غارديان: ألمانيا تقر ترحيل مواطن أوروبي دون إدانة لتأييده فلسطين
تاريخ النشر: 10th, April 2025 GMT
قالت غارديان، إن الناشط البولندي كاسيا فلازتشيك، الذي يعيش في برلين، تلقى رسالة من مكتب الهجرة تبلغه بفقدان حقه في حرية التنقل في ألمانيا لمزاعم تتعلق بمشاركته في نشاطات الحركة المؤيدة لفلسطين.
وقال الناشط -في مقال بالصحيفة- "كنت أعلم أن ترحيل مواطن من الاتحاد الأوروبي من دولة في الاتحاد أمر شبه مستحيل، ولذلك تواصلت مع محامٍ، ونظرا لعدم وجود مبرر قانوني قوي وراء هذا الأمر، رفعنا دعوى قضائية، وبعد ذلك لم أُعر الأمر اهتماما كبيرا".
وقد علمت لاحقا -كما يقول فلازتشيك- أن ثلاثة ناشطين آخرين في الحركة المؤيدة لفلسطين في برلين، تلقوا الرسائل نفسها، ففهمنا الأمر على أنه تكتيك ترهيب آخر من ألمانيا التي قمعت الاحتجاجات بعنف واعتقلت النشطاء، وتوقعنا عملية طويلة لمواجهة أوامر ترحيلنا.
غير أن المحامين الذين وكلهم الناشطون، تلقوا رسائل في بداية مارس/آذار، تعلن أن موكليهم منحوا مهلة حتى 21 أبريل/نيسان لمغادرة البلاد طواعية وإلا فسيتم ترحيلهم قسرا، دون أن يعتمد هذا القرار على أي إجراءات قانونية، كما أنه ليس لدى أي من الناشطين سجل جنائي.
وتشير الرسائل إلى تهم تتعلق بمشاركتنا في الاحتجاجات ضد الإبادة الجماعية المستمرة في قطاع غزة، كما تشير إلى أننا نشكل تهديدا للنظام العام والأمن القومي، ومعها اتهامات غامضة لا أساس لها من الصحة -حسب الناشط البولندي- "بمعاداة السامية" ودعم "منظمات إرهابية"، في إشارة إلى حركة المقاومة الإسلامية (حماس) و"منظمات واجهة" مزعومة لها في ألمانيا وأوروبا.
إعلانوذكرت الصحيفة، أن هذه ليست المرة الأولى التي تشهر فيها ألمانيا قانون الهجرة سلاحا منذ أكتوبر/تشرين الأول 2023، إذ جمّد المكتب الاتحادي الألماني للهجرة واللاجئين بشكل غير قانوني -حسب فلازتشيك- معالجة طلبات جميع طالبي اللجوء من غزة.
أمن إسرائيل مبرر وجود ألمانياورأى الناشط، أن هذه الإجراءات التي وصفها بالمتطرفة ليست تحولا مفاجئا ولا مجرد موقف يميني متطرف، بل هي نتيجة حملة قامت بها الأحزاب ووسائل الإعلام الألمانية، داعية إلى ترحيل جماعي يستهدف في المقام الأول الألمان العرب والمسلمين.
وفعلا صفقت بياتريكس فون ستورش، نائبة الزعيم البرلماني لحزب بديل من أجل ألمانيا اليميني المتطرف لقرار "لن يتكرر هذا أبدا: حماية الحياة اليهودية في ألمانيا والحفاظ عليها وتعزيزها"، وزعمت بحماس، أن قرار معاداة السامية الجديد يستمد محتواه من موقف حزبها.
ويقترح هذا القرار، الذي يتبنى تعريف التحالف الدولي لإحياء ذكرى الهولوكوست المثير للجدل لمعاداة السامية، التدقيق المشدد على جميع التمويل الثقافي والأكاديمي، وفحص جميع المرشحين لوظائف التدريس الجامعي، والتوسع غير المسبوق في الإجراءات التأديبية في الجامعات، واستخدام قانون الهجرة. تقول فون ستورش "أعيدوا المسلمين المعادين للسامية إلى ديارهم على متن طائرة، وداعا ولن أراكم مجددا".
ويقول فلازتشيك، إن أوامر ترحيله هو ومواطنَين آخرين من الاتحاد الأوروبي، تستند إلى فكرة، أن أمن إسرائيل جزء من مبرر وجود ألمانيا، وتضيف "رفع محامونا دعوى قضائية ضد ترحيلنا، ونحن الآن بصدد تقديم طلب إغاثة مؤقتة ضد الموعد النهائي المحدد في 21 أبريل/نيسان".
وخلص الكاتب إلى أن ما تعرفه، هو أن التعبئة ضد الإبادة الجماعية المستمرة ليست جريمة، بل مسؤولية ملحة، قائلا، إن محنة الشعب الفلسطيني ينبغي أن تكون سببا كافيا للوقوف إلى جانبه.
إعلانالمصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
غيابه ترك فراغًا كبيرًا في المشهد السياسي الجنوبي.. .. تفاعل واسع مع الحديث عن أحمد الميسري (تقرير)
انضم إلى قناتنا على واتساب
تقرير / عين عدن:
تشهد الساحة الجنوبية موجة انتقادات متصاعدة للواقع السياسي والإداري، مع تزايد الحديث عن تفشي الفساد وغياب الكفاءات الوطنية. وفي هذا السياق، أعادت تصريحات سياسية حديثة تسليط الضوء على تجربة القائد أحمد الميسري، الذي يُنظر إليه كنموذج للقيادة النزيهة التي خسرها الجنوب، بعد أن كان يمثل حالة من الالتزام والمسؤولية في إدارة شؤون الدولة، مقابل صعود شخصيات متهمة بتحويل المناصب العامة إلى وسيلة للثراء والنفوذ الشخصي.
