صراحة نيوز:
2025-08-12@03:32:15 GMT

ليست مسرحية بل لعبة العروش السياسية

تاريخ النشر: 25th, June 2025 GMT

ليست مسرحية بل لعبة العروش السياسية

صراحة نيوز – كتب زيدون الحديد

 

في مشهد يعيد إلى الأذهان ما يمكن أن تفعله القوى العظمى حين تتقاطع مصالحها مع نار الحرب، جاء وقف إطلاق النار بين الكيان الصهيوني وإيران ليمثل لحظة سياسية بالغة الدلالة، ليس فقط على مستوى الإقليم، بل على مسرح النظام الدولي بأسره.

ففي الوقت الذي اعتقد فيه البعض أن شرارة الحرب الأخيرة بين الجانبين لم تكن إلا مسرحية سياسية أو تصفية حسابات أمنية محدودة، جاءت الطريقة التي أدير بها وقف التصعيد لتكشف عن حقيقة مغايرة وهي ان اللعبة أكبر من مجرد صراع حدودي أو حرب استخبارية، وانما لعبة قوى كبرى، والتي يدير دفتها من يمتلك القدرة على إطلاق رصاصة البدء وصافرة النهاية.

تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب جاءت لتضيف بعدا آخر للقراءة السياسية، فبينما دعا في خطاباته العلنية إلى التهدئة وضبط النفس، أطلق في المقابل تصريحات اعتبرها البعض متناقضة، لكنها برأيي الشخصي حملت رسالة صريحة وهي أن لا قانون فوق القانون الأميركي، وأن قانون القوة هو الحاكم الأول والأخير في معادلة الصراع.
وهنا أقول انه وفي الوهلة الأولى كانت تظهر التصريحات متضاربة بين تحذير من التصعيد وتأكيد على “حق الولايات المتحدة في حماية مصالحها وحلفائها”، ولكنها لم تكن إلا جزءا من تكتيك سياسي متعمد من ترامب، الذي اعتاد استخدام الأسلوب الرمزي الموارب، فكان يوجه رسائل مباشرة للقوى الإقليمية والدولية مفادها أن الولايات المتحدة وحدها من يملك القرار الفصل، متى تبدأ الحرب، ومتى تفرض التهدئة، وكيف ترسم ملامح المشهد اللاحق.
فخطاب ترامب هو تجسيد عملي لفكرة أن الولايات المتحدة ليست ملزمة بأي معيار دولي حين يتعلق الأمر بمصالحها الإستراتيجية، وأنها — متى شاءت — قادرة على خلط الأوراق وتغيير قواعد الاشتباك وفقا لإرادتها.
وهكذا، أثبتت الإدارة الأميركية عبر تصريحات ترامب الأخيرة، أن الهيمنة لا تتطلب بالضرورة الحرب، بل يكفي أن تمتلك واشنطن القرار لتشعل أو تطفئ فتيلها، في لحظة تقرر فيها وحدها متى تكون القوة هي القانون، فترامب، الذي لطالما تباهى بقدرته على صناعة المشهد السياسي كما يشاء، بدا وكأنه أراد تذكير العالم أن قرار الحرب والسلم في هذه المنطقة، ومهما تعددت القوى الإقليمية، ما يزال في جيب الولايات المتحدة، وأن واشنطن — سواء كان ديمقراطيا أو جمهوريا في البيت الأبيض — هي اللاعب الأوحد القادر على توقيت اندلاع المواجهات أو إسدال الستار عليها.
من هنا، فإن من كان يظن أن الحرب الأخيرة مسرحية عبثية أو مواجهة محدودة بلا أبعاد إستراتيجية، كان مخطئا، بل الحقيقة أنها كانت واحدة من أذكى الألعاب السياسية التي أديرت بعناية، ليجري خلالها اختبار توازن القوى في الإقليم، وقياس استعدادات الحلفاء والخصوم، ومن ثم إعادة ضبط الإيقاع بما يخدم مصلحة الكبار.
ما جرى لم يكن استعراضا ميدانيا، بل رسالة أميركية مزدوجة أولا، للداخل الأميركي الذي يراقب تراجع نفوذ واشنطن في بعض الملفات العالمية وثانيا، لحلفاء الولايات المتحدة وخصومها على السواء، بأن واشنطن، وإن أرهقتها حروب أو زعزعتها انتخابات، قادرة على استعادة قرار الهيمنة متى شاءت.
في المحصلة، ما بين قصف ووقف، ودمار وهدوء، ما تزال اللعبة الكبرى تدار بعقل بارد من غرف القرار في واشنطن، بينما تتقاذف الشعوب كلفة الحسابات الجيوسياسية، في مشهد لن يكون الأخير في تاريخ هذه المنطقة.

