان الأمر رائعًا، كان بإمكاننا طباعة كل شيء بتقنية ثلاثية البعد، لكن كل شيء كان يتم يدويًا".

استغرق بناء النموذج الذي بناه أكثر من 100 عامل بدوام كامل مع شركة Lester Associates، قرابة ثلاث سنوات من يوليو/ تموز 1961 إلى أبريل/ نيسان 1964.Credit: Gift of Lester Associates

كان العمل الرئيسي لجارو كهربائيًا. كانت البانوراما تُضاء سابقًا بأكثر من 3000 مصباح صغير ملون، كان يتعين فكها يدويًا في كل مرة لزم استبدالها. وكجزء من عملية التجديد، قام جارو بتحديث النموذج بأضواء أكثر سطوعًا، رغم أنه اضطر إلى استخدام تقنية كانت تُعتبر قديمة حتى ذلك الوقت بسبب قيود الأسعار، كما يتذكر. وقال: "هناك أميال وأميال من الأسلاك أسفل هذا النموذج، وكلها إضاءة منخفضة الجهد". معظم المصابيح، التي كانت تُستخدم في الأصل لترميز ألوان مرافق البلدية المختلفة في جميع أنحاء المدينة، لم تعد تعمل اليوم.

يتفق كل من جارو وماليسزيوسكي على أن النموذج الحالي سيستفيد من نظام إضاءة أكثر حداثة تسهل إدارته، ويكون أيضًا أكثر تفاعلية مع الزوار، وهو ما يعمل المتحف على تحقيقه بحلول العام 2027، من خلال منحة ممولة من معهد خدمات المتاحف والمكتبات. إلى ذلك، يرغب المتحف بإضافة خطوط مترو الأنفاق رقميًا، والتي لا تظهر حاليًا في النموذج لكنها تلعب دورًا رئيسيًا في تجربة المواطن النيويوركي العادي، بحسب ماليسزيوسكي.

أمريكاتصاميمعمارةمتاحفنيويوركنشر السبت، 22 مارس / آذار 2025تابعونا عبرسياسة الخصوصيةشروط الخدمةملفات تعريف الارتباطخيارات الإعلاناتCNN الاقتصاديةمن نحنالأرشيف© 2025 Cable News Network. A Warner Bros. Discovery Company. All Rights Reserved.

المصدر: CNN Arabic

كلمات دلالية: تصاميم عمارة متاحف نيويورك مدینة نیویورک دولار أمریکی ا النموذج فی الأصل أکثر من یدوی ا کانت ت

إقرأ أيضاً:

من يُنقذ الشركات المتعثرة من الإفلاس؟ مقارنة بين نموذجين عالميين

لماذا تنجو شركات أمريكية كبرى من الإفلاس وتعود أقوى، بينما تنهار مثيلاتها في دول أخرى دون أن تحظى بفرصة إنقاذ؟ وكيف تلعب الحوكمة دورًا فاصلًا بين البقاء والانهيار؟ هذه الأسئلة تفرض نفسها بقوة حين نتأمل تجارب الشركات حول العالم في أوقات الأزمات، خصوصًا عندما يتدخل القانون ليحسم مصير الكيانات المتعثرة.

خلف هذه القرارات توجد فلسفات حوكمة مختلفة تعكسها النماذج المعتمدة في إدارة الشركات. فبين نموذج يُعطي الأولوية للمساهمين، وآخر يُعلي من شأن الدائنين والموظفين، تتباين النتائج والمرونة والمصير المحتمل للشركات.

تُعد حوكمة الشركات من المبادئ الجوهرية التي تعزز النزاهة والشفافية والكفاءة في إدارة المؤسسات، وقد عرّفت منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية (OECD) حوكمة الشركات بأنها مجموعة العلاقات التي تربط بين إدارة الشركة ومجلس إدارتها والمساهمين وأصحاب المصالح الآخرين.

