تشهد جمهورية الكونغو الديمقراطية تطورات متسارعة تنذر بمزيد من التوتر وعدم الاستقرار بعد إعلان المدان سابقًا بجرائم حرب توماس لوبانغا عن تشكيل حركة متمردة جديدة في إقليم إيتوري بشرقي البلاد.

وفي الوقت ذاته، تعيش الساحة السياسية على وقع انقسامات حادة بشأن تشكيل حكومة وحدة وطنية، مما يعقّد جهود الدولة للخروج من دوامة الأزمات الأمنية والسياسية المتلاحقة.

عودة لوبانغا

في خطوة مفاجئة أثارت موجة من القلق داخليًا وخارجيا، أعلن توماس لوبانغا -أول شخص أدانته المحكمة الجنائية الدولية عام 2012 بتهم تجنيد الأطفال للقتال في صفوف مليشياته- عن تأسيس "الجبهة الشعبية"، وهي حركة مسلحة جديدة تنشط حاليا في إقليم إيتوري شرقي البلاد، حيث لا يزال الصراع الإثني والطائفي محتدمًا منذ سنوات.

وصرّح لوبانغا في تسجيل مصوّر بأن حركته تهدف إلى "الدفاع عن حقوق شعب إيتوري الذي يعاني التهميش، وحماية المجتمعات المحلية من الإهمال والعنف المنظّم".

واتهم الحكومة بعدم الوفاء بوعودها المتعلقة بالأمن والتنمية في المنطقة. وأضاف "نحن لا نحمل السلاح من أجل القتال، بل من أجل الدفاع".

وقد أثار هذا الإعلان استياءً واسعا في الأوساط الحقوقية والدولية، إذ يرى كثيرون أن الإفراج المبكر عن لوبانغا، دون آليات واضحة لإعادة تأهيله أو مراقبته، يشكّل خطرًا جديا على استقرار البلاد.

أعلن توماس لوبانغا، الذي أدانته المحكمة الجنائية الدولية عام 2012 بتهم تجنيد الأطفال، عن تأسيس حركة متمردة جديدة (رويترز) أزمة تشكيل الحكومة

بالتوازي، تواجه جمهورية الكونغو الديمقراطية أزمة سياسية متفاقمة إثر فشل الجهود الرئاسية في تشكيل حكومة وحدة وطنية، بهدف استيعاب المعارضة وضمان تمثيل أوسع بعد الانتخابات التشريعية الأخيرة.

إعلان

ووفق تقارير صحفية، تنقسم الكتلة الرئاسية نفسها بشأن تشكيل حكومة جامعة؛ إذ ترى بعض الأطراف أن إشراك المعارضة غير ضروري، لا سيما بعد فوز الرئيس فيليكس تشيسيكيدي بولاية جديدة، في حين يعتبر آخرون أن تجاهل المعارضة في هذه المرحلة الحرجة قد يقوّض شرعية الحكومة ويُضعف قدرتها على التصدي للتحديات الأمنية والاقتصادية.

أما المعارضة، فقد عبّرت عن رفضها القاطع لأي صيغة مفروضة من جانب واحد، مشددة على أن "أي حوار حقيقي يجب أن ينطلق أولًا من مراجعة نتائج الانتخابات التي شابتها خروقات"، حسبما صرّح أحد قادة المعارضة لصحيفة "أفريكسوار" (Afriksoir).

يعاني شرق الكونغو الديمقراطية من انتشار الجماعات المسلحة المتمردة (رويترز) الشرق على شفا الانفجار

تعاني المناطق الشرقية، ولا سيما إقليمي إيتوري وكيفو، من تدهور أمني مستمر مع نشاط أكثر من 120 جماعة مسلحة، بحسب تقارير الأمم المتحدة.

وتخشى منظمات حقوق الإنسان أن يسفر ظهور لوبانغا مجددًا عن إحياء موجات العنف الإثني، خاصةً أنه يحظى بدعم بعض المجموعات المحلية.

ويرى محللون أن ضعف الحكومة المركزية وتأخر تشكيل حكومة جديدة يفتحان الباب أمام عودة المزيد من المتمردين إلى الساحة، في ظل غياب خطة شاملة لنزع السلاح وإعادة الإدماج.

