هل تمتلك شقة في مدينة صلالة تؤجّرها طوال العام وخلال جزء من موسم الخريف، بينما تحتفظ بها لعائلتك لمدة شهر لاستخدامها؟ هل أنت صاحب مؤسسة متناهية الصغر أو صغيرة ولا تستطيع استئجار مقر دائم؛ فتقوم باستئجار طاولة صغيرة في أحد مراكز الأعمال المنتشرة في أرجاء مسقط العامرة؟ هل احتجت إلى الذهاب للمطار وبدلًا من استخدام سيارتك أو طلب المساعدة من أحد لجأت إلى أحد التطبيقات أو خدمات التاكسي لحجز وسيلة نقل؟ كل هذه الأمثلة تمثل نماذج لما يُعرَف بـ«الاقتصاد التشاركي»، الذي أصبح شائعًا على نطاق واسع بفضل تطبيقات التقنية الحديثة، وهو نموذج اقتصادي يقوم على مشاركة الأصول والخدمات بين الأفراد عبر منصات رقمية، بدلًا من الامتلاك التقليدي.
ويعتمد الاقتصاد التشاركي على المنصات الرقمية التي تربط بين الأفراد الذين يمتلكون أصولًا غير مستغلة بالكامل، وأشخاص يحتاجون إليها لفترة قصيرة. ويساهم هذا النموذج في تقليل التكاليف على الأفراد، وتعظيم الاستفادة من الموارد المتاحة، وتوفير فرص دخل جديدة، إضافةً إلى تقليل الهدر من خلال مشاركة الموارد، مما يساعد على خفض الاستهلاك والحفاظ على البيئة.
ورغم مزاياه العديدة، لا يزال الاقتصاد التشاركي يواجه العديد من التحديات؛ إذ لم تحدد بعض الحكومات بعد كيفية التعامل معه من ناحية القوانين والأنظمة، كما أن قضايا الثقة والجودة والأمان تظل مصدر قلق؛ نظرًا لأن التعامل يتم بين أفراد، كما هو الحال في قطاع الاستراحات الذي شهد انتشارًا واسعًا في بلادنا، مُضيفًا قيمة إلى قطاع السياحة. بالإضافة إلى ذلك، يواجه هذا النموذج منافسة مع الشركات التقليدية، حيث تأثرت بعض القطاعات، مثل الفنادق وشركات النقل سلبًا بسبب انتشاره.
ختامًا، يُحدث الاقتصاد التشاركي تحوّلًا في الطريقة التي نستهلك بها الخدمات، عبر تحويل الملكية إلى استخدام مشترك. ومع تطور التكنولوجيا، يزداد الاعتماد عليه في مجالات متعددة، مما يجعله جزءًا أساسيًّا من مستقبل الاقتصاد، سواء على المستوى العالمي أو المحلي.
حمدة الشامسية كاتبة عُمانية في القضايا الاجتماعية
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: الاقتصاد التشارکی
إقرأ أيضاً:
أزمة تأشيرات تهدد مشاركة إيران في كأس العالم 2026
أعادت إيران تصعيد لهجتها تجاه الولايات المتحدة، على خلفية ما وصفته بتعقيد إجراءات منح التأشيرات الخاصة بلاعبي ومسؤولي وجماهير المنتخب الإيراني قبل انطلاق منافسات كأس العالم 2026.
وفي هذا السياق، أكد إسماعيل بقائي، المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، أن المجتمع الكروي الإيراني يمتلك حقًا مشروعًا في المشاركة في البطولات الدولية دون عوائق سياسية، مشيرًا إلى أن الولايات المتحدة لم تلتزم حتى الآن بالواجبات المفروضة عليها بصفتها دولة مستضيفة للحدث العالمي.
وأوضح بقائي أن طهران تقدمت بشكوى رسمية إلى الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، إضافة إلى قسم رعاية المصالح الأمريكية التابع للسفارة السويسرية في إيران، احتجاجًا على ما اعتبرته انتهاكًا لمبدأ فصل الرياضة عن السياسة.
وأضاف المتحدث، في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء الإيرانية "إسنا"، أن بلاده تأمل في أن تتوقف واشنطن عن تسييس البطولات الرياضية، داعيًا مسؤولي فيفا إلى تحمل مسؤولياتهم وضمان تنفيذ الالتزامات المتعلقة بتنظيم كأس العالم بشكل عادل ومنصف لجميع المنتخبات المشاركة.
وتزايدت المخاوف داخل الأوساط الرياضية الإيرانية من احتمال مواجهة صعوبات واسعة في حصول المسؤولين والجماهير على تأشيرات دخول الولايات المتحدة خلال فترة البطولة، وهو ما قد يؤثر على الحضور الرسمي والشعبي للمنتخب.
وفي السياق ذاته، يحيط الغموض بموقف مهاجم المنتخب الإيراني مهدي طارمي بشأن التأشيرة، خاصة بعد نشره عبر حساباته على مواقع التواصل الاجتماعي رسائل داعمة لفلسطين ومناهضة لإسرائيل.
وتأتي هذه الأزمة في ظل قرار أمريكي سابق يقضي بتقييد دخول مواطني عدد من الدول، من بينها إيران، إلى الأراضي الأمريكية، رغم وجود استثناءات خاصة بالرياضيين والمسؤولين وأفراد عائلاتهم خلال بطولات كبرى مثل كأس العالم والألعاب الأولمبية المقررة في لوس أنجليس عام 2028.
وسبق للسلطات الأمريكية أن رفضت منح تأشيرة دخول لمهدي تاج، رئيس الاتحاد الإيراني لكرة القدم، إلى جانب عدد من المسؤولين، للمشاركة في مراسم قرعة كأس العالم التي أقيمت مؤخرًا في واشنطن.
وردًا على ذلك، أعلنت إيران في البداية مقاطعة الحدث قبل أن تتراجع، حيث حضر المدير الفني للمنتخب أمير قلعة نويي واثنان من مسؤولي الاتحاد حفل القرعة في الخامس من ديسمبر الجاري.
ومن المقرر أن يخوض المنتخب الإيراني منافسات دور المجموعات أمام منتخبات بلجيكا ومصر ونيوزيلندا، وسط آمال كبيرة في تحقيق إنجاز تاريخي ببلوغ الأدوار الإقصائية لأول مرة.
وتعد نسخة 2026 المشاركة السابعة لإيران في نهائيات كأس العالم، بعدما ظهرت سابقًا في نسخ 1978 و1998 و2006 و2014 و2018 و2022.