البوابة نيوز:
2025-08-03@09:53:22 GMT

رسائل واشنطن - طهران

تاريخ النشر: 12th, April 2025 GMT

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

في ليل طهران، حين تتداخل أدخنة الشاي مع دخان الغضب، وحين تُقرع طبول الحرب من وراء آلاف الكيلومترات، تصحو المدينة على رسائل لا يكتبها أحد، ولا يقرؤها أحد، لكنها تظل تهتز في الهواء كنداءٍ أبديّ لم يُستجب بعد.
طهران، تلك المدينة التي كُتب عليها أن تعيش بين الضربات الاستباقية والابتسامات المسمومة، لم تعد تقرأ العناوين الرئيسية في صحف الصباح.

هي تعرف أن العالم لا يحبها، ولا يكرهها تمامًا، لكنه يحتاجها كعدوٍّ ضروري، كمرآة تُظهر له وجهه القبيح دون أن يجرؤ على كسرها.
وفي واشنطن، حيث تصنع القرارات كما تُصنع الإعلانات التجارية، لا يهم من سيُقصف، بل متى؟ لا يهم من سيموت، بل كيف سيُسوّق موته في الصحف. لا أحد في تلك المكاتب المكيفة يعرف حرارة الصيف في شيراز، أو معنى أن تُطفأ الكهرباء في الأحواز في عزّ الظهيرة.
الصراع بين إيران وأمريكا لم يكن يومًا حربًا بين دولتين، بل بين رؤيتين للعالم: الأولى ترى العالم كتابًا مفتوحًا على احتمالات الروح، والثانية تراه حاسبةً لا تُخطئ، وكل شيء فيها يجب أن يُقاس ويُراقَب ويُعاقَب.
إيران ليست بريئة، وواشنطن ليست شيطانًا كاملًا. كلاهما يُتقن لغة الابتزاز، لكنّ أحدهما يُتقنها ببلاغة الشِعر، والآخر ببرود البيروقراطيات. المشكلة ليست في من هو المخطئ، بل في أن لا أحد يريد أن يكون مُصغيًا. كل طرف يحمل سماعة مكسورة، ويتحدث إلى الآخر بصوت مرتفع، كأنّ الهدف ليس التفاهم، بل كسر طبلة أذن الخصم.
الرسائل التي تتبادلها طهران وواشنطن اليوم ليست رسائل دبلوماسية، بل شيفرات مشفّرة بالخوف، والشك، والتاريخ. رسالة تطلقها طائرة مسيّرة من دون طيّار، ورسالة تردّ عليها صواريخ قصيرة المدى من تحت الأرض. ولكنّ تحت الرماد، ثمّة رسائل لم تُكتب بعد: رسائل الأمهات، ورسائل العشاق، ورسائل الأطفال الذين يريدون أن يكبروا دون أن يحفظوا أسماء الأسلحة قبل أسماء الفصول.
في زمن كهذا، تصبح طهران امرأةً عجوزًا تكتب في الليل رسائل إلى نفسها. تكتب عن الحب، والخوف، والثأر، وتختمها بعبارة: "لم أعد أميز بين ما أدافع عنه، وما أهرب منه."
بينما تجلس أمريكا على شرفتها، تقلب تقارير استخباراتية كما تقلب أوراق مجلة، وتبتسم كلما رأت كلمة "احتواء"، كأنّ العالم لعبة فيديو، والحقيقة مجرد مؤثرات بصرية.
لكنّ الرسائل الحقيقية لا تُرسل بالبريد، ولا تُحمل في الطائرات. إنها ترتجف في قلوب من لم يختاروا هذه الحرب، ولم يُستشاروا في هذا الجنون، ومع ذلك سيدفعون الثمن كاملًا.
ربما لن تقرأ أمريكا هذه الرسائل، وربما ستُترجمها طهران إلى لغة أخرى، لكنّ الأمل الوحيد هو أن ينكسر هذا الصمت العالي، وأن تُسمع الكلمات التي لم تُقل بعد، في مدينة تعرف جيدًا كيف تُخفي دمعها تحت النقاب، وتضحك، رغم كل شيء، كأنها لم تُطعن ألف مرة من قبل.
لأن رسائل طهران، وإن لم تصل، ستظل تُكتَب. وستظل واشنطن لا تقرأ.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: رسائل واشنطن طهران إيران

