عواصم (الاتحاد)

أخبار ذات صلة مسؤول أميركي يكشف عن توقعاته من محادثات السعودية روسيا تأمل «تقدماً» في مفاوضات الرياض وتحذر من هجمات أوكرانية

عبّر المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف، أمس، عن تفاؤله قبل ساعات من اللقاء الذي ينعقد في العاصمة السعودية الرياض لمناقشة سبل إنهاء الحرب في أوكرانيا، وقال إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يريد إنهاء الصراع المستمر منذ ثلاث سنوات.

فيما توقّع المتحدّث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، أن تكون المفاوضات «صعبة»، معتبراً أنها مجرّد «بداية» لتسوية النزاع في أوكرانيا. 
وتوقع ويتكوف أن تحقق أوكرانيا وروسيا تقدماً بشأن وقف إطلاق النار في البحر الأسود خلال المحادثات المقررة اليوم في السعودية، وقال لشبكة «فوكس نيوز»: «سترون في السعودية يوم الاثنين تقدماً ملموساً، لا سيما فيما يتعلق بوقف إطلاق النار في البحر الأسود على السفن بين البلدين. ومن ثم، ستتجه الأمور بشكل طبيعي نحو وقف إطلاق نار شامل».
وأضاف ويتكوف: «أشعر بأنه يريد السلام»، في إشارة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، مؤكداً: «أثق بكلامه في هذا الصدد، وأعتقد أن الأوروبيين بدؤوا يتبنون هذا الاعتقاد أيضاً... الهدف هو وقف القتل، وقف المذبحة... دعونا ننهي هذا الأمر». 
وقلل ويتكوف من مخاوف حلفاء واشنطن في حلف شمال الأطلسي (الناتو) من أن يشجع التقارب مع موسكو على اجتياح جيران آخرين، وقال: «لا أعتقد أنه يريد الاستيلاء على أوروبا. هذا وضع مختلف تماماً عما كانت عليه الحال في الحرب العالمية الثانية».
وصرح ويتكوف بأن الدور الرئيسي للولايات المتحدة الآن هو فهم كلا الجانبين والوساطة، وقال: «الأمر ليس أبيض أو أسود كما يصوَر. لكن مهمتنا... هي تضييق هوة الخلافات، وجمع الأطراف، ووقف القتل». 
ومن جانبها، توقّعت روسيا، أمس، أن تكون المحادثات التي تجري اليوم في السعودية، بوساطة أميركية، «صعبة» و«معقدة للغاية»، وبادر المتحدّث باسم الكرملين دميتري بيسكوف إلى خفض سقف التوقّعات المرتبطة بهذه المحادثات، قائلاً للتلفزيون الروسي: «هذا موضوع معقد للغاية ويتطلب الكثير من العمل». وأكد: «لسنا سوى في بداية هذا المسار»، أي مسار تسوية النزاع المسلح الروسي الأوكراني الذي اندلع في فبراير 2022. ومما قاله بيسكوف، أمس، أن المسألة «الرئيسية» للمحادثات بين الأميركيين والروس ستكون «استئناف العمل» باتفاق الحبوب في البحر الأسود، من دون الإشارة إلى اتفاق محتمل بشأن وقف محدود أو غير مشروط للقتال.
وفي سياق متصل، أعلن وزير الدفاع الأوكراني رستم أوميروف، أمس، أن وفدين، أميركي وأوكراني، شرعا في إجراء محادثات بالسعودية، مشيراً إلى أن جدول أعمال المباحثات يتضمن مقترحاتٍ لحماية منشآت الطاقة والبنية التحتية الحيوية. وقال أوميروف، الذي يرأس الوفد الأوكراني، في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي: «ننفذ توجيهات رئيس أوكرانيا لتحقيق سلام عادل وتعزيز الأمن». 
 وكانت أوكرانيا قد أعربت عن استعدادها لوقف شامل لإطلاق النار، وصرح مسؤول أوكراني رفيع المستوى لوكالة فرانس برس، الجمعة، بأن المناقشات بين الأوكرانيين والأميركيين ستركّز على النواحي «التقنية» من وقف مؤقت وجزئي للمعارك. 
أما روسيا فتشدّد على أنها لم تتّفق مع واشنطن حتّى الساعة سوى على وقف قصف منشآت الطاقة.
وتهدف المحادثات الأميركية الروسية والأميركية الأوكرانية، التي بدأت بشكل منفصل، الواحدة تلو الأخرى، في وقت متأخر من مساء أمس في السعودية، وتتواصل اليوم، إلى التوصّل إلى هدنة محتملة توقف الضربات على منشآت الطاقة، حيث وافق بوتين الأسبوع الماضي على وقف مهاجمة منشآت الطاقة الأوكرانية مؤقتاً، بينما كان ترامب يأمل وقفَ إطلاق نار كامل 30 يوماً، كخطوة أولى نحو اتفاق سلام دائم.
وتجري المحادثات بقيادة الوسيط الأميركي بين الروس من جهة والأوكرانيين من جهة أخرى. وسيكون الوفد الأوكراني برئاسة وزير الدفاع رستم أوميروف، في حين أوفدت روسيا مبعوثين هما سناتور ودبلوماسي سابق، ومسؤول في جهاز الأمن الداخلي. 
ضربات متبادلة ومعارك ميدانية
وبموازاة الجهود الدبلوماسية، تتواصل الضربات المتبادلة والمعارك الميدانية بين الجانبين، حيث أعلن الجيش الأوكراني، أمس، عن استعادته قريةً صغيرة في منطقة لوغانسك الشرقية، في تقدّم نادر لقوّاته في المنطقة التي سيطرت عليها روسيا بالكامل منذ عام 2022. وليل السبت الأحد، تعرّضت العاصمة كييف لهجوم «كثيف» من المسيّرات الروسية، بحسب السلطات المحلية. واستهدف القصف عدّةَ أحياء في العاصمة الأوكرانية، متسبّباً بحرائق كبيرة. وفي أعقاب هذا القصف، طالب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بـ «مزيد من أنظمة الدفاع الجوية وبدعم فعلي» من الغرب. وأعلنت وزارة الدفاع الروسية من جانبها صدّ 59 مسيّرة أوكرانية ليل السبت الأحد. وفي منطقة روستوف (جنوب روسيا)، قُتل رجل في ضربة لمسيّرة على سيّارته، بحسب الحاكم الإقليمي الروسي يوري سليوسار الذي لم يقدّم مزيداً من التفاصيل. وأعلن الجيش الروسي الذي يحرز تقدّماً ميدانياً كبيراً، السيطرة مجدداً على بلدة سريبنيه في الشرق الأوكراني.

