تذهب الحكومة الإسرائيلية بقيادة نتنياهو بعيدا بمصادقتها على إنشاء مديرية خاصة لتهجير فلسطينيي غزة، وهو ما يراه محللون سياسيون بأنه يكشف النوايا الحقيقية بعد استئناف الحرب الإسرائيلية، لكنهم أكدوا قدرة الفلسطينيين على إفشال ذلك.

وفي هذا السياق، يقول الأكاديمي والخبير بالشؤون الإسرائيلية مهند مصطفى إن حكومة نتنياهو تبنت فكرة تهجير سكان غزة بعدما عملت عليها منذ أسابيع، إذ تنسجم مع الأهداف الأولى للحرب الإسرائيلية بما فيها عودة الاستيطان إلى قطاع غزة.

واستدل مصطفى برفض إسرائيل إدخال مساعدات إنسانية تساعد الناس على البقاء في غزة، وذلك خلال المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، مشيرا إلى تخصيص إسرائيل عملية عسكرية جديدة لتحقيق هذا الهدف.

وكان المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر (الكابينت) قد صادق فجر أمس على إنشاء إدارة عسكرية تهدف لتنفيذ خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن قطاع غزة.

وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس -في بيان- إن الإدارة الجديدة ستكون تابعة له، وستعمل بالتنسيق مع المنظمات الدولية والجهات الأخرى وفقا لتوجيهات المستوى السياسي.

وستعمل هذه الإدارة -وفق بيان كاتس- على "تسهيل انتقال آمن ومنضبط لسكان غزة إلى دولة ثالثة" زاعما أن عملية التهجير "ستخضع لأحكام القانون الإسرائيلي والدولي".

إعلان

"معركة وجودية"

بدوره، يرى حسن خريشة نائب رئيس المجلس التشريعي الفلسطيني أن فكرة التهجير ليست طارئة، وكانت دائما على أجندة جيش الاحتلال وحكوماته المتعاقبة.

ولفت خريشة إلى أن استئناف الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة ومحاولة تدميره كليا وجعل الحياة فيه مستحيلة "يصب في هذا الاتجاه".

ووفق نائب رئيس التشريعي الفلسطيني، فإن هناك فرصة إسرائيلية تاريخية مواتية لتحقيق ذلك في دعم إدارة ترامب لخطط نتنياهو، ووجود قناعة إسرائيلية بوجود أدوات ووسائل وجغرافيا جديدة لتنفيذ ذلك.

وفي هذا السياق، رأى مستشار الأمن القومي الأميركي مايكل والتز -في تصريح لشبكة "فوكس نيوز"- أن فكرة نقل الفلسطينيين إلى خارج غزة "عملية للغاية" مضيفا أنه "من الجنون إنفاق المليارات لإعادة إعمار القطاع ثم العودة إلى تجدد العمليات العسكرية".

ومع ذلك، أكد نائب رئيس المجلس التشريعي أن الشعب الفلسطيني بعث رسالة واضحة بأنه "باقٍ في أرضه" بعد وقف إطلاق النار، مشيرا إلى أن الفلسطينيين سيفشلون هذه الخطة بدعم من الدول العربية.

وقال خريشة إن الشعب الفلسطيني يعيش معركة وجودية تتطلب تضافر كافة الجهود، ووحدة فلسطينية حقيقية، ومقاومة الاحتلال بكل الوسائل الممكنة.

"أداة ضغط"

من جانبه، أعرب الكاتب والمحلل السياسي إياد القرا عن قناعته بأنه من الصعوبة بمكان نجاح إدارة التهجير التي صادقت عليها إسرائيل، بعدما فشلت في ذلك على مدار أشهر الحرب، رغم إقرار الكاتب بوجود مخاوف من مواصلة إسرائيل سياساتها الوحشية.

وأرجع القرا ذلك إلى صعوبة تعاطي الفلسطينيين مع النوايا الإسرائيلية في ظل تمسكهم بالأرض وبقائهم في مخيمات النزوح ثم عودتهم إلى الديار، بعد وقف إطلاق النار أو انسحاب قوات الاحتلال المتوغلة.

وحسب المحلل السياسي، فإن المواطن الفلسطيني يدرك أن واقعه سيكون أشد إيلاما وأكثر قسوة بعد مغادرة قطاع غزة، مؤكدا أن الفكرة منبوذة في المجتمع الفلسطيني وهي قضية وطنية بامتياز، وسط إجماع بعدم تكرار نكبة 1948.

إعلان

وخلص القرا إلى أن هذه الفكرة تعد "جزءا من أدوات الضغط الإسرائيلية على المفاوض الفلسطيني ومقاومته بهدف انتزاع تنازلات في ملف الأسرى".

والأربعاء الماضي، أعلنت إسرائيل بدء عملية برية وصفتها بـ"المحدودة" وقالت على إثرها إنها أعادت السيطرة على محور نتساريم وسط قطاع غزة.

