أشادت الكاتبة الأسترالية كيتلين جونستون بثقافة الشعب الفلسطيني وتمسكه بأرضه رغم العدوان الوحشي الذي يشنه الاحتلال الإسرائيلي، معربة عن أملها في فشل الاحتلال إبادة الفلسطينيين كي "لا يتكبد العالم خسارة كبرى".

وقال جونستون في تدوينة مطولة عبر حسابها على منصة "إكس"، الخميس، "أغبط الفلسطينيين، ليس لما يمرون به بالطبع، وإنما لما يملكون.

أغبطهم على ثقافتهم الأصيلة الراقية، ذات الجذور العميقة والصلة العتيقة بالأرض".

I envy the Palestinians. Not for what they’re going through, obviously, but for what they have. Their supremely authentic culture, with its deep roots and ancient connection to the land.

One of the very, very few good things that the Gaza holocaust has brought into this world is… — Caitlin Johnstone (@caitoz) March 27, 2025
وأضاف أن "واحد من الأشياء الجيدة القليلة، والقليلة جداً، التي جلبتها محرقة غزة إلى هذا العالم هي ذلك الفيض من المقاطع المصورة للفلسطينيين وهم يعيشون حياتهم، ويتفاعلون مع بعضهم البعض، وكيف يتعاملون مع أحبتهم بينما يبحثون عن سبل تسيير أمورهم في خضم هذا الكابوس".

مردفة "لم يزل الغربيون من أمثالي يشاهدون بصمت هذه المقاطع المصورة على شاشاتنا في بيوتنا، ويشاهدون مختلف الأفلام، والوثائقيات، والبرامج التي تم إنتاجها عن الحياة الفلسطينية عبر السنين، ويحاولون استيعاب كل ذلك وهضمه".

ومضت جونستون قائلة "ولكم هو مؤثر ذلك كله، فالفلسطينيون شعب جميل فوق التصور. كم هم لطفاء في تعاملهم مع بعضهم البعض. وكم هي أصيلة وعضوية روحانيتهم. وكم هو عميق حبهم لثقافتهم بجميع تجلياتها الفريدة. وكم هو عميق دفء تواصلهم مع بعضهم البعض، سواء فيما بين الأفراد أو مع مجتمعهم ككل".


ووصفت الكاتبة نفسها بأنها "أسترالية بيضاء"، مضيفة "وأشهد بأننا لا توجد لدينا مثل هذه الأمور. لقد تعرض السكان الأصليون لهذه الأرض للذبح والسلب والتشريد تماماً كما يحدث اليوم للفلسطينيين. أما نحن، فقد جيء بأسلافنا إلى هذه القارة من إيرلندا ومن اسكتلندا في ظروف خارجة عن سيطرتهم".

و"الآن، بالمجمل، لا يوجد هنا سوى هذه الحضارة السطحية التي لا طعم لها ولا لون، والتي تتشكل هويتها الثقافية الأساسية من تجنب المبالغة بالاكتراث بالأشياء. نعيش مع هذه الحالة الأبدية المبهمة من الاغتراب وعدم الراحة، والتي لا يتوقف طنينها في خلفية وعينا، لأننا ههنا بلا جذور"، حسب تعبير الكاتبة.

وأردفت جونستون "زوجي تيم أمريكي من أصول إيرلندية، وإلى حد كبير لديه نفس التجربة. هكذا هي الأمور بالنسبة للناس البيض الذين يقطنون الأراضي المستعمرة. ليس لدينا ارتباط. ليس لدينا عمق تاريخي. ليس لدينا ثقافة حقيقية، ولا تأسيس حقيقي. ولهذا السبب لا نكف عن البحث عن شيء مغاير لما هو لدينا الآن، سواء كان ذلك المزيد من المال، والمزيد من الممتلكات، أو العودة إلى دين أجدادنا، أو التشبث بروحانية العصر الحديث، أو الانزلاق نحو الإدمان على المخدرات. تجربتنا هنا لا تشعرنا بأنها صائبة. لا نشعر أننا ننتمي إلى هذا المكان".

