كابل تندد وإسلام آباد تبرر.. هواجس ترحيل آلاف اللاجئين الأفغان من باكستان
تاريخ النشر: 11th, April 2025 GMT
كابل- تقول الحكومة الأفغانية إن دول الجوار بدأت عمليا بترحيل اللاجئين الأفغان قسرا ومن دون التنسيق معها، واتهمت السلطات الباكستانية بـ"اعتقال الأفغان ونهب ممتلكاتهم"، كما اعتبرت وزارة اللاجئين في أفغانستان أن إسلام آباد اختارت نهجا "عنيفا وقاسيا" في طرد آلاف اللاجئين الأفغان وألغت تصاريح الإقامة، وطالبتها بعدم استخدامهم "أدوات ضغط لتحقيق غايات سياسية".
وكانت الداخلية الباكستانية قد أعلنت، مطلع مارس/آذار الماضي، أنها ستلغي تصاريح إقامة اللاجئين الأفغان في إطار المرحلة الثانية من خطة طردت في مرحلتها الأولى نحو 800 ألف من الأفغانيين غير النظاميين بالبلاد.
تعليقا على ذلك، صرح وزير اللاجئين الأفغاني المولوي عبد الكبير -للجزيرة نت- بأنهم يطالبون كلا من باكستان وإيران بالتحلي بالصبر في تعاملهما مع ملف اللاجئين الأفغان، مع "مراعاة قيم حسن الجوار والمبادئ الإسلامية والإنسانية والالتزام بالاتفاقيات الدولية".
موجات لجوءوأضاف عبد الكبير "نحن بدأنا باستقبال العائدين إلى الوطن، ونعتبر سوء التعامل من إسلام آباد وطهران أمرا غير مقبول ولا يطاق، ويجب السماح لجميع اللاجئين بنقل ممتلكاتهم وأثاث منازلهم، وتؤكد الحكومة الأفغانية ضرورة توفير الظروف المناسبة ومنح الوقت لعودتهم طوعا وبالتنسيق مع الحكومة".
إعلانووفق المتحدث باسم وزارة اللاجئين في أفغانستان عبد المطلب حقاني، تشمل المرحلة الجديدة لترحيل اللاجئين في العام الجاري نحو 1.6 مليون لاجئ سواء من يعيش في باكستان بصورة نظامية أو من يحمل تصاريح إقامة.
وأضاف حقاني للجزيرة نت أنه تم إلغاء تصاريح إقامة 800 ألف منهم في أبريل/نيسان الحالي، وأن هناك 1.3 مليون يحملون تصاريح إقامة صالحة لغاية 30 يونيو/حزيران المقبل، لأنهم مسجلون لدى المفوضية السامية لشؤون اللاجئين.
ويمتد لجوء الأفغان إلى باكستان لأكثر من 4 عقود، وترتبط خلفيته التاريخية ارتباطا وثيقا بالصراعات التي عصفت بأفغانستان منذ أواخر سبعينيات القرن الماضي، وشهدت كابل 5 موجات لجوء في تاريخها المعاصر:
الاجتياح السوفياتي 1979-1989. الحروب الأهلية 1989-1996. حكم حركة طالبان الأول 1996-2001. الغزو الأميركي 2001 -2021. عودة طالبان إلى الحكم للمرة الثانية عام 2021.وقد أصبحت أزمة الهجرة الأفغانية واحدة من أكثر القضايا الإقليمية والدولية تعقيدا وتحديا في السنوات الأخيرة، وألقت بظلالها على العلاقات السياسية والدبلوماسية بين كابل ودول الجوار.
انعكاسات سياسيةوفي هذا الصدد، يقول الكاتب والباحث السياسي حكمت جليل -للجزيرة نت- إن أزمة اللاجئين انعكست بشكل مباشر على العلاقات الثنائية بين أفغانستان وباكستان، إذ تصاعدت التوترات السياسية بينهما.