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: ستيف ويتكوف الولايات المتحدة روسيا أوكرانيا محادثات منشآت الطاقة فی السعودیة

إقرأ أيضاً:

روسيا وأوكرانيا تتبادلان خرائط الطريق للسلام في محادثات إسطنبول

تبادلت روسيا وأوكرانيا، الاثنين، خططا لإنهاء حربهما المستمرة منذ ثلاث سنوات خلال محادثات في إسطنبول، بهدف إيجاد سبيل للخروج من أكبر صراع في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية.

قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إن أي اتفاق لا ينبغي أن “يكافئ” الزعيم الروسي فلاديمير بوتين، لكنه أضاف أن كييف مستعدة لاتخاذ “الخطوات اللازمة من أجل السلام”.

بتشجيع من الرئيس الأميركي دونالد ترامب، بدأت موسكو وكييف مفاوضات مباشرة للمرة الأولى منذ الأسابيع الأولى للغزو الروسي، لكنهما لم تحققا بعد أي تقدم نحو التوصل إلى اتفاق.

وتأتي محادثات يوم الاثنين بعد يوم من قيام أوكرانيا بتنفيذ واحدة من أكثر هجماتها جرأة ونجاحا على الإطلاق على الأراضي الروسية – باستخدام طائرات بدون طيار لضرب العشرات من القاذفات الاستراتيجية المتمركزة في قواعد جوية على بعد آلاف الكيلومترات خلف خط المواجهة.

وأسفرت جولة أولى من الاجتماعات في إسطنبول الشهر الماضي عن تبادل واسع النطاق للأسرى، لكن لم يحدث توقف في القتال الذي اندلع منذ غزو روسيا في فبراير/شباط 2022.

وقال زيلينسكي في مؤتمر صحفي في فيلنيوس بعد انتهاء المحادثات في إسطنبول، إن الوفدين “تبادلا وثائق عبر الجانب التركي، ونحن نستعد لإطلاق سراح أسرى حرب جدد”.

وأضاف أن “مفتاح السلام الدائم واضح، فلا ينبغي للمعتدي أن يحصل على أي مكافأة مقابل الحرب. ولا ينبغي لبوتين أن يحصل على أي شيء يبرر عدوانه”.

وفي افتتاح المحادثات في قصر سيراجان في إسطنبول ـ وهو قصر إمبراطوري عثماني يقع على ضفاف مضيق البوسفور وهو الآن فندق فخم من فئة الخمس نجوم ـ قال وزير الخارجية التركي هاكان فيدان إن “عيون العالم أجمع” كانت تراقب.

وكان زيلينسكي قد قال إن كييف “مستعدة لاتخاذ الخطوات اللازمة من أجل السلام”، على الرغم من أن مواقف التفاوض الروسية والأوكرانية بدت منذ فترة طويلة غير قابلة للتوفيق.

وقف فوري لإطلاق النار

وقال مصدر في الوفد الأوكراني قبل المحادثات: “إذا كانوا مستعدين للمضي قدما، وليس مجرد تكرار نفس الإنذارات السابقة، فقد تكون هناك أخبار جيدة وكبيرة اليوم”.

