غرينلاند وأوكرانيا.. هل تتقاطع أطماع ترامب وبوتين؟
تاريخ النشر: 2nd, April 2025 GMT
في شهر مايو عام 1958، زار نائب الرئيس الأميركي إنذاك ريتشارد نيكسون برفقة زوجته بات، كراكاس عاصمة فنزويلا. وكان الرئيس دوايت إيزنهاور قد أرسل نيكسون إلى أميركا الوسطى كجزء من جولة حسن نوايا .ولكن نيكسون وجد قدرا ضئيلا منها في كراكاس.
وقال المحلل الأميركي جاكوب هيلبرون، وهو رئيس تحرير مجلة ناشيونال إنترست، وزميل بارز غير مقيم في مركز أوراسيا التابع للمجلس الأطلسي في تقرير نشرته المجلة، إن فنزويلا كانت في حالة ثورة، حيث هاجم غوغاء الموكب الأميركي وامطروا نيكسون بوابل من الفاكهة العفنة.
وأضاف هيلبرون أنه قياسا على ذلك، تعد زيارة نائب الرئيس الأميركي جيه دي فانس وزوجته أوشا لجزيرة غرينلاند هادئة إلى حد ما.
غير أن الزيارة قوبلت باستقبال فاتر ( فقد خطط السكان المحليون للقيام باحتجاج في المدينة العاصمة نوك) ما أرغم فانس وزوجته إلى جعل الزيارة قاصرة على القاعدة العسكرية الأميركية النائية والمعزولة والتي يطلق عليها بيتوفيك.
وأدلى فانس بتعليقات حذرة إلى حد ما، قائلا " ما نعتقد أنه سوف يحدث هو أن سكان غرينلاند سوف يختارون من خلال تقرير المصير أن يصبحوا مستقلين عن الدنمارك، ثم سوف نجرى محادثات مع شعب غرينلاند من ذلك المنطلق. ولذا اعتقد أن الحديث عن أي شئ بعيد جدا في المستقبل يعد سابقا لأوانه جدا أيضا ".
وأضاف " لا نعتقد أن القوة العسكرية سوف تكون ضرورية على الاطلاق .نعتقد أن هذا أمر منطقي . ونظرا لأننا نعتقد أن شعب غرينلاند عقلاني وجيد، فإننا نعتقد أننا سوف نتمكن من إبرام اتفاق، وهذا هو أسلوب الرئيس الأميركي دونالد ترامب، لضمان أمن هذه الأراضي وكذلك أمن الولايات المتحدة الأميركية".
كان الرئيس ترامب قد أعلن أن أميركا "سوف تحصل على غرينلاند بطريقة أو بأخرى". ويبدو أنه ينظر إليها بنفس الطريقة التي ينظر إليها نظيره الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى منطقة دونباس الأوكرانية، كمنطقة مغرية. وفي الحقيقة، أكد بوتين نفسه أنه يتفهم نهم ترامب بالنسبة لغرينلاند.
وفي حديثه في مدينة مورمانسك الروسية الشهر الماضي، ألقى بوتين ،كعادته درسا تاريخيا، وشرح السبب المنطقى الذي يجعل أميركا تطمع في الاستيلاء على غرينلاند.
وقال إن أميركا حاولت بالفعل الحصول عليها في عام 1910. ثم قامت بحماية الجزيرة من غزو نازي خلال الحرب العالمية الثانية.
ولاحظ بوتين أن مخططات ترامب "ربما تفاجئ شخصا ما في الوهلة الأولى، ومن الخطأ الجسيم الاعتقاد أن هذا نوع من الكلام المبالغ فيه من جانب الإدارة الأميركية الجديدة . لاشئ من هذا القبيل". الرسالة واضحة يتعين قبولها مهما كانت. ومثلما لروسيا حق أصيل في أوكرانيا ، لذا فإن أميركا لها الحق في غرينلاند.
وتابع هيلبرون أن مسألة ما إذا كان الدعم علانية لهذا النوع من التفكير المكشوف بشأن مجالات النفوذ، سوف يعزز قدرة ترامب على "الحصول" على غرينلاند تعتبر أمرا لم يحسم بعد، بحسب وكالة أسوشيتد برس.
