بيروت- في تصعيد خطير يعد الثاني من نوعه خلال أسبوع، أعلن الجيش الإسرائيلي اعتراضه صاروخا أُطلق من الأراضي اللبنانية باتجاه المستوطنات الحدودية، فيما سقط صاروخ ثانٍ داخل الأراضي اللبنانية.

وأفاد جيش الاحتلال، في بيان مقتضب، بأنه "بعد انطلاق صفارات الإنذار الساعة 7:50 صباحا في مناطق مرغليوت، وكريات شمونة، ومسغاف عام، وتل حاي، تم رصد مقذوفين قادمين من لبنان، تم اعتراض أحدهما، بينما سقط الآخر في لبنان".

وعلى إثر ذلك، شن الجيش الإسرائيلي غارة جوية على الضاحية الجنوبية لبيروت، هي الأولى من نوعها منذ اتفاق وقف القتال مع حزب الله، إلى جانب سلسلة غارات مدفعية وجوية استهدفت قرى وبلدات في جنوب لبنان.

الغارة الإسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت هي الأولى منذ اتفاق وقف القتال مع حزب الله (الجزيرة) تهديد ونفي

وجاءت هذه الهجمات بعد تصريحات تهديدية أطلقها وزير الأمن الإسرائيلي يسرائيل كاتس، قال فيها إن "كريات شمونة تُعامل كما تُعامل بيروت، سيتم التعامل مع بيروت بالطريقة نفسها التي تم التعامل بها مع كريات شمونة".

في المقابل، أفاد حزب الله في بيان نُشر عبر قناته على تليغرام بأن مصدرا مسؤولا في الحزب أكد التزامه باتفاق وقف إطلاق النار نافيا أي علاقة له بالصواريخ التي أُطلقت من جنوب لبنان باتجاه شمال فلسطين المحتلة، معتبرا أن "هذه الحوادث تأتي في سياق افتعال ذرائع مشبوهة لاستمرار العدوان الإسرائيلي على لبنان".

تزامنت هذه التطورات مع زيارة رئيس الجمهورية اللبنانية العماد جوزيف عون، اليوم الجمعة، إلى باريس، حيث ندد بالقصف الإسرائيلي الذي استهدف الضاحية الجنوبية ومناطق في الجنوب، واصفا إياه بـ"غير المبرر وغير المفهوم". وأكد رفض لبنان أي اعتداء يستهدف أراضيه ومحذرا من "محاولات جر البلاد مجددا إلى دوامة العنف".

إعلان

ودعا عون المجتمع الدولي إلى تحرك عاجل لوقف التصعيد ومساعدة لبنان على تطبيق القرارات الدولية، مشددا على ضرورة استعادة الأراضي اللبنانية المحتلة والالتزام باتفاقية الهدنة لعام 1949.

كما أكد أن استقرار لبنان يتطلب بيئة آمنة وإقليما ينعم بالسلام، معتبرا أن إنهاء الحروب لا يمكن أن يتحقق إلا في ظل نظام عالمي يرتكز على القيم والمبادئ.

تعليقا على ذلك، يرى الخبير العسكري حسن جوني أن الأحداث الأخيرة تعزز القناعة بأن ما يجري هو "ترتيب وتدبير إسرائيلي عبر أجهزتها الاستخبارية، وربما يصل الأمر إلى حد تكليف شخص ما بإطلاق هذه الصواريخ البدائية والفاشلة، بهدف استغلال الحادثة وتوظيفها سياسيا وعسكريا".

محاولة الضغط

ويقول الخبير جوني للجزيرة نت إن الجرأة على تنفيذ هذا الفعل تندرج ضمن إستراتيجية عسكرية إسرائيلية تُنفَّذ على مراحل، واليوم تفاقم الوضع مع استهداف الضاحية الجنوبية للمرة الأولى منذ وقف إطلاق النار.

ويضع جوني ما جرى ضمن محاولات الضغط على الدولة اللبنانية بالدرجة الأولى، معتبرا أن التطورات الأخيرة شكلت إحراجا للحكومة نظرا لخطورة استهداف العاصمة أكثر مما أحرجت حزب الله، لأن الحزب قال بوضوح "أنا وكلت الدولة، والمرحلة هي مرحلتها".

ووفقا له، فإن الرسالة "العنيفة" التي حملها هذا القصف تهدف إلى تكثيف الضغوط على لبنان وصولا إلى دفعه نحو تشكيل وفد للتفاوض.

من جانبه، يعتقد المحلل السياسي توفيق شومان أن العدوان الإسرائيلي على الضاحية الجنوبية يشكل فصلا جديدا في الحرب المستمرة على لبنان، خصوصا أن الاحتلال لم يلتزم يوما بوقف إطلاق النار المعلن في 27 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.

وفي حديثه للجزيرة نت، يرى أن التصعيد الإسرائيلي يعكس استمرار النهج ذاته، حيث لم تتوقف الاعتداءات رغم المساعي الدولية لاحتوائها.

