أوضحت دار الإفتاء المصرية أن قراءة سورة الفاتحة أثناء الركوع أو السجود يتوقف على نية القارئ.

 فإن كانت النية هي تلاوة القرآن، فإن ذلك يُكره، استنادًا لحديث النبي محمد -صلى الله عليه وسلم-: "ألا وإني نُهيت أن أقرأ القرآن راكعًا أو ساجدًا، فأما الركوع فعظموا فيه الرب، وأما السجود فاجتهدوا في الدعاء، فَقَمِنٌ أن يُستجاب لكم".

وأضافت الدار، في ردها على سؤال حول حكم قراءة الفاتحة في الركوع أو السجود بقصد الدعاء، أن قراءة الفاتحة بهذه النية لا تُكره، لأنها حينها تُعد من باب الدعاء والثناء على الله، وليس تلاوة للقرآن.

هل يجوز تكرار الفاتحة مرتين في الركعة الواحدة.. دار الإفتاء توضحهل الأيام البيض هي الست من شوال؟ دار الإفتاء تجيبحكم من أكل أو شرب ناسيا في صيام النفل.. دار الإفتاء تجيبهل يشترط الترتيب في قضاء الصلاة الفائتة؟ دار الإفتاء توضح آراء الفقهاء

وقد أوردت الدار ما جاء في كتاب "تحفة المحتاج في شرح المنهاج" للإمام ابن حجر الهيتمي الشافعي: "تُكره القراءة في غير القيام للنهي عنها"، كما علّق العلامة الشرواني على ذلك بقوله: "الزركشي ذكر أن الكراهة تكون فقط إذا قصد بها القارئ القرآن، أما إذا قصد الدعاء والثناء فحكمها كمن قنت بآية من القرآن، فلا تكون مكروهة".

ويتضح من ذلك أن النية هي الفيصل في الحكم، فإذا كانت القراءة بقصد الدعاء، فلا كراهة فيها، أما إن كانت بنية تلاوة القرآن، فتُعد مكروهة في الركوع والسجود.

دعاء الركوع مأثور عن النبي 

قالت دار الإفتاء إن الدعاء في الركوع مستحب، فعَنْ عَائِشَةَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا- أَنَّهَا قَالَتْ: "كَانَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يُكْثِرُ أَنْ يَقُولَ فِي رُكُوعِهِ وَسُجُودِهِ: سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ رَبَّنَا وَبِحَمْدِكَ، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي" أخرجه البخاري في صحيحه.

وأوضحت الإفتاء فى فتوى لها، أن الخطيب الشربيني ذكر في كتابه "مغني المحتاج إلى معرفة معاني ألفاظ المنهاج" (1/ 366): «وَيُسْتَحَبُّ الدُّعَاءُ فِي الرُّكُوعِ؛ لِأَنَّهُ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- «كَانَ يُكْثِرُ أَنْ يَقُولَ فِي رُكُوعِهِ وَسُجُودِهِ: سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ رَبَّنَا وَبِحَمْدِكَ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي».

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: قراءة الفاتحة السجود أو الركوع دار الإفتاء المزيد دار الإفتاء

إقرأ أيضاً:

هل يجوز سجود الشكر دون وضوء وفي غير اتجاه القبلة؟ .. دار الإفتاء تجيب

ورد إلى دار الإفتاء المصرية سؤال عبر صفحتها الرسمية على موقع فيسبوك، مفاده: "هل يصح أداء سجدة الشكر من غير وضوء؟".

وأجابت قائلة: هناك آراء فقهية معتبرة تجيز ذلك، وإن كان من الأفضل للمسلم أن يكون على طهارة، مستقبلاً القبلة عند أداء سجدة الشكر.

وفي هذا السياق، بيّن الدكتور مجدي عاشور، المستشار السابق لمفتي الجمهورية، أن سجدة الشكر مشروعة عند تحقق نعمة أو اندفاع بلاء، وهي ليست بدعة كما يظن البعض، بل هي وسيلة للتعبير عن الامتنان لله- تعالى- على فضله وإنعامه.

دار الإفتاء أكدت في فتوى سابقة جواز السجود للشكر دون طهارة، استنادًا إلى مذهب المالكية وعدد من العلماء الآخرين، وأوضحت أن الأفضلية تظل في أن يكون المسلم متوضئًا، متوجهًا إلى القبلة، وينوي السجود ويكبر ثم يهوي ساجدًا، ويختم بالسَّلام.