نزاهة الميسري وعدم مناطقيته
وفي هذا الإطار، قال الناشط عبدربه العولقي، إن القائد الميسري كان من أبرز القيادات التي خسرها الجنوبيون بسبب ما وصفه بـ”سذاجتهم وغبائهم”، موضحًا أن تصديقهم لبعض الشخصيات التي ظهرت لاحقًا وتحولت إلى رموز للفساد كان من الأسباب الرئيسية لفقدان الجنوب لمثل هذه الكفاءات. وأشار إلى أن الميسري شغل على مدار أكثر من 30 عامًا مناصب رفيعة، بينها محافظ عدن ونائب رئيس الحكومة ووزير الداخلية، وتميّز بنزاهته وعدم استغلاله لمنصبه في التربح أو تملك الأراضي، مؤكدًا أنه كان يرقّي الكفاءات الجنوبية بعيدًا عن الانتماءات والمناطقية.
مسؤولون غارقون في الفساد
وأضاف عبدربه العولقي، أن الميسري وعددًا من القيادات الجنوبية مثل أبو مشعل الكازمي وأبو اليمامة وعبداللطيف السيد وصالح الجبواني عُرفوا بنظافة أيديهم، قبل أن يظهر جيل جديد من المسؤولين غارق في الفساد. ولفت إلى أنه تذكّر تلك المرحلة حين شاهد المساحة الضخمة التي يمتلكها زوج ابنة أحد المسؤولين في جزيرة العمال، والتي تبلغ 64 ألف متر مربع، معتبرًا أن ما خفي أعظم، وأن ما يجري من نهب للأراضي والثروات بات واضحًا للجميع.
نموذج مختلف في إدارة المسؤولية
واعتبر الناشط عبدالكريم باحاج، أن ما قاله يعكس شعورًا عامًا بالإحباط من واقع مؤسسات الدولة، مؤكدًا أن الميسري كان يمثل نموذجًا مختلفًا في إدارة المسؤولية، فيما رأى الصحفي محمد ناصر أن غياب مثل هذه القيادات كان أحد أبرز أسباب توسع الفساد وتراجع الأداء الحكومي في الجنوب. وقال الناشط الإعلامي علي العولقي، إن الفساد لم يعد خافيًا على أحد، مشيرًا إلى أن ما يجري من استحواذ على الأراضي والثروات يؤكد انهيار منظومة القيم والمحاسبة.
إعادة الاعتبار للقيادات النزيهة
ودعا الصحفي وضاح المحوري، إلى إعادة الاعتبار للقيادات التي قدمت نموذجًا نزيهًا في العمل العام، وفتح ملفات الفساد أمام الرأي العام، بينما أكد الإعلامي سالم باعوضة أن الميسري كان من القادة القلائل الذين حافظوا على نزاهتهم رغم المناصب التي تقلّدوها، مشيرًا إلى أن غيابه ترك فراغًا كبيرًا في المشهد السياسي الجنوبي. فيما اعتبر الصحفي نزار اليافعي أن حديث العولقي يعكس إحباط الشارع من تفشي الفساد وغياب الشفافية، مطالبًا بفتح تحقيقات جادة حول قضايا تملك الأراضي والعقارات في عدن والمناطق المجاورة
تذكير بمعايير القيادة الحقيقية
ورأى الناشط فهد الحالمي، أن الإشادة بالميسري ليست مجرد حنين للماضي، بل تذكير بمعايير القيادة الحقيقية التي افتقدها الجنوب في الوقت الحالي، مضيفًا أن ما يحدث اليوم من تجاوزات في المؤسسات العامة يمثل انحرافًا عن قيم العمل الوطني، بينما دعا الأكاديمي محسن السقاف، إلى استخلاص الدروس من تجربة الميسري وغيره من القيادات النزيهة، معتبرًا أن استعادة الثقة بين المواطن والمسؤول تبدأ من محاسبة المتورطين في الفساد واستبدالهم بقيادات مؤهلة وشفافة.
الجنوب يعيش فراغًا قياديًا
وقال الكاتب والباحث السياسي مازن العبدلي إن الحديث عن الميسري ليس مجرد دفاع عن شخص، بل تذكير بمرحلة كانت فيها المسؤولية تحمل معنى وضمير، على حد وصفه، بينما أشار الصحفي نبيل الدياني إلى أن ما يحدث اليوم من تجاوزات وفساد يؤكد أن الجنوب يعيش فراغًا قياديًا واضحًا منذ غياب تلك الكفاءات. واعتبر الناشط الحقوقي سامي باوزير، أن الإشارة إلى الميسري جاءت في وقت حساس يعاني فيه المواطن من تدهور الخدمات وغياب العدالة، داعيًا إلى مراجعة شاملة لطبيعة القيادات الحالية.
من القلة التي حافظت على مبادئها
وتفاعل رواد مواقع التواصل بإشادة واسعة مع ذكر القائد أحمد الميسري، مؤكدين أنه أحد القادة الذين تركوا بصمة واضحة في العمل العام بفضل نزاهته وحرصه على خدمة الناس دون تمييز. وأشاد ناشطون بمواقفه الوطنية وابتعاده عن الفساد واستغلال النفوذ، معتبرين أنه كان من القلة التي حافظت على مبادئها في زمن تغلّب فيه المصالح الشخصية. وتداول مغردون وكتاب عبارات وصورًا توثق مسيرته، مشيرين إلى أن الجنوب بحاجة إلى قيادات تمتلك ذات الروح والمسؤولية التي تحلّى بها الميسري خلال فترة عمله في مؤسسات الدولة.