إعلان

ويربط شومان بين الغارات على الضاحية والتوقيت الذي تزامن مع زيارة الرئيس اللبناني إلى باريس، ويشير إلى أن العنوان الرئيسي لهذه الزيارة يتمحور حول ملف الحدود الجنوبية والدور الفرنسي في دعم مطلب انسحاب الجيش الإسرائيلي من الأراضي اللبنانية المحتلة.

وهذا التزامن، برأيه، ليس مصادفة بل رسالة إسرائيلية واضحة تتجاوز البعد العسكري إلى أبعاد سياسية ودبلوماسية.

معادلة بالقوة

ووفقا للمحلل شومان، يندرج التصعيد الإسرائيلي ضمن إستراتيجية الضغط على لبنان لجره إلى التفاوض المباشر، "فاستهداف الضاحية الجنوبية لا يختلف، من حيث الدلالة، عن ما يجري في غزة وسوريا، حيث تلجأ إسرائيل إلى التفاوض بالنار لفرض وقائع جديدة".

ويوضح أن الولايات المتحدة تضغط على لبنان لتشكيل وفد رسمي للتفاوض مع تل أبيب، لكن بيروت ترفض ذلك، وبناء على هذا الموقف يسعى الاحتلال إلى فرض هذه المعادلة بالقوة من خلال تكثيف الغارات على الضاحية وتوسيع نطاق العدوان على جنوب لبنان.

يُشار إلى أن عملية الإطلاق، اليوم الجمعة، تُعد الثانية من نوعها خلال أكثر من 3 أشهر، بعدما أعلن جيش الاحتلال، السبت الماضي، اعتراض 3 من أصل 5 صواريخ أُطلقت من لبنان بينما سقط الصاروخان الآخران داخل الأراضي اللبنانية.

ورد الاحتلال في اليوم نفسه بشن هجوم واسع النطاق على مرحلتين، وُصف بأنه الأعنف منذ دخول اتفاق وقف إطلاق النار حيز التنفيذ في 27 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.

واستهدف القصف القرى الحدودية ومناطق في عمق الجنوب اللبناني إضافة إلى مناطق في البقاع وبعلبك-الهرمل شرقا، ما أسفر عن سقوط شهداء وجرحى في تصعيد اعتُبر ردا مباشرا على إطلاق الصواريخ.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات رمضان الأراضی اللبنانیة الضاحیة الجنوبیة وقف إطلاق النار على الضاحیة على لبنان حزب الله

إقرأ أيضاً:

أنس الشريف ومحمد قريقع| إسرائيل تواصل استهداف الصحفيين في غزة.. وهذه لحظاتهما الأخيرة

أفادت وسائل إعلام فلسطينية باستشهاد صحفيين اثنين جراء قصف مباشر شنته قوات الاحتلال الإسرائيلي على خيمة مخصصة للصحفيين أمام مجمع الشفاء الطبي في مدينة غزة، وذلك وفق ما ذكرته “القاهرة الإخبارية”.

وفي وقت لاحق، أعلن ارتفاع حصيلة الشهداء نتيجة هذا الاستهداف إلى ثلاثة، قبل أن يتبين أن عدد الصحفيين الذين ارتقوا في الغارة الجوية الإسرائيلية على خيمة الصحفيين بلغ خمسة، في استمرار واضح لانتهاكات الاحتلال ضد الإعلاميين، بما يشكل خرقا صارخا للقانون الدولي.

وقد نفذ الاحتلال عملية اغتيال مباشرة استهدفت الخيمة التي كان يتواجد فيها الصحفيون بالقرب من مستشفى الشفاء، وأسفرت عن استشهاد خمسة منهم، من بينهم الصحفيان أنس الشريف ومحمد قريقع.

من جانبه، أدان مكتب الإعلام الحكومي في غزة بأشد العبارات هذه الجريمة الوحشية التي ارتكبها جيش الاحتلال بحق الصحفيين، واصفا إياها بأنها عملية اغتيال متعمدة ومقصودة نفذت مع سبق الإصرار والترصد.

وكشف المكتب عن أسماء الصحفيين الذين استشهدوا في القصف، وهم:

 - أنس الشريف

 - محمد قريقع

 - إبراهيم ظاهر

 - مؤمن عليوة (مصور صحفي)

 - محمد نوفل (مساعد مصور صحفي)

وأشار المكتب إلى أن هذا الاستهداف المتعمد لخيمة الصحفيين أدى أيضا إلى إصابة عدد من الإعلاميين الآخرين.

ارتفع عدد الصحفيين الشهداء لـ 237 صحفيا

وباستشهاد هؤلاء الزملاء، ارتفع عدد الصحفيين الذين قتلوا على يد الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة منذ بدء العدوان إلى 237 صحفيا، في سياق ما وصفه المكتب بـ"الإبادة الجماعية".

وأكد مكتب الإعلام الحكومي أن استهداف المؤسسات الإعلامية والعاملين فيها يعد جريمة حرب مكتملة الأركان، تهدف إلى إسكات صوت الحقيقة وطمس معالم الجرائم التي ترتكب بحق الشعب الفلسطيني، معتبرا أن هذا التصعيد يندرج ضمن خطة ممنهجة لتغطية المجازر الماضية والاستعداد لارتكاب مجازر جديدة.