وفي حين تؤكد إسلام آباد أن قرار الترحيل يأتي في إطار حماية مصالحها الداخلية، فإن كابل ترى أن العملية ستؤدي إلى تفاقم الأوضاع الإنسانية داخل أفغانستان، وأن جارتها تستخدم اللاجئين ورقة ضغط لفرض شروطها على حركة طالبان، وفق جليل.
من جانبهم، يقول طالبو اللجوء الأفغان إن الحكومة الباكستانية خفضت فترة تمديد التأشيرة من 6 أشهر إلى شهر واحد، مما يجعل عملية تجديدها صعبة للغاية، وتقوم الشرطة الباكستانية "باعتقال حتى من يحمل نموذج طلب تمديدها".
ينتظر الشاب الأفغاني أحمد فرحان اللجوء إلى ألمانيا ويقول للجزيرة نت "اعتُقلت أكثر من مرة.. تمديد التأشيرة عملية صعبة تحتاج إلى وقت ومال؛ يؤجل مسؤولون في الداخلية الباكستانية العملية عمدا، وعندما نواجه الشرطة نُحتجز ونُبتز بالمال، ومن لا يدفع يتم ترحيله قسرا إلى أفغانستان".
تشير أرقام المفوضية السامية لشؤون اللاجئين والمنظمة الدولية للهجرة إلى أن أكثر من 83 ألف لاجئ أفغاني عادوا إلى أفغانستان عبر معبري طورخم وسبين بولداك، منذ الأول من يناير/كانون الثاني 2023، و88% منهم من اللاجئين غير المسجلين، وحثت المفوضية باكستان على تعليق قرار إعادتهم قسرا، "بغض النظر عن وضعهم القانوني".
إعلانيقول قيصر خان المتحدث باسم المفوضية في مدينة بيشاور للجزيرة نت إن أفغانستان تواجه أزمة إنسانية خطيرة، خاصة بالنسبة للنساء والفتيات، ولذلك فإن اللاجئين الأفغان الذين يرحّلون من باكستان قد يواجهون تهديدات عند عودتهم إلى مناطقهم، وينبغي أن تكون العودة طوعية ودون إكراه لضمان سلامة طالبي اللجوء.
لم يكن الأفغان بحاجة إلى وثائق قانونية حتى عام 2006، ووُزعوا منذ الجولة الأولى من اللجوء في 54 مخيما مسجلا للاجئين الأفغان في باكستان، منها 43 مخيما في إقليم خيبر بختونخوا، و10 مخيمات في إقليم بلوشستان، ومخيم في إقليم البنجاب.
خطة باكستانيةوحسب مفوضية اللاجئين يبلغ عدد اللاجئين الأفغان المسجلين في باكستان 1.33 مليون لاجئ، إضافة إلى نحو 600 ألف آخرين لجؤوا إلى إسلام آباد بعد سيطرة حركة طالبان على الحكم في آب/أغسطس 2021، ولم تسمح باكستان للأمم المتحدة بتسجيلهم، وبالتالي فإن إقامتهم فيها تُعد غير قانونية وقد يواجهون الاعتقال والسجن والترحيل.
ينقسم اللاجئون الأفغان المعترف بهم قانونيا في باكستان رسميا إلى 3 فئات:
اللاجئون المؤقتون: هذه الفئة تلجأ إلى المناطق الحدودية مع أفغانستان ولديها أقارب وتعيش معها أو في مخيمات اللجوء. اللاجئون العابرون: هذه الفئة ترغب في مغادرة أفغانستان إلى الولايات المتحدة أو دول أوروبية، ويتعين عليها الذهاب إلى بلدان أخرى كشرط لقبول طلب اللجوء، واختارت باكستان مؤقتا لقربها من أفغانستان. الفئة الثالثة: هي من تحمل تأشيرات إقامة.يقول مصدر في الخارجية الأفغانية -فضل عدم ذكر اسمه- للجزيرة نت إن الخطة الباكستانية لترحيل اللاجئين تتكون من 3 مراحل:
المرحلة الأولى: ترحيل اللاجئين غير النظامين أو الذين لم تسجلهم الحكومة الباكستانية أو منظمة الأمم المتحدة، والذين تجاوزوا مدة إقامتهم في باكستان. المرحلة الثانية: ترحيل حاملي بطاقة الجنسية الأفغانية. المرحلة الثالثة: إعادة الأفغان الذين يحملون بطاقات اللجوء إلى أفغانستان.في الأثناء، شكلت الحكومة الأفغانية -بإيعاز من زعيم حركة طالبان الشيخ هبة الله آخوند زاده– لجنة وزارية للإشراف على عودة اللاجئين والتواصل مع رجال الأعمال وأصحاب الشركات في باكستان.