كما تُعرف أيضًا بأنها السياسات والأنظمة الداخلية التي تنظم العمليات وتحدد الأدوار والمسؤوليات داخل الشركات، وتوفر آليات للمساءلة والرقابة، مما يحمي حقوق جميع الأطراف المعنية، ويحد من تضارب المصالح وإساءة استخدام السلطة.

وقد تزايد الاهتمام بالحوكمة بعد بروز نظرية الوكالة، التي فصلت بين الملكية والإدارة، وسلطت الضوء على التحديات التي قد تنشأ عندما لا تكون أهداف المديرين التنفيذيين متوافقة مع مصالح الملاك.

من هذا المنطلق، بات لمجلس الإدارة دور محوري في الإشراف على الأداء، ومنع تضارب المصالح، وضمان أن تُمارس السلطات بما يتماشى مع مصلحة الشركة والمساهمين.

ولحوكمة الشركات نماذج متعددة على مستوى العالم، من أبرزها: النموذج الأنجلو-أمريكي، النموذج الألماني (الأوروبي)، النموذج الياباني، ونموذج الرقابة الاجتماعية. ويُعد النموذجان الأنجلو-أمريكي والألماني هما الأكثر تأثيرًا وانتشارًا في البيئات التنظيمية والمؤسسية، لذا سيكون التركيز عليهما في هذا المقال.

يعتمد النموذج الأنجلو-أمريكي على هيكل إداري موحد، يكون فيه مجلس الإدارة هو الجهة المسؤولة عن تعيين ومراقبة الإدارة التنفيذية. ويولي هذا النموذج أهمية قصوى لحقوق المساهمين، إذ يملكون الحق في انتخاب جميع أعضاء مجلس الإدارة، ويُعرف أيضًا بالنهج الأنجلو-ساكسوني ويُطبق في الولايات المتحدة وبريطانيا وكندا وأستراليا.

يتميز هذا النموذج بارتفاع مستوى الإفصاح والشفافية، وهو ما يوفّر حماية خاصة لصغار المستثمرين. ومع ذلك، يُؤخذ عليه أن استقلالية مجالس الإدارة قد تكون محدودة، خصوصًا في الشركات العائلية أو الحكومية، ما يُضعف من فعالية الرقابة على الإدارة التنفيذية.

أما النموذج الألماني، المعروف أيضًا بالنموذج الأوروبي، فيعتمد على هيكل إداري ثنائي يتكون من مجلسين منفصلين: مجلس الإدارة التنفيذي الذي يدير العمليات اليومية، ومجلس الإشراف الذي يُمارس الرقابة ويضم ممثلين عن المساهمين والموظفين على حد سواء.

يُعطي هذا النموذج أهمية كبيرة للموظفين، باعتبارهم من أصحاب المصلحة الأساسيين، ويمنحهم الحق في تمثيل أنفسهم في مجلس الإشراف، بنسبة قد تصل إلى نصف الأعضاء.

ويتمتع هذا المجلس بصلاحيات واسعة تشمل تعيين الإدارة التنفيذية ومراقبة أدائها، بل وعزلها عند الضرورة. ويُعد هذا النموذج أكثر تحفظًا، ويُفضل التمويل المصرفي على التمويل عبر الأسهم، مما يؤدي إلى انخفاض نسبة ملكية الأسهم الفردية، وضعف دور السوق المالي في التأثير على قرارات الشركات مقارنة بالنموذج الأنجلو-أمريكي.

وفي ضوء هذا الاختلاف الجوهري بين النموذجين، تبرز مسألة العلاقة مع الدائنين والمدينين كعامل حاسم في فهم الفلسفة التنظيمية لكل نموذج.

فإذا نظرنا إلى البيئة الأنجلو-أمريكية، نجد أنها أقرب لأن تكون صديقة للمدينين، إذ توفر قوانين مرنة تساعد الشركات على تجاوز أزماتها المالية.

