تضع مصر نصب عينيها تحقيق طفرة صناعية شاملة، وتسعى جاهدة لتحويل شعار «صنع في مصر» إلى واقع ملموس، وفي هذا الإطار، تشهد صناعة الهواتف المحمولة تحولاً كبيراً، حيث يتم تنفيذ استراتيجيات طموحة لتعزيز التصنيع المحلي، وتقليل الاعتماد على الاستيراد.

وعلى الرغم من أن الهواتف المهربة كانت تشكل نسبة كبيرة من السوق، إلا أن الدولة تمكنت من الحد من هذه الظاهرة من خلال اتخاذها العديد من الإجراءات لمنع تهريب الهواتف مرة أخرى وكان من بينها تحصيل رسوم جمركية على الهواتف، فضلا عن تكثيف الجهود لتوطين صناعة الهواتف المحمولة في مصر.

ولتسليط الضوء على هذه الجهود، تواصلت «الأسبوع» مع شعبة المحمول باتحاد الغرف التجارية، وخبير أمن المعلومات ومستشار الهيئة الاستشارية العليا لتكنولوچيا المعلومات والأمن السيبراني.

يؤكد محمد طلعت، رئيس شعبة الاتصالات والمحمول بالغرفة التجارية، على التقدم الكبير الذي تشهده صناعة الهواتف المحمولة في مصر، مشيرا إلى أن شركات عالمية كبرى مثل سامسونج وفيفو وشاومي قد بدأت بالفعل في تصنيع هواتفها داخل السوق المصرية.

ويتابع هذه الشركات استثمرت في إنشاء مصانعها في مصر خلال الفترة الأخيرة، فشركة سامسونج، افتتحت مصنعها منذ عامين، بينما بدأت فيفو وأوبو عمليات الإنتاج في مصانعهما الجديدة خلال الشهور القليلة الماضية.

ويوضح أن حجم الإنتاج في هذه المصانع يشهد نموًا ملحوظًا، فمثلاً، وصل إنتاج شركة سامسونج من الهواتف المحمولة إلى مليوني جهاز.

وأرجع طلعت هذا التطور إلى الدعم الحكومي الكبير لقطاع صناعة الهواتف المحمولة، حيث قامت الحكومة بتوفير الأراضي اللازمة لإقامة المصانع، بالإضافة إلى تفعيل تحصيل رسوم جمركية على الهواتف المستوردة من الخارج.

ويؤكد على أن هدف هذه الإجراءات هو حماية الصناعة المحلية ومكافحة ظاهرة تهريب الهواتف، نظرا لأنها تؤدي إلى خسائر كبيرة للدولة ويؤثر سلبًا على الاقتصاد الوطني.

الهدف من إطلاق تطبيق «تليفوني»

ويشير إلى إطلاق تطبيق «تليفوني» للهواتف الذكية، و يهدف هذا التطبيق إلى تسجيل بيانات الهواتف المستوردة للاستخدام الشخصي، وذلك للحصول على الإعفاء من الرسوم الجمركية.

ويستكمل هذا التطبيق يسمح للمسافرين بإدخال هاتف شخصي واحد فقط مع الإعفاء من الرسوم، أما الهواتف الإضافية فتخضع للرسوم الجمركية المقررة.

ويختتم «طلعت» حديثه بالإشارة إلى أن توطين صناعة الهواتف المحمولة في مصر يهدف إلى تحقيق عدة أهداف، من أهمها تغطية احتياجات السوق المحلية، وتوفير فرص عمل جديدة، وزيادة الصادرات المصرية من الهواتف المحمولة، وبالتالي المساهمة في تحقيق التنمية الاقتصادية المستدامة.

وفي سياق متصل، يشير محمد الحداد، عضو مجلس إدارة غرفة الجيزة، ونائب رئيس شعبة المحمول باتحاد الغرف التجارية إلى أن عدد الشركات العالمية التي تقوم بتصنيع هواتفها في مصر قد وصل إلى 8 شركات عريقة، من بينها سامسونج وأوبو وفيفو وأنفنيكس وشاومي. بالإضافة إلى ذلك، تقوم شركتان أخريان بتصنيع هواتف «زراير» في مصر.

يوضح الحداد أن إجمالي الطاقة الإنتاجية لهذه الشركات يغطي حوالي 80% من احتياجات السوق المحلي، وهذا الإنجاز يعكس مدى النجاح الذي حققته مصر في جذب الاستثمارات الأجنبية وتوطين صناعة الهواتف المحمولة.

يؤكد على الجهود التي تبذلها الدولة لمكافحة تهريب الهواتف المحمولة، حيث قامت بتطبيق حزمة من الإجراءات التي شملت الحوكمة لحماية المستهلك وحماية خزينة الدولة، بالإضافة إلى حجب الأجهزة غير الرسمية لمنع تداول الهواتف المهربة فضلا عن تقديم تسهيلات ضريبية لتشجيع الاستثمار في الصناعة المحلية، كل هذا بجانب خفض الإعفاءات الجمركية لدعم المنتجات المحلية.

