"برازيل الخليج" حقق المهم.. وتبقّى الأهم!
تاريخ النشر: 22nd, March 2025 GMT
أحمد السلماني
بروح قتالية لا تلين وعقلية تكتيكية متزنة، عاد منتخب السلاطين من العاصمة الكورية الجنوبية سول بنقطة ثمينة، وضعته في موقف جيد في سباق التأهل، وأكد أن هذا الجيل قادر على تحقيق الحلم الكبير، لم يكن التعادل مع الشمشون الكوري مجرد نقطة؛ بل كان درسًا في العزيمة والانضباط، ورسالة واضحة بأن برازيل الخليج لم يعد مجرد منافس عابر، بل فريق يُحسب له ألف حساب في القارة الصفراء.
المدرب الوطني رشيد جابر خطّط ورسم لوحة تكتيكية عبقرية، حيث لعب المنتخب بأسلوب متوازن رغم تلقيه هدفًا في نهاية الشوط الأول، لكنه لم ينجرف وراء التسرع، بل حافظ على انضباطه الانفعالي والتكتيكي، حتى نجح في خطف هدف التعادل في الدقائق العشر الأخيرة، بل وكان بالإمكان تحقيق الفوز لو استغل الأحمر الفرص المتاحة في اللحظات الأخيرة، بعد أن أُجبر المنتخب الكوري على فقدان أعصابه وفقدان الحلول الهجومية، مكتفيًا بالاستحواذ السلبي دون تهديد حقيقي لمرمى صاحب القلب الشجاع إبراهيم المخيني، الذي قدم واحدة من أفضل مبارياته بتصديات حاسمة أعطت زملاءه الثقة للاستمرار في القتال حتى النهاية.
الخطة التي اعتمدها الأحمر الكبير لم تكن وليدة الصدفة، بل جاءت بعد دراسة دقيقة لنقاط قوة وضعف المنتخب الكوري، الوطني رشيد جابر، ومعه جهازه المعاون، أثبتوا أنهم يعرفون تمامًا كيف يوظفون اللاعبين بشكل مثالي، من خلال الجمع بين صلابة الدفاع والسرعة في التحولات الهجومية، مما أربك دفاعات كوريا التي لم تستطع مجاراة الإيقاع العماني المهاري والسريع، الأهم من ذلك، أن الجهاز الفني بات لديه تصور واضح حول العناصر القادرة على تنفيذ هذا النهج بفاعلية، سواء في التشكيل الأساسي أو من خلال البدلاء الذين صنعوا الفارق في الشوط الثاني.
التعادل مع كوريا في عقر دارها نتيجة إيجابية تُحسب لهذا الجيل، لكنها ليست سوى خطوة على الطريق، فالمهمة القادمة ستكون أكثر صعوبة، بعد أن ارتفع سقف الطموحات وأصبحت كل الفرق تتعامل مع منتخب السلاطين بحذر مضاعف، المواجهة القادمة أمام الكويت لن تكون سهلة، فالمنتخب الكويتي ظهر بمستوى مميز وأجبر العراق على التعادل في مباراة مثيرة، وهو منتخب يملك عناصر شابة وطموحة تسعى لإثبات نفسها. هنا تكمن التحديات الحقيقية، فبعد أن تجاوزنا واحدًا من أقوى منتخبات القارة، علينا أن نثبت أن هذا الأداء لم يكن استثناءً؛ بل هو امتداد للعروض اللافتة في كأس الخليج والقاعدة التي سنبني عليها المرحلة المقبلة.
نتحسر بلا شك على خسارتنا أمام العراق في مواجهتين كنا الطرف الأفضل فيهما، لكن كرة القدم لا تعترف إلا بالنتائج، والأخطاء الإدارية التي وقع فيها اتحاد الكرة والتدخلات غير المسؤولة من سماسرة المصالح الضيقة كانت كفيلة بأن تجعل منتخبنا يدفع الثمن. ومع ذلك، لا يزال برازيل الخليج هو المنتخب الخليجي الأكثر إمتاعًا والأفضل فنيًا، لكنه بحاجة إلى أن يكون أكثر جرأة، وأقل احترامًا للخصوم عندما تلوح أمامه فرصة حسم المباريات لصالحه.