المصدر: صراحة نيوز

كلمات دلالية: اخبار الاردن عرض المزيد الوفيات عرض المزيد أقلام عرض المزيد مال وأعمال عرض المزيد عربي ودولي عرض المزيد منوعات عرض المزيد الشباب والرياضة عرض المزيد تعليم و جامعات في الصميم ثقافة وفنون علوم و تكنولوجيا اخبار الاردن الوفيات أقلام مال وأعمال عربي ودولي تعليم و جامعات منوعات الشباب والرياضة ثقافة وفنون علوم و تكنولوجيا زين الأردن أقلام أقلام أقلام أقلام أقلام أقلام أقلام أقلام أقلام أقلام الولایات المتحدة

إقرأ أيضاً:

ترامب يعتزم الاعتماد على الحرس الوطني لمكافحة السرقة في واشنطن.. فيديو

أكد الإعلامي أحمد موسى أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب صرح في مؤتمر صحفي اليوم بأن الولايات المتحدة أصبحت بلد المشردين، وأن الأوضاع الأمنية فيها سيئة للغاية، مشيرًا إلى أنها تسجل أعلى نسبة سرقة في العالم.

احمد موسي: الشعب الفلسطيني لم يعد يريد استمرار حكم حركة حماس

وأوضح الإعلامي أحمد موسى خلال برنامجه "على مسئوليتي" المذاع على قناة "صدى البلد" أن لندن تشهد أكثر عمليات سرقة على مستوى العالم، وأن الرئيس ترامب أشار إلى أن بلده ليست آمنة.

وأضاف أن ترامب أمر بنزول الحرس الوطني لتولي مهام الأمن في العاصمة واشنطن لمكافحة السرقات والجريمة والمشردين، مؤكدًا عزمه القضاء على العشوائيات في أمريكا.

ومن ناحية أخرى، أشار إلى وجود شخص يُدعى عمرو واكد في الولايات المتحدة الأمريكية، مشرد يهدد الدولة المصرية ويتحدث عن عمليات إرهابية، مشيرًا إلى أنه مرتبط بأنشطة مخدرات وإرهاب وتعذيب ومشاركة في الإرهاب، كما يهدد الأمن الأمريكي.

واختتم: "عمرو واكد موجود في أمريكا ويتحدث عن عمليات إرهابية من الأراضي الأمريكية، ويجب أن تتحرك الإدارة الأمريكية حيال ذلك".

طباعة شارك عمليات إرهابية الولايات المتحدة الأمريكية العشوائيات الحرس الوطني الرئيس ترامب ترامب

مقالات مشابهة

  •  عراقيون يسخرون من تصريح ترامب: صورتنا ليست من أفلامكم
  • ترامب يعتزم الاعتماد على الحرس الوطني لمكافحة السرقة في واشنطن.. فيديو
  • ترامب يعلن نشر الحرس الوطني في العاصمة واشنطن لمكافحة الجريمة
  • ترامب يقدم عرضا للصين لخفض العجز التجاري مع الولايات المتحدة
  • الولايات المتحدة تؤكد التزامها بدعم شراكات اقتصادية طويلة الأمد مع ليبيا
  • السلام بين أرمينيا وأذربيجان.. غوتيريش يصف الاتفاق بـ«اللحظة التاريخية»
  • ترامب وأفورقي.. ما تخفيه الرسائل المتبادلة بين إريتريا والولايات المتحدة
  • ترامب يرشح تامي بروس نائبة لمندوب واشنطن لدى الأمم المتحدة
  • واشنطن بوست: ترامب لديه خطط كبيرة للنفط الباكستاني
  • لماذا فشل ترامب في إخضاع بوتين؟