دول إفريقية تحذو حذو النموذج المغربي في مجال تدبير هجرة اليد العاملة الموسمية
تاريخ النشر: 24th, March 2025 GMT
أصبح المغرب من أبرز الفاعلين في مجال الهجرة الموسمية، لا سيما في علاقاته مع إسبانيا. فقد طور نموذجاً تعاونياً ناجحاً في هذا المجال، ما جعله محط أنظار العديد من الدول الإفريقية التي تسعى للاستفاذة من نفس التجربة.
الهجرة الدائرية أو الموسمية تعني انتقال اليد العاملة المؤقتة من بلدها الأصلي للعمل لفترة محدودة في بلد آخر، ثم العودة بعد نهاية الموسم وهذه الصيغة تحقق مصلحة مزدوجة للطرفين:
الدولة المستقبِلة تستفيد من يد عاملة مؤهلة ومرنة دون أعباء طويلة الأمد.
اما الدولة المُصدِّرة فتستفيد من تحويلات مالية مهمة، إلى جانب اكتساب اليد العاملة لخبرات ومهارات جديدة.
وبفضل التوجيهات الاستراتيجية للملك محمد السادس، أصبح المغرب يقدم نموذجاً مثالياً لما وصفه بـ »علاقة رابح-رابح » مع شركائه الدوليين، وخاصة في إفريقيا وأوروبا. فالمغرب لا يتعامل مع ملف الهجرة من زاوية أمنية ضيقة، بل يعتمده كوسيلة للتنمية المشتركة وتعزيز فرص العمل القانونية والمنظمة.
وفي إسبانيا، أصبحت الهجرة الموسمية المغربية خصوصاً في قطاع الفلاحة عنصراً أساسياً في توازن السوق، وخاصة في مواسم الحصاد التي يصعب فيها توفير يد عاملة محلية.
تجربة المغرب مع إسبانيا أثبتت فعاليتها، حيث تنظم هذه العمليات عبر اتفاقيات ثنائية تراعي حقوق العمال وظروفهم، وتضمن عودتهم إلى بلدهم الأصلي بعد انتهاء مدة العمل.
ونظراً لنجاح التجربة المغربية، سارعت عدة دول إفريقية إلى تبني نفس المقاربة مث السنغال وموريتانيا وغامبيا ودخلت في شراكات مماثلة مع بلدان أوروبية.
مصر انضمت حديثاً لهذا الركب، معتمدة على نفس الآليات التي أثبتت نجاعتها في التجربة المغربية، بما في ذلك التكوين المسبق، وضمانات العودة، والمتابعة المؤسساتية.
ان التحول في التعامل مع ملف الهجرة من « تحدٍّ أمني » إلى « فرصة اقتصادية وتنموية » يعكس نضجاً استراتيجياً في الرؤية الإفريقية الجديدة، التي كان للمغرب شرف ريادتها.
فالهجرة لم تعد فقط هروباً من الأزمات، بل باتت وسيلة منظمة لإحداث التنمية، وهو ما ينسجم مع الرؤية الملكية لتعزيز التكامل جنوب-جنوب.
كلمات دلالية إسبانيا العاملات المغربيات في حقول الفراولة الهجرة الموسمية
المصدر: اليوم 24
كلمات دلالية: إسبانيا الهجرة الموسمية
إقرأ أيضاً:
من ماندي إلى كميل حضور التجربة السويسرة
خالد فضل
السويسرية من اصول سودانية في عمر36سنة , ماندي ابنة محمد عثمان ابوشوك (صحفي) ومريم محمود (طبيبة أسنان) تترشح لرئاسة حكومة مدينة زيورخ السويسرية . وهي بعد عضو في برلمان المنطقة منذ 2023م . أي في العام الذي إندلعت فيه حرب الوطن الأم . في سيرتها الذاتية أنها حائزة على درجة الماجستير في حقوق الإنسان .
البروفسور كامل إدريس , سوداني , دكتوراة في القانون الدولي . مدير عام منظمة الملكية الفكرية التابعة للأمم المتحدة لدورات خلون . ومقر عمله جنيف السويسرية .
شخصيتان في الميزان بالفعل , فالأولى ؛ نالت عضوية البرلمان في منطقتها بعد منافسة انتخابية نزيهة وحرة , وفازت بتقديرات أخرى عبر الانتخابات مثل امرأة العام 2024م . د. كميل , تم تعيينه رئيسا لمجلس الوزراء بوساطة قائد الجيش السوداني .
