تدابير لحماية حساب واتساب من الاختراق
تاريخ النشر: 22nd, March 2025 GMT
قد يقع حساب المستخدم على تطبيق المراسلة واتساب في أيدي المجرمين السيبرانيين. وتُستخدم حسابات واتساب المسروقة في مختلف أنواع الأنشطة الإجرامية، بدءا من نشر الرسائل العشوائية المزعجة وصولا إلى المخططات الخداعية المتطورة. ويبحث المجرمون السيبرانيون باستمرار عن حسابات واتساب ويستخدمون طرقا متنوعة للوصول إليها.
وفي ما يلي بعض النصائح التي شملها تقرير لوكالة الأنباء الألمانية حول كيفية حماية حساب الواتساب من المجرمين.
مساران رئيسيانيتبع المجرمون السيبرانيون مسارين رئيسيين للاستيلاء على حسابات واتساب: الأول يتمثل في إضافة جهاز آخر للحساب المستهدف عبر استغلال خاصية "الأجهزة المرتبطة"، أما المسار الثاني فيتمثل في إعادة تسجيل الحساب المستهدف على أجهزتهم الخاصة، كأن المستخدم اشترى هاتفا جديدا.
في السيناريو الأول، يواصل المستخدم استعمال واتساب بصورة طبيعية دون انقطاع، بينما يتمتع المجرمون السيبرانيون بالوصول إلى كافة المحادثات الحديثة. أما في السيناريو الثاني، يفقد المستخدم القدرة على الوصول إلى حسابه الشخصي. وحين يحاول المستخدم الدخول إلى حسابه، تظهر له رسالة تنبيهية من واتساب تفيد بأن الحساب نشط حاليا على جهاز آخر، مما يتيح للمخترقين السيطرة على الحساب، غير أن المحادثات السابقة تظل بمنأى عن متناولهم.
إعلان إجراءات وقائيةوفي ما يلي تقدم شركة كاسبرسكي إجراءات وقائية أساسية للحيلولة دون تعرض حساب واتساب للاختراق في المقام الأول:
• فعّل المصادقة الثنائية في واتساب واحفظ رقمك السري (PIN) – فهو ليس كودا يُستخدم مرة واحدة. لتفعيل الخاصية، انتقل إلى الإعدادات ← الحساب ثم المصادقة الثنائية.
• لا تشارك أبدا رقمك السري الخاص بك أو أكواد التسجيل المؤقتة مع أي شخص. المحتالون فقط هم من يطلبون هذه التفاصيل.
• أصدر واتساب مؤخرا دعم مفاتيح المرور الرقمية. إذا فعّلت هذا الخيار بالذهاب للإعدادات ثم الحساب ثم مفاتيح المرور، سيتطلب تسجيل الدخول إلى حسابك المصادقة البيومترية، وبدلا من أكواد رقمك السري سيخزن هاتفك الذكي مفتاحا تشفيريا طويلا. هذا خيار آمن جدا، لكنه قد لا يكون مناسبا إذا كنت تغير أجهزتك بشكل متكرر وتتنقل بين نظامي أندرويد وآي أو إس.
• قم بإعداد بريد إلكتروني احتياطي لاسترداد الحساب عن طريق الإعدادات ثم الحساب وبعدها عنوان البريد الإلكتروني.
• إذا سبق لك إضافة عنوان بريد إلكتروني فينبغي لك الدخول إلى حساب البريد الإلكتروني وتغيير كلمة المرور إلى واحدة قوية وفريدة. لتخزينها بأمان، استخدم مدير كلمات المرور، مثل كاسبيرسكي باسورد مانجر (Kaspersky Password Manager).
• فعّل خاصية المصادقة الثنائية لحساب بريدك الإلكتروني.
• تأكد من أنك لم تقع ضحية لخداع تبديل بطاقة الهاتف (SIM). توجه إلى شركة الاتصالات ويُستحسن أن يكون ذلك بزيارة شخصية، للتأكد من عدم وجود أي شرائح اتصال مستنسخة أو بديلة قد تم إصدارها لرقمك مؤخرا.
كذلك، تأكد من عدم وجود تحويل مكالمات غير مصرح به على رقمك. بادر بإلغاء أي تعديلات مريبة تكتشفها، واستفسر من موظفي شركة الاتصالات عن الوسائل والإجراءات الأمنية الإضافية المتاحة لتعزيز حماية بطاقة الهاتف.
إعلانقد تشمل هذه الإجراءات منع أي عمليات متعلقة ببطاقة الهاتف دون حضورك الشخصي، أو طلب كلمة مرور إضافية للمصادقة، أو وسائل حماية أخرى. تتفاوت إجراءات الأمان المتاحة بشكل كبير حسب البلد وشركة الاتصالات.
