السكبة.. عادة عربية تتجدد في سوريا عند كل رمضان
تاريخ النشر: 25th, March 2025 GMT
تُعدّ "السكبة" واحدة من العادات الرمضانية العربية وحافظ عليها السوريون عبر الأجيال، وتُعتبر من أبرز مظاهر التكافل الاجتماعي في الشهر الفضيل.
وتتمثل هذه العادة في الدول العربية بتبادل أطباق الطعام بين الجيران والأقارب والأصدقاء، حيث يقوم كل منزل بتوزيع أطباق من طعام الإفطار على الآخرين، لتظل روح التعاون والمشاركة حاضرة بين أفراد المجتمع.
وفي سوريا تسمى "السكبة"، ولا تُشترط فيها الأطعمة الفاخرة أو الوجبات المكلفة، بل يتم تحضير أطباق طعام متنوعة، مما يجعلها مناسبة للجميع، بغض النظر عن مستوى الدخل.
وهذه البساطة في تقديم الطعام، تأتي لتجنب إحراج الأسر ذات الدخل المحدود، ويظل الهدف الأسمى هو تعزيز التضامن الاجتماعي بين الجميع.
وعلى مر الزمن، استمرت هذه العادة متجددة رغم التحديات المختلفة التي مرّت بها سوريا، وبقيت السكبة جزءا لا يتجزأ من تقاليد رمضان.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2لوحات بريشة بريطاني تجسّد مآسي الحرب الإسرائيلية على لبنان وغزةlist 2 of 2ترامب يوقع أمرا تنفيذيا لإلغاء وزارة التعليمend of listوفي هذا التقليد، لا تقتصر الرمزية على مشاركة الطعام فقط، بل تتجاوزها لتعبر عن التآخي والود وتعزيز أواصر المحبة بين أفراد المجتمع.
إعلانوتستمر السكبة في تجسيد قيم رمضان الحافلة بالتعاون والمشاركة، ليظل هذا التقليد حيا في قلوب السوريين، الذين يعبّرون من خلاله عن تمسكهم بعاداتهم وتقاليدهم، في أوقات الفرح والصعاب.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات رمضان اجتماعي
إقرأ أيضاً:
علي جمعة: إطعام المحتاجين أولى من العمرة
قال الدكتور على جمعة، عضو هيئة كبار العلماء، أنه يجوز إخراج أموال الزكاة لإطعام الصائمين وتوصيل الطعام إلى الأماكن الأكثر احتياجا، إضافة إلى جواز إخراج الزكاة فى هذا العام عن الأموال المقبلة.
ونوه "جمعة" بأنه من الأولى دفع الأموال فى إطعام المحتاجين عن العمرة ولها أجر كبير لأن الخير الذي يصل إلى الناس أولى من الخير الذى يستفيد منه شخص واحد، مضيفا أن زكاة الفطر يتم إخراجها من أول يوم فى شهر رمضان.
وأوضح أنها من أفضل القربات وأعلاها عند الله – عز وجل- التي ترفع البلاء وتزيل الهم، ومن مكاسب إطعام الطعام ما يلي:
1- سبب لدخول الجنة لقوله ﷺ: “اتَّقُوا النَّارَ وَلَوْ بشق تمرة”.
2- أن تكون من خيرة الناس، لقوله: “خَيَارُكُمْ مَنْ أَطْعَمَ الطَّعَامَ وَرَدَّ السَّلام”.
3- من خير الأعمال؛ لقوله عندما سُئل عن أي الإسلام خير: “تطعم الطَّعَامَ، وَتَقْرَأ السَّلَامَ عَلَى مَنْ عَرَفْتَ وَمَنْ لَمْ تَعْرِفُ”.
4- له أجر إطعامه ويضاعفه له الله، لقوله ﷺ: “حَتَّى إِنَّ التَّمْرَةَ أَو اللُّقْمَةَ لَتَكُونَ أَعْظَمَ مِنْ أَحد”.
5- النجاة من أهوال يوم القيامة ودخول النار، لقوله ﷺ: “اتَّقُوا النَّارَ وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ”.
فضل إطعام الأغنياء أو الفقراءفي سياق متصل، أوضح الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق، أن الإسلام حثنا على إطعام الطعام سواء أكان من الأغنياء إلى الفقراء أم من كرم الضيافة أم كان من قبيل حقوق الإنسانية، مستشهداً بقوله - تعالى-: (وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا * إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللَّهِ لاَ نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاءً وَلاَ شُكُورًا)، وقال رسول الله ﷺ: « أَيُّهَا النَّاسُ أَفْشُوا السَّلاَمَ وَأَطْعِمُوا الطَّعَامَ وَصَلُّوا وَالنَّاسُ نِيَامٌ تَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ بِيسَلاَمٍ».
واستدل أيضاً بما روى عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله ﷺ: "ما آمن بي من بات شبعان وجاره جائع إلى جنبه وهو يعلم به"، رواه الطبراني والبزار (بإسنادٍ حسن)، مشيراً: أنه - صلى الله عليه وسلم- كان كلما ذكر ابن جُدعان، يتهلل وجهه فرحًا لما كان يفعله ذلك الجاهلي من ضيافة الحجيج، فإن مكارم الأخلاق محمودة حتى ولو خرجت من المشرك فما بالك لو كانت من المؤمن، ولذلك نراه أوصى بإكرام الضيف وعده من علامات الإيمان فقال: مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَلاَ يُؤْذِ جَارَهُ، وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَلْيُكْرِمْ ضَيْفَهُ، وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَلْيَقُلْ خَيْرًا أَوْ لِيَصْمُتْ"، رواه البخاري.
وأوضح جمعة: “سواء أكان الإطعام صدقة للفقير أو إكرامًا للضيف أو إطعامًا للأسير، فهو في كل الحالات لوجه الله سبحانه وتعالى، ومن الحقوق الأساسية التي لا يجوز التلاعب بها أو الضغط بموجبها على عباد الله حتى ولو كانوا أسرى في حرب مشروعة، والتجويع لم يكن أبدًا في شريعة من الشرائع الإلهية نوعًا من أنواع العقوبة، وكذلك لم يكن أبدًا مباحًا في أي نظام قانوني في العالم إلى يومنا هذا”.
أمر يحدث لك بعد تنفيذ وصية النبي بإطعام الطعام
فيما ورد عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه وصانا بإطعام الطعام وحُسن الكلام.
عندما كان النبي -صلى الله عليه وسلم -يُسأل: «أي الإسلام خير، فقال: حُسن الكلام وبذل الطعام »، أن إطعام الطعام من الأمور التي تؤدي إلى انعاش الحالة الإنسانية، وتخلق نوعًا من الود والرحمة والوئام بين الناس وبعضها منوهة بأنه أيضًا من موجبات الجنة.