إعلانوكشف مصدر حكومي -فضل عدم ذكر اسمه- للجزيرة نت عن أنه بعد رفض إسلام آباد تأجيل قرار الترحيل، طلبت الحكومة الأفغانية ترحيل اللاجئين كافة، وشكلت لجنة خاصة للتواصل مع رجال الأعمال لنقل أعمالها وثرواتها من باكستان، وقدمت ضمانات ووعودا لتسهيل أمورهم في أفغانستان.
وأعلنت حكومة حركة طالبان عن استعدادها لاستقبال اللاجئين الأفغان وأقامت مخيما كبيرا على الحدود مع باكستان.
وزار نائب رئيس الوزراء للشؤون الإدارية الملا عبد السلام حنفي معبر طورخم وقال للجزيرة نت إن الحكومة الأفغانية "مستعدة تماما لاستقبال اللاجئين العائدين من باكستان، وستوفر لهم حياة كريمة، وقد شكلنا لجانا متعددة لتوزيع الأراضي وتوفير المساكن لمن لا يملكها في أفغانستان".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات الحکومة الأفغانیة اللاجئین الأفغان ترحیل اللاجئین إلى أفغانستان تصاریح إقامة فی أفغانستان حرکة طالبان فی باکستان من باکستان للجزیرة نت إسلام آباد
إقرأ أيضاً:
إسرائيل تبدأ ترحيل ناشطي سفينة حنظلة بعد محاولتهم كسر الحصار على إلى غزة
تستمر إسرائيل في ترحيل ناشطي السفينة "حنظلة" التي انتقلت باتجاه شواطئ غزة لهدف إيصال مساعدات إنسانية و"كسر الحصار" بحسب المنظمين، بينما قام الجيش الإسرائيلي بالسيطرة على السفينة وسحبها نحو ميناء أسدود القريب من القطاع والقبض على الناشطين للتحقيق معهم. اعلان
وحتى الآن، تم ترحيل عدد من ناشطي السفينة "حنظلة"، ومن المتوقع ترحيل آخرين خلال الساعات والأيام المقبلة، بحسب ما أفاد مركز "عدالة" الحقوقي، الذي يتابع ملف الناشطين قانونيًا، مساء الثلاثاء.
ظروف اعتقال قاسيةوأوضح المركز أن طاقمه القانوني نجح الأربعاء في زيارة الناشطين السبعة المتبقين قيد الاحتجاز، ويقدّم لهم التمثيل القانوني اللازم أمام السلطات الإسرائيلية، بالتنسيق مع السفارات، بهدف ضمان الإفراج عنهم وإعادتهم الآمنة إلى بلدانهم.
ومن بين 14 ناشطًا رفضوا توقيع تعهدات لتسريع إجراءات ترحيلهم عند اعتقالهم، تم جدولة ترحيل سبعة منهم الأربعاء أو خلال ساعات، لكن مغادرة بعضهم تعثّرت في 29 تموز/ يوليو بسبب تأخيرات إدارية إسرائيلية، وضغوط لإجبارهم على توقيع أوراق الترحيل.
ومن بين هؤلاء: آنجي تينزينغ، مانويل ساهوكيه، إيما فورّو، كلوي لودين، جوستين كيمبف، وأنطونيو لا بيتشيريلا، وتُبذل حاليًا جهود لتنسيق مواعيد سفرهم مجددًا.
