قال عضو مجلس النواب علي السباعي، إن النفاق لا يزال يتلون ويتشكل، يظهر تارة صريحا، ويختفي تارة تحت النصيحة والشفقة، إلا أنّ أشدّه شناعة وفتكا بقلوب البسطاء من المسلمين هو ذلك الذي يستتر تحت العمائم واللحى، وفق قوله.

أضاف في تدوينة بفيسبوك قائلًا “منذ اليوم الأول للأحداث لم يتوقفوا قط عن سلق الفئة الصابرة بألسنتهم الحداد، فساد مناهج ومرض قلوب، قاتلهم الله أنّى يؤفكون؟”.

المصدر: صحيفة الساعة 24

إقرأ أيضاً:

نتائج باهتة لمنتخبات المراحل السنية بين ضعف المشاركة وتراجع الطموح.. أين الخلل؟

استطلاع - عمر الشيباني

لم تُقدّم منتخباتنا الوطنية للفئات السنية في كرة القدم "الأولمبي والشباب والناشئين" النتائج المأمولة منها في مشاركاتها الأخيرة، مما جعلها في مرمى الانتقاد أمام الوسط الرياضي العُماني، حيث لم يظهر منتخبنا الأولمبي بالأداء المنتظر منه وفشل في الصعود إلى كأس آسيا بحصده 4 نقاط جمعها من تعادل أمام كمبوديا وخسارة أمام العراق وفوز على باكستان، لم يكن كافيًا لبلوغ النهائيات الآسيوية، وذلك في اللقاءات التي لعبها ضمن التصفيات الآسيوية في كمبوديا.

أما منتخب الشباب فربما تكون مشاركته في كأس الخليج التي أُقيمت في المملكة العربية السعودية بمدينة أبها خلال الفترة من 28 أغسطس إلى 10 سبتمبر الماضيين مقبولة نوعًا ما، بعدما تأهل إلى الدور نصف النهائي، إلا أنه خرج أمام المنتخب اليمني الذي خسر النهائي لاحقًا أمام السعودية، بينما لم يتمكن منتخب الناشئين من تسجيل مشاركة جيدة في بطولة كأس الخليج التي أُقيمت في قطر خلال الفترة من 20 سبتمبر الماضي إلى 3 أكتوبر الجاري، وودع المنافسات من دور المجموعات بخسارتين أمام الإمارات وقطر وفوز وحيد أمام اليمن.

وتشهد منتخبات المراحل السنية تراجعًا واضحًا في مستوياتها الفنية ومشاركاتها الإقليمية والدولية، وهو ما وضعها في مرمى الانتقادات من المختصين والمتابعين للشأن الرياضي، وأثار كذلك موجة من المطالبات بإعادة تقييم منظومة الإعداد الفني والتنافسي.

ويرى مراقبون أن المشكلة لا تكمن في اللاعبين فحسب، بل تمتد إلى ضعف التخطيط، وتكرار تغيير الأجهزة الفنية، وغياب المسابقات النوعية التي تصقل مهارات اللاعبين منذ الصغر، فبين ضعف المنافسة المحلية وتذبذب خطط الإعداد وتكرار تغيير الأجهزة الفنية، تبرز الحاجة الملحّة إلى مراجعة شاملة لمنظومة تطوير المواهب والبطولات القاعدية، لضمان بناء جيل قادر على المنافسة وتحقيق الطموحات الوطنية في المستقبل.

وبين خيبة أمل الجماهير وقلق المختصين، تتصاعد الأصوات المطالِبة بوقفة جادة أمام واقع منتخبات الفئات السنية، فالتراجع في النتائج والمشاركات الدولية لم يعد مجرد حدث عابر، بل مؤشر على خلل بنيوي يتطلب مراجعة عاجلة لسياسات الإعداد وطريقة اختيار الكوادر الفنية ومستوى المسابقات المحلية التي تمثل القاعدة الأساسية لتغذية المنتخبات الوطنية بالمواهب الواعدة.

