المقترح المصري – 48 ساعة حاسمة أمام غزة حال موافقة الأطراف على تنفيذه
تاريخ النشر: 25th, March 2025 GMT
تحدثت صحيفة "الأخبار" اللبنانية، صباح اليوم الأحد 25 مارس 2025، عن آخر مستجدات مفاوضات غزة والمقترح المصري الأخير، وإمكانية التوصل إليه خاصةً وان القطاع أمام ساعات حاسمة مع تواصل العدوان الإسرائيلي.
وقالت الصحيفة، إن "جهود الوسطاء المصريين والقطريين تتواصل لإحداث خرق في الانسداد الذي واجهته المفاوضات الإسرائيلية غير المباشرة مع المقاومة الفلسطينية".
إقرأ أيضاً: هل ينجح الوسطاء في استئناف هدنة غزة قبل عيد الفطر ؟
وتابعت بانه "على وقع استئناف الاحتلال الإسرائيلي حربه الشعواء على قطاع غزة، تابعت القاهرة - بشكل خاص - اتصالاتها مع مختلف الأطراف الدولية والإقليمية للوصول إلى اتفاق تهدئة جديد في القطاع. وخلال اليومين الماضيين، وضعت مصر مقترحاً معدّلاً لوقف إطلاق النار على الطاولة".
وأكد مصدر دبلوماسي مصري للصحيفة، أن المقترح ينص على تهدئة لمدة أسبوع لاستكمال مسار التفاوض، كما أن هذا النص اقترب من الحصول على موافقة أميركية، فيما ينتظر موافقة حركة " حماس " والاحتلال الإسرائيلي.
ويضيف: "إننا أمام 48 ساعة حاسمة؛ ففي حال تحقّق التوافق بين جميع الأطراف، يمكن أن يدخل الاتفاق حيّز التنفيذ خلال اليومين المقبلين".
ويوضح أن المقترح ينصّ على ضرورة تسهيل دخول المساعدات الإنسانية من دون قيود أو عراقيل، على أن تشمل "الكرفانات" والمستلزمات الإغاثية، لتغطية الاحتياجات الأساسية لسكان القطاع.
كما يشدّد على أهمية انسحاب الجيش الإسرائيلي من المناطق التي أعاد احتلالها خلال الأيام الأخيرة، كجزء من التفاهمات المطلوبة لإنجاح جهود التهدئة.
وهو يدعو أيضاً إلى إطلاق سراح جميع الأسرى الإسرائيليين، مقابل التزام إسرائيلي بجدول للانسحاب الكامل من غزة، وبضمانات أميركية حاسمة. وينص كذلك على أن يتم الإفراج عن 5 أسرى كل أسبوع، شريطة البدء في تنفيذ المرحلة الثانية من الاتفاق بحلول الأسبوع الثاني من استئناف التهدئة.
وبينما تتواصل الاتصالات حول المقترح المصري المذكور، لم تبدِ إسرائيل أي ردّ فعل إيجابي عليه، بالرغم من أن المسؤولين المصريين والقطريين تحدّثوا عن "أجواء إيجابية" خلال محادثاتهم مع أعضاء الوفد التفاوضي الإسرائيلي، سواء عندما زار الوفد في القاهرة قبل يومين، أو في الاتصالات الجارية.
وفي السياق نفسه، جاء اتصال وزير الخارجية المصري مع نظيره الأميركي والمبعوث الأميركي للشرق الأوسط، ضمن التحركات الدبلوماسية المستمرّة، لكنه عكس أيضاً استياء القاهرة من التصريحات الأميركية حول الضغوط الاقتصادية التي تواجهها مصر.
وبحسب مسؤول مصري تحدّث إلى الصحيفة، فإن "القاهرة لديها العديد من التحفّظات على تصريحات أميركية تكررت في الفترة الأخيرة".
وفي المقابل، تبدي واشنطن مزيداً من التشدّد في موقفها الداعم للعدوان الإسرائيلي على غزة. وفي هذا السياق، جدّدت وزارة الخارجية الأميركية، أمس، عرض شروط واشنطن لوقف آلة القتل الإسرائيلية في غزة، وهي "إطلاق سراح الرهائن، ونزع سلاح حماس"، وبالتالي فإن "المعاناة في قطاع غزة ستنتهي"، مشيرة الى أن "كل ما يحدث في غزة هو نتيجة أفعال حماس اللامسؤولة".
