قاضيان فرنسيان يزوران بيروت قريبا في إطار تحقيقات انفجار المرفأ
تاريخ النشر: 9th, April 2025 GMT
بيروت - يتوجّه وفد قضائي فرنسي إلى لبنان نهاية الشهر الجاري للقاء المحقق العدلي في انفجار مرفأ بيروت القاضي طارق البيطار ومسؤولين قضائيين، بحسب ما أفاد مصدر قضائي لبناني وكالة فرانس برس الثلاثاء 8ابريل2025.
وأوضح المصدر أن "قاضيين من دائرة التحقيق في باريس سيحضران إلى بيروت في الأسبوع الأخير من الشهر الحالي، ومعهما تقرير مفصّل بالمعطيات التي توصّل إليها التحقيق الفرنسي الذي انطلق بعد أيام قليلة من وقوع الانفجار" في الرابع من آب/اغسطس 2020.
أسفر الانفجار حينذاك عن مقتل أكثر من 220 شخصا، بينهم ثلاثة فرنسيين، وإصابة أكثر من 6500 بجروح.
استأنف البيطار في 16 كانون الثاني/يناير إجراءاته القضائية بالادّعاء على عشرة موظفين، بينهم سبعة مسؤولين عسكريين وأمنيين، وحدّد مواعيد لاستجوابهم.
ومنذ البداية، عزت السلطات اللبنانية الانفجار إلى تخزين كميات ضخمة من نيترات الأمونيوم داخل العنبر الرقم 12 في المرفأ من دون إجراءات وقاية، واندلاع حريق لم تُعرف أسبابه.
وتبيّن لاحقا أنّ مسؤولين على مستويات عدّة كانوا على دراية بمخاطر تخزين هذه المادة الخطرة ولم يحرّكوا ساكنا.
وقال المصدر القضائي الثلاثاء إن القاضيين الفرنسيين "سيسلمان المحقق العدلي اللبناني تقريرا مفصّلا بنتائج التحقيق الفرنسي"، الذي "سيكون منفصلا عن التحقيق اللبناني".
وكشف المصدر أن لبنان تلقى طلبات استفسار في الأيام الأخيرة من ألمانيا وهولندا وأستراليا وهي دول سقط لها ضحايا في الانفجار "لمعرفة آخر مستجدات التحقيق" والمدة التي سيستغرقها وموعد صدور القرار الاتهامي.
وفي السنوات الأخيرة، غرق التحقيق القضائي بشأن الانفجار في متاهات السياسة، إذ قاد حزب الله حينها حملة للمطالبة بتنحّي البيطار، ثم في فوضى قضائية بعدما حاصرت المحقّق العدلي عشرات الدعاوى لكفّ يده.
وجاء استئناف البيطار لعمله مطلع العام بعيد انتخاب جوزاف عون رئيسا للجمهورية ثم تكليف نواف سلام تشكيل حكومة، على وقع تغيّر موازين القوى السياسية في لبنان، بعدما تراجع نفوذ حزب الله في الداخل إثر مواجهته الاخيرة مع اسرائيل.
وتعهّد رئيسا الجمهورية والحكومة في أولى خطاباتهما العمل على تكريس "استقلالية القضاء" ومنع التدخّل في عمله، في بلد تسوده ثقافة الإفلات من العقاب.
ومن المقرر أن يعقد البيطار جلسة تحقيق الجمعة لاستجواب المدير العام السابق للأمن العام عباس إبراهيم، المعروف بعلاقته الجيدة بالقوى السياسية وخصوصا حزب الله. كما سيتم في الجلسة ذاتها استجواب المدير العام السابق لأمن الدولة طوني صليبا.
المصدر: شبكة الأمة برس
إقرأ أيضاً:
تواصل عمليات البحث بعد انفجار مدمر في مصنع متفجرات بولاية تينيسي الأمريكية
تجري السلطات الأمريكية تحقيقا موسعا في انفجار ضخم دمّر مصنعاً للمتفجرات في ولاية تينيسي، وأسفر عن سقوط عدد من القتلى والمفقودين، وسط مخاوف من أن يكون 18 شخصاً في عداد المفقودين، وفق ما أفادت به الشرطة المحلية ووسائل إعلام أمريكية.
وقدمت السلطات في ولاية تينيسي، السبت، تحديثا جديدا حول عمليات البحث المستمرة عن المفقودين عقب الانفجار الذي دمّر مصنعاً للمتفجرات في مقاطعة همفريز.
وقال أحد المسؤولين خلال بث صحفي إن فرق الإنقاذ "لم تعثر على أي ناجين حتى الآن"، واصفا الحادث بأنه "خسارة كبيرة لمجتمعاتنا".