وبلا شك أن تطوير المنتخبات الوطنية لا يبدأ من القمة، بل من الجذور، فاستثمار الجهود في تنشئة جيل رياضي مؤهّل، وتوفير بيئة تنافسية عادلة، واستقرار الكوادر الفنية والإدارية، هو الطريق الأمثل لإعادة هيبة المنتخبات العُمانية في مختلف المراحل السنية. وبين نقد الواقع ورسم الحلول، يبقى الأمل قائمًا في أن تتحول هذه الدعوات إلى خطوات عملية تضع الكرة العُمانية على المسار الصحيح نحو مستقبل أكثر إشراقًا.

ويبقى مستقبل كرة القدم لدينا رهينًا بمدى قدرة الجهات المعنية على إعادة رسم خارطة طريق واضحة لمنتخبات المراحل السنية، تبدأ من المسابقات المحلية وتطوير الكوادر الفنية، وتمر عبر استقرار البرامج التدريبية والتخطيط طويل المدى، فنجاح المنتخبات الأولى يبدأ من القاعدة، ولا يمكن بلوغ القمة دون تأسيس متين يواكب تطورات اللعبة عالميًا ويستثمر في طاقات الشباب العُماني الواعد.

"عُمان" استطلعت آراء عدد من المدربين والمحللين الفنيين للوقوف على أسباب إخفاقات منتخباتنا الوطنية في الفترة الماضية، واضعين جملة من الحلول التي قد تسهم في تصحيح الأوضاع واستعادة عافيتها مجددًا.

محسن درويش: ضرورة تطوير مسابقات الفئات السنية لرفد المنتخبات جيدا

أوضح المدرب الوطني محسن بن درويش البلوشي، أن النتائج الأخيرة التي حققتها منتخبات الفئات السنية من وجهة نظره طبيعية وذلك لضعف وقصر وتأخر الإعداد وعدم وجود تخطيط سليم مسبق وأهداف واضحة، مشيرا إلى أننا نمتلك المواهب والإمكانيات البشرية ولكن لا يوجد بحوزتنا تخطيط جيد لسنوات عديدة ولا أهداف واضحة طويلة المدى وإنما فقط تخطيط قصير وبدون أهداف محددة.

⁠وأضاف: إذا لم يتم تغيير المسابقات وتطويرها في المراحل السنية والبدء من البراعم والأكاديميات فلن نكون قادرين على منافسة المنتخبات الأخرى في جميع البطولات.

وأشار إلى أنه لدينا أجهزة فنية مؤهلة ولكن ظروف الأندية المادية هي من تجبر الأندية على اختيار أجهزة فنية فقط من أجل المشاركة ولكن على مستوى المنتخبات لدينا أفضل الأجهزة الفنية الوطنية وهي بحاجة إلى دعم وإعطائها كل الصلاحيات والثقة، ومن وجهة نظري الخلل أولاً يبدأ من ضعف المسابقات المحلية في جميع المراحل السنية، حيثُ توجد مسابقة واحدة فقط لكل فئة سنّية، هي الدوري، ومعظم لاعبي الأندية يلعبون عددا قليلا من المباريات، ثم يتوقفون لموسم كامل، على عكس الدول الأخرى التي تُنظِّم أكثر من مسابقة كالدوري والكأس، كما أن الموسم الكروي لديهم أطول، وعدد المباريات أكبر.

وتابع البلوشي حديثه: هناك خلل واضح في الأندية لعدم اهتمامها بالمراحل السنية وإعطائها كل الإمكانيات والإعداد المبكر، مبينا أن معظم الأندية هدفها المشاركة فقط لتجنب العقوبات، ومن وجهة نظري المتواضعة من الضروري وجود مسابقات منتظمه للأكاديميات والبراعم وكشافين للمواهب منذ الصغر، كما يجب الاهتمام بالأندية وزيادة الدعم للمراحل السنية.

وأكد على أهمية الإعداد المبكر طويل المدى وليس فقط قبل البطولات بفترة قصيرة يكون هدفها المشاركة فقط وليس المنافسة، كما أنه من المهم احتكاك المنتخبات الوطنية بمنتخبات قوية وعالمية والمشاركة في بطولات قارية ودية قوية قبل خوض البطولات الرسمية.

وختم حديثه: كلمة حق يجب أن تقال في الاتحاد الجديد لكرة القدم أن هناك حراكا كبيرا وجهودا كبيرة تبذل بدعم المسابقات ودعم الأندية ودعم الفئات العمرية وهذا ما يجعلنا متفائلين فيما هو قادم.