إن أي إجراءات أمنية في واتساب لن تكون ذات فائدة كبيرة إذا كان هاتفك الذكي أو حاسوبك مصابا ببرمجيات خبيثة. لذلك، احرص على تثبيت حماية شاملة على جميع أجهزتك.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات رمضان إلى حساب
إقرأ أيضاً:
“المقمع”.. تراث حربي يُزيَّن بالنحاس ويُشعل أيام الفرح
في قلب محافظة النماص القديمة، حيث تتجاور القصور التراثية وتتناثر الحكايات بين جدران الطين والخشب، تتجدد الحياة في ورشة صغيرة ما زالت تنبض بروح الماضي، وتحافظ على حرفة ارتبطت بتاريخ الإنسان في عسير، وهي حرفة صناعة الأسلحة التراثية، وبخاصة “المقمع” و”أبو فتيل”، اللذان كانا جزءًا لا يتجزأ من حياة الأجداد، سواء في الدفاع عن النفس أو المشاركة في المناسبات الاجتماعية.
وتبدأ صناعة “المقمع” بتحضير المواد الأساسية، وفي مقدمتها الخشب المستخدم في تشكيل جسم البندقية، وأنبوبة الحديد، والقطعة المسماة “الصفحة” المخصصة لحفظ البارود، إلى جانب “الضراب” الذي يُستخدم لدكّ البارود داخل السلاح، وبعد تشكيل الخشب بعناية، تُركب الأجزاء الحديدية، وتُجرى اختبارات دقيقة لضمان سلامة المستخدم وجودة السلاح، ثم يُنقل إلى مرحلة الزخرفة والتزيين، حيث يُلبّس بالنحاس الأصفر أو الفضة، ويُنقش عليه بزخارف فنية تضفي عليه جمالًا خاصًّا، تجعله قطعة تراثية توازي في قيمتها الأعمال الفنية.
اقرأ أيضاًالمنوعاتانخفاض أسعار النفط متأثرة بالحرب التجارية بين الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي
وأوضح الحرفي فهد بن علي الشهري الذي يمارس هذه الحرفة في ورشته المتخصصة بصناعة الأدوات التراثية بأنها امتداد لإرث عائلي بدأه والده بافتتاحه محلًّا لصيانة “المقاميع” في النماص عام 1397هـ، بمعدات ومكائن حديثة في وقتها، وكان من أوائل من أدخل هذا المجال إلى المنطقة الجنوبية.
ومع تطور الأدوات واختلاف الأجيال، حرص فهد الشهري على تطوير أشكال جديدة من “المقمع” تتميز بخفة الوزن وصغر الحجم، لتناسب فئة الشباب الذين بدأوا يُقبلون على اقتنائها تعبيرًا عن الفخر بتراثهم وهويتهم.
ويكتسب السلاح التراثي خصوصية إضافية من خلال الزينة التي تُضاف إليه، إذ كانت تُستخدم قديمًا خيوط مصنوعة من شعر الحيوانات مثل “الوبر”، ثم تطور الأمر إلى استخدام النحاس والفضة والنقوش الخشبية ذات التصاميم المختلفة، وهو ما يفسر تباين أسعار هذه الأسلحة التي قد تصل إلى أكثر من 50 ألف ريال، بحسب جمال الزخرفة وكمية المعدن المستخدم.
ولا يكتمل حضور”المقمع” في الاحتفالات والأفراح إلا بارتداء”الزهاب”، وهو حزام جلدي يُرتدى على الكتف بشكل متقاطع، يُطعَّم بالفصوص المعدنية، ويحتوي على مخازن البارود التي تُستخدم في إشعال بارود السلاح خلال المناسبات.
ويُعد “المقمع” من الأسلحة القصيرة التي تعتمد على البارود الأسود المدكوك، ويتكون من عدة أجزاء أساسية منها “الأسطوانة”وهي ماسورة البندقية، و”المدك” المستخدم لضغط البارود، و”الديك” الذي يشعل الفتيل، و”العين” حيث يوضع البارود، و”الزناد” الذي يضغط عليه المستخدم لإطلاق الشرارة. وكان إشعال “المقمع” يتم عبر فتائل مأخوذة من ألياف نباتية مثل شجر “الأثب”، وتُشحن البندقية عبر إدخال كمية من البارود من فوهتها، يتبعها قطعة قماش وتُضغط بسيخ معدني حاد الرأس، ليصبح البارود جاهزًا للانفجار.
وترافق هذه الصناعة حرفة أخرى لا تقل أهمية، وهي صناعة البارود التقليدي الذي يُحضَّر من ثلاثة مكونات: الملح المستخرج من تربة خاصة، والكبريت الطبيعي، والفحم الناتج عن حرق أعواد الأشجار بطرق محددة، وتُخلط هذه المواد بنسب دقيقة وتُجفف ليُصبح البارود جاهزًا للاستخدام، سواء في الأسلحة أو حتى في تكسير الصخور وحفر الآبار قديمًا.
ويؤكد الباحث الدكتور صالح أبو عراد في كتابه “تنومة” أن هذه الصناعة كانت أساسًا في حياة المجتمع، وما يزال “المقمع” حاضرًا في المناسبات والاحتفالات الوطنية والحفلات الشعبية، ويظل رمزًا تراثيًا تتوارثه الأجيال، وقطعة أصيلة تعبّر عن هوية منطقة عسير، وتمنح المناسبات الشعبية طابعًا خاصًا يمزج بين الفن والقوة، وبين الصوت المدوي والروح المترعة بالفخر.