مقتل وإصابة 26 شخص إثر قصف للدعم السريع على مخيم زمزم
تاريخ النشر: 8th, April 2025 GMT
أدانت شبكة طبية مقتل وإصابة عدد من المواطنين جراء قصف الدعم السريع لمعسكرات النازحين، ووصفته بأنه مشروع قتل جماعي ضد المدنيين.
الفاشر: التغيير
قالت شبكة أطباء السودان- مهنية مستقلة- إن 9 أشخاص بينهم 4 أطفال قتلوا وأصيب 17 آخرون جراء قصف مدفعي متعمد لمعسكر زمزم للنازحين بمدينة الفاشر في ولاية شمال دارفور نفذته قوات الدعم السريع.
وتشهد ولاية شمال دارفور، خاصةً الفاشر، مواجهات عنيفة منذ أكثر من عام بين الجيش السوداني والقوات المشتركة المساندة له وبين قوات الدعم السريع التي تحاول السيطرة على عاصمة الولاية بعد اجتياحها لبقية ولايات الإقليم الأربع الأخرى في وقت سابق.
وأدانت شبكة أطباء السودان في بيان اليوم الاثنين، ما أسمته القتل الجماعي الذي تمارسه الدعم السريع ضد المدنيين بمعسكرات النازحين ومواقع تجمعات المدنيين بمدينة الفاشر بولاية شمال دارفور جراء عمليات القصف المتعمد وإحكام الحصار عليهم ووقف كافة المداخل لإدخال المساعدات الإنسانية للمدينة.
واعتبرت الشبكة أن ما يحدث هو مشروع إبادة جماعية ضد المدنيين بمنع الغذاء والدواء للوصول إلى مدينة الفاشر، وممارسة القتل عبر القصف المدفعي والمسيرات، وحرمان المواطنين من ممارسة حياتهم الطبيعية، والتنكيل بالقرى التي تقع تحت سيطرة الدعم السريع وتهجير أهلها.
ودعت الشبكة المنظمات الدولية الإقليمية لكسر الحصار على المدنيبن وإدخال المساعدات الإنسانية عبر شريان حياة لإنقاذ أكثر من 250 ألف طفل يعانون جراء هذه الأفعال الإجرامية التي تمارسها الدعم السريع بولاية شمال دارفور.
ويواجه سكان عشرات القرى المترامية الواقعة غربي مدينة الفاشر، ومخيم زمزم للنازحين أوضاعًا إنسانية مأساوية بعد هجمات عنيفة شنتها قوات الدعم السريع حولت تلك المناطق إلى ركام، محيلة حياة المواطنين فيها إلى جحيم لا يطاق.
وتعد الفاشر، آخر معقل رئيسي للجيش السوداني في الإقليم، حيث صمدت أمام محاولات الدعم السريع للسيطرة عليها منذ اندلاع النزاع في أبريل 2023م.
وتسببت الاشتباكات العنيفة والقصف العشوائي في سقوط مئات الضحايا، وتدهور الوضع الإنساني في المدينة التي تستضيف أعدادًا كبيرة من النازحين.
ورغم إعلان القوات المسلحة عن تحقيق انتصارات في الدفاع عن الفاشر، إلا أن استخدام الدعم السريع للطائرات المسيّرة والمدفعية الثقيلة زاد من معاناة المدنيين.
الوسومالدعم السريع السودان الفاشر القصف العشوائي القصف المدفعي القوات المسلحة دارفور شبكة أطباء السودان معسكر زمزمالمصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: الدعم السريع السودان الفاشر القصف العشوائي القصف المدفعي القوات المسلحة دارفور شبكة أطباء السودان معسكر زمزم الدعم السریع شمال دارفور
إقرأ أيضاً:
“المحقق” تكشف التفاصيل سر الخلافات داخل حركة تحرير السودان: هل يعود مناوي أم ينضم للدعم السريع
تباينات مستمرة داخل الحركات المسلحة السودانية، منها مايتم السيطرة عليه، ومنها مايؤدي إلى انقسامات داخل هذه الحركات وانشطارها إلى مجموعات صغيرة تشترك في العنوان، والنتيجة عدد كبير من الحركات أصلها حركتين فقط في دارفور وهما حركة العدل والمساواة وحركة تحرير السودان.