هلال العوفي: مستويات متذبذبة لمنتخباتنا.. ويجب تفعيل دور الكشافين

أكد هلال العوفي المدرب الأسبق لمنتخبنا الوطني للناشئين والمحلل الفني، أن مشاركة منتخبنا الأولمبي قد تكون هي الأهم من بين المشاركات الأخيرة لمنتخبات الأولمبي والشباب والناشئين، وذلك نظرًا لأنها تصفيات رسمية مؤهلة إلى كأس آسيا تحت 23 عامًا، وللأسف منتخبنا لم يتمكن من التأهل من هذه التصفيات. أما بالنسبة لمشاركة منتخبي الشباب والناشئين في بطولتي كأس الخليج، فقد تكون مشاركة منتخب الشباب أفضل من حيث النتائج بالوصول إلى نصف نهائي البطولة، بينما لم يتمكن منتخب الناشئين من تخطي دور المجموعات.

وأضاف: هذه الإخفاقات بالطبع لها أسبابها، حيث إنه في المراحل السنية من المهم تطوير مستوى اللاعب، وهناك مطالب كثيرة من المشاركات لجميع منتخبات المراحل السنية وصولًا إلى الفريق الأول.

وعدّد العوفي أسباب ضعف نتائج منتخباتنا في الفترة الأخيرة، مشيرًا إلى أن أبرزها هو ضعف التخطيط المسبق لهذه المشاركات، فعلى سبيل المثال تم الاستعداد للمشاركة في بطولة كأس الخليج للناشئين قبل حوالي 10 أيام من انطلاق البطولة، وكذلك الحال مع المنتخب الأولمبي الذي استعد للمنافسات بما يقارب 5 أشهر، ورغم تحقيق منتخبنا لبطولة غرب آسيا، إلا أن التحضير للتصفيات لم يكن بالشكل المطلوب. كما أن منتخب الشباب لم يستعد جيدًا لبطولة كأس الخليج، حيث جاء إعداد المنتخب للمشاركة في البطولة لمدة لا تتجاوز أسبوعين.

وأشار العوفي إلى أنه من الضروري جدًا وجود طريقة عمل واضحة وتخطيط جيد للمشاركات، كما أن إعداد المنتخبات يجب أن يكون بصورة أفضل سواء من خلال المعسكرات التدريبية أو المباريات الودية، وللأسف هذا الأمر لم يكن موجودًا لدينا، مبينًا أن تخطيطنا دائمًا ما يكون لمدة زمنية بسيطة. وفيما يخص منتخب الناشئين لمواليد 2009 الذي سيشارك في التصفيات الآسيوية في نوفمبر المقبل، يجب أن تكون هناك خطة واضحة لجميع مشاركات منتخبات الفئات السنية، مؤكدًا أن الخطة بعيدة المدى غير موجودة في منتخباتنا الوطنية للفئات السنية.

وتابع حديثه قائلًا: الأمر الآخر يتعلق باللاعب نفسه وبروز اسمه من خلال النادي والأكاديميات الرياضية ومراكز التدريب، حيث إن صناعة اللاعب يجب أن تكون في فئة عمرية صغيرة جدًا، والفرق بين لاعبينا ولاعبي المنتخبات الأخرى هو فارق العمر التدريبي، إذ إن لاعبي منتخبات الفئات السنية لدينا يبدأون من 17 سنة، بينما لاعبو المنتخبات الأخرى يبدأون من سن صغيرة، وهذا مؤشر سلبي لنا.

وأكد أن الأجهزة الفنية في منتخبات الفئات السنية تتغير سريعًا على الرغم من أن بعض المدربين قدموا مستويات جيدة، لافتًا إلى أنه يجب إعطاء المدرب الثقة لكي يتمكن من تقديم أفضل ما لديه.