ويشير إلى أن الهدف من توطين صناعة الهواتف المحمولة هو حماية الصناعة المحلية من المنافسة غير الشريفة، بالإضافة إلى زيادة الإنتاج المحلي لتلبية احتياجات السوق وتقليل الاعتماد على الاستيراد، ناهيك عن خلق فرص عمل جديدة للشباب المصري.

ويستكمل وستساهم هذه الصناعة أيضا في توفير العملة الصعبة من خلال تقليل الواردات وزيادة الصادرات بالإضافة إلى فتح أسواق جديدة للتصدير لزيادة الدخل القومي.

على صعيد آخر، يقول الدكتور وليد حجاج، خبير أمن المعلومات ومستشار الهيئة الاستشارية العليا لتكنولوچيا المعلومات والأمن السيبراني، إن السوق المصري يشهد تنوعًا ملحوظًا في العلامات التجارية للهواتف المحمولة المصنعة محليًا، حيث تتواجد مصانع لشركات عالمية رائدة مثل سامسونج في بني سويف وفيفو في العاشر من رمضان وإنفينيكس في مدينة العبور، وشاومي في السادس من أكتوبر، بالإضافة إلى جهود أوبو لإنشاء مصنع جديد في مصر.

يوضح أن الشركات العاملة في مجال تصنيع الهواتف المحمولة في مصر تتمتع بطاقة إنتاجية هائلة، حيث تصل إلى حوالي 11.5 مليون وحدة سنويًا، حيث تتراوح الاستثمارات الإجمالية للشركات العاملة في هذا القطاع ما بين 85 إلى 100 مليون دولار

يؤكد على الدور الريادي للشركة المصرية «سيكو» في صناعة الهواتف المحمولة، حيث كانت أول شركة مصرية تقوم بتصنيع الهواتف المحمولة التي تحمل علامتها التجارية الخاصة، بالإضافة إلى تعاونها مع شركة نوكيا.

يوضح أن الحكومة المصرية قدمت حوافز وتسهيلات عديدة للشركات العاملة في مجال تصنيع الهواتف المحمولة، مثل الإعفاءات الضريبية والجمركية وتيسير استيراد المعدات والمواد الخام، مما شجع على الاستثمار في هذا القطاع الحيوي

يؤكد على أن الدولة تسعى لتحقيق أهداف استراتيجية طموحة في مجال توطين صناعة الهواتف المحمولة، وذلك من خلال مجموعة من الإجراءات المتكاملة، تشمل تأهيل الكوادر البشرية، وإطلاق منصة 'تليفوني'، وتعزيز الشراكات الدولية، وتسهيل الإجراءات، بهدف بناء صناعة وطنية قادرة على المنافسة في الأسواق العالمية

يشير إلى أن توطين صناعة الهواتف المحمولة يهدف إلى بناء قاعدة صناعية قوية ومتكاملة في مصر، من خلال نقل التكنولوجيا وبناء القدرات المحلية في مجال الإلكترونيات، مما يساهم في تطوير صناعات مغذية أخرى مثل صناعة البطاريات، وتقليل الاعتماد على الاستيراد.

ويختتم وليد حجاج حديثه، قائلا: إن مصر حققت انخفاضًا ملحوظًا في واردات الهواتف المحمولة خلال عام 2023، حيث تراجعت بنسبة 98.5% مقارنة بالعام السابق، لتصل إلى 5.2 مليون دولار فقط مقابل 343 مليون دولار في عام 2022.

اقرأ أيضاًالتصالح على الهواتف المهربة.. خطوات وكيفية تفعيل الموبايل وعودته للعمل؟

كل ما تريد معرفته عن منظومة الهواتف المستوردة

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: الرسوم الجمركية الهواتف المحمولة صناعة الهواتف المحمولة تطبيق تليفوني شعبة الاتصالات والمحمول شركة سيكو واردات الهواتف المحمولة توطین صناعة الهواتف المحمولة الهواتف المحمولة فی مصر بالإضافة إلى یؤکد على من خلال فی مجال إلى أن

إقرأ أيضاً:

خلال لقاء بصناعيي سحاب والموقر الجغبير: “صناعة عمان” تطرح عطاء أرض المعارض ومركز الاعمال

صراحة نيوز-أكد رئيس غرفتي صناعة عمان والأردن المهندس فتحي الجغبير بأن مجلس ادارة غرفة صناعة عمان يؤمن بأن نجاح الغرفة في تطوير الصناعة الوطنية، يتطلب مشاركة جميع الصناعيين، دون استثناء، في وضع الخطط المستقبلية لعمل الغرفة، وكذلك اهمية ابقاء الصناعيين على اطلاع مستمر بآخر المستجدات ذات العلاقة بالعمل الصناعي.

