وأوضح في لقاءٍ مع قناة "العالم" أن "العدوان الأمريكي هو تخادُمٌ بين الأمريكي والصهيوني للانتقام من اليمنيين الذين قدّموا نموذجًا لبقية العرب والمسلمين"، مؤكّـدًا: "نستطيع أن نواجه ونصمد ونستهدف من يعادينا".

ولفت إلى أن "اليمنيين قدَّموا نموذجًا بأن أمريكا ليست الشيءَ القوي الذي يستحق أن يخافه بعضُ الحكام العرب"، مبينًا: "يمكننا أن نقتلهم كما يقتلوننا، ويمكن أن نؤلمهم وهذا ذكره الله في كتابه الكريم: 'إِن تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ'".

وقال: "بالنسبة للعدوان على اليمن فإنه يقسم إلى ثلاثة مراحل: بدايةً من محاولة الدخول والسيطرة عبر السفارة الأمريكية، مُرورًا بالعدوان الذي قادته أمريكا ونفذته القوّات السعوديّة والإماراتية، ثم هذا العدوان الجديد والذي هو تدخُّلُ الأمريكي والبريطاني مباشرةً بعد أن فشل سابقًا ولن يؤثر على صمود اليمنيين".

وأشَارَ إلى أن "الأمريكان والصهاينة تورطوا في اليمن؛ لأن فيها قيادةً حكيمة وشجاعة وصمودًا شعبيًّا كبيرًا وسيعلمون أنهم في ورطة حقيقية"، موضحًا أن "العمل السياسي لا ينفع مع العدوّ الصهيوني إلا بعد الردع القوي".

وشدّد على ضرورة نهوض الأُمَّــة العربية والإسلامية، مُشيرًا إلى أن المشكلة تكمن في القيادات العميلة التي تمنعُ التظاهرات والتضامن مع فلسطين، لافتًا إلى أنه يجب أن تبحث الشعوب عن قيادات مؤمنة.

 

وبيّن أنه "في وقت الحرب لا ينفع العمل السياسي، والردع العسكري هو السبيل الوحيد لمواجهة الاحتلال إلى جانب الوحدة والتلاحم بين الشعوب"، قائلًا: "لا ينفع مع العدوّ الصهيوني التوجّـه للعمل السياسي إلا بعد الردع القوي، ونحن في اليمن متمسكون بالمبادرة التي أطلقها رئيس المجلس السياسي مهدي المشاط في بداية هذه الأحداث، أن الحل الوحيد للقضية الفلسطينية هو أن يعود اليهود من حَيثُ أتوا إلى أُورُوبا وأمريكا، ومن كان منهم من اليهود العرب الذين لا يمكن أن يعودوا إلى بلادهم، على أمريكا وبريطانيا أن تحتضنهم وتعطيهم إقامات أَو جنسيات ويذهبوا إليها، هذا هو الحل الوحيد للصراع العربي الفلسطيني".

المصدر: ٢٦ سبتمبر نت

كلمات دلالية: لا ینفع إلى أن

إقرأ أيضاً:

خبراء لـ "الفجر": السودان بين جحيم الحرب وبوادر التحول السياسي

 

وسط استمرار الحرب الأهلية في السودان للعام الثالث على التوالي، تتكثف المعاناة الإنسانية والاقتصادية في مختلف أنحاء البلاد، فيما تلوح في الأفق ملامح تحول سياسي تقوده حكومة تكنوقراط برئاسة الدكتور كامل إدريس.

 

 ويشهد السودان تداخلًا معقدًا بين تفاقم المأساة اليومية للمدنيين، والجهود الجارية لإحداث اختراق في المشهد السياسي.

مجزرة جديدة في مستشفى المجيد

شهدت ولاية غرب كردفان حادثة دموية مأساوية، حيث تعرض مستشفى المجيد لغارة جوية أودت بحياة أكثر من 40 مدنيًا، بينهم أطفال وكوادر طبية. ووفقًا لمنظمة الصحة العالمية، فإن هذه الجريمة تمثل انتهاكًا صارخًا للقانون الإنساني الدولي.