وأضافت "ثم ننظر إلى الفلسطينيين، ونشاهد كم يتناقض مجتمعهم، وبشكل حاد، مع مجتمعنا، فينتابنا، رغماً عنا، إحساس عميق بالشوق. إنهم يعيشون بكل أريحية وبكل دفء، لدرجة أن ذلك يبدو هو الصواب".

وتابعت الكاتبة "وأنا على يقين بأن الإسرائيليين يشعرون بنفس الشيء عندما ينظرون إلى الفلسطينيين. فها هم هنا مع هذه الثقافة الزائفة السخيفة من الذكاء الاصطناعي وموسيقى الرقص الإلكترونية، ينطقون بنسخة جديدة غريبة من لغة ميتة أعاد الصهاينة الحياة إليها قبل بضعة أجيال حتى يتمكنوا من العيش كشرق أوسطيين ومن التظاهر بأن إسرائيل اليوم لديها أي شيء مشترك مع إسرائيل التاريخية من زمن التوراة".

وقالت عن الإسرائيليين، "ثم ينظرون إلى الناس الذين كانوا يعيشون هنا قبلهم، بما لديهم من جذور عميقة وأصالة نابضة بالحياة، فينتابهم شعور بالحسد، وما يلبث حسدهم أن يتحول إلى حقد، ثم يتحول حقدهم إلى كراهية، ثم تتحول كراهيتهم إلى إبادة جماعية".

وشددت جونستون على أنه "لا ريب أن ثمة أسباباً أخرى للكراهية التي يشعر بها الإسرائيليون تجاه الفلسطينيين – فدولة الفصل العنصري (الأبارتايد) كلها تعتمد على تلقينهم بقوة الانتقاص من بشرية سكان الأرض الأدنى منهم رتبة. ولكن، من المؤكد أن الغيرة لها دور كذلك".


وقالت في تدوينتها، "أنا أرجو ألا ينجحوا في إبادة الفلسطينيين. أرجو ألا ينجحوا في إخراجهم من أرضهم. سوف يتكبد العالم خسارة كبرى إذا ما تم انتزاع شيء بهذا الجمال من جذوره ونبذه في سلة مهملات التاريخ. إلى جانب جميع الأسباب الأخرى التي تدمي القلب إزاء الانتهاكات التي نشهدها في غزة والضفة الغربية، هناك حقيقة أن عالمنا يخسر واحدة من أجمل الأشياء الباهرة التي أخرجها إلى الوجود".

وأضافت "فيما لو نجح هؤلاء المعاتيه في الدوس على فلسطين، أظن أن ذلك سيكون بمثابة الإحساس بفقد عزيز. وأظن أن كثيراً من الناس حول العالم سيشعرون بنفس الإحساس".

واختتمت الكاتبة تدوينتها بالقول "أرجو بكل إخلاص ألا يحدث ذلك. لو كنت إنساناً من نوع آخر بروحانية من نوع آخر، لقلت إنني أصلي من أجل ألا يحدث ذلك. في عالم يتعاظم فيه الزيف والخداع، لا نتحمل أن نفقد فلسطين".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية سياسة دولية الفلسطيني الاحتلال غزة فلسطين أستراليا غزة الاحتلال المزيد في سياسة سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

من النشل إلى التسامح: قصة الكاتبة الإيطالية في مراكش

اهتزت مدينة مراكش المغربية على وقع حادث نشل صادم تعرضت له الكاتبة الإيطالية نيكوليتا بورتولوتي أثناء زيارتها السياحية أواخر نوفمبر الماضي، وقع الحادث وسط الأزقة التاريخية القريبة من ساحة جامع الفناء، بعدما تعرضت الكاتبة للاعتداء أثناء سيرها برفقة زوجها وعائلتها.

