الحماية الاجتماعية لكبار السن.. تأمين حياة كريمة بعد التقاعد
تاريخ النشر: 22nd, March 2025 GMT
ـ مالك الحارثي:
مراجعة وتقييم المنافع لضمان تلبيتها لاحتياجات كبار السن في ظل المتغيرات الاقتصادية
أكد صندوق الحماية الاجتماعية التزامه الدائم بتطوير منظومة الدعم لكبار السن لضمان حياة كريمة ومستقرة لهم، مع الاستمرار في البحث عن حلول مستدامة لمواجهة التحديات المستقبلية، ويستفيد من منفعة كبار السن 172672 مستفيدا بحسب الإحصائيات حتى نهاية فبراير المنصرم، ويشكل العدد 95% من إجمالي كبار السن في سلطنة عمان، وتتصدر محافظة مسقط من حيث عدد المستفيدين بهذه المنفعة بـ 41346 مستفيدا.
وقال مالك بن سالم بن سليمان الحارثي، المدير العام للمستحقات بصندوق الحماية الاجتماعية لـ"عمان": تلعب أنظمة الحماية الاجتماعية دورًا محوريًا في تأمين حياة كريمة لكبار السن بعد التقاعد من خلال توفير دخل شهري ثابت يساعدهم على تغطية احتياجاتهم الأساسية مثل الغذاء، السكن، والرعاية الصحية، بالإضافة إلى ذلك توفر هذه الأنظمة شبكة أمان اجتماعي تحمي كبار السن من الحاجة والعوز، خاصة في الحالات التي لا يوجد لديها مصادر دخل أخرى، كما تسهم في تعزيز كرامتهم واستقلاليتهم المالية، مما يقلل من اعتمادهم على الأهل أو المجتمع.
ووضح أن أبرز التحديات الاقتصادية التي تواجه كبار السن تتمثل في محدودية الدخل بعد التقدم في العمر أو التقاعد، وارتفاع تكاليف المعيشة، وزيادة الحاجة إلى الرعاية الصحية مع التقدم في العمر، بينما تشمل التحديات الاجتماعية لكبار السن العزلة، وقلة الفرص للمشاركة المجتمعية، وبدورها تساعد المستحقات التقاعدية ومنافع الحماية الاجتماعية في تخفيف هذه التحديات عبر توفير دخل مستدام، إلى جانب مبادرات تقدمها جهات أخرى تعزز الاندماج الاجتماعي والمشاركة المجتمعية عبر برامج متخصصة وتحفز الاستفادة من خبرات كبار السن في المجتمع.
الاستقرار المالي
وأكد صندوق الحماية الاجتماعية أنه يُعد ركيزة أساسية في تعزيز الاستقرار المالي لكبار السن، من خلال صرف المعاشات التقاعدية ومنفعة كبار السن، وضمان ديمومتهما وصرفهما بانتظام، بالإضافة إلى السعي لتطوير برامج دعم إضافية تشمل الرعاية الصحية والخدمات الاجتماعية بالتعاون مع الشركاء الآخرين، مما يسهم في تأمين حياة كريمة ومستقرة لهذه الفئة، ويمنحهم شعورًا بالأمان المالي.
زيادة معاشات التقاعد
وأشار إلى أن صندوق الحماية الاجتماعية قام في بداية العام الحالي 2025م بزيادة معاشات كبار السن لأول مرة، حيث لم يسبق أن تم رفع معاشات المتقاعدين بهذه الآلية في سلطنة عمان، وذلك وفقًا لما نص عليه قانون الحماية الاجتماعية وبالنسبة المحددة لهذا العام. كما يحرص الصندوق على مراجعة وتقييم المنافع المقدمة بشكل دوري لضمان تلبيتها لاحتياجات كبار السن في ظل المتغيرات الاقتصادية، ويتم دراسة مختلف العوامل المؤثرة، مثل التضخم والتطورات الديموغرافية، بهدف تحسين مستوى الدعم وتعزيز الاستقرار المالي والاجتماعي لهذه الفئة، وذلك وفقًا للإمكانيات المتاحة والسياسات المالية المعتمدة.
مشيرا إلى أن المستحقات التقاعدية تسهم في تعزيز وتحسين الصحة النفسية والاجتماعية لكبار السن عبر توفير الأمان المالي وتقليل القلق بشأن المستقبل، مما يؤدي إلى تحسين رفاههم النفسي والاجتماعي، ويمنحهم فرصة للمشاركة في الأنشطة المجتمعية وتقليل الضغوط المالية عليهم مما ينعكس إيجابًا على صحتهم النفسية.