تصاعد الخلافات
مؤخرا شهدت حركة تحرير السودان بقيادة مني أركو مناوي خلافات داخل الحركة وأعلنت مجموعة منها عن اتخاذ إجراءات لعزل رئيس الحركة مني أركو مناوي، إلى جانب الدعوة لعقد مؤتمر عام للحركة في غضون ستين يومًا، في خطوة تعكس تصاعد الخلافات الداخلية وتباين الرؤى حول مسار الحركة السياسي والعسكري.
وجاء الإعلان خلال مؤتمر صحفي عقدته المجموعة الخميس الماضي في العاصمة الأوغندية كمبالا، حيث أكدت أنها شرعت في الترتيبات اللازمة لعقد المؤتمر العام، مطالبة بإقالة مناوي من منصبه، وموجهة له اتهامات ببيع دماء شهداء الحركة والنازحين، والانخراط في تحالفات مع الإسلاميين.
وشارك في المؤتمر الصحفي عدد من القيادات البارزة داخل الحركة، من بينهم مساعد الرئيس للشؤون القانونية محمود كورينا، والمستشار السياسي لرئيس الحركة متوكل محمد موسى، ومسؤول مكاتب الحركة في دول الاتحاد الأوروبي عصام الحاج، إلى جانب الأمين السياسي للحركة الفاضل التجاني، ومدير مكتب رئيس الحركة عصام كتر، ما يعكس حجم الانقسام داخل الصف القيادي.
وجاءت هذه التطورات بعد إصدار مناوي قرارًا بإعفاء مساعده للشؤون القانونية محمد محمود كورينا، ومساعده للشؤون المالية آدم النور محمد من مهامهما، إلى جانب تعليق عضويتهما في الحركة وفتح تحقيق داخلي بشأنهما، في خطوة اعتبرها مراقبون محاولة لاحتواء التمرد الداخلي.
سفر مناوي
وبجانب هذه الخلافات في الحركة، أثارت مغادرة مناوي للبلاد تكهنات حول نيته مقابلة قادة من مليشيا الدعم السريع وائتلاف “صمود”، وذلك بعد تصريحاته التي قال فيها انه لا يمانع في الجلوس مع الدعم السريع لأنهم سودانيين، اضافة إلى حديثه عن جمود في آداء الجيش في فك الحصار عن الفاشر، ما أعطى انطباعا بأن مناوي إما يفكر في الذهاب للمليشيا، وإما يساوم ويضغط على القوات المسلحة، فالى أي مدى يمكن أن تحدث هذه الخلافات في الحركة انقساما جديدا، وهل يمكن لمناوي الذي أوقف حياده في بداية الحرب بانضمامه للجيش، أن يعدل عن هذا الموقف بانضمام جديد للدعم السريع.
لايوجد انقسام
من جانبه نفى الناطق الرسمي لحركة جيش تحرير السودان الصادق علي النور وجود أي انقسام داخل حركته.
وقال النور لـ”المحقق” ليس هناك أي انقسام داخل الحركة، مبينا أن فصل رئيس الحركة مني أركو مناوي لعدد من القيادات الداخلية سيتم الإعلان عن تفاصيله بعد انتهاء لجنة التحقيق من إجراءاتها، مؤكدا أن مناوي في مأمورية رسمية خارج البلاد، وأنه سوف يعود بعد انتهاء مهمته، نافيا ماتردد عن خروج مناوي للقاء قيادات من مليشيا الدعم السريع وصمود.
رصد وبتر
كما أكد مساعد رئيس الحركة وزير المعادن السابق محمد بشير أبونمو أنه لايوجد انقسام داخل الحركة. وقال أبونمو لـ “المحقق” إن هذه المجموعة هم أعضاء من الحركة متماهين مع مليشيا الدعم السريع منذ فترة، مضيفا رصدناهم، فقاموا “يفرفروا” فقمنا ببترهم، موضحا أن مناوى وصل إلى القاهرة ومكث بها يومين، وأنه واصل رحلته لأوروبا لزيارة أسرته.
مجرد اشخاص
من جهته كشف القيادي البارز ومسؤول ملف الشرق الأوسط بالحركة صالح منصور أن المجموعة التي أعلنت إقالة مناوي بـ “كمبالا” هم من أقرباء قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو “حميدتي”، ورئيس تجمع قوى تحرير السودان الطاهر حجر.
وقال منصور لـ”المحقق” كنا نريد أن نحافظ على هذه المجموعة، لكن في النهاية تم فصلهم، مؤكدا أنهم مجرد أشخاص وليس لديهم مقدرة لإحداث انشقاق في الحركة التي تبلغ عضويتها 20 ألفا، موضحا أن مناوي في زيارة خاصة لأسرته في ألمانيا وأنه يدخلها عبر فرنسا التي يلتقي بخارجيتها لمناقشة الأوضاع بالسودان، وقال إن مناوي سيعود إلى البلاد في غضون أسبوعين أو ثلاثة على الأكثر.