لرشيد جابر نقول: المهمة القادمة ليست سهلة، لكنك أثبت أن بعقل مدبر وبخليط من الشباب المتعطش والمتسلح بحب الوطن، يمكننا تجاوز أي تحدٍ. الطريق إلى التأهل يمر عبر الكويت ثم الأردن وفلسطين، وما دمنا نملك روح التحدي، فإن المستحيل ليس في قاموسنا. علينا أن نخدم أنفسنا بأنفسنا، ولا نعتمد على حسابات الآخرين، بل نجتهد ونؤمن بأن التوفيق حليف من يعطي كل ما لديه فوق المستطيل الأخضر.
أما إلى الإعلام الرياضي، فنقول: قل خيرًا أو اصمت. لا داعي لتضخيم قوة الخصوم إلى حد بث الرعب في نفوس اللاعبين، ولا معنى لتثبيط عزائم المنتخب وزرع التشاؤم قبل كل مباراة. النقد البناء مُرحَّب به، لكن دسّ السم في العسل والتقليل من الإنجازات هو سلوك من لا يريد الخير للكرة العمانية. ما قدمه الأحمر أمام كوريا هو نموذج للفخر والاعتزاز، ويجب أن يكون دافعًا لمزيد من العمل لتحقيق الهدف الأكبر.
المرحلة المقبلة تحتاج إلى الإيمان بقدراتنا والثقة والالتزام، فلا يزال الحريق أمام الأحمر الكبير طريق طويلًا، لكن هذا الجيل أثبت أنه قادر على كتابة التاريخ، فقط إن صدّق الجميع بأن منتخب السلاطين يملك كل المقومات ليكون رقماً صعباً في القارة الآسيوية.
رابط مختصرالمصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
37 لاعباً في قائمة منتخب الجوجيتسو لـ «آسيوية الأردن»
أبوظبي (الاتحاد)
غادر المنتخب الوطني للجوجيتسو، برعاية شركة «مبادلة للاستثمار»، إلى المملكة الأردنية الهاشمية استعداداً للمشاركة في النسخة التاسعة من بطولة آسيا للجوجيتسو، التي تُقام خلال الفترة من 23 إلى 26 مايو الجاري، ويشارك المنتخب بفئتي الكبار وتحت 21 عاماً، ويضم 37 لاعباً ولاعبة تحت إشراف المدرب البرازيلي هيلدر ميديروس.
وتكتسب بطولة آسيا للجوجيتسو أهمية خاصة، وتعد من أكبر فعاليات رياضة الجوجيتسو القارية التي تجمع نخبة من نجوم القارة، ويسعى المنتخب الوطني إلى المنافسة على اللقب، وتعزيز سجله المشرّف في البطولة بحصد أكبر عدد من الميداليات، في ظل منافسة قوية تشير إلى التطور السريع لرياضة الجوجيتسو على مستوى القارة.
وقبيل المغادرة، أنهى المنتخب معسكره التدريبي المغلق الذي ركّز على الجوانب البدنية والفنية والذهنية، فيما سيباشر اللاعبون تدريباتهم في الأردن ضمن برنامج إعداد مكثف استعداداً لخوض المنافسة.
ويقول مبارك صالح المنهالي، مدير الإدارة الفنية في الاتحاد: «نشارك في هذه البطولة بطموح كبير للفوز باللقب، وتمثيل الدولة بأفضل صورة في هذا المحفل القاري. نحن على ثقة تامّة بأن أبناء وبنات الإمارات، بما يمتلكونه من مهارات وقدرات، قادرون على ترجمة دعم القيادة الرشيدة إلى إنجازات، وأنهم على أتم الجاهزية لمواصلة مسيرة النجاحات، خاصة مع الاستعدادات القوية التي خاضوها خلال الفترة الماضية».
من جهته، يقول هيلدر ميديروس، مدرب المنتخب الوطني للجوجيتسو: «نمتلك نخبة من اللاعبين المتميزين الذين يجمعون بين الخبرة والطموح. ولا شكّ بأن التزامهم وانضباطهم الفني والذهني، يشكل أحد أبرز عوامل تفوقهم وتسجيل مشاركة استثنائية». وأضاف: «نتعامل مع البطولة بجدية كبيرة، لا سيّما مع المستوى المتقدم الذي باتت عليه المنتخبات الآسيوية، ما يجعل المنافسة قوية ويضاعف من أهمية التركيز والجاهزية».