وأضاف العوفي: المواهب موجودة في سلطنة عُمان سواء في المدارس أو الأندية أو الأكاديميات، وظهرت في الآونة الأخيرة الكثير من المواهب، حيث رأينا عددًا من اللاعبين المميزين في منتخب الناشئين خلال مشاركتهم الأخيرة في بطولة كأس الخليج للناشئين التي أُقيمت في قطر، ولكن ما ينقص هؤلاء اللاعبين هو التخطيط السليم في تطوير مستواهم والمتابعة المستمرة. وعند مشاركة اللاعب في استحقاق ما يتوقف بعد ذلك لفترة طويلة، وهذا ما يؤثر على مستواه.

وأكد أهمية وجود كشافين ذوي إمكانيات عالية لاكتشاف المواهب، ويجب أن يكون هناك مدربون متخصصون لهذه الفئات، وبعد انتقاء المواهب يجب صقلها. مبينًا أن الكفاءات العُمانية في سلك التدريب جيدة ولديها خبرات متراكمة، ولكن عمل المدرب لا يعتمد على جهده فقط، وإنما يجب تثبيت المدرب لفترة طويلة لإيجاد الاستقرار اللازم، كما أن عمل المدرب يرتبط ببرامج الإعداد والمسابقات. ومن غير المعقول أن يتم مطالبة مدرب بتحقيق إنجاز بمنحه تجمعًا قصيرًا قبل أي استحقاق، كما لا يمكن أن نحمّل المدرب وحده مسؤولية الإخفاق، فالمدرب الوطني كلما وجد البيئة المناسبة للتألق فبلا شك سيحقق النجاح، وسبق للمدرب الوطني أن حقق العديد من الإنجازات.

وأشار العوفي إلى أن مستوى منتخباتنا الأولمبي والشباب والناشئين ليست بالسيئة قطعًا، ولكنها متذبذبة بشكل كبير، والمشكلة أنها لا تملك ثباتًا في المستوى وقد تكون فقدت هويتها المعهودة، لافتًا إلى أن منتخباتنا قادرة على استعادة هويتها ولكن هذا ليس بالأمر الهيّن.

وأكد العوفي أنه إذا ما أردنا تصحيح مسار منتخباتنا الوطنية للفئات السنية، فيجب أن يتم تطوير اللاعب في الأندية والأكاديميات وغيرها للوصول إلى المنتخب وهو في أفضل حالاته البدنية والفنية، ويجب وضع برامج متخصصة للفئات العمرية وتكون موجهة للفئات الصغيرة فقط، وضرورة إلزامية التأهيل للمدربين في الأندية، والاحتكاك الدولي بإرسالهم إلى أندية أوروبية. كما يجب أن تكون هناك متابعة مستمرة من قبل الاتحاد العُماني لكرة القدم.

وتابع حديثه قائلًا: مراكز التدريب والأكاديميات يجب أن تكون تحت مظلة الاتحاد العُماني لكرة القدم، وأن يكون هناك مكتب فني يختص بمتابعة الفئات السنية، والمنتخبات الوطنية يجب أن تكون تحت خطة واضحة تبدأ من البراعم وصولًا لما بعد المنتخب الأولمبي، وهنا تكون الخطة واضحة للاعب. ومن الضروري أن تكون الخطة مستمرة لفترة زمنية طويلة، كما أنه بإمكاننا استقطاب كفاءات خارجية بشرط أن تكون بمستوى عالٍ في جميع الجوانب سواء التغذية أو الصحة أو الجوانب البدنية.

وأكد أن المسابقات الحالية للفئات العمرية في الموسم غير كافية، حيث يجب أن تكون هناك بطولات أخرى تعزّز مشاركات اللاعبين، وجلب رعاة لبطولات أخرى للفئات السنية ورفع معدل المباريات، فالدوري لمدة 4 أو 5 أشهر يعد قصيرًا للاعب. ومن المهم دعم الأندية من خلال تطوير المدرب والمتابعة الفنية والدعم اللوجستي، كما أن الرياضة المدرسية غير مفعّلة بصورة جيدة خلال الفترة الماضية، مؤكدًا ضرورة الاهتمام بكل ذلك لتكون سندًا لمواهبنا الناشئة.