ويبدوأن ترامب عاقد العزم على توسيع نطاق القوة والنفوذ الأميركي في نصف الكرة الغربي. ويود بوضوح أن يكون شريكا أو أن يتواطأ مع بوتين لاقتطاع جزء كبير من العالم. وربما يتقبل حتى التفريط في تايوان للصين .
ومع ذلك، فإن المرة الأخيرة التي خطرت فيها لإدارة أميركية فكرة مثل هذه الصفقات التي لا تحكمها العواطف لم تكن سوى في عهد إدارة نيكسون في أوائل حقبة سبعينيات القرن الماضي. وكانت النتيجة التسبب في تمرد في الحزب الجمهوري. وأدى ذلك مباشرة إلى صعود حركة المحافظين الجدد.
والآن تم نفي المحافظين الجدد. ويحكم ترامب الآن إلى حد كبير بلا منازع في الحزب الجمهوري. ومع ذلك ، فإنه في الوقت الذي يعرب فيه بوتين عن التعاطف مع طموحات ترامب الإقليمية ، يتصاعد القلق.
واختتم هيلبرون تقريره بالقول إنه في الوقت الذي يزور فيه نائبه غرينلاند، وتتحد كندا ضد أميركا، ربما يتسبب ترامب في رد فعل ليس في الخارج فحسب، ولكن أيضا في الداخل ضد نهجه الجشع بالنسبة للشؤون الخارجية.
المصدر: سكاي نيوز عربية
كلمات دلالية: ملفات ملفات ملفات فنزويلا غرينلاند غرينلاند الدنمارك ترامب بوتين منطقة دونباس الأوكرانية تايوان الحزب الجمهوري غرينلاند أوكرانيا ترامب وبوتين فنزويلا غرينلاند غرينلاند الدنمارك ترامب بوتين منطقة دونباس الأوكرانية تايوان الحزب الجمهوري اقتصاد عالمي نعتقد أن
إقرأ أيضاً:
“على حِسب الريح”.. خليل المصري يوثّق سيرة فردية تتقاطع مع تحولات وطن
أصدر الكاتب والمهندس خليل المصري كتابه الجديد “على حِسب الريح” عبر منصة “كتبنا” للنشر الشخصي، في عمل أدبي ينتمي إلى فئة السيرة الذاتية ذات البُعد التوثيقي والتأملي، ويستعرض من خلاله تجربة شخصية عايشت التحولات الكبرى التي مرت بها مصر خلال العقدين الأخيرين.
تفاصيل الكتاب
يأتي الكتاب في صيغة سردية تعتمد على ضمير المتكلم، حيث يروي المؤلف قصة “سامي”، الشاب المصري الذي واكب أهم المحطات السياسية والاجتماعية بدءًا من أواخر عهد الرئيس الأسبق حسني مبارك، مرورًا بثورة 25 يناير 2011، وانتهاءً بما تلاها من تغيّرات في البنية المجتمعية والسياسية. وتتنقل فصول الكتاب بين اليومي والوجداني، والتاريخي والرمزي، في مزيج يهدف إلى رصد ملامح الوعي الجمعي من منظور فردي.
يُبرز المؤلف في هذا العمل أهمية السلمية كخيار حيوي في مواجهة العنف، ليس فقط بوصفها موقفًا سياسيًا، بل كأسلوب حياة. كما يركّز على تطور الشخصية الرئيسية على المستويين الإنساني والسياسي، ويوثق أثر الأحداث الكبرى على الوعي الفردي، وتحوّلات القيم والانتماءات والآمال.
يمتاز الكتاب بلغة سلسة تمزج بين العامية المصرية عند تناول التفاصيل اليومية، والفصحى عند التطرق إلى القضايا العامة، مما يمنح النص طابعًا قريبًا من القارئ، كما استخدم المؤلف عنصرًا رمزيًا أطلق عليه “ملاك الريح”، يظهر كشخصية موازية ترافق البطل وتعلّق على الأحداث من منظور داخلي وفلسفي.