إقرأ أيضاً:

أيمن يونس يعلق على أزمة قيد الزمالك ويوجه رسائل لنجوم الفريق

أبدى أيمن يونس، نجم الزمالك السابق، رأيه في أزمة إيقاف القيد التي طالت النادي مؤخرًا، مؤكدًا ثقته في اللاعبين وقدرتهم على تجاوز المرحلة الصعبة، وموجهًا رسائل خاصة لعبد الله السعيد وأحمد فتوح.

وفي تصريحات عبر قناة الزمالك، قال يونس إن معسكر الفريق كان مبشرًا بفضل مزيج من العناصر الجديدة والخبرة، مطالبًا المدير الفني بالاستقرار على تشكيل ثابت لتفادي التخبط.

فاركو يطوي صفحة إيقاف القيد ويستعد للإعلان عن صفقاته الصيفيةمش للبيع.. الأهلي يكشف لـ صدي البلد حقيقة العروض المقدمة لـ إمام عاشور

وأكد أن الهدوء مطلوب حاليًا، مشددًا على أن الشائعات بشأن أزمة القيد هدفها زعزعة استقرار الأندية، وأن اتحاد الكرة هو الجهة الوحيدة المخولة بالرد.

وخصّ بالحديث محمد شحاتة، معتبرًا أنه مؤهل ليكون نجم الجيل الجديد بعد شيكابالا، كما أشاد بدور عمر جابر كقائد لغرفة الملابس.

ووجّه رسالة لـ أحمد فتوح قائلاً: "ننتظر منك الالتزام الكامل واستعادة ثقة الجميع"، كما أثنى على رغبة عبد الله السعيد في إنهاء مشواره داخل القلعة البيضاء، متمنيًا أن يقدم موسمًا استثنائيًا للجماهير.

واختتم يونس حديثه بالإشارة إلى إطلاقه مبادرة لاختيار رموز للنادي لتأهيلهم فنيًا وإداريًا، مؤكدًا وضع معايير صارمة تشمل الأخلاق والخبرة الدولية، رغم ابتعاد بعض الأسماء كـ عبد الشافي وشيكابالا عن المجال الفني.

طباعة شارك ايمن يونس الزمالك شيكابالا

مقالات مشابهة

  • مميزات تطبيق XChat من إيلون ماسك.. هل يمكنه منافسة واتساب وتيليجرام؟
  • الدبلوماسية في زمن التلغرام.. رسائل نووية علنية وتهديدات متبادلة
  • عاجل | يسرائيل هيوم: بعض المواقع الإسرائيلية توقفت إثر الهجوم السيبراني وأخرى نشرت فيها رسائل سياسية
  • أيمن يونس يعلق على أزمة قيد الزمالك ويوجه رسائل لنجوم الفريق
  • رسائل مضللة من مظاهرات تل أبيب.. وخبير استراتيجي: دليل على تواطؤ الاحتلال وجهات أخرى لتقويض دور مصر
  • “الأمن السيبراني” وشرطة أبوظبي يحذران من التعامل مع الرسائل والمكالمات مجهولة المصدر
  • رسائل بين دمشق وتل أبيب.. المبعوث الأمريكي: الشرع شريك يمكن الوثوق به
  • استهدفتها بأسلحة جديدة في مواقع مختلفة.. ما رسائل موسكو لكييف؟
  • حينما تكـــون فـــي قــائمــة الأرشــــيف !
  • واشنطن تشن حرباً اقتصادية جديدة.. طهران ترد بحزم وتدين العقوبات