يمانيون/ تقارير

في تصعيد همجي يعكس النهج العدواني الأمريكي ضد اليمن، استهدفت الطائرات الحربية الأمريكية مؤخرًا منشآت المياه في مديرية المنصورية بمحافظة الحديدة، ضمن سياسة ممنهجة لتدمير البنية التحتية المدنية وإضعاف قدرة اليمنيين على تلبية احتياجاتهم الأساسية.

تسبب القصف بسقوط أربعة شهداء من موظفي المؤسسة وأضرار جسيمة بمرافق مؤسسة المياه، حيث تم تدمير مبنى المؤسسة وجزء كبير من مشروع الإمداد المائي والخزان الرئيسي الذي يغذي آلاف المواطنين في المديرية والمناطق المجاورة.

كما تسببت الغارات، بأضرار واسعة على خطوط الأنابيب وتوقف محطات الضخ والتوليد وتوقف خدمات المياه ضمن هذا المشروع الذي يخدم آلاف الأسر، الأمر الذي يهدد بحدوث كارثة في ظل تزايد الاحتياجات المائية.

ويعد هذا الاستهداف المتعمد جريمة حرب مكتملة الأركان، إذ يتناقض مع القوانين الدولية التي تحظر استهداف المنشآت المدنية، خاصة تلك التي توفر خدمات أساسية للسكان، ووفقا لاتفاقيات جنيف، فإن تدمير البنية التحتية المدنية يعرض مرتكبيها للمساءلة القانونية، كونه يهدد حياة الأبرياء ويعيق حصولهم على الماء، وهو حق أساسي من حقوق الإنسان.

وتنذر هذه الجريمة بتداعيات كارثية على المستوى الإنساني والصحي والبيئي، حيث يؤدي توقف إمدادات المياه إلى انتشار الأمراض، وارتفاع معدلات سوء التغذية، إضافة إلى زيادة معاناة المواطنين الذين يواجهون أصلاً ظروفا معيشية صعبة نتيجة الحصار والعدوان المستمر.

الهجوم لا يقتصر على تدمير منشآت خدمية، بل يعكس استراتيجية إجرامية للعدو الأمريكي، تهدف إلى إنهاك السكان وإخضاعهم عبر تدمير مقومات حياتهم الأساسية، إذ لا يحمل هذا القصف أي أهداف عسكرية، بل هو عمل انتقامي موجه ضد المدنيين، في محاولة لكسر صمودهم وإجبارهم على العيش في ظروف قاسية، تتفاقم يومًا بعد آخر.

ويأتي هذا التصعيد ضمن سلسلة جرائم الحرب التي يرتكبها العدوان الأمريكي بحق الشعب اليمني، حيث أعلنت وزارة الصحة والبيئة عن حصيلة العدوان الأمريكي على اليمن منذ 15 مارس من العام الجاري، حتى الأول من أبريل الحالي، والتي بلغت 200 شهيد ومصاب من المدنيين، منهم 61 شهيدا.

وأوضحت الوزارة أن إجمالي عدد الشهداء منذ بدء عملية إسناد اليمن لغزة حتى الأول من أبريل بلغ 250 شهيدا، فيما بلغ عدد الجرحى 714 مدنيا، ما يعكس حجم الجرائم الوحشية التي تستهدف الأبرياء والبنية التحتية في اليمن.

هذا الإفلاس الأمريكي الذي يفتقر لبنك أهداف حقيقية يكشف مدى انحطاطه واستهدافه العشوائي في محاولة يائسة لإثناء اليمن عن موقفه الداعم والمناصر لغزة، في ظل الخذلان العربي والانبطاح والتطبيع الذي تمارسه بعض الأنظمة العميلة.

ورغم بشاعة هذه الجرائم، يواصل المجتمع الدولي صمته، فيما تواصل الولايات المتحدة قصف المنشآت المدنية دون أي رادع، مما يعكس ازدواجية المعايير التي تتبعها القوى الكبرى في تعاملها مع القضايا الإنسانية، ويكشف مشاريعها الاجرامية في دول المنطقة

استهداف مؤسسة المياه في المنصورية يمثل انتهاكًا صارخًا لحقوق آلاف المواطنين، ومع ذلك، أثبت الشعب اليمني على مدى السنوات الماضية أن مثل هذه الجرائم لن تنال من عزيمته، بل تزيده صلابة وإصرارا على مواجهة التحديات حتى تحقيق النصر.