ناصر الحجري: لا توجد معايير ثابتة لاختيار الأجهزة الفنية لمنتخباتنا

قال المدرب والمحلل الفني ناصر الحجري: إن أسباب ضعف نتائج منتخباتنا الوطنية للفئات السنية تتمثل في ضعف الإعداد ومدة دوري المراحل السنية قصير جدا، كما أن ضعف مستوى المسابقات لها تأثير مباشر على أداء ونتائج المنتخبات الوطنية، والبنية التحتية للأندية ليست قوية.

وأوضح الحجري، أنه للأسف لا توجد معايير ثابتة لاختيار المدربين، ونتفاجأ بتواجد مدربين على رأس الأجهزة الفنية لمنتخبات الفئات السنية على الرغم من وجود مدربين أفضل منهم على الساحة، مبينا أنه يجب أن تكون هناك معايير واضحة لاختيار مدربي منتخباتنا الوطنية في جميع المراحل وصولا للمنتخب الوطني الأول.

وتابع: لدينا كم كبير من المواهب في مختلف المنتخبات وما ينقصنا هو الإعداد الجيد والتنظيم، كما أكد على ضرورة إلزام الأندية بالمشاركة في مسابقات الاتحاد العماني لكرة القدم وذلك لأن بعض الأندية جمدت نشاطها الكروي، مشددا على أهمية أن يتم منح اللاعبين الفرصة المناسبة للظهور وتقديم أوراق اعتمادهم للمنتخبات.

وأكد الحجري أن منتخباتنا قادرة على التألق وتصحيح المسار في الفترة المقبلة ولكن بشرط أن يتم تطوير مسابقاتنا المحلية وتواجد مشاركات متنوعة، كما أنه من المهم أيضا وجود حوافز مشجعة للاعبين ليقدموا الأفضل في الفترة المقبلة، ويجب إرسال عدد من اللاعبين إلى أندية أوروبية للمعايشة وبالتالي صقل موهبتهم بصورة جيدة وأثر ذلك سيكون إيجابيا على منتخباتنا الوطنية.

فهد العريمي: العمل الضعيف لا يجلب نتائج جيدة!

أوضح المدرب الوطني فهد العريمي أن مشاركات منتخباتنا الوطنية للفئات السنية في الفترة الماضية جاءت متواضعة وغير متوقعة، خاصة بالنسبة للمنتخب الأولمبي، لكن الظروف الصعبة التي عاشها المنتخب خلال المباراة الأولى أمام كمبوديا وخروجه بنتيجة التعادل، نتيجة عدم قدرة اللاعبين على تقديم أدائهم المعتاد في ظل الظروف الاستثنائية في ملعب كان أشبه ببرك مائية، كانت كفيلة بخروج المنتخب متعادلًا، مشيرًا إلى أنه كان من الاستحالة اللعب في مثل هذه الظروف. كما أسهمت الغيابات بسبب استدعاء بعض اللاعبين لمعسكرات المنتخب الأول وإصابة البعض الآخر في خروج المنتخب من التصفيات، مؤكدًا أن منتخبنا الأولمبي لم يكن جاهزًا لانطلاقة التصفيات بما فيه الكفاية.

وأضاف: المواجهة الأولى للمنتخب الأولمبي أمام كمبوديا كانت سببًا مباشرًا في عدم تأهل منتخبنا إلى كأس آسيا التي ستقام في السعودية العام المقبل، أما بالنسبة لمنتخب الشباب فإن فترة إعداده لم تكن بصورة مثالية، والفترة لم تكن كافية، حيث دخل المنتخب بطولة كأس الخليج التي أُقيمت في السعودية بقيادة مساعد المدرب منصور الجابري الذي كان المدرب الفعلي للمنتخب في بطولة كأس الخليج، ورغم النتائج المقبولة التي خرج بها المنتخب من البطولة ووصوله إلى نصف النهائي، إلا أنه لم يتمكن من مواصلة المشوار وانتهت مشاركته في دور الأربعة.

كما أشار إلى أن منتخب الناشئين لم يتم إعداده جيدًا قبل مشاركته في بطولة كأس الخليج التي أُقيمت في قطر، بل جرى إعداد المنتخب في ظرف أيام معدودة وبقيادة فنية من مساعد مدرب المنتخب أحمد بن سالم بيت سعيد، نظرًا لعدم تعيين مدرب للمنتخب، ومن الطبيعي جدًا أن تخرج منتخباتنا بهذه النتائج الضعيفة والمخيبة للآمال.

