9 أبريل، 2025

بغداد/المسلة:  بين كل مفصل انتخابي وآخر، يعود الحديث عن وحدة الصف الكردي إلى الواجهة، ليس كترف سياسي، بل كضرورة وجودية. فالانقسام الذي نخر جسد التحالف الكردستاني خلال السنوات الأخيرة، أفرز تراجعات استراتيجية في بغداد، وأفقد الكرد كثيرًا من مكاسبهم التفاوضية والتشريعية.
لكنّ ما يجري اليوم في أربيل والسليمانية، يتجاوز حدود الانتخابات المقبلة، ليمتد إلى لعبة النفوذ في العراق، التي لا تنفصل عن تصاعد المواجهة الباردة بين واشنطن وطهران.

الصراع لم يعد حول عدد المقاعد أو تمثيل كركوك، بل حول هوية الإقليم في معادلة الشرق الأوسط: هل تبقى كردستان ورقة في يد إيران عبر جناحها القريب منها، أم تصير حليفًا غربيًا موحدًا يرفع الكفة الأمريكية؟
من هنا، لم تكن الاجتماعات الأخيرة بين الاتحاد الوطني والديمقراطي الكردستاني شأناً كردياً محضًا. بل جاءت وسط إشارات أمريكية مشجعة، وترحيب ضمني من قوى الإطار التنسيقي، التي تسعى بدورها لاستباق سيناريو الانسداد السياسي.

وكشفت مصادر كردية عن قرب إعلان “التحالف الكردستاني الموحد” لخوض الانتخابات البرلمانية العراقية المقبلة، وذلك بعد سلسلة لقاءات وصفت بـ”الإيجابية” بين قادة الاتحاد الوطني والديمقراطي الكردستانيين.

الطرفان أكدا، في تصريحات متزامنة، أن عودة التحالف هي رد فعل على التحديات الإقليمية، والقرارات المركزية التي اعتبروها مجحفة بحق الإقليم، أبرزها إيقاف تصدير النفط، وحل برلمان كردستان، وتوطين رواتب الموظفين.

عضو الحزب الديمقراطي، ريبين سلام، أشار إلى أن “المواطن الكردي بات يضغط باتجاه الوحدة”، مشيرًا إلى أن “التحالف الجديد لن يضم المعارضة في هذه المرحلة، بسبب مواقفها السلبية من حكومة الإقليم”.
من جهته، اعتبر القيادي في الاتحاد الوطني حسن آلي أن “تشتت القرار الكردي أضرّ بنا في كركوك وديالى ونينوى”، مشددًا على ضرورة الذهاب إلى بغداد بفريق موحّد.

وتقول أوساط سياسية إن واشنطن تضغط بهدوء لإحياء هذا التحالف، في محاولة لتحجيم النفوذ الإيراني، خصوصًا بعد أن لعب الاتحاد الوطني دورًا محورياً في إفشال “التحالف الثلاثي” المدعوم أمريكيًا خلال الدورة الماضية.

 

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author Admin

See author's posts

المصدر: المسلة

كلمات دلالية: الاتحاد الوطنی

إقرأ أيضاً:

واشنطن: القوات الصينية تتدرب لغزو تايوان

31 مايو، 2025

بغداد/المسلة: حذر وزير الدفاع الأميركي بيت هيغسيث، السبت، من أن القوات العسكرية الصينية “تتدرب على المهمة الحقيقية” بينما تستعد لغزو محتمل لتايوان.

وقال هيغسيث خلال منتدى شانغريلا الأمني في سنغافورة: “من المعروف أن شي أمر جيشه بأن يكون قادرا على غزو تايوان بحلول عام 2027، وجيش التحرير الشعبي يقوم ببناء القوات العسكرية للقيام بذلك ويتدرب من أجل ذلك يوميا على المهمة الحقيقية”.

وحض هيغسيث حلفاء واشنطن الآسيويين على تعزيز إنفاقهم العسكري بسرعة في مواجهة التهديد الصيني.

وحذّر وزير الدفاع الأميركي من أن الصين “تستعد بوضوح وثقة لاستخدام القوة العسكرية لتغيير ميزان القوى في منطقة المحيطين الهندي والهادي”.

وقال هيغسيث خلال منتدى شانغريلا للأمن والحوار في سنغافورة: “التهديد الذي تشكله الصين حقيقي وقد يكون وشيكا”، مضيفا أن بكين “تأمل في الهيمنة والسيطرة” على آسيا.

وأوضح هيغسيث أن الولايات المتحدة “عادت” إلى منطقة المحيطين الهندي والهادي، مؤكدا أننا “هنا لنبقى”.

وذكر وزير الدفاع الأميركي خلال كلمته: “أميركا فخورة بعودتها إلى منطقة المحيطين الهندي والهادي، ونحن هنا لنبقى”، واصفا المنطقة بأنها “المسرح ذو الأولوية” بالنسبة لبلاده.

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author moh moh

See author's posts

مقالات مشابهة

  • الرئيس اللبناني في بغداد لتعزيز العلاقات
  • في قبضة الرواتب.. والمعارضة الكردية تتهم أربيل بتجويع الموظفين
  •  ملف الرواتب على طاولة الحل الدستوري.. وبغداد تشترط الالتزام بالموازنة والمحكمة
  • التحالف الوطني يشكّل غرفة عمليات عاجلة لمتابعة عاصفة الإسكندرية
  • بارزاني والسوداني بين السطور.. الرواتب تكتب فصلاً جديداً من الصراع
  • واشنطن: القوات الصينية تتدرب لغزو تايوان
  • التمرد المالي الكردي يعيد شبح الانهيار السياسي في العراق
  • المجلس الوطني الكوردي: نطالب بحقوق الكورد ضمن وحدة سوريا
  • بغداد تدخل نادي المدن الذكية: الأمانة تتبنى رقمنة المعاملات لخدمة المواطن
  • مديونية العراق تتجاوز 130 مليار دولار وعجز يهدد الرواتب