فرانكو باريزي.. صخرة دفاع صنع مجد ميلان وإيطاليا
تاريخ النشر: 14th, October 2025 GMT
يُعتبر فرانكو باريزي أحد أعظم المدافعين في تاريخ كرة القدم الإيطالية والعالمية، ورمزًا للقيادة والانضباط والولاء، فقد صنع لنفسه مكانة خالدة في ذاكرة الجماهير، ليس فقط بفضل مهاراته الدفاعية الفذة، بل بفضل شخصيته القيادية وروحه القتالية التي ألهمت أجيالا كاملة من اللاعبين.
ويتجلى إرث باريزي في دفاعه الرشيق والذكي ودوره كمنظم دفاعي والتزامه مدى الحياة مع ناد واحد، هو "ميلان" الذي حجب قميصه رقم 6 كعرفان لذلك.
وُلد باريزي في 8 مايو/أيار 1960 في بلدة ترافاجلياتو شمالي إيطاليا، ونشأ شغوفا بكرة القدم رغم رفض إنتر ميلان له في بداياته، قبل أن يجد فرصته الحقيقية في أكاديمية ميلان وهو في 14 من عمره.
وشارك لأول مرة مع الفريق الأول عام 1977 بعمر 17 عاما فقط، وسرعان ما أثبت أنه مختلف عن غيره بقدرته على قراءة اللعب وتمركزه المثالي في الخط الخلفي.
وقضى باريزي كامل مسيرته الاحترافية مع ميلان، مما يعكس ولاءه النادر في عالم كرة القدم الحديثة، فهو لم يترك الفريق حتى في أصعب فتراته عندما هبط إلى الدرجة الثانية، بل بقي قائده ودرعه الواقية حتى عودته إلى القمة.
في عام 1982 تولى شارة القيادة بعمر 22 عامًا فقط، ليقود عملية النهوض الكبرى التي حولت ميلان من نادٍ متعثر إلى قوة أوروبية لا تُقهر.
بلغت مسيرة باريزي ذروتها تحت قيادة المدرب أريغو ساكي في أواخر الثمانينيات عندما قدّم ميلان كرة قدم حديثة قائمة على الضغط الجماعي والدفاع المتقدم، وكان باريزي قلب هذا النظام النابض بتنظيمه وخبرته وتمركزه المثالي.
وقاد الفريق لتحقيق إنجازات تاريخية، أبرزها التتويج بكأس أوروبا (دوري أبطال أوروبا) 3 مرات، بينها مرتان متتاليتان عامي 1989 و1990، وحقق أيضا 6 ألقاب في الدوري الإيطالي و3 ألقاب بكأس السوبر الأوروبي في فترة وُصفت بأنها "الحقبة الذهبية لميلان".
إعلانعلى الصعيد الدولي، كان باريزي عامود الدفاع الإيطالي لسنوات طويلة، إذ شارك في 3 نسخ من كأس العالم، وقدم أداء استثنائيا في نسخة 1994 رغم إصابته الخطيرة.
كما شكل باريزي جزءا من تشكيلة إيطاليا التي فازت بكأس العالم عام 1982، وقاد المنتخب إلى نهائي عام 1994، قبل أن ينتهى المطاف بالخسارة بركلات الترجيح أمام البرازيل.
لم يكن باريزي مجرد مدافع، بل قائدا بالفطرة وقدرته على تحفيز زملائه واحتوائهم داخل الملعب وخارجه، وكان قدوة حقيقية لنجوم الجيل اللاحق مثل باولو مالديني، وعندما اعتزل عام 1997 قرر ميلان حجب الرقم 6 تكريما لإرثه الكبير، وهي لفتة لا تُمنح إلا للعظماء الذين يصنعون التاريخ.
وبعد اعتزاله، ظل باريزي مرتبطا بميلان من خلال العمل في أكاديمية النادي وسفيرا رسميًا له، كما شارك في مبادرات خيرية لدعم الأطفال والتعليم من خلال الرياضة، وبقي اسمه مرادفًا للولاء والانضباط والاحتراف ورمزًا لروح الدفاع الإيطالي التي لا تنكسر.
The day Franco Baresi retired from football ???? pic.twitter.com/SKSnBdpfRL
— 90s Football (@90sfootball) September 2, 2025
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: غوث حريات دراسات
إقرأ أيضاً:
ميلان يراقب وضع جو جوميز مع ليفربول تمهيدًا لضمه في الشتاء
كشفت تقارير صحفية إيطالية، اليوم الأحد، أن نادي ميلان لا يزال يحتفظ باهتمامه بضم مدافع ليفربول جو جوميز خلال فترة الانتقالات الشتوية المقبلة، في ظل حاجته لتعزيز خط الدفاع عقب إصابة مدافعه الإيطالي الشاب جيوفاني ليوني.
وذكرت صحيفة كورييري ديلو سبورت أن مستقبل الصفقة سيتوقف على رؤية المدير الفني الجديد لليفربول، آرني سلوت، وخطته لتعويض غياب ليوني، الذي سيغيب لفترة طويلة بعد إصابته بقطع في الرباط الصليبي خلال مباراة كأس الرابطة أمام ساوثهامبتون في سبتمبر الماضي.
ويعاني جو جوميز من قلة المشاركات هذا الموسم، إذ لعب 29 دقيقة فقط كبديل في الدوري الإنجليزي الممتاز، بالإضافة إلى مباراة كاملة في كأس الرابطة، ولم يظهر حتى الآن في دوري أبطال أوروبا.
وترى الصحيفة أن رغبة جوميز في الحصول على دقائق لعب منتظمة مع الفريق الأول قد تفتح الباب أمام ميلان لتقديم عرض رسمي خلال يناير المقبل، خاصة إذا لم يحظَ اللاعب بدور أكبر في خطط سلوت خلال الأسابيع المقبلة.
ويُعد جوميز خيارًا جذابًا لميلان، لما يتمتع به من خبرة على المستوى الأوروبي وقدرته على اللعب في أكثر من مركز دفاعي، بينما يمثل غياب ليوني ضربة موجعة للفريق الإيطالي، في وقت يسعى فيه للثبات على خط دفاع قوي لمنافسات النصف الثاني من الموسم.