وفي بيانه، حمل المكتب الاحتلال الإسرائيلي، إلى جانب الإدارة الأمريكية وكافة الدول الداعمة له، المسؤولية الكاملة عن هذه الجرائم المنظمة بحق الإعلاميين الفلسطينيين.

وطالب المكتب كلا من الاتحاد الدولي للصحفيين، واتحاد الصحفيين العرب، والمنظمات الحقوقية والإعلامية الدولية، بإدانة هذه الجرائم بشكل واضح، واتخاذ خطوات عاجلة لتوفير الحماية اللازمة للصحفيين في غزة، وضمان ملاحقة قادة الاحتلال قضائيا على جرائمهم بحق الصحافة وحرية التعبير.

وأشار البيان إلى أن الاحتلال يستهدف بشكل مباشر الصحفيين والمراسلين في محاولة منه لإسكات الإعلام، لا سيما أولئك الذين يتمتعون بحضور وتأثير واسع، مثل الصحفي إسماعيل الغول الذي تم اغتياله قبل أشهر.

من جانبه، أقر جيش الاحتلال رسميا بتنفيذ الغارة التي استهدفت خيمة الصحفيين أمام مجمع الشفاء الطبي، والتي أسفرت عن سقوط الشهداء الخمسة.

وفي السياق ذاته، أدان المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان بشدة الجريمة الإسرائيلية بحق الصحفيين الخمسة، مؤكدا أن هذا الاستهداف يأتي ضمن سياسة إسرائيلية ممنهجة لإسكات شهود الحقيقة، خاصة بعد المؤتمر الصحفي الأخير لرئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، والذي تضمن تحريضا صريحا على وسائل الإعلام وتأكيدا على نية الاحتلال المضي قدما في مخطط السيطرة الكاملة على غزة.

وشدد المرصد على أن إعلان الاحتلال مسؤوليته المباشرة عن اغتيال الصحفي أنس الشريف يعكس استهتارا فاضحا بالقانون الدولي، ويجسد بوضوح آثار الإفلات من العقاب، في ظل تواطؤ المجتمع الدولي وصمته المستمر تجاه الجرائم المرتكبة بحق الصحفيين والمدنيين الفلسطينيين.

حماس تنعى الصحفيين الشهداء: سنفتقدكم يوم نهزم عدوناالوطنية للصحافة: زيادة بدل الصحفيين.. والاستعانة بالكفاءات الإعلامية الشابةالرسالة الأخيرة لـ "أنس الشريف"

وكتب أنس الشريف في رسالته الأخيرة عبر حسابه الشخصي في فيسبوك: "الاحتلال يلوح باجتياح غزة بجدية، والمدينة تنزف منذ 22 شهرا تحت نيران البر والبحر والجو، شهداؤها بعشرات الآلاف وجرحاها بمئات الآلاف، وإن لم يتوقف هذا الجنون، فلن يبقى من غزة سوى الركام، وستغيب صورة وصوت أهلها، وستسجّلكم ذاكرة التاريخ كشهود صامتين على جريمة إبادة لم يفعل أحد شيئا لوقفها".

من هو أنس الشريف؟
 

يعد أنس الشريف أحد الصحفيين البارزين الذين نقلوا للعالم مشاهد الدمار والمجازر في غزة، حتى اللحظات الأخيرة من حياته، ليسجل استشهاده فصلا جديدا من استهداف الاحتلال للصحفيين.

حدث ليلا| ارتفاع عدد شهداء غارة الاحتلال على خيمة الصحفيين أمام مستشفى الشفاء إلى سبعة..هبوط أرضي أعلى خط صرف صحي بمحور جامعة السادات.. وائل عبد العزيز: ندمت على دوري فى فيلم ريكلاموائل الدحدوح على استشهاد الصحفيين: يا لصعوبة قدرنا طباعة شارك غزة الاحتلال قطاع غزة الصحفيين الفلسطنيين أنس الشريف

مقالات مشابهة

  • تعيين العقيد سامر حمادة رئيسا لمكتب مخابرات الجيش في الضاحية الجنوبية
  • كيف حاولت إسرائيل تبرير جريمة استهداف صحفيي غزة؟
  • رابطة الصحافة الأجنبية تدين استهداف "إسرائيل" الصحفيين في غزة
  • نائب رئيس دولة فلسطين: استهداف إسرائيل للصحفيين في غزة جريمة حرب
  • مسيرات إسرائيلية تحلق على ارتفاع منخفض في سماء الضاحية الجنوبية ببيروت
  • مسيرات إسرائيلية تحلق على ارتفاع منخفض في سماء الضاحية الجنوبية لبيروت
  • أنس الشريف ومحمد قريقع| إسرائيل تواصل استهداف الصحفيين في غزة.. وهذه لحظاتهما الأخيرة
  • الجيش الإسرائيلي يؤكد استهداف الصحفي أنس الشريف ويتهمه بقيادة خلية حماسية
  • لبنان.. تجدد المسيرات المناصرة لحزب الله في الضاحية الجنوبية
  • الجيش الإسرائيلي يواصل انتهاكاته بجنوب لبنان رغم اتفاق وقف إطلاق النار