تمويل المنافع الاجتماعية
وأوضح أن المادة (25) من قانون الحماية الاجتماعية حددت مصادر تمويل منافع الحماية الاجتماعية، التي تشمل الاعتمادات التي تخصص للفرع في الميزانية العامة للدولة، والهبات والوصايا والتبرعات المخصصة للفرع التي يقرها المجلس بعد موافقة مجلس الوزراء، وكذلك عوائد استثمار أموال الفرع، والتعويضات والغرامات الإدارية والجزائية التي تفرض نتيجة لمخالفة أحكام الفرع المنصوص عليها في قانون الحماية الاجتماعية والقرارات الصادرة تنفيذا له، بالإضافة إلى القروض التي يقرها المجلس للفرع بعد موافقة وزارة المالية..
مضيفا: يستفيد من منفعة كبار السن 172672 مستفيدا بحسب الإحصائيات حتى نهاية فبراير المنصرم، وهذا العدد يشكل 95% من إجمالي كبار السن في سلطنة عمان، وبحسب توزيع المنتفعين حسب المحافظة تتصدر محافظة مسقط من حيث عدد المستفيدين بـ41346 مستفيدا تليها محافظة شمال الباطنة بـ32275 مستفيدا، ثم محافظة الداخلية بـ21206 مستفيدين، فيما تظهر إحصائيات توزيع المنتفعين من منفعة كبار السن حسب الفئات العمرية تصدر الفئة العمرية "60 ـ 65" بـ 66632 مستفيدا، تليها الفئة العمرية "66 ـ 70" بـ 40469 مستفيدا، ويبلغ إجمالي الإناث المستفيدات من منفعة كبار السن 94422 مستفيدة حتى نهاية فبراير الماضي مقارنة بـ 78250 مستفيدا.
الاستمرار في سوق العمل
وأكد أن قانون الحماية الاجتماعية كفل لكل موظف يبلغ سن كبار السن معاشًا تقاعديًا يصرف له نظير مدة خدمته وعمله لدى جهة العمل. إضافةً إلى ذلك، فقد كفل له القانون استحقاق منفعة كبار السن (115 ريال عماني) بمجرد بلوغه سن كبار السن، دون أن يشترط أن يكون قد عمل سابقًا أو تقاعد، بل فقط لكونه عمانيًا يستحق هذه المنفعة.
كما أن هناك مبادرات أخرى تتيح لهم فرصًا للاستمرار في سوق العمل، بحيث لا يشترط إنهاء خدمتهم بمجرد بلوغ سن كبار السن، بل يمكنهم متابعة العمل. كما توفر بعض الجهات الأخرى فرصًا لهم للمشاركة في الأنشطة المجتمعية، مما يساعدهم في تحسين جودة حياتهم.
مضيفا: يتم تطوير الخدمات من خلال دراسات دورية لتقييم الاحتياجات الفعلية لكبار السن، والتكيف مع المتغيرات الاقتصادية، إضافةً إلى خدمات إلكترونية حديثة في إدارة المنافع لتعزيز الكفاءة وضمان سرعة وجودة الخدمة بحيث تتوفر الخدمة في كل مكان وبالطرق التقنية وعبر الهاتف الذكي، ويوفر صندوق الحماية الاجتماعية مركز اتصالات يتم تطوير حاليًا توسعته لتسهيل أي خدمة قد يطلبها كبار السن، إلى جانب تعزيز الشـراكات مع القطاع الخاص والمجتمع المدني لتقديم خدمات أكثر شمولا.
الادخار وضمان الاستقرار
قال المدير العام للمستحقات بصندوق الحماية الاجتماعية: "إن التخطيط المالي المبكر يعد ضرورة لضمان الاستقرار بعد التقاعد. لذلك، ننصح جميع الأفراد بادخار جزء من دخلهم خلال سنوات العمل، والاستفادة من برامج التأمين الاجتماعي، بالإضافة إلى وضع خطط مالية واضحة لتجنب أي تحديات مالية في المستقبل. كما ينص قانون الحماية الاجتماعية على نظام الادخار الذي يساعد كبار السن في وضع خطط ادخارية وتقاعدية إضافية، إلى جانب نظام التقاعد الأساسي.
