من التعليم إلى الزراعة.. كيف ترك الملك فؤاد الأول بصمته في مصر؟
تاريخ النشر: 26th, March 2025 GMT
في تاريخ مصر الحديث، يبرز الملك فؤاد الأول كشخصية محورية ساهمت في تشكيل النظام الملكي الحديث في البلاد بعد سنوات من الحماية البريطانية.
بدأ حياته أميرًا من الأسرة العلوية، لكنه أصبح أول ملك لمصر بعد إعلانها مملكة مستقلة في عام 1922.
وخلال فترة حكمه، شهدت مصر تحولات سياسية ودستورية كبرى، جعلت من عهده مرحلة فارقة بين الاستقلال الشكلي والصراع على السلطة.
ولد أحمد فؤاد في 26 مارس 1868 داخل قصر القبة بالقاهرة، وكان الابن الأصغر للخديوي إسماعيل.
نشأ في كنف العائلة المالكة، لكنه تلقى تعليمه في أوروبا، حيث درس في إيطاليا والتحق بالأكاديمية العسكرية في تورين.
أثرت هذه النشأة الأوروبية على رؤيته للحكم والإدارة لاحقًا، حيث كان يميل إلى النظام المركزي القوي، المستوحى من الأنظمة الملكية الأوروبية.
عاد الأمير فؤاد إلى مصر في أواخر القرن التاسع عشر، وتولى مناصب شرفية وإدارية، مثل رئاسة الجمعية الجغرافية المصرية، لكنه ظل بعيدًا عن الحكم المباشر حتى عام 1917، عندما اختير ليكون سلطانًا لمصر بعد وفاة السلطان حسين كامل دون وريث.
من السلطنة إلى المملكةتولى فؤاد الأول حكم مصر في 9 أكتوبر 1917، خلال فترة كانت البلاد فيها تعاني من الاحتلال البريطاني والاضطرابات السياسية.
ومع اندلاع ثورة 1919 بقيادة سعد زغلول، تصاعد الضغط الشعبي ضد الاحتلال البريطاني، ما دفع بريطانيا إلى إصدار تصريح 28 فبراير 1922، الذي أعلنت فيه إنهاء الحماية على مصر ومنحها استقلالًا مشروطًا.
استغل فؤاد الأول هذا الإعلان ليغير نظام الحكم في مصر، فأعلن نفسه ملكًا بدلاً من السلطان، ليصبح في 15 مارس 1922 أول “ملك لمصر”، وهو اللقب الذي استخدمه خلفاؤه حتى سقوط الملكية عام 1952.
الدستور والصراع السياسيبعد إعلان المملكة المصرية، اجريت أول انتخابات برلمانية حرة عام 1923، وأسفرت عن فوز حزب الوفد بزعامة سعد زغلول بأغلبية كبيرة، ما وضع الملك في مواجهة مباشرة مع القوى الوطنية.
أصدر الملك دستور 1923، الذي كان من أكثر الدساتير المصرية تقدمًا، لكنه سرعان ما دخل في صراع مع البرلمان، حيث سعى لتقليص سلطته وتعزيز نفوذه الملكي.
شهدت فترة حكمه صدامات متكررة بين القصر الملكي وحزب الوفد، حيث لجأ الملك فؤاد إلى حل البرلمان عدة مرات، مستغلًا سلطاته الدستورية، كما فرض قيودًا على الحريات الصحفية والسياسية، مما أدى إلى تأزم العلاقة بينه وبين الحركة الوطنية.
إنجازاته وإرثهرغم الصراعات السياسية، شهدت مصر في عهد الملك فؤاد الأول العديد من التطورات في مجالات التعليم والبنية التحتية، من أبرزها:
• تأسيس الجامعة المصرية (جامعة القاهرة حاليًا) عام 1908، والتي دعمت التعليم العالي والبحث العلمي.
• تحسين شبكات السكك الحديدية والمواصلات، ما ساعد على ربط مختلف أقاليم مصر.
• إطلاق مشروعات زراعية لتطوير الري وزيادة الإنتاج الزراعي، رغم أنها كانت موجهة بشكل أساسي لخدمة مصالح كبار الملاك.
الوفاة ونهاية عهدهفي 28 أبريل 1936، توفي الملك فؤاد الأول في قصر القبة، بعد أن حكم مصر لنحو 19 عامًا، تاركًا العرش لابنه الملك فاروق، الذي كان لا يزال في سن صغيرة، مما أدى إلى تشكيل مجلس وصاية لحكم البلاد حتى بلغ السن القانونية.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الملك فؤاد الأول تاريخ مصر الحديث النظام الملكي الحماية البريطانية العائلة المالكة إيطاليا المزيد الملک فؤاد الأول
إقرأ أيضاً:
جامعة بنها تحصد المركز الأول على مستوى الجامعات المصرية فى مسابقة مناهضة العنف التى نظمها المجلس القومى للمرأة.. صور
أعلن الدكتور ناصر الجيزاوي رئيس جامعة بنها ، حصول الجامعة على المركز الأول على مستوى الجامعات المصرية فى المسابقة البحثية التى نظمها المجلس القومى للمرأة ، تحت عنوان "مناهضة العنف الذي تيسره وسائل التكنولوجيا" .
وأكد " الجيزاوي " أن هذا الفوز يعكس المستوى المتميز لطلاب جامعة بنها ، وحرص الجامعة على دعم طلابها وتشجيعهم على الإبداع والبحث العلمي فى ملفات تمس قضايا المرأة وتمكينها الرقمى ، مشيرا إلى أن المسابقة تمثل منصة مهم لعرض أفكار الشباب المبتكرة فى مواجهة العنف ضد المرأة .
وقدم رئيس الجامعة التهنئة للطالبتان دعاء يوسف ، ومنة الله السيد بالفرقة الثالثة بكلية الآداب قسم علم الاجتماع ، الفائزتان بالبحث المقدم تحت عنوان " المحددات الاجتماعية والاقتصادية للعنف الرقمى ضد المرأة : دراسة تحليلية على عينة من طلاب جامعة بنها ، متمنيا لهن مزيدا من النجاح والتميز .