ماندي حظيت بثقة الناخبين لنشاطها الثر في خدمة المهمشين ومكافحة العنصرية . د. كامل حظي بثقة قائد الجيش السوداني في اطار الحرب الداخلية بين السودانيين .
ماندي تقدم برنامجا عمليا وتنشط في مجالات خدمتها للشعب السويسري الذي يمتاز بالتعددية العرقية والثقافية واللغوية , د. كامل يتبنى سردية جزء من الشعب السوداني لتوصيف واقع بلاده .
ماندي تتقدم في اطار نظام سياسي وعقد إجتماعي سويسري يقوم على مبادئ حقوق الإنسان ودولة وطنية إنسانية علمانية ديمقراطية , ود. كامل يتولى المنصب الوزاري الأول في بلده المرزوء منذ ميلاد مستقلا قبل 70سة بغياب أدنى حقوق الإنسان , محكوم بنظام عسكري ديكتاتوري شمولي آيدولوجي معاد لحقوق الإنسان والديمقراطية . بدون عقد إجتماعي ناظم لتعدديته .
ماندي كفاءة شخصية بتكوين سياسي وفكري ناضج مستقيم النظر لقضايا موطنها , د. كامل كفاءة شخصية بتأهيل أكاديمي مرموق (الدكتوراة) لكنه يفتقر إلى إلتزامه بنهج سياسي فكري واضح في النظر لمعضلات وطنه , فهو يفترض مثلا أن أساس المشكلة عدم وضع الشخص المناسب في الوظيفة الملائمة لقدراته , بافتراض أنّه هو شخصيا مناسب لوظيفته , هل ينطبق هذا المعيار على طبيعة السلطة الفعلية التي عينته في المكان المناسب ؟ هل كان عمر البشير مناسبا لمنصبه كرئيس لمدة 30سنة ؟ وهل البرهان حاليا مناسبا لمنصبه كرئيس للبلاد ؟ هل المعضلة الاساسية النظام السياسي المهيمن أم الكفاءات الشخصية لشاغلي المناصب ؟ مثلا نظام مايو خدم فيه آلاف الأشخاص نساء ورجال من ذوي الكفاءة الشخصية الفذّة إلاما انتهى ؟ هل من عبرة استخلصها د. كامل من تلك التجربة ؟ من هم الاشخاص الذين تولوا مناصبا غير مناسبة لقدراتهم طيلة تاريخ الدولة الوطنية ؟ عشرة عشرين مثلا . ما بال الآلاف بمن فيهم دكاترة وبروفسيرات عهد الإنقاذ ؟ هل الأغلبية غير كفؤة أكاديميا , أم أنها غير كفؤة أخلاقيا بحيث لا يستنكف من حاز على درجة الدكتوراة في القانون الدستوري من خرق الدستور !! لعل الدكتور كامل من خلال خبرته في المنظمة الدولية يعلم أكثر من ملايين السودانيين الذين يريد قيادتهم أنّ معايير الكفاءة والقدرات تكون ذات قيمة فعلية في اطار نظام (سيستم) أساس قيامه التوافق عليه . فهل توليه منصب رئيس الوزراء تمّ بموجب هذا المعيار ؟ قبل الذهاب للأشخاص . ولعل الدكتور يعرف أنّ الاشخاص ذوي الحاجات الخاصة من أصحاب الإعاقة البدنية أو العقلية في المجتمعات التي تحضّرت وتمدّنت يدرجون في السيستم العام للبلاد دو عوائق بل بتسهيلات وحوافز خاصة تمنح للمؤسسات الحكومية والخاصة التي تدرجهم في نشاطاتها . حقيقة الأوضاع في السودان اليوم تبدو تجربة جديدة , مثلا هناك فرز اجتماعي خطير يطال مجموعات من المواطنين بزعم التعاون والحواضن للدعم السريع . يحدث هذا في مناطق سيطرة الجيش تحديدا . فما مصير الكفاءات السودانية الواقعة تحت هذا التصنيف ؟ وعن اي سودان يتحدث رئيس مجلس الوزراء , سودان في الحدود الديمغرافية والجغرافية التي رسمتها هذه الحرب أم سودان بسعة الجميع ؟
إنّ ماندي محمد عثمان تقدّم وجها من اصول سودانية يستحق الإعجاب والفخر , ولأنها حازت على موقع تمثيل أناس أسوياء في مجتمع سوي . فهل يستحق د. كامل نفس التقدير وهو يبتدئ عهده بسردية طرف من أطراف حرب أهلية سودانية ؟
الوسومخالد فضل