لن يفعلها
وحول ماتردد عن نية مناوي الانضمام إلى مليشيا الدعم السريع قال منصور هذا “حديث فارغ وعار عن الصحة تماما “، مؤكداً أن رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان حتى وإن عاد للدعم السريع، مناوي لن يفعلها، مبينا أن مناوي عرضت عليه ملايين الدولارات من الداعم الإقليمي للمليشيا بواسطة الرئيس التشادي محمد إدريس ديبي ولكنه رفض ذلك، وقال حاول حميدتي وشقيقه عبد الرحيم التواصل معه كثيرا، مضيفا لو كان مناوي يبحث عن أموال لما تحالف مع القوات المسلحة والحكومة، وأن مايأخذه من الحكومة لجيشه الذي يحتاج لأمور لوجستية وأسلحة وذخيرة لايقارن بما يعرض عليه من الطرف الآخر، مؤكدا أن كل مايتردد حول هذا الأمر مجرد مزايدات سياسية، وأن مناوي أخر شخص يذهب للدعم السريع.
ترتيب المشهد
بدوره رأى الخبير الأمني والاستراتيجي اللواء أمين اسماعيل مجذوب أن الخلافات الأخيرة في حركة تحرير السودان تختص بالتوجهات نحو الحرب الحالية.
وقال مجذوب لـ “المحقق” إن مناوي أصبح يتحدث عن اتصال بمليشيا الدعم السريع، وعن وجود ثلاث دول وثلاث حكومات في السودان، مضيفا أن هناك مجموعة من داخل حركته ينتمون إلى قبائل دارفور المختلفة، ويرون أن هذا التوجه لايخدم القضية الخاصة بهم، ولذلك حدث الانشقاق الأول ثم الثاني وربما يكون هناك ثالث، لافتا إلى أن ذلك يؤثر على السودان بشكل عام، وأنه يفشل ماتم الإتفاق عليه في إتفاقية جوبا للسلام، وقال إن الأمر يحتاج إلى إعادة ترتيب المشهد السياسي مع حركات دارفور مرة أخرى، مشيرا أن حركة مناوي تحصلت على مقاعد سياسية كوزارات ووكلاء وزارات وبعض المواقع التنفيذية بناءا على هذه الإتفاقية، وقال إن انشقاق ثلاث مجموعات يعني أن كل مجموعة ستطالب بمواقع سياسية وتنفيذية وأن هذا يعقد عمل الحكومة.
مكاسب جديدة
وأكد مجذوب أن هذه الانشقاقات ستؤثر على دارفور تأثيرا كبيرا ومباشرا، وقال من ناحية الاتفاق على “المانفستو” تم الخلاف عليه والانشقاق، وبالتالي هذه الحركات أصبحت غير ذات تأثير على قضية دارفور، مضيفا والأخطر في ذلك هو انضمام مناوي للطرف الآخر، فاذا انضم للدعم السريع سيؤثر تأثير كبير على مستقبله، وسوف يؤثر على أزمة دارفور وسيكون على حساب الفاشر أكبر حواضن الزغاوة، موضحا أن ذلك سيحدث انشقاقا في الكتلة الحيوية لسكان دارفور، وقال إن الحكومة الجديدة ستكون مشلولة -إذا حدثت هذه الإنشقاقات-، وإنها ستدخل الأزمة في نفق جديد، مؤكدا أن هذا أمر خطير، ورأى أن مناوي إذا ذهب للدعم السريع ستكون قفزة في الظلام، وقال إن مناوي يحاول الضغط على القيادة العسكرية والسياسية للحصول على مكاسب جديدة، مضيفا يفعل ذلك بألا يغادر وألا يشترك في القتال ويبقى في الخرطوم ويتمتع بكل الامتيازات، وتابع أن هذا أمر مرفوض سواء كان من الشعب السوداني أو حتى من الحركات المسلحة التي وقعت معه إتفاق جوبا، معربا عن عن أمله في أن يعي الجميع خطورة الموقف والوضع العسكري والسياسي والإجتماعي والإنساني لإنسان دارفور وأن يتحدوا لإنهاء هذه الحرب وإنقاذ السودان.
القاهرة – المحقق – صباح موسى
إنضم لقناة النيلين على واتساب