وأكد العريمي أن المواهب موجودة في سلطنة عُمان، لكن ما ينقصها هو التخطيط الجيد، وعندما تكون لديك مواهب يجب استغلالها الاستغلال الأمثل، وعلى الأقل يكون لها أماكن محددة للتدريب، والأندية هي التي تحتويها، حيث يكون اللاعب في بداية مسيرته الرياضية وهي مرحلة التكوين. مبينًا أن الأندية يجب أن يكون بها مراكز مخصصة للتدريب وصقل المواهب، أما في الوضع الحالي الذي يغيب فيه التخطيط الجيد والبناء الجيد للاعبين وغياب البرامج الأساسية لهم، فإنه من الصعب جدًا الاستمرار بهذا العمل العشوائي.

وتابع حديثه قائلًا: كان من الممكن ظهور منتخباتنا بصورة أفضل نظرًا لوجود لاعبين مجيدين في صفوف منتخبات الفئات السنية، مؤكدًا أنه من المهم وضع خطط واضحة وعمل كبير مدعوم ببرنامج جيد، كما يجب التحضير جيدًا قبل المشاركة في أي استحقاق، أما إذا ما شاركت هذه المنتخبات بدون جاهزية وأجهزة فنية متكاملة، فإنه من المستحيل المنافسة على الألقاب، بل ستدخل منتخباتنا الوطنية بهدف المشاركة فقط. هذا بالإضافة إلى أن اللاعبين بحاجة ماسّة لمعسكرات تدريبية ومتابعة مستمرة ليحققوا النجاح.

وأوضح أنه من المهم جدًا اختيار الأجهزة الفنية المناسبة لهذه الفئات العمرية، وعلى سبيل المثال لا يمكن التعاقد مع جهاز فني لم يسبق له أن درّب لاعبي مراحل سنية، مبينًا أنه يوجد اختلاف كبير بين تدريب المنتخب الأول ومنتخبات الفئات السنية؛ وبالتالي فإن النقطة الأولى هي البحث عن مدرب مراحل سنية لديه خبرة وتجارب في تدريب الفئات الصغيرة ولديه اختصاص في ذلك، سواء أكان هذا المدرب أجنبيًا أم وطنيًا. مشيرًا في الوقت ذاته إلى أننا نمتلك مدربين وطنيين مميزين للمراحل السنية وقادرين على صنع الفارق، لكن من الضروري أن تُوفّر لهم كل سبل النجاح من معسكرات ومباريات ودية وغيرها، ودعمهم ووضع الأهداف والتركيز عليها.

وتابع العريمي حديثه بقوله: إخفاقات منتخباتنا الأولمبي والشباب والناشئين جاءت نتيجة عدم الاهتمام من قبل اتحاد كرة القدم، موضحًا أن اتحاد القدم ترك استحقاقات المنتخبات حتى النفس الأخير الذي سبق مشاركاتها، وبعد ذلك جلب مدربين لقيادة المنتخب في ظرف فترة زمنية قصيرة، وهذا بحد ذاته إخفاق لأن العمل الضعيف لا يجلب لك نتائج جيدة، بل يجب أن يكون العمل مدروسًا بعناية. لافتًا إلى أن التركيز كله منصب على المنتخب الأول وهذا أمر خاطئ، حيث يجب منح كل منتخب حقّه من الاهتمام والمستلزمات التي يريدها ليكون قادرًا على تحقيق أهدافه.

وختم حديثه: الحلول كثيرة لنجاح منتخبات المراحل السنية مستقبلًا، منها وجوب دعم الأندية، حيث من المهم على النادي تخصيص لاعبين لكل فئة عمرية وأن تكون هناك مدارس متخصصة، كما يجب تطوير دوري المراحل السنية لجميع الفئات، وتطويره يتم عبر زيادة عدد مباريات الدوري، فإذا أردت بناء لاعب جيد يصل إلى المنتخب الأول فلا بد أن تبدأ من الأساس ويتم دعم الأندية بكل السبل، كما أنه من الضروري تواجد مدربين متخصصين قادرين على إظهار إمكانيات اللاعبين منذ مرحلة النشء.

