دراما رمضان 2025.. موسم باهت وانتقادات حادة تدفع للتغيير
تاريخ النشر: 25th, March 2025 GMT
يُعد شهر رمضان موسمًا رئيسيًا للدراما المصرية، حيث تتنافس الأعمال التلفزيونية على جذب انتباه المشاهدين.
ومع اقتراب انتهاء الشهر، لم تنجح معظم المسلسلات هذا العام في تحقيق التوقعات، وسط انتقادات واسعة من الجمهور والنقاد على حد سواء.
وعلى الرغم من زيادة عدد الأعمال المعروضة مقارنة بالعام الماضي، فإن التكرار والتطويل والمبالغة في التيمات الشعبية ألقت بظلالها على مستوى الإنتاج الدرامي لهذا الموسم.
تعرض القنوات المصرية هذا العام 39 مسلسلًا، مقارنة بـ34 عملًا في الموسم السابق، تتنوع بين الكوميديا، والدراما الشعبية، والأكشن، والفانتازيا، والتشويق. ومع ذلك، ورغم التنوع الظاهري، وتعاني معظم هذه الأعمال من ضعف الحبكة والتكرار المفرط، وهو ما جعل الجمهور ينصرف عن متابعتها باستثناء بعض الأعمال التي لاقت قبولًا نسبيًا، مثل "أولاد الشمس"، "النص"، "80 باكو"، و"أشغال شقة جدًا" و "لام شمسية".
ويُعد الاتجاه نحو المسلسلات ذات الـ15 حلقة خطوة إيجابية نالت استحسان النقاد، حيث تسهم في الحد من الإطالة غير المبررة التي طالما أضعفت جودة الدراما الرمضانية في السنوات الماضية.
ولكن على الرغم من هذا التغيير، فإن الموسم الحالي لم ينجح في تقديم محتوى قوي وجاذب للجمهور.
انتقادات واتهامات بالتكرار وضعف المنافسة
واجهت الأعمال الرمضانية لهذا العام موجة من الانتقادات، حيث أشار النقاد إلى غياب التنوع الحقيقي، والاعتماد المفرط على النمط الشعبي كبطل أساسي في معظم الأعمال، إلى جانب احتكار صناعة الدراما من قِبل جهة إنتاجية واحدة تسيطر على أغلب الإنتاجات، مما أدى إلى ضعف المنافسة وغياب الابتكار.
ويؤكد المتابعون أن هذا الاحتكار أدى إلى تقديم أعمال متشابهة في الطرح والأسلوب، حيث تعتمد معظمها على نماذج متكررة من البطل الشعبي الذي يتحدى الجميع وينتصر في النهاية، دون تقديم قصص درامية حقيقية تعكس تطور المجتمع المصري أو تناقش قضاياه الراهنة بعمق.
انعكاس الأعمال الرمضانية على القيم المجتمعية
لم تقتصر الانتقادات على الجوانب الفنية فقط، بل امتدت إلى المحتوى المقدم وتأثيره على القيم المجتمعية. فقد أشارت الدكتورة هالة يسري، أستاذ علم الاجتماع، إلى أن الدراما الحالية لا تعكس الصورة الحقيقية للمرأة المصرية، بل تقدمها في أدوار سطحية لا تليق بمكانتها وإنجازاتها.
كما عبّر العديد من المشاهدين عن استيائهم من ازدياد مشاهد العنف، والألفاظ غير اللائقة، والرسائل السلبية التي تروج لها بعض المسلسلات، والتي يرى البعض أنها تساهم في نشر سلوكيات غير محمودة بين الشباب، بدلًا من تعزيز القيم الإيجابية والمبادئ الأخلاقية.
الحاجة إلى تغيير شامل في الدراما المصرية
يرى المتخصصون أن الحل يكمن في إعادة هيكلة الصناعة الدرامية، وفتح المجال أمام المزيد من شركات الإنتاج المستقلة لتعزيز المنافسة، بالإضافة إلى ضرورة إشراك علماء النفس والاجتماع في عملية صناعة المحتوى، لضمان تقديم أعمال تحترم عقل المشاهد وتعكس التنوع الحقيقي في المجتمع المصري.
ومن جانبه، أعلن رئيس الوزراء المصري، الدكتور مصطفى مدبولي، أمس الأربعاء، عن تشكيل مجموعة عمل تعنى بوضع رؤية مستقبلية للإعلام والدراما، وضبط الأعمال الدرامية، تنفيذاً لتوجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسي.
وقال مدبولي خلال مؤتمر صحفي إن هناك تعليقات رصدت على الأعمال الدرامية المعروضة خلال شهر رمضان المبارك بأنها لا تعبر عن المعدن الحقيقي للمجتمع المصري ولا الواقع المصري.
وأفاد بأن مجموعة العمل ستضم خبراء ومتخصصين وأساتذة إعلام وشركات الإعلام بما فيهم الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية بهدف الوصول لرؤية شاملة من شأنها أن تعزز الهوية المصرية وتضمن عدم التقييد لحرية الفكر والإبداع.
وأكد رئيس الوزراء أن هذه الخطوة تأتي استجابة لما أثاره الرئيس عبد الفتاح السيسي بشأن ضرورة أن تعكس الأعمال الدرامية والإعلامية الواقع المصري الحقيقي، وتعزز القيم الإيجابية في المجتمع، خاصة بعد ردود الأفعال التي أظهرت وجود فجوة بين بعض الأعمال المقدمة في شهر رمضان والمعدن الأصيل للمجتمع المصري.