واتهمت قوات الدعم السريع الجيش السوداني بتنفيذ الهجوم، بينما نفى الجيش مسؤوليته، مؤكدًا التزامه بعدم استهداف المنشآت المدنية. وقد أثارت الحادثة إدانات دولية واسعة، ومطالبات بإجراء تحقيق دولي مستقل ومحاسبة المتورطين.

الأمم المتحدة: الوضع الإنساني في السودان كارثي

وصفت لجنة التحقيق التابعة للأمم المتحدة الوضع في السودان بأنه من "أسوأ أزمات حقوق الإنسان في العالم المعاصر"، مشيرة إلى تفشي العنف الجنسي، وعمليات القتل الجماعي، والاختطاف، ونهب المساعدات في ولايات دارفور وكردفان والنيل الأزرق.

ودعت الأمم المتحدة إلى وقف تسليح الأطراف المتحاربة، وفتح ممرات آمنة لوصول المساعدات الإنسانية، مؤكدة أن الحلول السياسية يجب أن تُسبق بوقف فوري لإطلاق النار.

أزمة نزوح تتفاقم

تجاوز عدد النازحين واللاجئين السودانيين حاجز الأربعة ملايين، معظمهم فروا إلى دول الجوار، وخاصة تشاد، التي تشهد بدورها أزمة لوجستية وإنسانية حادة. وتشير تقارير منظمات الإغاثة إلى أن نسبة تمويل الاستجابة الإنسانية لا تتجاوز 14% من المطلوب، مما يهدد بانهيار شامل في البنية المجتمعية.

الذهب يغذي الحرب ويطيل أمد الصراع

أكدت تقارير اقتصادية موثوقة أن أطراف النزاع، ولا سيما القوات المسلحة وقوات الدعم السريع، تستغل تجارة الذهب كمصدر رئيسي لتمويل أنشطتها العسكرية. ويتم تهريب الذهب السوداني إلى الخارج، خصوصًا إلى روسيا والإمارات، في ظل غياب الرقابة وفعالية العقوبات الدولية.

الإمارات تمد يد العون للاجئين السودانيين

أعلنت السلطات الإماراتية تمديد إقامات السودانيين المقيمين على أراضيها، بمن فيهم من انتهت صلاحية جوازات سفرهم، في خطوة وصفت بأنها إنسانية وتضامنية مع الشعب السوداني. وتُعد هذه المبادرة جزءًا من جهود إقليمية واسعة النطاق للتخفيف من معاناة اللاجئين.

حكومة تكنوقراط بقيادة إدريس: بداية المسار السياسي الجديد

في 31 مايو 2025، أدى الدكتور كامل إدريس اليمين الدستورية كرئيس لحكومة انتقالية من التكنوقراط تضم 22 وزيرًا. ومنذ تسلمه المنصب، شرعت الحكومة في إعادة هيكلة الجهاز التنفيذي، وفتحت قنوات للحوار الوطني، مع التزام بالإصلاحات الاقتصادية والعدالة الانتقالية.

وتعهدت الحكومة بتحسين الخدمات الأساسية، وإعادة بناء المؤسسات العامة، وسط ترقب شعبي واسع لإجراءات فورية توقف النزيف الوطني.

خطاب إدريس إيجابي ويدعو للتفاؤل

قال الدكتور صديق تاور، الخبير السياسي والقيادي السوداني، في تصريحات خاصة لـ "الفجر"، إن خطاب رئيس الوزراء الأخير حمل نبرة تصالحية وواقعية، وأشار إلى وجود رغبة حقيقية في تجاوز الانقسامات.

وأضاف تاور لـ "الفجر"، يجب البناء على ما ورد في الخطاب من خلال تسريع تنفيذ خطوات السلام، وتوسيع المشاركة الوطنية لتشمل القوى المدنية والمجتمعات الهشة في جميع الأقاليم".

كما شدد على أن تنفيذ اتفاق جوبا يعد ضرورة ملحة، لكنه بحاجة إلى دفع سياسي حقيقي لتفعيل مساراته الأمنية والتنموية في الشرق والجنوب ومناطق النزاع الأخرى.

وحذر تاور من أن استمرار التدهور الأمني في مناطق مثل جنوب كردفان والنيل الأزرق قد يقوض أية محاولة للسلام، داعيًا إلى خطة شاملة تعالج الأوضاع الأمنية والاقتصادية معًا.

