الأردن والولايات المتحدة: شراكة تتصدع تحت ضربات ترامب.
تاريخ النشر: 8th, April 2025 GMT
#الأردن و #الولايات_المتحدة: #شراكة_تتصدع تحت ضربات ترامب. – د. #منذر_الحوارات
لطالما شكّلت العلاقات الأردنية – الأمريكية واحدة من أكثر العلاقات رسوخاً واستقراراً في الشرق الأوسط، فقد امتدت لأكثر من سبعة عقود وتجاوزت حدود السياسة إلى شراكة استراتيجية متعددة الأوجه، شملت التعاون الاقتصادي والعسكري والأمني، واحتلت المملكة المرتبة الثانية بعد إسرائيل في تلقي المساعدات الأمريكية، مما عزز من مكانة هذه العلاقة في الحسابات الاستراتيجية للأردن.
وحتى وقت قريب، كانت هذه العلاقة توصف بالثابتة والمستدامة، خاصة بعد توقيع مذكرة تفاهم ضمنت للأردن مساعدات بقيمة 10 مليارات دولار على مدى خمس سنوات، هذا الدعم كان ركيزة أساسية في السياسات الاقتصادية والاجتماعية، بل والسياسية للمملكة.
لكن هذا الاستقرار بدأ يتعرض لهزات متكررة، خاصة مع عودة الرئيس دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، بعد فوزه بولاية ثانية، فالمخاوف الأردنية التي ظهرت خلال ولايته الأولى لم تكن في محلها فقط، بل جاءت ولايته الثانية لتترجم تلك المخاوف إلى سياسات مباشرة تؤثر بشكل كبير على المصالح الأردنية.
مقالات ذات صلة وصفة المعشر 2: الاستقرار والازدهار 2025/04/08خلال ولايته الأولى، تبنى ترامب مواقف منحازة تماماً لإسرائيل، ومناهضة للفلسطينيين والأردن، تمثلت في الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، وتشريع المستوطنات، وطرح أفكاراً تتعلق بتهجير الفلسطينيين إلى الأردن ومصر، وهي مواقف أثارت قلقاً عميقاً في الأردن بشأن مستقبل القضية الفلسطينية وتأثيرها على الأمن الوطني الأردني.
ومع عودته إلى الحكم، تركزت أغلب المخاوف على الجانب السياسي ولم يخطر ببال أحد أن الاقتصاد سيكون واحد من أخطر أدوات ترامب، لم يخفف ترامب من حدة سياساته، بل سرّع من وتيرة الضغط على الحلفاء التقليديين قبل الخصوم، والأردن واحد من هؤلاء، فكانت البداية عندما طرح فكرة تهجير الغزيين إلى الأردن ومصر، وفيما بعد تعليق جزء كبير من المساعدات الاقتصادية الأمريكية والتي بلغت 1.5مليار دولار، وكان وقف عمل الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (USAID) انتكاسة كبيرة، حيث ألحق هذا القرار ضرراً مباشراً بما لا يقل عن 9,000 موظف أردني، إلى جانب آلاف الأسر المستفيدة من تلك البرامج.
وفي سياق حرب التعرفات الجمركية أو ما عُرف بتحرير أمريكا، نالنا نصيب لا بأس فية من هذه الرسوم بنسبة 20% على السلع الأردنية، ما هدد قدرة الأردن التصديرية وضرب أحد أهم منافذه الاقتصادية، هذه الخطوات ليست مجرد تغير في سياسات الدعم، بل تعكس تحولاً في فلسفة الشراكة ذاتها، وتحول الحليف الأكبر إلى شريك غير موثوق في سلوكه السياسي والاقتصادي.
المؤلم في المشهد أن الأردن، رغم هذه الطعنات، ما زال يتحمل أعباء اللاجئين الناتجين عن حروب ساهمت السياسات الأمريكية في إشعالها، ولا يزال ملتزماً بدوره الإنساني والإقليمي، ورغم حرمانه من التبادل الاقتصادي مع سوريا ولبنان وخسارته لمليارات الدولارات التي كان بأمس الحاجة إليها، بفعل قانون “قيصر” الأمريكي، لم يتراجع عن شراكته الاستراتيجية مع واشنطن.
