من سارق الأرز إلى نقانق الدم.. اكتشف ألذ أطباق كوريا الجنوبية
تاريخ النشر: 24th, June 2025 GMT
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- تطوّر المطبخ الكوري مع مرور الزمن نتيجةً للتغيرات الثقافية، لكنه لا يزال جانبًا رئيسيًا من الهوية الوطنية في البلاد.
من الوجبات الدسمة التي ستعجب عشاق اللحوم، إلى أخرى ترضي أذواق محبي المأكولات البحرية والأنواع المتنوعة من الخضار، إليكم 7 أطباق أساسية في كوريا الجنوبية:
سلطعون بصلصة الصوياCredit: courtesy Korean Tourism Organization
يُعتبر طبق "جانجانغ جيجانغ"، أو السلطعون النيء المتبل بصلصة الصويا، شديد الإدمان لدرجة أنه يُطلق عليه غالبًا لقب "سارق الأرز"، في إشارة طريفة إلى كونه يجعل المرء يُكثر من تناول الأرز بسبب لذّته الشديدة.
قد يكون هذا الطبق مفاجِئًا لمن يجربه لأول مرة، فطعمه حامض بعض الشيء، ومُرٌّ بشكل مُثير، ولاذع، كما أنّه يُقدَّم باردًا.
لكن رسّخت وجبة الطعام هذه مكانتها بين الكوريين الجنوبيين، إذ تُعد طبقًا رئيسيًا أكثر من كونه طبقًا جانبيًا فحسب.
"توك بوكي"هذا الطبق الشهير باللون الأحمر المائل للبرتقالي يحظى بشعبية كبيرة، لدرجة أنّ هناك منطقة كاملة في العاصمة، سيؤول، مُخصصة لكعكات الأرز هذه المحضّرة على البخار، والمقطَّعة، والمُطهية مع كعكات السمك والبصل الأخضر في صلصة حلوة وحارة مصنوعة من معجون الفلفل الحار.
يُعرف الطهاة بإضافتهم لمكونات متنوعة إلى هذه الصلصة، بدءًا من معجون فول الصويا الأسود وصولاً إلى صلصة "الكاتشب". لكن كلما زادت كمية الفلفل، كلما كان الطعم أفضل بالتأكيد.
"سامغيتانغ"يشيع استخدام مثل "قاتل الحرارة بالحرارة" لدى الكوريين، في إشارةٍ إلى حبهم لتناول أطباق ساخنة للغاية حتى في أشد أيام الصيف حرارة.
تُعد وجبة "سامغيتانغ" من أشهر هذه الأطباق، وهي عبارة عن حساء كثيف ولزج فيه دجاجة كاملة محشوة.
تُخفِّف عملية الطهي من مرارة نبتة الـ"جينسنغ" المميزة، وتُضفي نكهةً عطرية جذابة بشكلٍ غريب.
"بيبيمباب"يمزج هذا الطبق الكوري المُحضّر في وعاء بين الأرز، والخضار المتنوعة، ولحم البقر، والبيض، مع تتبيلة من زيت السمسم، والقليل من معجون الفلفل الحار.
رُغم أن ملوك كوريا في الماضي ربمّا كانوا سيُصدمون من كيفية تحوّل هذا الطبق الملكي إلى جزء لا يتجزأ من الذوق الشعبي، إلا أن الكوريين يعشقون هذه الوجبة المفضلة لديهم، كونها رخيصة وسريعة التحضير.
"كيمباب"بعد الانتهاء من تحضيره، يبدو طبق الكيمباب في كثير من الأحيان جميلاً لدرجة أنّه يصعب تناوله.
في هذا الطبق، تُلفّ أنواع الخضار المُقلية، واللحم المفروم، والفجل المُخلل الحلو، والأرز، بإحكام داخل ورقة مصنوعة من أعشاب البحر المجففة (المعروفة بـ"كيم")، ومن ثم تُقطّع إلى دوائر صغيرة بحجم القضمة.
نقانق "سونداي"المصدر: CNN Arabic
إقرأ أيضاً:
نحن نخلق وهمًا لأنفسنا.. صور ساحرة ومحزنة تستكشف كيف فقد البشر الاتصال بالطبيعة
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- فور بدء هذه المقابلة، لاحظ المصور المقيم في مدينة لندن البريطانية، زيد نيلسون، اللوحة على الحائط خلفنا، ووصفها بأنّها "مثالية".
تُصوّر اللوحة نمرًا نائمًا فوق وسادة مخملية، تطفو بين أوراق وأزهار ذات ألوان هادئة.
لم يقصد نيلسون أنّها "مثالية" بمعنى أنّها "مرسومة ببراعة"، بل لكونها استعارة مثالية للعلاقة المحسَّنة التي نبنيها مع الطبيعة، والتي تتمحور حول الإنسان.