إعادة الإعمار أولوية.. ومصر شريك أساسي

من جانبه، أكد المحلل السياسي السوداني حسام الدين أبو العزائم لـ "الفجر"، أن حكومة إدريس تشكل فرصة نادرة لإعادة صياغة المشهد السياسي السوداني، مشيرًا إلى أن السودان بحاجة إلى وزراء يمتلكون حلولًا غير تقليدية، قادرة على تجاوز آثار الحرب التي خلفتها "ميليشيات آل دقلو".

وأضاف لـ "الفجر" أن مصر مؤهلة لتكون الشريك الاستراتيجي الأهم في عملية إعادة الإعمار، لما تمتلكه من خبرات فنية واسعة وتاريخ من التعاون المثمر مع السودان في مجالات البنية التحتية والزراعة.

وأشار أبو العزائم إلى أن إدريس، بخلفيته الدولية ومكانته الدبلوماسية، قادر على فتح قنوات تعاون مع المجتمع الدولي، واستعادة ثقة المؤسسات العالمية في السودان.

المجتمع المدني: دعم التعليم أولوية وسط الحرب

وفي بيان تلقته "الفجر"، رحبت المجموعة السودانية للدفاع عن الحقوق والحريات بإشارات صدرت عن قائد قوات الدعم السريع بإعادة النظر في الخطاب العدائي تجاه مصر، واعتبرتها تطورًا إيجابيًا يجب دعمه.

وقال رئيس المجموعة، الصادق علي، إن آلاف السودانيين وجدوا في مصر الملاذ الآمن، داعيًا إلى ضرورة الحفاظ على العلاقات التاريخية بين الشعبين.

كما رحّب بالنداء الموجه إلى السلطات التشادية للسماح للطلاب السودانيين بأداء امتحانات الشهادة السودانية، مشددًا على أن قوات الدعم السريع نفسها كانت قد منعت طلابًا من التنقل العام الماضي، ما يحتم ترجمة التصريحات الحالية إلى أفعال ملموسة.

واختتم البيان بدعوة لتحييد ملف التعليم عن الصراع العسكري والسياسي، وضمان حق الطلاب في التعليم الآمن، في ظل الظروف القاسية التي يعيشها آلاف التلاميذ في مناطق النزاع والنزوح.

خلاصة المشهد

السودان يقف اليوم على مفترق طرق حاسم. فبينما تعمّ الفوضى الأمنية والكارثة الإنسانية، تلوح مبادرات سياسية قد تمهّد لإنهاء الحرب، بشرط توافر الإرادة السياسية، والتزام الأطراف المسلحة بوقف القتال، وتحرك دولي فاعل لدعم عملية الانتقال وإعادة الإعمار.

وحكومة الدكتور كامل إدريس، بما تحمله من مقومات تكنوقراطية واستقلالية، قد تكون المنصة المناسبة للانطلاق نحو سودان جديد، متى ما توفرت لها الأدوات الأمنية والدبلوماسية والدعم الشعبي المطلوب.

مقالات مشابهة

  • أحد مهندسي صفقة شاليط: ترامب الوحيد القادر على وقف حرب غزة
  • مسند" تكشف حملات رقمية موجهة من الخارج لتغذية الانقسام السياسي في اليمن 
  • عرض خليجي لـ طاهر محمد طاهر.. وهذا موقف الأهلي من رحيله
  • خبراء لـ "الفجر": السودان بين جحيم الحرب وبوادر التحول السياسي
  • هل يهدم وزير الصحة الأمريكي حصانة اللقاحات في أمريكا والعالم؟.. نخبرك التفاصيل كاملة
  • هل يهدم وزير الصحة الأمريكي حصانة اللقاحات في أمريكا والعالم؟.. نخبرك ما نعرفه
  • نيويورك تايمز: ازدهار المقاهي اليمنية في أمريكا لكن الحرب في اليمن أثرت على عملها؟ (ترجمة خاصة)
  • د. منال إمام تكتب: ترامب علامة فارقة في التاريخ السياسي الأمريكي الحديث
  • قطر.. جملة قالها وزير الخارجية لأشخاص يتحججون بسبب الحرب ويتغيبون عن العمل تشعل تفاعلا
  • خبير استراتيجي: إيران الفائز الأكبر في الحرب.. وإسرائيل الخاسر الوحيد