وأضافت الخارجية الأميركية "(أننا) نتعامل مع منظمة إرهابية لا يمكن استمرار بقائها هناك". ولم تكتف واشنطن بذلك، بل وجّهت أيضاً انتقادات حادّة إلى "الخطة العربية لإعادة إعمار قطاع غزة"، معتبرة أنها "لا ترقى إلى معايير إدارة الرئيس ترامب". وهو ما يتساوق مع موقف وزير الخارجية الإسرائيلي، جدعون ساعر، الذي قال إن "الحرب ستتوقّف غداً إن تخلّت حماس عن أسلحتها وأفرجت عن الرهائن"، وإن "إسرائيل ليست ملزمة بإدخال المساعدات إلى غزة إذا كانت حماس ستستفيد منها".
بدوره، قال رئيس أركان جيش الاحتلال، إيال زامير، إنه "لا خيار أمام إسرائيل سوى تصعيد الضغط العسكري على حماس لإطلاق سراح المحتجزين في قطاع غزة".
وأضاف: "عملياتنا تلحق الضرر بحماس لكنها لا تدفعها إلى إطلاق سراح المختطفين".
وتنسجم المواقف التصعيدية الإسرائيلية - الأميركية، مع ما نقلته صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية، عن مصادر قالت إن إسرائيل تعتزم شنّ عملية عسكرية هجومية برية واسعة النطاق في غزة.
وأوضحت الصحيفة أن "نتنياهو وأعضاء فريقه الجديد للأمن القومي يعتقدون بأن احتلال أجزاء من الأراضي والسيطرة عليها سيسمحان لهم أخيراً بهزيمة حركة حماس".
وقالت المصادر - بحسب الصحيفة - إن "نتنياهو وأعضاء فريقه يعتقدون بأنه يجب هزيمة حماس بالقوة العسكرية قبل التقدم في أي حل سياسي بشأن مصير غزة".
وأشارت إلى أن "الهزيمة العسكرية لحزب الله في لبنان العام الماضي، واستعداد إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لدعم تجديد الهجوم ضد حماس، يمنحان مزيداً من الحرية في القتال".
المصدر : وكالة سوا - صحيفة الأخبار اللبنانية اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من آخر أخبار فلسطين الصحة العالمية: هجوم إسرائيل على مستشفى ناصر فاقم أزمة الصحة بغزة استشهاد شاب برصاص الاحتلال وإصابة آخرين في قلقيلية هل ينجح الوسطاء في استئناف هدنة غزة قبل عيد الفطر؟ الأكثر قراءة تفاصيل اجتماع وفد حماس مع وزير خارجية تركيا في أنقرة الجيش الإسرائيلي يطلق هذا الاسم على عمليته العسكرية ضد غزة غزة: تعليق الدوام المدرسي والمؤسسات التعليمية حتى إشعار آخر الحرب خيار اليمين الإسرائيلي عاجلجميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025
المصدر: وكالة سوا الإخبارية
كلمات دلالية: إطلاق سراح قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
كيف يعزّز فشل إسرائيل العسكري في غزة من مكاسب حماس الاستراتيجية والدولية؟
قال المحامي والضابط في جيش الاحتلال الإسرائيلي، موريس هيرش، إنّ: "الاحتلال لا يُخفي وأوساطه الأمنية والعسكرية أن استمرار الحرب على غزة طيلة هذه المدة دون القضاء على حماس، يشكّل خيبة أمل كبيرة، رغم ما يتم تكراره من مزاعم دعائية فارغة".
وعبر مقال، نشره معهد القدس للشؤون الأمنية والخارجية، أوضح هيرش، أنّ: "الحركة تمتلك لاستراتيجية متعددة الطبقات، وصلت أخيرا إلى تشويه سمعة جيش الاحتلال الإسرائيلي على الساحة الدولية، وفي الوقت ذاته الحفاظ على سلطتها في غزة، مع تأمين موارد إعادة الإعمار الدولية".
وتابع المقال الذي ترجمته "عربي21" بالقول: "رغم أهداف الاحتلال المُتمثّلة بتفكيك القدرات العسكرية والحكومية لحماس، فإن الضغوط الدولية أجبرته على السماح لها بمواصلة وظائفها الحكومية، لتوزيع المساعدات الإنسانية، وإبقاء الأسرى في غزة تأمين وجودي لها".