تُطالب أوكرانيا بـ”وقف إطلاق نار كامل وغير مشروط” لإفساح المجال لمناقشة تسوية طويلة الأمد. وقد رفضت روسيا هذه الدعوات مرارًا.

وتقول موسكو إنها تريد معالجة “الأسباب الجذرية” للصراع – وهي اللغة التي تستخدم عادة للإشارة إلى مزيج من المطالب الشاملة بما في ذلك الحد من القوة العسكرية الأوكرانية، ومنع البلاد من الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي، والتنازلات الإقليمية الضخمة.

وتقول كييف والغرب إن هذه المخاوف لا أساس لها من الصحة، وإن هجوم روسيا ليس سوى عملية استيلاء إمبريالية على الأراضي.

لقد قُتل عشرات الآلاف منذ أن غزت روسيا أوكرانيا، ودُمرت مساحات شاسعة من شرق وجنوب أوكرانيا، وأُجبر الملايين على الفرار من منازلهم، في أكبر أزمة لاجئين في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية.

وفي بلدة دوبروبييا الواقعة على الخطوط الأمامية في شرق أوكرانيا، قال فولوديمير البالغ من العمر 53 عاما لوكالة فرانس برس إنه يعتقد أن المحادثات في إسطنبول لن تؤدي إلى شيء يذكر. ظننا أن كل شيء سيتوقف. والآن لا شيء ينتظرنا. لا منزل لنا، لا شيء. كدنا نُقتل بطائرات بدون طيار، كما قال.

وفي كراماتورسك، وهي مدينة حامية بالقرب من الجبهة مع خنادق ولفائف من الأسلاك الشائكة على مشارفها، قال جندي أوكراني أيضا إن المحادثات في تركيا من غير المرجح أن تسفر عن أي نتائج.

أضاف “لا أثق بهم. لكن سيكون من الرائع لو وافقوا على التوقف، والحصول على فترة راحة، حتى نتمكن من استقبال رجالنا الذين لقوا حتفهم، وحتى يتوقف الموت عن الحدوث”، هذا ما قاله لوكالة فرانس برس وهو يرتشف قهوته”.

بعد أشهر من النكسات التي مني بها جيش كييف، قالت أوكرانيا إنها نفذت هجوما جريئا يوم الأحد، مما أدى إلى إلحاق أضرار بنحو 40 قاذفة روسية استراتيجية تبلغ قيمتها 7 مليارات دولار في عملية خاصة كبيرة.

وقالت أجهزة الأمن في كييف إن الخطة – التي استغرق إعدادها 18 شهرا – كانت تتضمن تهريب طائرات بدون طيار إلى روسيا، ثم إطلاقها من قرب القواعد الجوية، على بعد آلاف الكيلومترات من خطوط المواجهة.

وعلى الأرض، اكتسب التقدم الإقليمي لروسيا زخما في مايو/أيار، وفقا لتحليل وكالة فرانس برس لبيانات من معهد دراسة الحرب (ISW) ومقره الولايات المتحدة.

وقبيل المحادثات، دعا مسؤولون روس إلى قطع الدعم العسكري الغربي عن أوكرانيا والتنازل عن الأراضي التي لا يزال جيشها يسيطر عليها.

وكانت كييف قد اعترفت في السابق بأنها قد تتمكن من استعادة الأراضي التي احتلتها روسيا فقط من خلال الدبلوماسية، وليس القتال.

وتريد أوكرانيا أيضاً ضمانات أمنية ملموسة مدعومة من الغرب ــ مثل الحماية التي يوفرها حلف شمال الأطلسي أو القوات على الأرض ــ وهي الضمانات التي استبعدتها روسيا.

Tags: دونالد ترامبروسيا وأوكرانيامحادثات في إسطنبولوقف فوري لإطلاق النار

مقالات مشابهة

  • اجتماع في بروكسل بشأن أوكرانيا
  • بين التصعيد الأوكراني والصمت الروسي| هل اقترب شبح الحرب العالمية الثالثة؟ خبير يوضح السيناريوهات المحتملة
  • روسيا وأوكرانيا تتفقان خلال محادثات تركيا على تبادل جثامين 6 آلاف جندي لقوا حتفهم خلال القتال
  • مفاوض يكشف جانبا من مباحثات إسطنبول الروسية الأوكرانية
  • روسيا وأوكرانيا تتبادلان خرائط الطريق للسلام في محادثات إسطنبول
  • زيلينسكي يعلن النتائج الأولية لمحادثات إسطنبول
  • تركيا تعوّل على أميركا في محادثات إسطنبول بشأن أوكرانيا
  • بعد يوم من ضرب الطيران روسي.. وفد أوكراني يصل اسطنبول للتفاوض مع روسيا
  • قصف روسي عنيف على أوكرانيا بطائرات بدون طيار
  • كييف تستهدف بـ«مسيرات» 40 طائرة حربية داخل العمق الروسي