فاطمة عطفة
تعد موسوعة الباحث د. خليفة محمد ثاني الرميثي، التي تحمل عنوان: «الأسماء الجغرافية – ذاكرة أجيال»، دراسة تاريخية وتوثيقية متميزة، وقد ناقشت مؤسسة «بحر الثقافة» هذا الكتاب نظراً لأهميته، حيث أشارت الروائية مريم الغفلي خلال المناقشة إلى «أنه كتاب موسوعي يبحث بعمق تاريخي بليغ أهمية الأماكن وأسماءها القديمة، ويعتبر الكتاب مرجعاً للمكان والجغرافيا في دولة الإمارات، فقد جمع فيه المسميات والأماكن، حيث استعان فيه بمصادر متعددة، إضافة إلى الجمع الشفهي، ويعتبر الكتاب ذاكرة تبقى للأجيال القادمة، كما تستفيد منه الأجيال في الوقت الحالي، خاصة أن كثيراً من الأسماء تغيرت أو اندثرت عبر مرور الزمن.

ويكشف الباحث عن معلومات تاريخية مهمة خلال حقبة زمنية معينة تشمل لغة وعادات اندثرت، كما يبين ملامح تلك الأماكن من وديان وسهول أو جبال، وما ضمت من نبات وحيوان وثروات. وأسماء المواقع القديمة في الإمارات العربية المتحدة تشكل جزءاً من تراثها التاريخي والجغرافي، ومن هويتها الحضارية».

أخبار ذات صلة «أوبك+» تشدد على ضرورة الالتزام بسياسة الإنتاج البرنامج النووي السلمي الإماراتي يرسخ ريادته العالمية

وكل من يقرأ هذا الكتاب لا بد أن يشعر بالجهد العلمي الكبير الذي بذله المؤلف حتى تمكن من جمع وتحقيق كثير من الأسماء الجغرافية، وتناول بالبحث والتدقيق والتوثيق تاريخها وطبيعتها وعلاقتها بالبيئة المحيطة، وما واجه من تحديات، إضافة إلى أنه تناول بالبحث ما جرى على لفظ تلك الأسماء من تغيرات، أو ما طرأ عليها من تحوير في النطق. 
ويتألف الكتاب من مقدمة وسبعة فصول وخاتمة وملاحق. ويكفي أن نشير إلى أن المراجع العربية بلغت نحو مئة مرجع، والمراجع الأجنبية قاربت الستين. وجاء الفصل الأول بعنوان «أهمية أسماء الأمكنة»، ويتناول فيه التعريف بأسماء الأماكن وأهمية التسمية، وكتابة وتشكيل الأسماء، والأسماء بلهجة أهل الإمارات. كما يعرض في هذا الفصل تاريخ جمع الأسماء وتدوينها على الخرائط، وتطور تاريخ جمع الأسماء عبر القرون الأربعة الأخيرة. وفي الفصل الثاني يتناول الأسس والضوابط التي اتبعها في تسمية الأماكن وطرق كتابتها بالعربية لغير الناطقين بها. ويعرض في الفصل الثالث طرق المواصلات القديمة ومسارات القوافل، وما فيها من آبار قديمة وأسمائها.
أما الفصل الرابع، فقد خصصه الباحث د. الرميثي لتاريخ إمارة أبوظبي، مروراً بانهيار صناعة اللؤلؤ وظهور النفط، واستعرض صفحات تاريخ الإمارة المضيء، وعرض بعض الإحصائيات عن السكان، وبداية مشروعات النهضة. وتناول في الفصل الخامس الجزر وأماكن الاستقرار القديمة في إمارة أبوظبي، ابتداء من الجزيرة العاصمة إلى الجزر المهمة المأهولة قديماً حولها. وجاء الفصل السادس مخصصاً لمحاضر ليوا. 
معجم الأسماء
أراد المؤلف د.خليفة الرميثي أن يكون الفصل السابع والأخير على شكل معجم للأسماء الجغرافية في دولة الإمارات، يسرد في آخر هذا المعجم 1195 اسماً شرحاً وتحديداً لمواقعها، وأكثر من 4000 اسم ورد ذكرها من أصل 9800 اسم من الأسماء الأصيلة الموثقة لدى المؤلف.

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: الإمارات اللؤلؤ النفط

إقرأ أيضاً:

د. النجراني ينضم لقائمة كتاب صحيفة Atalayar الإسبانية

انضم الكاتب والصحفي الدكتور حسن النجراني إلى نخبة كُتّاب الرأي في صحيفة Atalayar الإسبانية، الصادرة من العاصمة مدريد منذ عام 2013، والتي تشتهر بخطها التحريري المعتدل في تناول قضايا الشرق الأوسط والمغرب العربي.