وأبرز: "لن يتم إطلاق سراحهم بالكامل إلا من خلال المفاوضات وحدها، التي أسفرت حتى الآن عن إطلاق سراح أسراها الكبار، وعددهم 2144 مقابل إطلاق سراح بعض الأسرى".
"عندما نفذت حماس هجوم الطوفان كان لها عدة أهداف، تحققت كلها تقريباً، أهمها قتل أكبر عدد من الجنود والمستوطنين، وأسرهم، واستخدامهم أوراق مساومة لضمان إطلاق سراح أسرى فلسطينيين، ومثّل قتل عشرات آلاف الفلسطينيين في غزة، مناسبة لتشويه سمعة الاحتلال، وإدانته في الساحة الدولية، وإعادة إشعال النقاش العالمي حول الدولة الفلسطينية، واعتراف العالم بها" استرسل المقال ذاته.
وتابع: "في نهاية المطاف، سعت الحركة للبقاء على قيد الحياة بعد الحرب، والحفاظ على مكانتها الحاكمة في المجتمع الفلسطيني، والتمتع بثمار الجهود الدولية الحتمية لإعادة بناء غزة".
وأشار إلى أنه: "منذ البداية، أدركت حماس أنها لا تستطيع مجاراة القوة العسكرية للاحتلال، وأدركت جيداً أن ردّه سيكون ساحقاً، لكنها عملت على تحويل هذا الردّ العنيف إلى أصل استراتيجي يمكن استخدامه ضده، عبر الاستعانة بحلفائها وأصدقائها حول العالم، أولهم الأمم المتحدة ومؤسساتها في غزة، وبدأت بإصدار قرار تلو الآخر لإدانة الاحتلال..".
وأوضح أنّ: "الحليف الثاني للحركة هو المحور الإيراني لمساعدتها في التصدّي للعدوان الاسرائيلي، حيث انضم حزب الله والحوثيون بسرعة لمهاجمة الاحتلال، وأطلق الحزب أكثر من عشرة آلاف صاروخ وقذيفة وطائرة بدون طيار، ما تسبّب بأضرار واسعة النطاق، وإجلاء أكثر من 140 ألف مستوطن، وجمع الحوثيون بين الهجمات المباشرة على الاحتلال، وتعطيل حركة الملاحة البحرية في البحر الأحمر، فيما هاجمت إيران، دولة الاحتلال بمئات الصواريخ الباليستية والطائرات بدون طيار".
وأضاف: "الحليف الثالث لحماس هي مجموعات إسلامية، منتشرة في مختلف أنحاء العالم، حيث نجحت الحركة بحشد الدعم الشعبي، وملايين المتظاهرين ضد جيش الاحتلال الإسرائيلي، ومهاجمته، والضغط على حكوماتهم لفرض عقوبات عليه".
وأكد أنّ: "الحركة شوّهت سمعة الاحتلال، وانضمت إليها هيئات الأمم المتحدة، بما فيها الجمعية العامة ومجلس حقوق الإنسان وسلسلة من: المقررين الخاصين، ومحكمة العدل الدولية، وصولا لإصدار مذكرات اعتقال بحق رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، ووزير الحرب آنذاك، يوآف غالانت، بوصفهم مجرمي حرب".
وأردف: "فرضت العديد من حكومات العالم، بما فيها إدارة الرئيس السابق جو بايدن، وبريطانيا، وكندا، وهولندا، وأستراليا، ودول أخرى، حظراً كاملاً أو جزئياً على تصدير الأسلحة أو المكونات للاستخدام العسكري للاحتلال".
ولفت أنّ: "هدفا آخر من أهداف حماس في طريقه للتحقق من خلال تزايد عدد الدول المعترفة بفلسطين، بلغ عددها تسعة، وهي: أرمينيا، سلوفينيا، أيرلندا، النرويج، إسبانيا، جزر البهاما، ترينيداد، وتوباغو، جامايكا وبربادوس، مع احتمال انضمام فرنسا وبريطانيا لها".
وختم بالقول إنّه: "إذا استمرت الأحداث في مسارها الحالي، فلا شك أن حماس ستنتصر في الحرب، وتحقّق كل أهدافها من الهجوم، وسيكون هذا بمثابة كارثة بالنسبة للاحتلال".