تُذكّره اللوحة بعمل فني آخر، بعنوان "نمر صغير يلعب مع أمه"، للفنان الرومانسي الفرنسي، يوجين ديلاكروا، الذي استخدم نمرًا أسيرًا في حديقة حيوانات وقطته الأليفة كنماذج.
أوضح نيلسون: "بدأت الحركة الرومانسية في مشهد الرسم مع انفصال الإنسان عن العالم الطبيعي. وبينما كنا نبتعد عن الطبيعة، ونبتعد عن مخيلتنا، أصبحنا نُعيد تمثيل هذه الصور الرومانسية المفرطة للطبيعة".
إنها الفكرة المحورية لمشروعه الأخير، "وهم الأنثروبوسين" (The Anthropocene Illusion)، الذي نال عنه جائزة مصور العام في مسابقة جوائز "سوني" العالمية للتصوير الفوتوغرافي لعام 2025.
التُقطت الصور في 14 دولة وأربع قارات على مدار ست سنوات، وتُظهر الطبيعة كما تخيلها البشر، أي كموائل مُعدّة في حدائق الحيوانات، ومنحدرات تزلج مُصنّعة، وغابات مطيرة داخلية، وشواطئ اصطناعية.
ويرى المصور أنّه "أثناء تدميرنا للواقع، يبدو أننا نُنشئ المزيد من النسخ الاصطناعية أو المُصمّمة والمُنسّقة للطبيعة".
هذا "الانفصال النفسي" هو ما يُركّز عليه نيلسون أكثر من أي شيء آخر.
ومع ذلك، هناك شعور بالحزن يطغى على السلسة، التي تعرض مجسمات مُحنّطة لأنواع مُهددة بالانقراض، وأسراب من الأسماك النابضة بالحياة التي تسبح في أحواض مائية مُظلمة ذات أنابيب بلاستيكية، وفيلة أسيرة تُعرض لصالح أسراب من مُؤثري منصة "إنستغرام"، ودب قطبي محبوس في قفص يجلس بجانب جدارية تُصوّر مشهدًا طبيعيًا للقطب الشمالي لن يعرفه أبدًا.
مشاهد كئيبة وجميلة في الوقت ذاتهيشير مصطلح "الأنثروبوسين" إلى "عصر البشر".
إنه ليس عصرًا رسميًا حتى الآن، ولكن يؤمن نيلسون بقوة بأن مجتمع اليوم سيشهد بداية هذا العصر الجديد في السنوات القادمة، ويتجلى ذلك في ارتفاع مستويات ثاني أكسيد الكربون بسبب الوقود الأحفوري، ووفرة المواد البلاستيكية الدقيقة، وطبقات الخرسانة.
أراد المصور أن يُواجه هذا الخدر الجماعي بصور "تجعلك تفكر أو تشعر بشكل مختلف"، بحسب ما ذكره.
تكشف صوره، الكئيبة، ولكن الجميلة، عن مفارقة.
وفقًا لدراسة أجريت عام 2021، تُعد أقل من 3% من أراضي العالم سليمة بيئيًا، ومع ذلك، تتزايد شعبية السياحة القائمة على الطبيعة والهندسة المعمارية الـ"بيوفيلية"، وهي فلسفة تصميمة تُحاكي الطبيعة.
انخفضت أعداد الحياة البرية العالمية بمعدل 73% في الخمسين عامًا الماضية، كما يفوق عدد النمور الموجودة في الأسر أعدادها في البرية، عالميًا.
كما أصبحت صفائح الجليد في القطب الشمالي تذوب بشكلٍ كارثي، ما سيؤدي إلى ارتفاع منسوب مياه البحر وتدمير المجتمعات الساحلية.
وفي الوقت نفسه، تستورد حانات مشروبات الكوكتيل في دبي جليد الأنهار الجليدية القديمة من غرينلاند لتزويد الأثرياء بمشروبات خالية من التلوث.
قال نيلسون: "نحن منخرطون في خلق وهم لأنفسنا، إمّا لإخفاء ما نفعله، أو كشيء نلجأ إليه للطمأنينة، لأننا نتوق إلى الشيء الذي فقدناه".
جعل "الخفي" مرئيًا
يتراوح الطيف الواسع من الأوهام بين المناظر الطبيعية الخارجية المنظَّمة والمشاهد المصطنعة التي تستحضر ببساطة فكرة الطبيعة.
رُغم انتقاداته للصفات "الاستهلاكية" لتجارب الطبيعة المصطنعة اليوم، أكّد نيلسون أنه ليس بالضرورة ضد أي من هذه الأمور، فيجب على الأشخاص الاستمتاع برحلات السفاري، والاستمتاع بأحواض الأسماك، والاستمتاع بوقتهم في حديقة محلية، وألا "يدمروا أنفسهم بالشعور بالذنب".