سلطان الفليتي: النتائج السلبية جاءت انعكاسا لغياب الخطط والعمل المنظم

أشار سلطان الفليتي المحلل الفني في القناة الرياضية إلى أن النتائج السلبية لمنتخباتنا الوطنية للفئات السنية خلال مشاركاتها المختلفة جاءت طبيعية نظرا لعدم وجود عمل أو مشروع أو إستراتيجية لمنتخبات المراحل السنية سواء الأولمبي أوالشباب أوالناشئين، والنتائج يجب أن نقارنها بالعمل، حيث أنه من خلال العمل تعرف ما إذا كنت قادرا على تقديم نتائج جيدة أم لا، كما يجب أن يكون الشيء ملموسا وواضحا.

وأكد الفليتي أن سلطنة عمان ولادة للمواهب على مستوى عال، وإذا ما تحدثنا عن الموهبة فمعنى ذلك أن لدى هؤلاء اللاعبين إمكانيات فنية عالية ولكن هذه المواهب بحاجة إلى عمل وتخطيط، وهذا التخطيط ليس لمدة يوم أو يومين بل بعمل متكامل سواء قصير المدى أو طويل المدى، والموهبة يجب أن تصقل جيدا، مبينا أن منتخباتنا عندما تشارك في بطولات يظهر معدن اللاعبين وموهبتهم وما ينقصهم سوى المتابعة والاهتمام.

وتابع: بإمكان منتخباتنا المنافسة في مختلف المراحل السنية، إذا ما كان هناك عمل حقيقي ملموس فيما يخص المراحل السنية. فمسابقات الفئات السنية ليست مجرد إقامة مسابقة وحسب، وإنما تُقام من أجل إفراز المواهب الحقيقية، وألّا تكون لمدة شهرين أو ثلاثة أشهر. ومن المهم جدًا وجودُ ربطٍ في العمل، كما يجب إقامة المباريات في وقتٍ مناسبٍ بحيث لا يتعارض مع الجدول الدراسي للاعبين. وكلما كان العمل منظمًا، كانت منتخباتنا قادرةً على مقارعة المنتخبات الأخرى، وتحقيق نتائج إيجابية ومراكز متقدمة.

وأشار الفليتي إلى أنه يوجد لدينا أجهزة فنية للمراحل السنية قادرة على تحقيق النجاح بشرط أن يتم اختيارهم وفق معايير معينة لقيادة منتخباتنا الوطنية وكل ما كان لدينا كفاءة معينة يجب أن يتم الاهتمام بها، والأجهزة الفنية حالها كحال اللاعبين بحاجة إلى اهتمام ومتابعة سواء في مرحلة الإعداد وما قبل الإعداد، وعليه يجب إرسال المدربين للمعايشة في أندية أوروبية، كما يجب أن لا نلقي اللوم في الإخفاق على المدرب بل على العمل فهو بحاجة إلى دورات تدريبية لصقله وبعد ذلك يقود المنتخبات الوطنية لنتائج جيدة.

وأكد الفليتي أنه لا بد من التركيز على الأندية ونحن بحاجة إلى مراكز تدريبية واختيار الكفاءات التي تدير هذا المشروع والأجهزة الفنية التي تطور الفئة العمرية وبعد ذلك قيادة هذه الفئة، مبينا أنه توجد مواهب كثيرة ومرحلة الفئات العمرية في فئتها الأولى هي الأساس في تكوين اللاعب، والمدرب يجب أن يمتلك مهارات عالية جدا في صقل مواهب اللاعبين وليس فقط عمل مركز تدريبي حبر على ورق، ومن المفترض اختيار المدربين وفق معايير واضحة ونتائجه ملموسة، وبالتالي سيكون هناك تنافس كبير في اختيار الأجهزة الفنية للمنتخبات الوطنية، مشيرا إلى أن الأجهزة الفنية يجب أن توجه اللاعبين جيدا وتضع فيهم ثقافة الفوز، ضرورة العمل على المعايشات الخارجية للمواهب واختيار مواهب لكل فئة عمرية يوضع لها برنامج إعدادي جيد وبعدها ستظهر النتائج الجيدة.

مقالات مشابهة