لكن المرحلة الراهنة تفرض طرح سؤال جدي: كيف ستتعامل دولة اعتادت الاعتماد على المساعدات الخارجية في موازناتها مع واقع متغير، قد تصبح فيه هذه المساعدات غير مضمونة أو مشروطة بتنازلات سياسية مؤلمة؟
الحل يبدأ من الداخل، عبر الانفتاح السياسي وتوسيع المشاركة، بما يخلق بيئة مرنة قادرة على امتصاص الصدمات، يرافق ذلك توجه سياسي – اقتصادي جريء نحو واشنطن يقوده فريق محترف، قادر على استثمار أوراق القوة الأردنية والمساومة على أساس المصالح المتبادلة.
لكن الأهم من ذلك كله، هو إعادة بناء الذهنية التي تحكم الاقتصاد الأردني، والانتقال من نمط قائم على المنح والقروض إلى اقتصاد يحاول الاعتماد على ذاته مبتدئاً بالخروج من حالة الرفاهية المزيفة التي أغرق نفسه فيها، وأعتمدت على القروض والمساعدات فهذه تساعد الدول على تجاوز الأزمات، لكنها لا تبني أوطاناً ولا تصنع مستقبلاً آمناً.
قد تكون قرارات ترامب، رغم قسوتها، هي الفرصة التي تدفعنا إلى التحرر من وهم الشراكات والتحالفات الأبدية، والانطلاق نحو نموذج اقتصادي جديد أكثر صلابة واستقلالية، لا يعتمد على المساعدات الخارجية للبقاء، والعطاءات الداخلية للاستقرار، فلكليهما عواقب وخيمة لا تضمن لا البقاء ولا الاستقرار، بالطبع كل ذلك صعب جداً لكنه ليس مستحلاً ابداً.
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: الأردن الولايات المتحدة
إقرأ أيضاً:
بزشكيان: إيران لا تسعى للسلاح النووي وسنحمي حقوقنا المشروعة
أكدت إيران مجددًا أنها لا تسعى لتطوير سلاح نووي، وشددت على دفاعها عن "حقوقها المشروعة"، مع بدء سريان وقف إطلاق النار بعد 12 يومًا من التصعيد مع إسرائيل والضربات الأمريكية على منشآتها النووية. اعلان
جدد الرئيس الإيراني، مسعود بزشكيان، في اتصال هاتفي مع الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، موقف بلاده الرافض لتطوير أسلحة نووية، مؤكداً أن إيران "لم تسعَ يوماً لحيازة سلاح نووي ولا تسعى لذلك".
وقال بزشكيان إن إيران "تسعى فقط وراء حقوقها المشروعة"، وذلك في إشارة إلى برنامجها النووي الذي تقول طهران إنه سلمي.
جاء هذا التصريح بعد بدء سريان اتفاق لوقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل، إثر حرب استمرت 12 يوماً، وتخللتها ضربات إسرائيلية وأميركية استهدفت منشآت نووية إيرانية.
Relatedمشاورات على رماد المنشآت: هل لا تزال هناك إمكانية للتفاوض على البرنامج النووي الإيراني؟ما بعد وقف إطلاق النار: أي دروس تستخلصها إيران من المواجهة مع إسرائيل؟منعه من شن ضربات على إيران.. ماذا حصل في الاتصال بين ترامب ونتنياهو؟اتهامات متبادلة ورفض للضغوطواتهم بزشكيان إسرائيل والولايات المتحدة بأنهما "لا يمكنهما فرض تطلعات غير مشروعة بالقوة"، داعياً المجتمع الدولي إلى نقل هذه الرسالة بشكل واضح إلى الإدارة الأميركية.
وأكد أن طهران مستعدة "لحل القضايا العالقة في إطار دولي ومن خلال طاولة التفاوض"، مشيراً إلى أنها لم تغلق باب الحوار.
خلفية الحرب: ضربات واغتيالاتبدأت الحرب قبل نحو أسبوعين بتوجيه إسرائيل ضربات جوية ضد منشآت نووية إيرانية، بالإضافة إلى اغتيال علماء نوويين وكبار القادة العسكريين الإيرانيين.
وفي يوم الأحد الماضي، شنت الولايات المتحدة ضربات غير مسبوقة استهدفت مواقع نووية إيرانية في فوردو وأصفهان ونطنز.
وكان من المقرر أن يلتقي ممثلون من إيران والدول الغربية، بما فيها الولايات المتحدة، قبل يومين من تلك الضربات، ضمن مباحثات حول البرنامج النووي الإيراني.
وشكلت قضية تخصيب اليورانيوم نقطة خلاف رئيسية في المباحثات الجارية، إذ تعتبرها إيران حقاً "غير قابل للتفاوض"، بينما رأت فيه واشنطن "خطاً أحمر".
انتقل إلى اختصارات الوصولشارك هذا المقالمحادثة