تفاصيل الواقعة

روت بورتولوتي تفاصيل صادمة عن اللحظات التي عاشتها، إذ فوجئت بشابين ملثمين على دراجة نارية يختطفان حقيبتها، ما أدى إلى ارتطامها بالأرض وإصابتها بجروح غائرة في الرأس وارتجاج دماغي شديد. 

ورغم قسوة المشهد، أبدت الكاتبة إعجابها بردود الفعل الإنسانية التي لاقت دعما من السكان المحليين، بما في ذلك تجار الحي وأصحاب المحلات وسائقي سيارات الأجرة، وحتى شخص مشرد ساهم في تقديم المساعدة الفورية، قبل نقلها إلى مصحة لتلقي العلاج تحت إشراف طاقم طبي وصفته باللطيف والمتعاطف.

أثنت بورتولوتي على التعاطف الشعبي الذي أبداه المغاربة، مؤكدة أن عشرات المواطنين أعربوا لها عن أسفهم وقدموا المساعدة حتى في منازلهم، معتبرة أن الحادثة مجرد استثناء لا يعكس صورة مدينة مراكش ولا أهلها، مشيدة بتسامح السكان وحرصهم على الضيافة.

واجهت الكاتبة أيضا معاناة إدارية نتيجة سرقة جميع وثائقها الرسمية، بما فيها جواز السفر، ما اضطرها للتوجه إلى القنصلية الإيطالية بالدار البيضاء لإنهاء الإجراءات الضرورية قبل العودة إلى بلادها.

أكدت بورتولوتي في ختام تدوينتها أن السلطات المغربية نجحت في توقيف المشتبه فيهما، متوقعة أن يواجه الشابان عقوبات رادعة، لكنها شددت على ضرورة أن تكون الإجراءات عادلة تحفظ مستقبلهما، معتبرة أن الاعتداء فعل فردي لا يمثل المجتمع المغربي الذي وصفته بالمعتدل والمتسامح.

غضب مدرسي وشعبي يشعل شفاعمرو شمال إسرائيل عقب حادث إطلاق النار مأساة أولاد عمران بالمغرب: انقلاب بيكوب يقتل ستة ويجرح 15 حريق هائل يبتلع مبنى جاكرتا ويودي بحياة عشرين موظفا انفجار مأساوي في الضاحية الجنوبية: جريمة قتل وانتحار تهز بيروت 14 حادث يوميا في تونس .. الدراجات النارية تهدد الأرواح بلا رحمة أم وابنها يلقون حتفهم .. حادثة تهز مستوطنة إسرائيلية صعقة كهربائية تنهي حياة طفلين في قلب الفيوم ليلة شك تحولت لانتقام دموي يهز قرية بالمنوفية حادث قطار الصعيد.. استجابة سريعة تعيد الانتظام وتطمئن الركاب كوبري الدقي يتحول لمسرح حادث مروع بين ربع نقل وملاكي

مقالات مشابهة

  • أزمة كبرى قبل المونديال.. فيفا يدرس نقل مواجهة مصر وإيران إلى مكان مفاجئ
  • ما الدول التي يفضل «ترامب» استقبال المهاجرين منها؟
  • ترامب يكشف عن الدول التي يفضل استقبال المهاجرين منها
  • خالد حنفي: 500 مليار دولار حجم مشروعات إعادة الإعمار التي تستهدفها مبادرة عربية - يونانية جديدة
  • أخبار التوك شو| أحمد أبو الغيط: العالم على وشك حرب باردة ثانية.. وأحمد موسى: مصر أصبحت منصة سياحية كبرى
  • إيرواني: يجب على العالم أن يتحرك بحزم لإنهاء الإبادة الجماعية التي يرتكبها الكيان الصهيوني في غزة
  • من هي المرأة التي أيقظت العالم بموقفها ؟
  • المرأة التي أيقظت العالم بطريقتها
  • من النشل إلى التسامح: قصة الكاتبة الإيطالية في مراكش
  • كيف قرأ الفلسطينيون قرار إزالة 14 بؤرة استيطانية واعتقال 70 مستوطنا؟