شاهد الصور:

المصدر: يمانيون

إقرأ أيضاً:

ميسي يكتب صفحة جديدة في التاريخ.. الأرجنتيني يحصد جائزة أفضل لاعب بالدوري الأمريكي للمرة الثانية تواليًا

في ليلة جديدة نُقشت فيها ملامح الأسطورة، أضاف النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي حلقة جديدة إلى سلسلة إنجازاته المذهلة، بعد تتويجه اليوم الثلاثاء بجائزة أفضل لاعب في الدوري الأمريكي لكرة القدم MLS للمرة الثانية في مسيرة لم تتوقف عن تجاوز حدود الممكن. الإنجاز في حد ذاته تاريخي، لكن قيمته تضاعفت لأنه جاء للعام الثاني على التوالي، ليصبح ميسي أول من يحقق هذا الرقم في تاريخ البطولة.

محكمة برازيلية تلزم الفيفا بإعادة النظر في إجراءات سلامة اللاعبين بمونديال 2026

اللاعب الذي بلغ عامه الثامن والثلاثين لا يزال يثبت للجميع أن العمر مجرد رقم لا يملك القدرة على إيقاف موهبته، فقد أنهى موسمًا استثنائيًا قاد خلاله ناديه إنتر ميامي للتتويج بكأس الدوري الأمريكي، في مشهد لم يكن ليحدث لولا تأثيره الفني والذهني الهائل داخل الملعب. ميسي لم يكن مجرد نجم للفريق، بل كان قائده ومصدر الإلهام الأول، والاسم الذي صنع الفارق في كل لحظة حاسمة.

وخلال الموسم العادي للدوري، قدّم البرغوث أرقامًا هي الأقرب إلى الخيال؛ إذ سجل 29 هدفًا كاملة ليعتلي صدارة الهدافين، ولم يكتفِ بذلك بل وزّع 19 تمريرة حاسمة جعلته المحرك الأول لكل لحظة هجومية عاشها إنتر ميامي. 

هذا المزيج بين الحسم التهديفي وصناعة اللعب يفسر سبب التفاف الأصوات حوله وترشيحه المبكر للجائزة قبل حتى إعلانها رسميًا.

لم يعد يُنظر إلى ميسي في الولايات المتحدة كلاعب كبير جاء ليكتفي بفصل أخير هادئ من مسيرته، بل أصبح أحد أعمدة الدوري ورافعة جماهيرية وإعلامية واستثمارية غير مسبوقة. فمنذ انتقاله، قفزت شعبية البطولة، وارتفع مستوى المتابعة، وتضاعفت قيمة البث والعوائد التجارية، حتى إن ملاعب المنافسين باتت تمتلئ قبل أشهر من وصول إنتر ميامي فقط لأنه يحمل رقم 10 في صفوفه.

التتويج الجديد لا يمثل مجرّد لقب فردي يُضاف إلى خزائنه، بل هو امتداد لمسيرة لم تفقد وهجها منذ انطلاقتها في برشلونة قبل أكثر من 20 عامًا. 

تلك المسيرة التي حملت الكرة الذهبية، دوري الأبطال، كأس العالم، كوبا أمريكا، والأرقام التي يصعب حصرها، ها هي اليوم تستمر في أرض جديدة بثوب مختلف وطموح ما زال مشتعلًا كما لو أنه لاعب بعمر العشرين.

ويبدو أن رحلة ميسي في الدوري الأمريكي ما زالت في بدايتها رغم العمر المقارب للأربعين، فوجوده لا يصنع الفارق لميامي فقط، بل يدفع منظومة كاملة نحو التطور لاعبين، مدربين، جماهير وحتى المستثمرين. وكلما ظنّ البعض أن الأسطورة بلغت ذروتها، وها هي تقترب من نهايتها، يفاجئهم ميسي بمحطة جديدة تجعل التاريخ يعيد ترتيب صفحاته من أجله.

مقالات مشابهة

  • مركز الملك سلمان يقدم مساعدات جديدة في اليمن ولبنان وأفغانستان
  • مؤسسة النفط تستعرض الشراكات التي تقيمها مع الشركات الأوروبية وسبل تطويرها
  • مسؤول حكومي: إعلان دولة جديدة في جنوب اليمن غير قابل للتنفيذ
  • اتفاقية تمويل جديدة تعزز آمال إنعاش قطاع التعليم في اليمن
  • خالد حنفي: 500 مليار دولار حجم مشروعات إعادة الإعمار التي تستهدفها مبادرة عربية - يونانية جديدة
  • مركز عين الإنسانية يكشف عن إحصائية جرائم العدوان السعودي الصهيوني الأمريكي على اليمن خلال 3900 يوم
  • 22 ضحية جديدة تنتظر حكماً بالإعدام بتهم مُلفقة.. إرهاب حوثي يبطش باليمنيين
  • ميسي يكتب صفحة جديدة في التاريخ.. الأرجنتيني يحصد جائزة أفضل لاعب بالدوري الأمريكي للمرة الثانية تواليًا
  • معلومات جديدة… هذا ما كشف عن العظام التي عثر عليها في محيط بركة دير سريان
  • BDL يطلق خدمة جديدة