واستهل النجراني في مقاله الأول بعنوان: "السعودية من الداخل: لماذا نختلف عن الأوروبيين؟" أن فهم المجتمعات يتطلب النظر إليها من الداخل بعيدًا عن الصور النمطية، مبرزا خصوصية الهوية السعودية المتجذرة في الدين والتقاليد القبلية، ويقارنها بالمجتمعات الأوروبية ذات الطابع الفردي والعلماني. وأشار في ثنايا مقاله إلى أن الإصلاحات في ظل رؤية 2030، وتمكين المرأة، والانفتاح الثقافي، تمت مع الحفاظ على الهوية. ويخلص إلى أن الاختلاف بين الشعوب ثراء، لا عقبة، وأن العالم بحاجة إلى الأصالة لا التقليد.

وقال د. حسن النجراني في تصريحات لصحيفة عاجل إن مراسلة الصحف الاجنبية والكتابة فيها، خصوصًا من قبل كُتّاب الرأي السعوديين بلغات أجنبية، تمثل أداة فاعلة لتعزيز الصورة الذهنية الإيجابية عن السعوديين وإبراز تنوعهم الفكري والثقافي.

وأضاف النجراني أن هذا الحضور يمنح القراء العالميين فرصة للاستماع إلى أصوات سعودية أصيلة تعبّر عن واقع المجتمع من الداخل، بعيدًا عن القوالب النمطية أو التأثير الحكومي المباشر.

كما يسهم ذلك في بناء جسور فهم متبادل، ويعزز مصداقية الرواية السعودية في تناول القضايا المحلية والإقليمية والعالمية، من خلال تقديم وجهات نظر مستنيرة ومبنية على خبرة ومعايشة، مما يرسخ الثقة ويدعم الحوار البنّاء مع الرأي العام الدولي.

ود. حسن النجراني، إعلامي وأكاديمي سعودي، يمتلك مسيرة مهنية تمتد لنحو عقدين في مجال الإعلام، أعقبها ست سنوات من العمل الأكاديمي في قسم الإعلام بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة. بدأ مشواره عام 2006 محررًا في إدارة العلاقات العامة بجامعة طيبة، قبل أن ينضم عام 2007 كمحرر غير متفرغ بصحيفة البلاد، ثم انتقل في العام التالي إلى صحيفة عكاظ – مكتب المدينة المنورة.

في عام 2009 شارك في تأسيس المركز الإعلامي بجامعة طيبة، الذي واصل العمل فيه حتى ابتعاثه عام 2012 لدراسة الماجستير في جامعة سالفورد البريطانية. وخلال فترة إقامته في المملكة المتحدة، عمل مراسلًا لـعكاظ من لندن حتى 2016، وانضم إلى نقابة الصحفيين البريطانيين في مانشستر، كما ترأس نادي الإعلاميين السعوديين في بريطانيا لدورتين متتاليتين (2014-2015).

عقب عودته إلى المملكة، تولى إدارة المركز الإعلامي بجامعة طيبة، إلى جانب مهامه كمتحدث رسمي باسم الجامعة، وإشرافه على مكتب صحيفة عكاظ في منطقة المدينة المنورة كما قدم العديد من الدورات في المجالات الإعلامية المختلفة. وفي عام 2018، التحق كمحاضر بالجامعة الإسلامية، ثم ابتُعث لدراسة اللغة الإسبانية ودرجة الدكتوراه، حيث انضم لنقابة الصحفيين في مدريد، وعمل مراسلًا لـعكاظ من مدريد وروما لاحقًا.

وفي أبريل 2025، نال الدكتوراه ليعود لمواصلة عمله الأكاديمي في الجامعة الإسلامية، مواصلًا مسيرة مهنية تجمع بين الخبرة الميدانية في الصحافة والعمل الأكاديمي المتخصص.

رابط المقال الأول

أخبار السعوديةالدكتور حسن النجرانيصحيفة Atalayar الإسبانيةقد يعجبك أيضاًNo stories found.

مقالات مشابهة

  • الرياضات المائية يحتفي بنجوم السباحة المعتزلين
  • منال الشرقاوي تكتب: التتر السينمائي.. حكاية ما قبل البداية وما بعد النهاية
  • تعليم أسوان يحتفي بـ 51 متفوقاً من أوائل الشهادات الإعدادية والثانوية
  • دير البلح.. ذاكرة المدينة الصغيرة بين إرث الحضارة وتهديد الإبادة.. قراءة في كتاب
  • أكاديمية لافابريكا تدعم ريال مدريد بـ11 لاعبا بالموسم الجديد
  • واذكر في كتاب المقاومة
  • قطاع النقل في الحديدة يحتفي بذكرى المولد النبوي الشريف
  • د. النجراني ينضم لقائمة كتاب صحيفة Atalayar الإسبانية
  • حضور واسع لدور النشر السورية في معرض الكتاب العربي بإسطنبول
  • أوقاف المغاربة في القدس كتاب يعرض تاريخ المغاربة ودورهم في المدينة المقدسة