أسر سودانية تلاحق مصير أبنائها بسجون الدعم السريع
تاريخ النشر: 7th, April 2025 GMT
يعاني الأسرى السودانيون، سواء كانوا مدنيين أو عسكريين، من ظروف مأساوية في مراكز الاحتجاز التابعة لقوات الدعم السريع، وسط تقارير عن حالات اختفاء قسري ووفيات ناجمة عن الأوضاع غير الإنسانية.
تأتي هذه المعاناة في ظل التطورات العسكرية الأخيرة، حيث تمكن الجيش السوداني من استعادة السيطرة على أجزاء واسعة من العاصمة الخرطوم، بما في ذلك منطقة جبل أولياء الواقعة جنوب المدينة.
وتداول ناشطون وجنود في الجيش السوداني مقاطع فيديو أظهرت الأسرى المحرَّرين في حالة جسدية ونفسية سيئة، مما يدلّ على المعاملة القاسية التي تعرضوا لها أثناء الاحتجاز.
وتشير شهادات من مصادر محلية إلى العثور على جثث داخل بعض مراكز الاحتجاز، في مشهد يعكس حجم الانتهاكات.
ووفقًا لما أوردته وسائل إعلام محلية، احتجزت قوات الدعم السريع مئات الأشخاص في ظروف وُصفت بـ"المزرية" بمناطق مثل الرياض وسوبا داخل الخرطوم منذ اندلاع الحرب في 15 أبريل/نيسان 2023.
وشملت قائمة المعتقلين جنودًا متقاعدين، مدرسين، أطباء، وأئمة مساجد، تعرضوا للتعذيب والحرمان من الغذاء والرعاية الصحية، مما أدى إلى وفاة العديد منهم.
وأفادت تقارير بأن قوات الدعم السريع قامت بنقل الأسرى من سجن سوبا ومراكز احتجاز أخرى إلى منطقة جبل أولياء، في إطار خطة لترحيلهم إلى أم درمان، ثم إلى إقليم دارفور غربي السودان. غير أن هذه الخطة لم تُنفَّذ بسبب التقدم العسكري السريع الذي أحرزه الجيش السوداني على الأرض.
إعلانفي الوقت ذاته، تتواصل معاناة عائلات المختفين قسرًا، حيث تستمر جهود الأسر السودانية للعثور على ذويها الذين لم يُعثر عليهم حتى الآن. لجأ الأهالي إلى إنشاء صفحات على وسائل التواصل الاجتماعي لنشر صور وأسماء المفقودين، على أمل الحصول على أي معلومات تفيد بمصيرهم، سواء كانوا أحياءً أو موتى.
اسري جبل اولياء من مدنيين وعسكريين الذين كانت تعتقلهم مليشيا الدعم السريع بمدرسة بمحلية جبل اولياء ؛ استشهد عدد منهم في الأسر
لهم الرحمه والمغفرة وربنا يلطف ببقية الأسري ويستعيدو عافيتهم ويتم الاهتمام بهم.
وعقبال تحرير كل الأسري في سجون المليشيا
الخميس 27 مارس 2025م
27 رمضان… pic.twitter.com/100UHoR3v5
— طــــه ود حنـــان (@6a7a_hussein) March 27, 2025
في تقرير صادر عن المفوض السامي للأمم المتحدة لحقوق الإنسان، وُجهت اتهامات لكل من قوات الدعم السريع والقوات المسلحة السودانية بممارسة الاعتقال التعسفي وسوء معاملة المعتقلين في الخرطوم، خلال الفترة الممتدة من أبريل/نيسان 2023 وحتى يونيو/حزيران 2024.
وأشار التقرير إلى أن عشرات الآلاف من الأشخاص، بمن فيهم النساء والأطفال، احتُجزوا دون توجيه تهم لهم، مع انعدام أي اتصال بذويهم.