في المقابل، لم تُحدَّد بعد مواعيد ترحيل عدد من الناشطين المحتجزين، وهم: برادون جيمس بيلوسو، كريستيان دانيل سمولز، وفرانك جوزيف رومانو (الولايات المتحدة)، سانتياغو غونزاليس فاليخو وسيرخيو توريبيو سانتشيز (إسبانيا)، حاتم العويني (تونس)، وفيغديس بيورفاند (النرويج).
وبحسب إفادات جمعها طاقم عدالة خلال زيارة ميدانية الثلاثاء، فإن الناشطين يتعرضون لظروف احتجاز "قاسية ومهينة"، ويواصلون إضرابًا مفتوحًا عن الطعام لليوم الرابع تواليًا، احتجاجًا على اعتقالهم وظروف احتجازهم، بحسب البيان الصادر عن المركز.
يوم الاثنين، أفادت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية "وفا" بأن محكمة "شؤون الهجرة" الإسرائيلية صادقت، الإثنين، على قرار استمرار احتجاز 14 ناشطا دوليا، كانوا على متن سفينة "حنظلة" التابعة لـ"أسطول الحرية"، وذلك بعد أن رفضوا الموافقة على ما تُسمى "إجراءات الترحيل الطوعي".
ترحيل عدد من المعتقلينكما عاد عدد من الناشطين إلى بلدانهم بعد استكمال ترحيلهم، من بينهم: أنطونيو ماتزيو (إيطاليا)، وعد موسى (الولايات المتحدة/ العراق)، غابرييل كاثالا (فرنسا)، محمد البقالي (المغرب)، وجايكوب بيرغر (الولايات المتحدة).
وأُطلق سراح الناشطين الأمريكيين هويدا عرّاف وروبرت صُبري بتاريخ 27 يوليو/ تموز.
وفي المغرب، نظم ناشطون وإعلاميون، الثلاثاء، استقبالا شعبيا لمحمد البقالي الصحفي المغربي العامل في قناة الجزيرة القطرية.
اقتحام السفينةوالسبت، اقتحمت قوات من البحرية الإسرائيلية، سفينة "حنظلة" التي تقل متضامنين دوليين أثناء توجهها إلى قطاع غزة، في محاولة لكسر الحصار الإسرائيلي، وسيطرت عليها بالكامل واقتادتها إلى ميناء أسدود.
وقالت هيئة البث الإسرائيلية إن السفينة "حنظلة" وصلت إلى ميناء أسدود على البحر المتوسط عصر الأحد، بعد اقتيادها من قبل البحرية الإسرائيلية التي اقتحمت السفينة في اليوم السابع من رحلتها الهادفة إلى كسر الحصار على قطاع غزة.
وكانت "سفينة حنظلة" وصلت إلى حدود 70 ميل من غزة، حيث تجاوزت المسافات التي قطعتها سفن سابقة مثل "مرمرة الزرقاء" التي كانت على بعد 72 ميلاً قبل اعتراضها من قبل إسرائيل عام 2010، وسفينة "مادلين" التي وصلت مسافة 110 أميال، وسفينة "الضمير" التي كانت على بُعد 1050 ميلاً، وفق اللجنة الدولية لكسر الحصار عن غزة.
وفي 13 يوليو/ تموز الجاري، أبحرت السفينة من ميناء سيراكوزا الإيطالي، قبل أن ترسو في ميناء غاليبولي في 15 من الشهر نفسه، لتجاوز بعض المشكلات التقنية، لتعاود الإبحار مجددا في 20 يوليو/ تموز باتجاه غزة.
وفي شهر يونيو/ حزيران الماضي، احتجزت القوات الإسرائيلية سفينة المساعدات الإنسانية "مادلين" ومن على متنها أثناء محاولتهم كسر الحصار على قطاع غزة واقتادتهم نحو ميناء إسرائيلي.
حينها أصدر وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس تعليماته للجيش الإسرائيلي بمنع مرور السفينة مادلين التابعة لتحالف أسطول الحرية إلى شواطئ غزة. وأمر كاتس، الجيش الإسرائيلي، بعرض فيديو عن هجوم السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023، على النشطاء بعد وصولهم إلى إسرائيل.
انتقل إلى اختصارات الوصول شارك هذا المقال محادثة