تقترب شركة إلكترونيك آرتس (Electronic Arts)، إحدى أكبر شركات ألعاب الفيديو في العالم، من خطوة غير مسبوقة في تاريخها الممتد لأكثر من ثلاثة عقود، إذ تستعد لإبرام صفقة عملاقة بقيمة 50 مليار دولار قد تُنهي وجودها كشركة عامة وتحوّلها إلى كيان خاص، بحسب تقرير نشرته صحيفة وول ستريت جورنال.

الصفقة التي ما تزال في مراحلها التمهيدية تمثل تحوّلًا جذريًا في مسار الشركة التي أطلقت طرحها العام الأولي في عام 1990، ومنذ ذلك الحين أصبحت واحدة من ركائز صناعة الترفيه الرقمي، بفضل سلاسل ألعابها الشهيرة مثل FIFA وBattlefield وThe Sims، لكن وفقًا للتقارير، تجري حاليًا مجموعة من المستثمرين مفاوضات متقدمة مع الشركة بهدف الاستحواذ عليها بالكامل وإخراجها من سوق الأسهم.

من بين أبرز الأطراف المشاركة في هذه المباحثات، شركة الاستثمار الأمريكية سيلفر ليك (Silver Lake)، وصندوق الاستثمارات العامة السعودي (PIF)، وشركة أفينيتي بارتنرز (Affinity Partners) المملوكة لجاريد كوشنر، صهر الرئيس الأمريكي الأسبق دونالد ترامب. وتشير التقارير إلى أن صندوق الاستثمارات العامة السعودي يُعد الممول الرئيسي لأفينيتي بارتنرز، ما يجعل المملكة أحد أبرز اللاعبين في هذه الصفقة التاريخية.

ويمتلك صندوق الاستثمارات العامة السعودي بالفعل ما يقرب من 10% من أسهم شركة EA، ما يمنحه موقعًا قويًا داخل هيكل الملكية الحالي. ويُرجح محللون أن اهتمام الصندوق بزيادة استثماراته في الشركة يأتي في إطار استراتيجية المملكة لتنويع الاقتصاد ودعم قطاعات التكنولوجيا والترفيه، ضمن رؤية السعودية 2030.

ويرى خبراء الصناعة أن جاذبية EA تكمن في استقرار أرباحها السنوية بفضل امتلاكها حقوق تطوير ونشر سلاسل ألعاب رياضية شهيرة، مثل Madden NFL وNHL وEA FC (التي خلفت FIFA بعد انتهاء الشراكة مع الاتحاد الدولي لكرة القدم). هذه العناوين تحقق مبيعات ضخمة بشكل متكرر، مما يجعل الشركة هدفًا مثاليًا للاستثمار طويل الأجل.

وبحسب وكالة رويترز، فإن الصفقة المحتملة ليست بمعزل عن التحركات المتزايدة للسعودية في قطاع الألعاب العالمي. فقد استثمرت المملكة مليارات الدولارات في شركات مثل Take-Two Interactive وActivision Blizzard وNintendo ومجموعة Embracer السويدية، إضافة إلى استحواذها في مارس الماضي على قسم الألعاب في شركة Niantic، المطورة للعبة Pokémon Go الشهيرة.

أما بالنسبة لشركة سيلفر ليك، فهي ليست لاعبًا كبيرًا في صناعة الألعاب حتى الآن، إذ تتركز استثماراتها بشكل رئيسي في مجال التكنولوجيا، بما في ذلك حصتها في شركة Unity، وهي منصة تطوير الألعاب ثلاثية الأبعاد، لكن دخولها في هذه الصفقة يشير إلى اهتمام متزايد من المستثمرين التقليديين في وادي السيليكون بقطاع الألعاب باعتباره أحد أسرع الصناعات نموًا وربحية في العالم.

وتشير تقارير بلومبرج وفاينانشال تايمز إلى أن الإعلان الرسمي عن الصفقة قد يتم خلال الأسبوع المقبل، إلا أن بعض التفاصيل ما زالت قيد التفاوض، خاصة ما يتعلق بترتيبات التمويل والديون المحتملة. وإذا تم إتمام الصفقة بالقيمة المتوقعة البالغة 50 مليار دولار، فستُسجل كأكبر عملية استحواذ ممولة بالديون (Leveraged Buyout) في التاريخ الحديث، متجاوزة بذلك العديد من الصفقات الكبرى في قطاع التكنولوجيا.

ويرى محللون أن تحول EA إلى شركة خاصة سيمنحها مرونة أكبر في اتخاذ القرارات الاستراتيجية بعيدًا عن ضغوط المستثمرين في أسواق الأسهم، مما قد يُسهم في تسريع مشاريعها المستقبلية في مجالات مثل الذكاء الاصطناعي والواقع الافتراضي والتوسع في خدمات الاشتراك عبر الإنترنت. 