الفتوى أشارت إلى أن من فاجأته نعمة أو خبر سار، وتعذر عليه الوضوء أو الاستعداد الكامل للصلاة، فلا حرج عليه أن يسجد لله شكرًا على حاله، حتى لو لم يكن على طهارة أو لم يتوجه إلى القبلة، مستندة إلى آراء من أجاز ذلك من العلماء.

هل يجوز سجود المرأة على حجابها في الصلاة؟.. أمين الإفتاء يوضحما حكم سجود التلاوة بغير وضوء؟.. أمين الفتوى يجيب

ومن الأمثلة العملية على ذلك، ما ورد في سؤال أحد لاعبي كرة القدم، حيث أوضح أنه يسجد شكرًا عند إحراز هدف خلال المباراة، وقد لا يكون متوضئًا في تلك اللحظة، متسائلًا عن مدى مشروعية هذا السجود. فجاءت الإجابة بأن هذا الفعل جائز ما دام نابعا من الشكر لله على نعمة أو دفع ضرر.

دار الإفتاء استشهدت في فتواها بآيات من القرآن الكريم تحث على الشكر، منها قوله- تعالى-: {فاذكروني أذكركم واشكروا لي ولا تكفرون} [البقرة: 152]، وأيضًا: {ما يفعل الله بعذابكم إن شكرتم وآمنتم} [النساء: 147]، و{لَئِن شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ} [إبراهيم: 7].

شروط سجدة الشكر

فيما يتعلق بشروط سجدة الشكر، أوضحت دار الإفتاء أن هناك من يشترط لها ما يُشترط لصلاة النوافل، من طهارة وستر للعورة واستقبال للقبلة، على اعتبار أنها سجود لله يقصد به التقرب، وله تكبير وسلام، مما يجعله أشبه بالصلاة.

غير أن هناك رأيًا آخر – ذكرته الدار – يذهب إلى عدم اشتراط هذه الأمور، استنادًا إلى فعل الصحابة رضوان الله عليهم، الذين كانوا يسجدون للشكر فور سماعهم خبرا مفرحا، دون أن يُروى أن النبي ﷺ أمرهم بالوضوء أو استقبال القبلة.

كما فرّق العلماء بين سجود الشكر والصلاة من حيث الأحكام، فالقراءة والركوع غير موجودين في سجود الشكر، كما أنه لا يشترط فيه المصافة، ويجوز للمنفرد أن يسجد خلف إمام يقرأ، وهو ما لا يتفق مع أحكام الصلاة.

وخَلُصَت دار الإفتاء في فتواها إلى أن جمهور العلماء يُوجبون الطهارة لسجدة الشكر، في حين يذهب جمع من الفقهاء المعتبرين إلى عدم اشتراطها، ما يمنح المسلم سعة في الأمر، لا سيما إذا باغتته النعمة أو زال عنه البلاء فجأة.

طباعة شارك دار الإفتاء سجدة الشكر القبلة سجود الشكر اتجاه القبلة الطهارة

مقالات مشابهة

  • هل يجوز أداء سنة الظهر 4 ركعات متصلة؟.. الإفتاء توضح الأفضل
  • حكم قراءة سورة يس بنية قضاء الحاجة وتيسير الأمور.. الإفتاء توضح
  • الوقت المستحب لقراءة سورة الكهف يوم الجمعة.. الإفتاء توضح
  • حكم تخصيص وقت بالليل لقراءة القرآن دون النهار
  • ما الحكمة من اختصاص الرجال بالأذان دون النساء؟.. الإفتاء توضح
  • هل يجوز للعائد من الحج ترك صلاة الجماعة عدة أيام للراحة
  • هل يجوز سجود الشكر دون وضوء وفي غير اتجاه القبلة؟ .. دار الإفتاء تجيب
  • صيغة دعاء صلاة الحاجة الصحيح.. دار الإفتاء توضح الكلمات المستجابة
  • هل الوضوء شرط لاستجابة الدعاء ؟.. دار الإفتاء ترد
  • هل يجوز احتساب الأضحية من مال الزكاة؟.. الإفتاء توضح