ويُعد الفصل 11 من القانون الأمريكي خير مثال على ذلك، حيث يُتيح للشركات المتعثرة فرصة لإعادة الهيكلة تحت إشراف قضائي دون إعلان الإفلاس الكامل، مما يسمح لها بالاستمرار في النشاط الاقتصادي وإعادة التفاوض مع الدائنين.

هذا النموذج القانوني يُظهر جانبًا من فلسفة النموذج الأنجلو-أمريكي الذي يُراعي مصالح المدينين ويمنحهم فسحة للحركة والنجاة، حتى لو كان ذلك على حساب تأخير حقوق الدائنين.

في المقابل، يتسم النموذج الألماني بكونه أكثر قربًا من مصالح الدائنين، خاصة أن البنوك تلعب دورًا محوريًا فيه، وتُعد من المساهمين الدائمين في كثير من الشركات الألمانية.

ويُمنح ممثلو البنوك والموظفين مقاعد في مجلس الإشراف، مما يضمن حماية مصالح المقرضين، ويُؤكد على نهج الحذر والاستدامة المالية.

ولا يُوفر هذا النموذج أدوات مرنة كتلك الموجودة في النموذج الأمريكي، بل يُعامل التعثر المالي بصرامة أكبر. وعليه، فإن النظام الألماني يُصنّف كصديق للدائنين، في حين يُصنّف النظام الأنجلو-أمريكي كصديق للمدينين، مما يعكس التباين الجذري في فلسفة إدارة الأزمات المالية والرقابة المؤسسية.

ومن خلال هذه المقارنة يتبين أن لكل نموذج نقاط قوة وضعف، ويكمن التحدي الحقيقي في مواءمة عناصر الحوكمة بما يتناسب مع البيئة الاقتصادية والقانونية والثقافية لكل دولة.

فبينما يُفضل النموذج الأنجلو-أمريكي في البيئات التي تشجع على الابتكار والنمو السريع، يُعتبر النموذج الألماني أكثر ملاءمة للبيئات التي تُقدر الاستقرار طويل الأجل والعلاقات المؤسسية المستقرة. ومن المهم ألّا تنساق الدول النامية خلف نماذج الحوكمة العالمية دون تكييفها مع واقعها المحلي، بل عليها أن تنظر بعين الاعتبار إلى ما إذا كانت بحاجة إلى نظام يضمن الحماية للممولين والاستقرار للأسواق، أم نظام يوفر للمؤسسات مرونة قانونية وقدرة على التعافي من الأزمات.

ولعل الحل لا يكمن في الاختيار بين أحد النموذجين، بل في تطوير نموذج هجين يتكئ على مكامن القوة فيهما معًا، ويوائم بين الحوكمة الصارمة والمرونة الواقعية.

 

مقالات مشابهة

  • علي باشا الكايد في بانوراما رجالات جرش… سيرة قائد شكل ملامح مرحلة
  • ما الذي يجري في شركة مساكن كابيتال ؟
  • حرارة تكسر حاجز الزمن في تركيا.. هذه المدينة تسجل رقماً لم يُسجل منذ 86 عامًا!
  • فضيحة مدوية.. شاهد ما الذي كانت تحمله شاحنات المساعدات الإماراتية التي دخلت غزة (فيديو+تفاصيل)
  • بصمة خالدة.. اكتشاف أثر يد حرفي مصري عمره 4000 عام
  • لماذا لا يصلح نموذج أردوغان لسوريا اليوم؟
  • دراسة دنماركية: الحزن الشديد قد يقود إلى الوفاة خلال عقد من الزمن
  • هدية قطرية غير مشروطة .. طائرة بوينغ تتحول إلى رئاسية لترمب وتكلفة ضخمة للتحديث
  • الإنسان من منظور اجتماعي
  • من يُنقذ الشركات المتعثرة من الإفلاس؟ مقارنة بين نموذجين عالميين