وحول تزايد أعداد كبار السن ومواكبة الصندوق لهذا النمو الديموغرافي، أكد المدير العام أن الصندوق يقوم بإجراء دراسات اكتوارية دورية ومستمرّة لمراجعة أي مستجدات في هذا المجال وتأثيرها على استدامة المنظومة.
ويعمل الصندوق على تطوير استراتيجيات استدامته المالية بناءً على نتائج هذه الدراسات، بحيث تشمل تعزيز الاستثمار وتنويع مصادر الدخل، إلى جانب تحسين أنظمة التقاعد لمواكبة زيادة عدد المسجلين كمؤمن عليهم. كما يركز على تطوير سياسات مرنة للمستقبل وزيادة الوعي بأهمية التخطيط المالي المبكر.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: صندوق الحمایة الاجتماعیة قانون الحمایة الاجتماعیة بالإضافة إلى کبار السن فی حیاة کریمة لکبار السن إلى جانب
إقرأ أيضاً:
أمير الشرقية: كبار السن ثروة حقيقية ورعايتهم واجب ديني ووطني
أكد صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبد العزيز، أمير المنطقة الشرقية، أن كبار السن يمثلون ثروة حقيقية لا تُقدّر بثمن، ويملكون خبرات وتجارب اكتسبوها خلال مسيرة حياتهم في شتى المجالات.
وشدد سموه على أهمية الاستفادة من هذه الخبرات، مشيراً إلى ما تحظى به هذه الفئة الغالية من دعم واهتمام من القيادة الرشيدة –أيدها الله–، تجسيداً لحرص الدولة على تلبية احتياجاتهم وتمكينهم من العيش الكريم، انطلاقاً من رؤية السعودية 2030 التي تركز على تعزيز جودة حياة كبار السن من خلال أنظمة رعاية صحية واجتماعية فعّالة.
أخبار متعلقة أمير الشرقية: التقنية جزءاً أساسياً من الحياة ويجب التوعية باستخداماتها الآمنةأمير الشرقية يدشّن حملة التطعيم ضدّ الإنفلونزا الموسميةأمير الشرقية يطّلع على تقرير "ملعب أرامكو" خلال استقبال رئيس الشركة .article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; } أمير الشرقية: كبار السن ثروة حقيقية ورعايتهم واجب ديني ووطني - اليومرعاية كبار السن واجب ديني ووطنيجاء ذلك خلال استقبال سموه، في ديوان الإمارة، مدير عام فرع وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية بالمنطقة الشرقية محمد السماري، وعدداً من منسوبي الوزارة بمناسبة اليوم العالمي لكبار السن، حيث قدموا لسموه عرضاً عن جهود الوزارة في هذا المجال.
وأضاف سموه أن رعاية كبار السن والاهتمام بهم واجب ديني ووطني، منوهاً بضرورة استمرار البرامج والمبادرات التي توفر لهم الرعاية الشاملة، وحاثاً المجتمع على إيلائهم المزيد من العناية والرعاية، مثمناً سموه جهود وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية في إطلاق مبادرات تعزز جودة حياة المسنين وترفع مستوى الخدمات المقدمة لهم.مشاريع خاصة بكبار السنوأوضح مدير عام فرع الوزارة بالمنطقة الشرقية، أن الوزارة تعمل وفق استراتيجية وطنية شاملة لكبار السن على مستوى المملكة، وقد حظيت المنطقة الشرقية بعدد من المشاريع والمبادرات المنبثقة عنها، من أبرزها: ترخيص أول مركز إقامة دائمة لكبار السن ، وإسناد خدمات الرعاية الإيوائية فيه إلى القطاع غير الربحي، مؤكداً السماري حرص الوزارة على تقديم كافة الخدمات التي تسهم في تحسين حياة كبار السن، مشيداً بالاهتمام الخاص الذي توليه القيادة الرشيدة –أيدها الله– لهذه الفئة الغالية، تجسيداً لقيم ديننا الحنيف الذي حثّ على توقير كبار السن والإحسان إليهم.
ورفع السماري أسمى آيات الشكر والتقدير لسمو أمير المنطقة الشرقية، ولسمو نائبه، على دعمهما المتواصل لفرع الوزارة بالمنطقة وللمبادرات التنموية، مؤكداً أن هذا الدعم يعكس حرص سموهما على كل ما يخدم المستفيدين وأهالي المنطقة.