في المقابل، يخشى البعض من أن هذه الخطوة قد تقلل من شفافية الشركة تجاه جمهور اللاعبين والمستثمرين على حد سواء.

ومهما كانت نتيجة هذه المفاوضات، فإن ما يحدث اليوم يؤكد أن صناعة الألعاب لم تعد مجرد ترفيه رقمي، بل أصبحت ميدانًا رئيسيًا للاستثمار العالمي والتنافس الاقتصادي بين كبرى الشركات والدول. 

وإذا تمت صفقة إلكترونيك آرتس بالفعل، فستُعيد رسم خريطة صناعة الألعاب بالكامل، وتفتح الباب أمام موجة جديدة من الاندماجات والاستحواذات في السنوات المقبلة.

المصدر: بوابة الوفد

إقرأ أيضاً:

هآرتس تستعرض قائمة الأسلحة الأميركية لدى إسرائيل

استعرض تقرير نشرته صحيفة هآرتس الإسرائيلية "قائمة مشتريات إسرائيل من الآلات الحربية الأميركية"، في ظل اقتراب الاتفاق الحالي للمساعدات العسكرية بين البلدين على الانتهاء، وتصاعد انتقادات دعم إسرائيل داخل واشنطن من الديمقراطيين والجمهوريين.

وأوضح أن الاتفاق الإطاري الحالي، الذي وُقّع في عهد إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما للفترة 2019-2028، يوفّر للإسرائيليين أعلى مبلغ مساعدات سنوية بتاريخ العلاقات الأمنية بين البلدين.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2نيويورك تايمز: هكذا ستبدو حروب المستقبلlist 2 of 2صحف عالمية: أكثر من 40 ألف فلسطيني بغزة يعانون من إصابات بالغةend of listفاتورة حرب غزة

ووفق الاتفاقية تمنح الولايات المتحدة إسرائيل 3.8 مليارات دولار سنويا لشراء طائرات وذخائر ومعدات للجيش الإسرائيلي وكذلك لتمويل برامج الدفاع الصاروخي المشتركة.

ولفت كاتب التقرير عوديد يارون إلى أن قيمة المساعدات الأميركية تضاعفت خلال العامين الماضيين بسبب حرب إسرائيل في غزة، إذ أنفقت الولايات المتحدة نحو 32 مليار دولار، بينها 21.7 مليار دولار نقلت مباشرة للجيش الإسرائيلي، وهو مبلغ يساوي أكثر من 6 أضعاف قيمة التمويل السنوي العادي.

وأقر الكونغرس هذا العام حزمة مساعدات إضافية بقيمة 26 مليار دولار، شملت 4 مليارات لدعم القبة الحديدية و1.2 مليار لنظام الشعاع الحديدي، بحسب التقرير.

المساعدات الأميركية تضاعفت خلال العامين الماضيين بسبب حرب إسرائيل في غزة (الأناضول)قائمة مشتريات إسرائيل

وفيما يلي "قائمة مشتريات" إسرائيل من الولايات المتحدة -وفق تعبير الكاتب- وتحوي كل نقطة على عدد العتاد العسكري ونوعه، ثم سعره والشركة المصنعة وتاريخ إتمام الصفقة، بجانب أي ملاحظات:

50 طائرة إف-15 آي إيه (19 مليار دولار) من شركة بوينغ. وقعت الصفقة بتاريخ أغسطس/آب 2024. الطائرة هي نسخة من أحدث طرازات طائرة إف-15، تم تعديلها خصيصا لإسرائيل. 18 مروحية سيكورسكي سي إتش-53 كيه سوبر ستاليون (3.4 مليارات دولار) من سيكورسكي ولوكهيد مارتن. وقعت الصفقة بتاريخ يوليو/تموز 2021. 25 طائرة إف-35 "أدير" (3 مليارات دولار) من شركة لوكهيد مارتن. وقعت الصفقة بتاريخ يونيو/حزيران 2024. من المتوقع أن يبدأ تسليم الطائرات في 2028. 8 طائرات بيغاسوس كيه سي-46 للتزويد بالوقود (2.4 مليار دولار) من شركة بوينغ. وقعت الصفقة بتاريخ مارس/آذار 2020. عشرات الآلاف من القنابل والذخائر الموجهة من طراز 500 كغم و1 طن وقنابل خارقة للتحصينات (9 مليارات دولار) من شركة بوينغ. وقعت الصفقة في 2025. تم استخدامها في غزة ولبنان وسوريا وإيران واليمن. آلاف صواريخ هيل فاير و أمرام (1.1 مليار دولار) من لوكهيد مارتن ورايثيون. وقعت الصفقة ما بين 2024-2025. قذائف ومدافع عيار 155 ملم و120 ملم (1.4 مليار دولار) من مخزونات الجيش الأميركي وشركة جنرال دايناميكس. وقعت الصفقة ما بين 2023-2025. محركات لناقلات الجنود نامر وإيتان (750 مليون دولار) من رولز رويس. وقعت الصفقة ما بين 2019-2025. شاحنات ثقيلة وناقلات صهاريج (250 مليون دولار) من أوشكوش وليوناردو. وقعت الصفقة ما بين 2022-2025. بنادق هجومية ورشاشات (160 مليون دولار) من سيغ ساور وكولت. وقعت الصفقة ما بين 2024-2025. "الشعاع الحديدي" الأميركي (الفرنسية)

شمل الدعم الأميركي أيضا -وفق التقرير- تمويلا لبناء قواعد ومنشآت تحت الأرض ومدارج جديدة، إذ وُقّعت منذ 2019 عقود بنحو نصف مليار دولار، مع خطط مستقبلية تتجاوز مليار دولار.

