القاهرة الإخبارية: بكين حملت الولايات المتحدة المسؤولية عن الاضطرابات في الاقتصاد العالمي
تاريخ النشر: 12th, April 2025 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
قدمت روان علي، على قناة "القاهرة الإخبارية"، عرضًا تفصيليًا عن الرسوم الجمركية المتبادلة بين واشنطن وبكين تشعل فتيل الحرب التجارية، حيث أوضحت، أن الاقتصاد العالمي يقف أمام تحد صعب مع دخول الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين في مرحلة أكثر حدة، لافتا إلى أنها حرب ستكون لها تداعيات ضخمة خاصة على الدول العالقة في المنتصف بين أكبر اقتصادين في العالم.
وأوضحت، أن أطراف قليلة ستكون قادرة على النجاة حال استمرت الحرب التجارية بين أمريكا والصين، مشيرة إلى أنه في التاسع من أبريل أعلنت الولايات المتحدة رفع الرسوم الجمركية على الواردات الصينية إلى 125% ليصل إجملية الرسوم المفروضة على بكين إلى 145%.
التصعيد زاد الترقب وعزز تجاه المستثمرين إلى الملاذات الأمنةوأكدت، أن التصعيد زاد الترقب وعزز تجاه المستثمرين إلى الملاذات الأمنة خوفا من تصعيد أكبر في التوترات التجارية بين قطبي الاقتصاد العالمية.
الصين تعتزم تجاهل أي زيادات إضافية قد تعلن عنها واشنطن لاحقولفتت، إلى أن الصين ردت برفع الرسوم الجمركية على جميع السلع الأمريكية من 84 % إلى 125% وقالت إنها تعتزم تجاهل أي زيادات إضافية قد تعلن عنها واشنطن لاحقا.
بكين حملت الولايات المتحدة المسؤولية عن الإضطرابات في الاقتصاد العالميكما أكدت أن بكين حملت الولايات المتحدة المسؤولية عن الإضطرابات في الاقتصاد العالمي، مشيرة إلى أن أي حوار مع واشنطن يجب أن يقوم على المساواة والاحترام والمعاملة بالمثل.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: اضطرابات اقتصاد العالم التوترات التجارية الرسوم الجمركية الولايات المتحدة والصين رفع الرسوم الجمركية واردات الصين واشنطن وبكين مستثمرين الولایات المتحدة الحرب التجاریة التجاریة بین إلى أن
إقرأ أيضاً:
ليست مسرحية بل لعبة العروش السياسية
صراحة نيوز – كتب زيدون الحديد
في مشهد يعيد إلى الأذهان ما يمكن أن تفعله القوى العظمى حين تتقاطع مصالحها مع نار الحرب، جاء وقف إطلاق النار بين الكيان الصهيوني وإيران ليمثل لحظة سياسية بالغة الدلالة، ليس فقط على مستوى الإقليم، بل على مسرح النظام الدولي بأسره.
ففي الوقت الذي اعتقد فيه البعض أن شرارة الحرب الأخيرة بين الجانبين لم تكن إلا مسرحية سياسية أو تصفية حسابات أمنية محدودة، جاءت الطريقة التي أدير بها وقف التصعيد لتكشف عن حقيقة مغايرة وهي ان اللعبة أكبر من مجرد صراع حدودي أو حرب استخبارية، وانما لعبة قوى كبرى، والتي يدير دفتها من يمتلك القدرة على إطلاق رصاصة البدء وصافرة النهاية.
تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب جاءت لتضيف بعدا آخر للقراءة السياسية، فبينما دعا في خطاباته العلنية إلى التهدئة وضبط النفس، أطلق في المقابل تصريحات اعتبرها البعض متناقضة، لكنها برأيي الشخصي حملت رسالة صريحة وهي أن لا قانون فوق القانون الأميركي، وأن قانون القوة هو الحاكم الأول والأخير في معادلة الصراع.
وهنا أقول انه وفي الوهلة الأولى كانت تظهر التصريحات متضاربة بين تحذير من التصعيد وتأكيد على “حق الولايات المتحدة في حماية مصالحها وحلفائها”، ولكنها لم تكن إلا جزءا من تكتيك سياسي متعمد من ترامب، الذي اعتاد استخدام الأسلوب الرمزي الموارب، فكان يوجه رسائل مباشرة للقوى الإقليمية والدولية مفادها أن الولايات المتحدة وحدها من يملك القرار الفصل، متى تبدأ الحرب، ومتى تفرض التهدئة، وكيف ترسم ملامح المشهد اللاحق.
فخطاب ترامب هو تجسيد عملي لفكرة أن الولايات المتحدة ليست ملزمة بأي معيار دولي حين يتعلق الأمر بمصالحها الإستراتيجية، وأنها — متى شاءت — قادرة على خلط الأوراق وتغيير قواعد الاشتباك وفقا لإرادتها.
وهكذا، أثبتت الإدارة الأميركية عبر تصريحات ترامب الأخيرة، أن الهيمنة لا تتطلب بالضرورة الحرب، بل يكفي أن تمتلك واشنطن القرار لتشعل أو تطفئ فتيلها، في لحظة تقرر فيها وحدها متى تكون القوة هي القانون، فترامب، الذي لطالما تباهى بقدرته على صناعة المشهد السياسي كما يشاء، بدا وكأنه أراد تذكير العالم أن قرار الحرب والسلم في هذه المنطقة، ومهما تعددت القوى الإقليمية، ما يزال في جيب الولايات المتحدة، وأن واشنطن — سواء كان ديمقراطيا أو جمهوريا في البيت الأبيض — هي اللاعب الأوحد القادر على توقيت اندلاع المواجهات أو إسدال الستار عليها.
من هنا، فإن من كان يظن أن الحرب الأخيرة مسرحية عبثية أو مواجهة محدودة بلا أبعاد إستراتيجية، كان مخطئا، بل الحقيقة أنها كانت واحدة من أذكى الألعاب السياسية التي أديرت بعناية، ليجري خلالها اختبار توازن القوى في الإقليم، وقياس استعدادات الحلفاء والخصوم، ومن ثم إعادة ضبط الإيقاع بما يخدم مصلحة الكبار.
ما جرى لم يكن استعراضا ميدانيا، بل رسالة أميركية مزدوجة أولا، للداخل الأميركي الذي يراقب تراجع نفوذ واشنطن في بعض الملفات العالمية وثانيا، لحلفاء الولايات المتحدة وخصومها على السواء، بأن واشنطن، وإن أرهقتها حروب أو زعزعتها انتخابات، قادرة على استعادة قرار الهيمنة متى شاءت.
في المحصلة، ما بين قصف ووقف، ودمار وهدوء، ما تزال اللعبة الكبرى تدار بعقل بارد من غرف القرار في واشنطن، بينما تتقاذف الشعوب كلفة الحسابات الجيوسياسية، في مشهد لن يكون الأخير في تاريخ هذه المنطقة.