ناشيونال إنترست: اليمنيون يفرضون معادلة بحرية جديدة والبحرية الأمريكية منهكة وغير قادرة على المواجهة
تاريخ النشر: 11th, April 2025 GMT
يمانيون../
في تقرير مطوّل حمل عنوان “كيف تفوق الحوثيون على واشنطن”، كشف موقع “ناشيونال إنترست” الأمريكي المتخصص في قضايا الدفاع والأمن، عن إخفاق الولايات المتحدة في مواجهة ما وصفه بـ”النجاح التكتيكي والاستراتيجي” للقوات المسلحة اليمنية في البحر الأحمر، رغم حشدها لأكبر قوة بحرية في العالم.
اليمن يفرض حصاراً فعلياً على باب المندب
الكاتب الأمريكي رامون ماركس أوضح في تقريره أن البحرية الأمريكية، التي استعانت بحاملتي طائرات وقوات بحرية ضخمة لتأمين الملاحة في مضيق باب المندب، فشلت في تحقيق أهدافها، حيث تمكن اليمنيون من فرض حصار فعلي على المضيق لأكثر من عام، الأمر الذي أجبر مئات السفن التجارية الدولية على تغيير مسارها نحو طريق رأس الرجاء الصالح، رغم كلفته العالية وطوله الزمني الكبير.
أسلحة بسيطة.. وفعالية غير متوقعة
ماركس أشار إلى أن القوات اليمنية استخدمت تقنيات عسكرية وصفها بـ”الرخيصة والفعالة”، مثل الطائرات المسيّرة، والصواريخ المضادة للسفن، لتهديد السفن الأمريكية وتعطيل الملاحة في البحر الأحمر، مؤكدًا أن هذه الأسلحة البسيطة نسبيًا غيّرت قواعد اللعبة البحرية، وقلبت موازين التفوق التقليدي، حيث لم تعد حاملات الطائرات والسفن المتطورة قادرة على صد هجمات تأتي من آلاف الكيلومترات بوسائل ذكية ومنخفضة التكلفة.
الإرهاق ينهك البحرية الأمريكية
التقرير لم يكتف بالحديث عن التفوق اليمني الميداني، بل ذهب أبعد من ذلك بالإشارة إلى الإرهاق الذي أصاب البحرية الأمريكية نتيجة الانتشار الواسع والمهام المتعددة، وخصوصًا في ظل التصعيد مع الصين في المحيط الهادئ، وانخراط واشنطن في حماية كيان الاحتلال الصهيوني.
وحذّر ماركس من أن الولايات المتحدة تواجه اليوم أسطولًا صينيًا يفوقها عدداً، بينما تعاني أحواض بناء السفن الأمريكية من عدم القدرة على مجاراة وتيرة الإنتاج الصيني، ما يعني أن القدرة البحرية الأمريكية آخذة في التآكل.
الفشل الجوي.. وضيق الخيارات
ورغم لجوء واشنطن إلى التصعيد الجوي عبر غارات مركزة باستخدام قاذفات B2 المتطورة على مواقع يمنية، إلا أن الكاتب أشار إلى أن هذه الهجمات لم تُحقق نتائج ملموسة، رغم تجاوز تكلفة الذخائر المستخدمة حاجز المليار دولار خلال أسابيع قليلة.
ومع تصاعد الهجمات اليمنية، بدأ الحديث في الأوساط الأمريكية عن إمكانية الانسحاب من البحر الأحمر وترك المهمة للقوى الأوروبية، التي تمتلك مجتمعة أكثر من ألف سفينة حربية، ولديها ارتباط اقتصادي أوثق بممرات البحر الأحمر.
لكن ماركس نبّه إلى أن أي انسحاب أمريكي سيُنظر إليه كإشارة ضعف جديدة، على غرار الانسحاب الفوضوي من أفغانستان، الأمر الذي سيمنح اليمنيين تفوقًا معنوياً واستراتيجياً إضافياً.
أمريكا أمام خيارين مرّين
في ختام تقريره، قال ماركس إن واشنطن اليوم تقف أمام خيارين أحلاهما مرّ:
تصعيد شامل قد يقود إلى مواجهة برية محفوفة بالمخاطر.
أو انسحاب يوجه ضربة قاسية جديدة للهيبة الأمريكية.
وختم بالقول إن اليمنيين أدخلوا البحرية الأمريكية في “لعبة ضرب الخلد” (Whack-a-Mole) بلا نهاية، حيث تتلقى السفن الأمريكية الضربات المتكررة دون نصر حاسم، وهو ما يضع الهيبة الأمريكية على المحك الجاد لأول مرة منذ عقود.
ويبدو أن اليمن، بقوة الإرادة وابتكار الأساليب، قد أصبح لاعباً محورياً في المعادلة الجيوسياسية للمنطقة، وجعل من البحر الأحمر ساحة اختبار قاسية للتفوق الأمريكي التقليدي.
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: البحریة الأمریکیة البحر الأحمر
إقرأ أيضاً:
"كأننا في حرب شبحية".. تفاصيل أول مواجهة ميدانية بين صنعاء والمدمرة الأمريكية
حاملة طائرات أمريكية (وكالات)
في شهادة غير مسبوقة، كشف قائد أمريكي تفاصيل "الرعب الحقيقي" الذي عاشته البحرية الأمريكية خلال أول مواجهة مباشرة مع هجمات قوات صنعاء في البحر الأحمر، مشيرًا إلى أن تلك اللحظات كانت بمثابة اختبار وجودي لم يسبق له مثيل.
ونقلت صحيفة بيزنس إنسايدر عن الكابتن جاكوب بيكيلهايمر، القائد التنفيذي السابق للمدمّرة الحربية يو إس إس ستوكديل، أن اللحظة التي تم فيها رصد صواريخ ومسيّرات قادمة من اليمن في أواخر سبتمبر 2024 كانت "فوق كل تدريب عسكري خضناه"، مؤكدًا أن السفينة كانت أمام تهديد مباشر وحقيقي، لا محاكاة فيه ولا مجال للخطأ.
اقرأ أيضاً دواء سكري قديم يفاجئ العلماء: هل يكون سلاحا جديدا ضد السرطان؟ 26 مايو، 2025 5 علامات في ساقيك قد تنقذك من كارثة صحية صامتة.. اعرفها الآن 26 مايو، 2025وأوضح بيكيلهايمر أن المدمرة – وهي من الطراز المتقدم "أرلي بيرك" – كانت في مهمة لتأمين الممرات الملاحية، قبل أن تتحول مياه البحر الأحمر إلى ساحة اشتباك فعلي مع قوات أنصار الله، الذين فرضوا إيقاع المواجهة بأسلحة دقيقة وتكتيكات مدهشة أربكت الأنظمة الدفاعية المتطورة للسفينة.
التقرير أشار إلى أن تلك المواجهة مثّلت نقطة تحوّل في استراتيجية البنتاغون، حيث بات واضحًا أن اليمن لم يعد مجرد "خطر إقليمي محدود"، بل خصم قادر على فرض معادلة ردع بحري مع واحدة من أقوى القوات البحرية في العالم.
وأضاف أن البحر الأحمر، الذي كان يُنظر إليه سابقًا كممر آمن، بات اليوم جبهة ملتهبة تجبر واشنطن على إعادة التفكير في شكل وجودها العسكري، ومفهوم الهيمنة البحرية في وجه خصم يمتلك عنصر المفاجأة وتكنولوجيا هجومية قادرة على قلب الموازين.