في ضوء هذه المعطيات المعقدة، تبدو جمهورية الكونغو الديمقراطية أمام مفترق طرق حاسم. فبين أزمة سياسية داخلية لم تُحسم بعد، وتطورات أمنية تنذر بالخطر في الشرق، يزداد الضغط على الرئيس تشيسيكيدي لاتخاذ خطوات حاسمة، سواء من خلال إطلاق حوار سياسي شامل أو بإعادة صياغة إستراتيجية الأمن والمصالحة الوطنية.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات رمضان الکونغو الدیمقراطیة تشکیل حکومة

إقرأ أيضاً:

الحلقة رقم (٧) من سلسلة إتصالاتي مع اللواء الركن متمرد مهدي الأمين كبة

●الحلقة رقم (٧) من سلسلة إتصالاتي مع اللواء الركن متمرد مهدي الأمين كبة ..
●في هذا التسجيل يظهر في الصورة الأخ الدفعة عاطف محجوب الزبير متحدثاً عن الفترة التى سبقت الحرب بشهور ، وكيف أنهم في صندوق زمالة الدفعة ٣٩ وبمعيتهم مهدي الأمين كبة (عضواً في الزمالة) يجتمعون ويناقشون مشاكل الزمالة والدفعة ٣٩ ..

●تحدث عن شكوى مهدي الأمين كبة بخصوص تلك التقارير التى كان يكتبها عن قوات الدعم السريع وكيفية فكفكتها والقضاء عليها إلا أن هيئة القيادة لم تهتم بتلك التقارير وأن كان مستهدفاً في شخصه ..

● تحدث الأخ عاطف محجوب عن الفترة التى تلت الحرب بأربعة أشهر وأن مهدي كبة كان متواصلاً معه طالباً العون والدعم لمقاتلة مليشيا الدعم السريع في الحى الذي يسكن فيه ..
● تحدث عن طلب مهدي الأمين كبة بخصوص إخلاء شقيقه المقدم الطيب الأمين كبة الذى تعرض للإصابة في إحدى المعارك ..

●أحب أن أشير الى أن هنالك عدداً من الإخوة الذين تواصلوا مع مهدي الأمين كبة بخصوص تمرده هذا ومحاولة إثنائه عن ذلك وإعادته الى حضن المؤسسة العسكرية الأم منهم الأخوان الهادي عبد الله النور ، أرشد حمور ، عاطف محجوب ، ومن الدفعات الأخرى صبري مهدي محمد فضل الدفعة ٣٨ ..

● زمالة الدفعة ٣٩ ظلت محل إحترام وتقدير كل الدفعة خاصة فرسان الخير ، وقد إهتمت بهذا الأمر بصورة جادة وقد أطلعتها بكل ما دار بيني وبين مهدي الأمين كبة وأكدت لهم تمرده بشكل نهائى….

●الأخوان زهير عبد الحميد شكال ودكتور ميسرة خليل وحمدان عبد القادر وآخرين هم الآن الذين يديرون العمل في زمالة الدفعة ٣٩ في هذه الظروف الإستثنائية التى تمر بها البلاد والقوات المسلحة فنسأل الله لهم التوفيق والسداد …

●أخيراً أحب أن أنوه الى أن هنالك العديد من الأخوان الذين سألوني عن مهدي الأمين كبة هل هو على قيد الحياة أم توفى نتيجة إستهدافه بمسيرة ، أقول أنني عندما بدأت بالكتابة عن الأخ مهدي الأمين كبة لم أتطرق على الإطلاق لهذه الجزئية ، وقلت أنني هنا لست بصدد تأكيد وفاة مهدي الأمين كبة أو نفيها ، ولأن الشئ بالشئ يذكر أحب أن أوكد أننى ومع الأخ أرشد حمور قد تواصلنا مع أحد المقربين جداً من مهدي الأمين(وهو محل ثقة بالنسبة لنا) وأكد لنا أنه ما زال على قيد الحياة ، بل وطلب منا التواصل معه مرة أخرى عسى ولعل يستمع لكم هذه المرة ويستجيب لكم ..

●نسأل الله سبحانه وتعالى الهداية للجميع (إنك لن تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء) صدق الله العظيم ..

عبد الباقي الحسن بكراوي

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • محافظ الإسكندرية يرافق وفد محلية النواب في جولة موسعة لتفقد مشروعات خدمية وتنموية
  • مسؤول أممي يحذر من تفاقم الأزمة في الكونغو الديمقراطية
  • الديمقراطية: أجرينا مع الفصائل في القاهرة مُباحثات بشأن غزة
  • الحلقة رقم (٧) من سلسلة إتصالاتي مع اللواء الركن متمرد مهدي الأمين كبة
  • التكبالي: البعثة الأممية تطيل أمد الأزمة والمطلوب تشكيل حكومة قوية
  • نيجيرفان بارزاني يبحث مع السفير البريطاني ملف تشكيل حكومة الاقليم
  • الحلقة رقم (٦) من سلسلة إتصالاتي مع اللواء الركن متمرد مهدي الأمين كبة
  • ضبط 111 مخالفة تموينية في حملات موسعة على الأسواق والمخابز بالمنيا
  • الحلقة رقم (٥) من سلسلة إتصالاتي مع اللواء الركن متمرد مهدي الأمين كبة
  • المنتخب النسوي يواجه الكونغو الديمقراطية والسنغال وديًا تحضيرًا لـ الكان