واضاف الجغبير خلال لقاء بصناعيين من منطقتي سحاب والموقر في مبنى جمعية المستثمرين الاردنية، بحضور رئيس الجمعية مجاهد الرجبي، ان الغرفة تحرص على ان تكون العلاقة مع الجمعيات المناطقية الصناعية، تكاملية لا تنافسية، مشيدا بالدور الكبير الذي تقوم به جمعية المستثمرين الأردنية في متابعة قضايا الصناعيين في سحاب والموقر بالتنسيق مع الغرفة، مرحبا بفكرة تشكيل مجلس استشاري يضم مندوبين للوزارات والمؤسسات المعنية بالعمل الصناعي وممثلين لغرف الصناعة والجمعية.

واشار الجغبير خلال اللقاء الى ان غرفة صناعة عمان ستقوم بطرح عطاء أرض المعارض ومركز الاعمال، حيث تأتي اهمية هذا المشروع بسبب افتقار المملكة الى مركز متخصص لاقامة للمعارض، والذي يتواجد في معظم دول العالم ومنها الدول المجاورة، مبينا ان المشروع أشرفت على دراسة العروض الاولية للتصميم نقابة المهندسين الأردنيين، وسيقام المركز على ارض مساحتها 33 دونما تملكها الغرفة على شارع المطار، وسيضم عدة قاعات للمعارض، اضافة الى الى مجمع للاعمال، حيث ستحرض الغرفة على ان يكون مركز المعارض المنوي بناءه مجهزا بأحدث ما وصلت اليه مراكز المعارض العالمية، و سيحتوي المركز على قاعات لاقامة اللقاءات الثنائية والمفاوضات التجارية، اضافة الى عقد ورش عمل ومؤتمرات تناقش ابرز القضايا الصناعية، وستدرس الغرفة اتاحة المجال للشركات الصناعية للمشاركة في تأسيسه.

من جهته أوضح رئيس جمعية المستثمرين الأردنية مجاهد الرجبي، ان الجمعية تأسست عام 1991، حيث تضم منطقتي سحاب والموقر حوالي 600 مصنع يتجاوز حجم استثمارها الـ 6 مليارات دينار، وتشغل مايزيد على الـ 26 الف عامل وعاملة، مؤكدا ان الجمعية تحرص على التنسيق مع غرفة صناعة عمان في كافة الفعاليات والبرامج التي تنظمها، باعتبارها المظلة لكافة الجمعيات المناطقية في العاصمة.

واشار الرجبي الى ان الجمعية تقدم خدمات مميزة لمنتسبيها، بالتعاون مع العديد من المؤسسات والجهات، حيث نظمت برامج تدريبية بالتعاون مع ممكز التدريب المهني المتقدم، أحد برامج مكتب سمو ولي العهد، لتأهيل الشباب للعمل في القطاع الصناعي، كما وقعت اتفاقية شراكة مع الجامعة الألمانية الأردنية لغايات التعاون في مجال تدريب الكوادر البشرية، كما قامت الجمعية بافتتاح مكتب للمؤسسة العامة للغذاء والدواء في مدينة الملك عبدالله الثاني الصناعية / سحاب، بهدف التسهيل على صناعيي المنطقة وتوفير وقتهم وجهدهم، اضافة الى قيام الجمعية بالتواصل مع هيئة تنظيم النقل البري لغايات تخصيص باصات لنقل العاملين في المنطقة من أماكن سكناهم في الزرقا، هذا عدا عن الاتفاقيات التي تم عقدها مع شركات متخصصة بالشحن والنقل والاستشارات لتقديم خدماتهم للصناعيين وبأسعار منافسة.

وشهد اللقاء تقديم عرض من قبل مديرة الجمعية الدكتورة حنين حسونة، حول الجمعية، كما ستعرض صناعيون عددا من القضايا والمعيقات، حيث طلب الجغبير توجيه كتب بخصوصها الى غرفة صناعة عمان، ليتم مخاطبة الوزارات والجهات المعنية للعمل على حلها بالسرعة الممكنة.

مقالات مشابهة

  • شركة الكهرباء الوطنية تطلب تعاون المواطنين لتخفيف الضغط في وقت الذروة
  • مركز دبي للسلع المتعددة يستقطب 1,100 شركة في النصف الأول من 2025
  • اجتماع برئاسة الحوالي لبحث تطوير أداء مؤسسة التأمينات
  • قسنطينة..الكشف عن ورشة لصناعة زوارق تستغل في “الحرڤة”
  • بأعلى إمكانات وسرعة شحن طلقة.. إليك أحدث باور بانك في 2025
  • الوزراء: مصر تمتلك إمكانات كبيرة في صناعة الملح بفضل موقعها الجغرافي
  • شركة الكهرباء تحذر من زيادة الحمل الكهربائي خلال موجة الحر وتدعو للترشيد
  • غرفة صناعة حلب تبحث إصلاح الجمارك وتمويل مشاريع الشباب الصناعية
  • خلال لقاء بصناعيي سحاب والموقر الجغبير: “صناعة عمان” تطرح عطاء أرض المعارض ومركز الاعمال
  • نواب يحددون الخطوات المطلوبة لكيفية استعادة مصر ريادتها لصناعة الأدوية في سوق أفريقيا.. ويؤكدون: لو لدينا أبحاث علمية لصناعة دواء نستطيع إنتاجه بسعر قليل