وفقًا لشهادات أدلى بها مُعتقلون سابقون، تعرضوا لضرب مبرح ومتكرر في ظروف احتجاز قاسية تفتقر إلى التهوية وخدمات الصرف الصحي، وسط نقص حاد في الطعام والماء. كما أكدوا وفاة عدد كبير من المحتجزين بسبب غياب الرعاية الطبية في تلك المراكز. اللافت أن هذه الانتهاكات لم تقتصر على قوات الدعم السريع، بل سُجلت أيضًا في مراكز احتجاز تابعة للقوات المسلحة السودانية.
مفقود MISSING#ريتويت
امنه محمد يعقوب عبد السيد
68 سنه
تغيبت يوم 28 نوفمبر 2024 من فيصل الهرم #الجيزه
خرجت مشوار في منطقه الطوابق #الجيزه ومرجعتش
برجاء ممن يراها الاتصال ب
01124400895
01111189993 pic.twitter.com/erAtD704oB
— ????????بت سميرة ♰ (@NourNouh_Sudan) March 27, 2025
إعلانالمصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات قوات الدعم السریع
إقرأ أيضاً:
الحكومة الكينية تنفي تورطها في تسليح الدعم السريع
نفت الحكومة الكينية بشكل قاطع الاتهامات التي تشير إلى تورطها في توريد أسلحة إلى قوات الدعم السريع في السودان. ورفضت الحكومة ما وصفته بالادعاءات التي وردت في تحقيق حديث بثّته قناة "إن تي في"، والذي كشف عن العثور على صناديق ذخيرة تحمل علامات كينية في مستودع أسلحة تابع لقوات الدعم السريع بالقرب من العاصمة السودانية الخرطوم.
وأكد المتحدث باسم الحكومة الكينية، إسحاق مورا، في بيان رسمي، أن مشاركة كينيا في السودان تقتصر على تقديم المساعدات الإنسانية ودعم جهود السلام.
وقال مورا خلال مؤتمر صحفي "دور كينيا في عملية السلام عبر الهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية (إيغاد) هو الدور الوحيد الذي نضطلع به. وأي ادعاء بخلاف ذلك لا يعدو أن يكون مجرد تكهنات. ولا علاقة لنا بهذه الادعاءات المتداولة".
وفيما يتعلّق بالتحقيق الذي أجرته القناة بالتعاون مع منصة "بيلينغكات"، والذي تضمن صورا لصناديق ذخيرة تحمل علامات كينية عُثر عليها في مستودع تابع لقوات الدعم السريع، نفت وزارة الدفاع الكينية أي صلة لها بتلك الأسلحة.
وأوضحت الوزارة أنها لم تتمكن من التعرّف على الصناديق أو النقوش الظاهرة عليها، مؤكدة أن الأسلحة التي تتعامل معها هي محلية الصنع فقط.
ولم توضح الوزارة ما إذا كانت كينيا قد استوردت أو صدّرت أو حولت أسلحة يمكن أن تفسر وجود تلك الصناديق في السودان.
يُذكر أن الحكومة السودانية كانت قد قررت، في 14 مارس/آذار الماضي، تعليق جميع وارداتها من كينيا، وذلك ردا على قرار كينيا استضافة أفراد من قوات الدعم السريع في نيروبي.
وأعلنت الحكومة السودانية تعليق جميع الواردات من كينيا عبر المنافذ البرية والجوية والبحرية "حتى إشعار آخر"، مشيرة إلى أن القرار يهدف إلى حماية المصالح والأمن القومي السوداني.
ورغم هذه التوترات، شدد مورا على موقف كينيا الحيادي في النزاع، مؤكدا استعداد بلاده لاستضافة مفاوضات سلام بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.
إعلانكما أعاد التأكيد على التزام كينيا بدعم جهود السلام في السودان، داعيا إلى إقامة إطار موحد للسلام يشمل الاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة، على غرار النموذج الذي تم تطبيقه في جنوب السودان.