وشدد الدكتور مصطفى مدبولي على أن هذا التوجه لا يهدف بأي حال من الأحوال إلى تقييد حرية الإبداع والفكر، وإنما يسعى إلى تقديم دراما تعبر بصدق عن الواقع المصري، وتتناول قضايا المجتمع بأسلوب احترافي يعزز الهوية الوطنية والانتماء، مع الالتزام بالثوابت الأخلاقية والحضارية.
وأشار رئيس الوزراء إلى أن الدولة المصرية تمتلك إرثًا فنيًا وإعلاميًا كبيرًا، ومن الضروري العمل على استعادته وتطويره بما يواكب المتغيرات الحديثة، مؤكدًا أن الهدف الأساسي هو إنتاج أعمال درامية على أعلى مستوى من الجودة، تظل خالدة في ذاكرة الأجيال وتعكس الصورة الحقيقية للمجتمع المصري.
وفي ظل هذه التحديات، يبقى الأمل معقودًا على أن تحمل المواسم القادمة تغييرًا إيجابيًا يعيد للدراما المصرية بريقها، من خلال تقديم محتوى أكثر جودة وعمقًا، يحترم القيم المجتمعية ويعكس الصورة الحقيقية للمجتمع.
ومن جانبها، انتقدت الدكتورة هالة يسري، أستاذ علم الاجتماع، غياب الصورة الحقيقية للمرأة المصرية في الدراما الرمضانية، مؤكدة أن الأعمال المعروضة لا تعكس دورها الفعلي في تحقيق الإنجازات الأسرية والمجتمعية، بل تروج لصورة مشوهة يتم تسويقها على نطاق واسع في العالم العربي.
وأضافت في تصريحات لـ "صدى البلد"، أنه يوجد حالة من الاستياء، تصل إلى حد الغضب، من المصريين المستنيرين تجاه المحتوى الدرامي، الذي بدلاً من ترسيخ القيم والأخلاق، يروج لسلوكيات منحرفة وأخلاقيات متدنية.
وأكدت ضرورة التصدي لهذه الظاهرة للحفاظ على القيم المجتمعية، مشيرة إلى أن الحل يكمن في الاستعانة بالمتخصصين في علم النفس والاجتماع، كما أوصى الرئيس السيسي، لضمان تقديم محتوى هادف يسهم في بناء المجتمع بدلاً من هدمه.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: مسلسلات رمضان رمضان 2025 رمضان دراما رمضان المزيد الصورة الحقیقیة
إقرأ أيضاً:
بعد براءة محمد رمضان.. ماهي عقوبة الإساءة للعلم المصري
حصل محمد رمضان على حكم بالبراءة من تهمة إهانة العلم المصري، وذلك بعد الواقعة الشهيرة التي ارتدى خلالها العالم المصري أثناء حفل له، ما أثار موجة من الغضب ضده وحوكم على إثر بلاغ قًدم ضد، إلا أنه المحكمة حكمة ببراءته.
وبرأت محكمة جنح الدقي، اليوم الثلاثاء، الفنان محمد رمضان من تهمة إهانة العلم المصري والإساءة للشعب المصري من خلال الظهور غير اللائق في مهرجان "كوتشيلا" بالولايات المتحدة الأمريكية، بما يتنافى مع الذوق العام والقيم المجتمعية والدينية.
عقوبة إهانة العلم المصريوفي هذا الصدد، نستعرض تفاصيل عقوبة إهانة العلم المصري التي نص عليها القانون، حيث حددت المادتين من قانون العاشرة والحادية عشر من قانون رقم 41 لسنة 2014 العقوبات إزاء إهانة علم مصر أو عدم الوقوق للسلام الوطني.
ونصت المادة 10 من القانون ذاته على أنه "يجب الوقوف احتراما عند عزف السلام الوطني، ويؤدي العسكريون التحية العسكرية على النحو الذي تنظمه اللوائح العسكرية، وتعمل أجهزة التعليم قبل الجامعي على نشر الثقافة المُستفادة من عبارات النشيد القومي المصاحب للسلام الوطني".
فيما عاقبت المادة الحادية عشرة بـ«الحبس مدة لا تزيد على سنة وغرامة لا تجاوز 30 ألف جنيه أو بإحدى هاتين العقوبتين كل من ارتكب فى مكان عام او بواسطة إحدى الطرق العلانية المنصوص عليها فى المادة 71 من قانون العقوبات أي من الافعال التالية، إهانة العلم ومخالفة حكم المادة العاشرة من هذا القانون، وتضاعف العقوبة فى حالة العودة».
وألغت المادة الثانية عشرة «القانون رقم 7 لسنة 1941 بشأن رفع العلم الوطني وأعلام الدول الأجنبية، والقانون رقم 144 لسنة 1984 بشأن العلم المصري، كما يُلغى كل نص يخالف أحكام هذا القانون».
بلاغ ضد محمد رمضانكان أحد المحامين، قد أقام جنحة مباشرة أمام محكمة جنح الدقي ضد الفنان محمد رمضان، يتهمه فيها بإهانة العلم المصري، والإساءة للشعب المصري، وارتكاب أفعال تمس القيم الوطنية، مطالبًا بإلزامه بسداد تعويض قدره مليار دولار لصالح صندوق «تحيا مصر».
وأوضح «المحامي» في صحيفة الدعوى أن المشكو في حقه الفنان محمد رمضان، ظهر خلال مقاطع مصورة عبر وسائل التواصل الاجتماعي وهو يضع العلم المصري على ظهره، ويروج لأفكار هدامة تحمل رموز الماسونية، بما يمثل اعتداءً صارخًا على الرموز الوطنية ويسيء لكرامة الشعب المصري.