إعلان

كما خصصت الولايات المتحدة منذ 2011 نحو 3.4 مليارات دولار لمنظومات الدفاع الصاروخي، بينها 1.3 مليار للقبة الحديدية، إضافة إلى تمويل تطوير صواريخ اعتراض متقدمة وبرامج مشتركة.

وفي سبتمبر/أيلول الماضي، أفادت وكالة رويترز أن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب قدمت إلى الكونغرس اقتراحا لبيع إسرائيل أسلحة بقيمة حوالي 6.4 مليارات دولار، مما يشير إلى استمرار التعاون العسكري.

تحديات تجديد الاتفاق

وأشار التقرير إلى أن الاتفاق الحالي -الذي مكن إسرائيل من الحصول على نحو 38 مليار دولار خلال العقد الماضي- ينتهي خلال عامين.

ولفت إلى أن إسرائيل باشرت عام 2016 -قبل عامين من انتهاء الاتفاقية السارية آنذاك في 2018- في مناقشة الاتفاقية القادمة، ولكن الظروف المختلفة اليوم تجعل من تجديد الاتفاق مهمة أكثر تعقيدا.

طائرات إف-15 كانت جزءا أساسيا من المشتريات الإسرائيلية وفق التقرير (رويترز)

ويرى التقرير أن موقع إسرائيل التفاوضي أضعف اليوم بسبب تزايد الأصوات المناهضة لدعمها من اليسار واليمين في الولايات المتحدة، حيث توسعت انتقادات الديمقراطيين بعد الحرب في غزة، في حين يرى كثير من الجمهوريين -تحت شعار أميركا أولا- أن إسرائيل باتت عبئا كبيرا.

كما أظهرت استطلاعات رأي -وفق القرير- تراجعا غير مسبوق في شعبية إسرائيل لدى الجمهور الأميركي، بما في ذلك بين المحافظين، وهو ما يزيد من صعوبة تمرير حزم المساعدات في المستقبل.

وتجلت هذه التحديات في المناقشات الحالية حول تجديد الاتفاق، إذ طرحت إسرائيل إمكانية تحول الاتفاقية إلى نموذج "مشترك" بدلا من الدعم المباشر، في محاولة لجعل الاتفاق أكثر قبولا من جانب الإدارة الأميركية الحالية.

وخصصت أغلب الأموال من الاتفاق الحالي (2019–2028) لشراء المعدات من الولايات المتحدة، ومقارنة بذلك تم في عام 2019 تخصيص نحو ربع ميزانية إسرائيل فقط (815 مليون دولار) للمشتريات من الصناعات الدفاعية الإسرائيلية.

 

وبحلول 2028، من المتوقع أن ينخفض هذا المبلغ إلى الصفر، مما يعني أن جميع المساعدات ستُستخدم بالكامل لشراء أنظمة دفاعية أميركية، بحسب الكاتب.

وخلص التقرير إلى أنه -وعلى الرغم من ازدياد الضغط في واشنطن- من المرجح أن تظل إسرائيل معتمدة عمليا على التمويل والبنية التحتية الأميركية لعقود.

مقالات مشابهة

  • صفقة الغاز بين مصر وإسرائيل «تقترب من الحسم»
  • إنتل تختبر أدوات صناعة رقائق من شركة لديها وحدة في الصين تخضع لعقوبات أمريكية
  • ديزني تستثمر مليار دولار في أوبن إيه.آي
  • ترامب يمنح زيلينسكي مهلة حتى عيد الميلاد لقبول صفقة سلام
  • هآرتس تستعرض قائمة الأسلحة الأميركية لدى إسرائيل
  • 3.5 مليار دولار.. 94 صفقة نفذها البنك الأوروبي في مصر منذ 2020
  • المشاط: 94 صفقة نفذها البنك الأوروبي في مصر منذ 2020 بقيمة 3.5 مليار دولار
  • المنوفي: قطاع السلع الغذائية في مصر يعيش مرحلة تحول تاريخية
  • نتنياهو: صفقة أشبه بالمعجزة!
  • 50 شركة عالمية تناقش في مسقط بناء منظومة متكاملة لصناعة أشباه الموصلات في الشرق الأوسط