انفجار في مصنع عسكري أمريكي كان مشاركًا في مساعدة أوكرانيا
▪️ وقع انفجار هائل في منشأة شركة Accurate Energetic Systems بالقرب من مدينة باكسنورت، ولاية تينيسي. كان المصنع ينتج المتفجرات، ألغام M18A1 Claymore، مفجرات لـ C-4 وأجزاء أخرى من الأسلحة التي تم توريدها أيضًا إلى… pic.twitter.com/3oUcYg7oiS — مدفعجي (@madfajy) October 10, 2025
وقال كريس ديفيس، قائد شرطة مقاطعة همفريز، إن الانفجار وقع صباح الجمعة داخل شركة "أكيوريت إنرجيتيك سيستمز" ، المتخصصة في تصنيع المتفجرات والذخائر العسكرية، والتي تزود الجيش الأمريكي وتجري أبحاثا في هذا المجال.
وأكد أن الانفجار كان "مدمرا للغاية"، مشيراً إلى أن المبنى "سُوي بالأرض بالكامل"، وأن "بعض الأشخاص لقوا حتفهم بينما ما زال آخرون في عداد المفقودين".
وأوضح ديفيس أن الحطام تناثر على مساحة لا تقل عن 800 متر، وشعر السكان بالانفجار على بُعد أكثر من 24 كيلومترا، مضيفا أن موقع الحادث آمن حاليا وأن مكتب الكحول والتبغ والأسلحة النارية والمتفجرات ومكتب التحقيقات الفيدرالي يشاركان في التحقيق لتحديد سبب الانفجار الذي لم يُعرف بعد.
وأظهرت لقطات جوية بثتها قنوات محلية، الموقع المحترق أعلى التل، وقد تحوّل إلى كتلة من المعدن الملتوي وهياكل سيارات محترقة، وسط تصاعد الدخان الكثيف.
ووصف ديفيس المشهد بأنه "من أسوأ الحوادث التي رآها في حياته"، داعيا المجتمع إلى التضامن مع عائلات الضحايا والمفقودين.
ووفقا لموقع الشركة الإلكتروني، تمتد منشآتها على مساحة تتجاوز 1300 فدان في منطقة باكسنورت، على بعد نحو 97 كيلومترا جنوب غرب مدينة ناشفيل، وتضم ثمانية مبان تعمل في تصنيع المتفجرات والذخيرة.
ونقلت شبكة "BBC" عن غراي كولير، المتحدثة باسم فريق إدارة الطوارئ في مقاطعة همفريز، أن التحقيق في الحادث "عملية مشتركة" بين مقاطعتي همفريز وهيكمان، مشيرة إلى أن العائلات تنتظر في المكاتب الرسمية "للاطمئنان على أحبائها"، مؤكدة أن "جميع الوكالات المحلية والفيدرالية" تشارك في عمليات الإنقاذ والتحقيق.
من جانبه، قال عمدة مقاطعة هيكمان، جيم بيتس، لشبكة "CNN"، إن الانفجار وقع على بعد ساعة تقريباً جنوب ناشفيل، مضيفاً أن "خدمات الطوارئ متواجدة في الموقع وتعمل على معالجة الوضع"، بينما أشار إلى أن السبب "لا يزال غير معروف".
وأفادت تقارير إعلامية محلية بأن الانفجار وقع قبيل الساعة الرابعة مساء بتوقيت غرينتش، وأنه تم نقل أربعة إلى خمسة مصابين إلى مستشفيات قريبة لتلقي العلاج من إصابات طفيفة.
بدورها، أكدت كيسي ستاب، مديرة العلاقات الإعلامية في مستشفى "تريستار هيلث" بمدينة ديكسون، أن ثلاثة مصابين تلقوا العلاج وغادروا المستشفى لاحقاً.
وذكر ديفيس أن المصنع كان في حالة تشغيل وقت وقوع الانفجار، وأن الشركة "تركّز حاليا على موظفيها وعائلاتهم"، مشيرا إلى أن التحقيقات قد تستمر أياماً.
وبحسب موقع الشركة، فقد حصلت "أكيوريت إنرجيتيك سيستمز" خلال العقدين الماضيين على عقود اتحادية بقيمة تقارب 100 مليون دولار لتوريد أنواع مختلفة من المتفجرات، بينها مادة "C4" شديدة الانفجار، التي تُستخدم في الصناعات العسكرية وتتمتع بقدرة تدميرية تعادل خمسة أضعاف مادة "تي إن تي".
ويُذكر أن الموقع ذاته شهد عام 2014 انفجاراً في وحدة أخرى تابعة لشركة ذخيرة مختلفة أسفر عن مقتل شخص وإصابة ثلاثة آخرين. كما فرضت وزارة العمل الأمريكية عام 2019 غرامات على إحدى الشركات العاملة في المجال نفسه لانتهاكها سياسات السلامة المتعلقة بالمواد الكيميائية.
وقال جون ديفيتو، العميل الخاص في مكتب الكحول والتبغ والأسلحة النارية، إن المنشآت العسكرية للمتفجرات في الولايات المتحدة تخضع "لرقابة صارمة وبروتوكولات سلامة فيدرالية ومحلية دقيقة"، مضيفاً أن "الأخطاء واردة رغم كل الاحتياطات".
وتُعد شركة "أكيوريت إنرجيتيك سيستمز" من أبرز الموردين في مجال الطاقة والدفاع والهدم الصناعي، وتخدم قطاعات متعددة في الولايات المتحدة، بينها وزارة الدفاع الأمريكية والجيش والبحرية.