وقد أطلقت حكومة نتنياهو هذه العملية -التي توسعت لاحقا لتشمل مناطق شمالي القطاع وجنوبه- بعد أن رفضت الانتقال للمرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار مستأنفة الغارات الجوية المكثفة على غزة مما أسفر عن استشهاد أكثر من 600 فلسطيني خلال 4 أيام.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات وقف إطلاق النار قطاع غزة

إقرأ أيضاً:

برلماني: وقف آلة الحرب الإسرائيلية في المنطقة السبيل الوحيد لتحقيق استقرار الشعوب

قال النائب مجاهد  نصار عضو مجلس النواب، إن مصر كانت وستظل السند الحقيقي للشعب الفلسطيني، مؤكدًا أن دعمها للقضية الفلسطينية لم يكن يومًا محل مزايدة أو رهن حسابات ضيقة، بل نابع من التزام قومي وإنساني أصيل، مشيراً إلى أن مصر لطالما تحملت مسؤولياتها التاريخية تجاه أشقائها، ومدت يدها بالسلام والوساطة من أجل إنهاء معاناة الفلسطينيين، والعمل الجاد لتحقيق حل عادل وشامل.

العدوان على قطاع غزة

وأكد نصار في تصريح صحفي له اليوم. أن الدولة المصرية كانت من أوائل من أطلقوا تحذيرات واضحة من خطورة استمرار العدوان على قطاع غزة، والتنبيه المبكر إلى ما يمكن أن تؤول إليه الأوضاع إذا لم يتوقف التصعيد.

وأضاف عضو مجلس النواب. أن الواقع اليوم يُثبت ما حذرت منه مصر، خاصة بعد الاعتداء الإسرائيلي الغادر على إيران فجر امس، والذي يضع المنطقة بأكملها على حافة انفجار كبير.

اللاعب منزعج ومفيش قرارات ضده| خالد الغندور يعلن معلومة مثيرة عن نجم الزمالكبث مباشر | إيران تقصف تل أبيب.. ونتنياهو يختبيء تحت الأرض خوفا من الصواريخ

وأوضح النائب مجاهد نصار. أن هذا التطور الأخير يُمثل تجاوزًا خطيرًا لكل قواعد الاشتباك، ويهدد بتوسيع نطاق الصراع بشكل غير مسبوق، ما يستوجب من جميع القوى الفاعلة في المجتمع الدولي التحرك الفوري لاحتواء الموقف، والضغط لوقف دائرة العنف المتصاعدة.

وقف الحرب الإسرائيلية

وشدد على أن الحل الوحيد لضمان استقرار المنطقة يبدأ من وقف الحرب الإسرائيلية على غزة، وفتح طريق سياسي جاد يقوم على تنفيذ حل الدولتين، بما يضمن الحقوق الكاملة للشعب الفلسطيني، وفي مقدمتها إقامة دولته المستقلة ذات السيادة.

واختتم تصريحه بالتأكيد على أن مصر، برؤيتها المتزنة ودورها الفاعل، ستبقى حجر الأساس في جهود التهدئة الإقليمية، وصمام أمان حقيقي لأمن المنطقة واستقرار شعوبها في مواجهة سياسات التصعيد والعدوان.

طباعة شارك غزة قطاع غزة فلسطين مصر النواب البرلمان

مقالات مشابهة

  • إسرائيل تعترف بعجز دفاعاتها أمام الصواريخ الإيرانية.. وتحذر سكان طهران بالفارسية: غادروا فوراً
  • برلماني: مصر تصدت بحزم لمحاولات تهجير الفلسطينيين بتوجيهات حاسمة من الرئيس السيسي
  • برلماني: وقف آلة الحرب الإسرائيلية في المنطقة السبيل الوحيد لتحقيق استقرار الشعوب
  • "هدف إيران الأصعب".. هل تنجح إسرائيل في الرهان الكبير؟
  • المجلس الوطني الفلسطيني: مجزرة الاحتلال ضد «الجوعى» في غزة جريمة حرب دموية
  • شاهد | سكان غزة وجنوب لبنان يحتفلون بالقصف الإيراني ضد إسرائيل
  • فوربس: دخول سلاح البحرية الإسرائيلية في المعركة.. هل هناك تكتيكات جديدة ضد الحوثيين؟ (ترجمة خاصة)
  • ليلة سقوط رجال المرشد.. هل تنجح إيران في الثأر لجنرالاتها من إسرائيل؟
  • مجازر صهيونية مستمرة : 52 شهيدًا بينهم 32 من منتظري المساعدات في غزة والاحتلال يقطع الانترنت والاتصالات عن سكان القطاع
  • أحمد موسى: قافلة الصمود تستهدف تشويه مصر ودعم مخطط تهجير الفلسطينيين