شركات الطيران تهدّدُ بالمغادرة.. جبهة الإسناد اليمنية تضاعفُ ضغوطَها الاقتصادية على العدو الصهيوني
تاريخ النشر: 12th, April 2025 GMT
يمانيون../ أقرَّ مسؤولون في قطاع السفر بكيان العدوّ الصهيوني بفاعليةِ معادلة الحصار الجوي التي تفرضُها القواتُ المسلحة اليمنية على مطار “بن غوريون” منذ مارس الماضي؛ رَدًّا على استئناف الإبادة الجماعية في غزة؛ الأمر الذي يضاعفُ ضغطَ جبهة الإسناد اليمنية لغزة، في ظل عجز العدوّ وحلفائه وشركائه عن التخلص من هذا الضغط.
وقال مارك فيلدمان، الرئيس التنفيذي لوكالة “زيونتورز” للسفر في القدس المحتلّة: إن “شركات الطيران الأجنبية أكّـدت أنها ستنسحب فورًا إذَا سقطت صواريخ بالقرب من مطار بن غوريون مرة أُخرى” وفقًا لما نقلت وكالةُ “ميديا لاين” الأمريكية.
وَأَضَـافَ أن “القواتِ المسلحة اليمنية “تدرك تمامًا ما تفعلُه؛ فهي تستهدف المطار؛ لأَنَّها تعلم أن تضرُّرَ السياحة يُلحِقُ ضررًا اقتصاديًّا ونفسيًّا بـ (إسرائيل)، وهذا يُجدي نفعًا” حسب تعبيره.
وأكّـد تقريرُ “ميديا لاين” أن “هذا القلقَ ليس افتراضيًّا، فقد أطلق اليمنيون بالفعل صواريخَ باليستية تستهدفُ وسط (إسرائيل)، وهذا التهديدُ يُزعزِعُ الاستقرارَ بشكل كبير” مُشيرًا إلى أن عملَ شركات الطيران الأجنبية يعتمدُ بشكل أَسَاسي على استقرارِ الأوضاع.
ويُمَثِّلُ هذا اعترافًا واضحًا بتأثير معادَلَةِ الإسناد الجديدة التي أعلنتها القُوَّاتُ المسلحة في مارس الماضي، والتي حدّدت فيها مطارُ “بن غوريون” كمنطقة غير آمنة للملاحة الجوية، مؤكّـدةً أنه “سيستمرُّ كذلك حتى وقفِ العدوان على غزة ورفع الحصار عنها، وهي معادلة تم تثبيتُها بعدة ضربات نوعية أسفرت عن تعطيلاتٍ متكرّرة لحركة المطار، وإجبار العديد من الرحلات على تحويل مسارها وتأخير مواعيد هبوطها”.
وقد كشفت تقاريرُ عبرية في مارس أن شركات الطيران الأجنبية عقدت اجتماعاتٍ طارئةً في سياق الاستعداد للاستجابة لتحذيرات القوات المسلحة اليمنية، خُصُوصًا في ظل فشل الدفاعات الصهيونية في تأمين الأجواء، الأمر الذي وضع كيانَ العدوّ مجدّدًا على شفا الأزمةِ الكبيرة التي عانى منها بشدة قبل وقفِ إطلاق النار في غزة، حَيثُ أوقفت شركاتُ الطيران الأجنبية عملَها في كيان العدوّ لأشهر ورفضت العودةَ في ظل استمرار الحرب؛ ما كبَّدَ العدوَّ خسائرَ كبيرة وجعله معزولًا عن العالم بشكل غير مسبوق.
ويشير هذا الواقعُ إلى أن جبهةَ الإسناد اليمنية لغزةَ قد تمكّنت من مضاعَفةِ الضغوط الاقتصادية على العدوّ، حَيثُ يُضَافُ استهدافُ حركةِ النقل الجوي في مطار “بن غوريون” إلى الحصار البحري القائم منذ نوفمبر 2023، والذي أكّـدت وسائلُ إعلام عبرية الأسبوعَ الماضيَ أن تأثيراتِها لا تزال مُستمرّة، حَيثُ يواصلُ ميناء أُمِّ الرشراش المحتلّة (إيلات) مراكَمةَ الخسائر شهريًّا؛ بسَببِ توقف حركته تمامًا، مع احتدام الخلافات بين إدارته وبين حكومة العدوّ على النفقات، فيما يقر قطاع الشحن باستمرار ارتفاع أسعار النقل البحري إلى موانئ العدوّ نتيجةَ إغلاق البحر الأحمر أمام الملاحة الصهيونية، وكذلك استمرار تأخر الشحنات البحرية نتيجةَ اضطرار السفن إلى الإبحار حول إفريقيا، مع إحجام الكثير من الشركات عن نقل البضائع إلى كيان العدوّ.
كل هذا يثبت أن جبهةَ الإسناد اليمنية لا تزال تملِكُ زِمامَ تصعيد حجم وتأثير انخراطها في الصراع برغم تحدياتِ الجغرافيا والإمْكَانات والعدوان الأمريكي والحصار المُستمرِّ على اليمن منذ عشر سنوات، وهو ما يعزّزُ مؤشراتِ بروز تطوُّراتٍ جديدةً خلال المرحلة المقبلة فيما يتعلَّقُ بقدراتِ وتكتيكاتِ ومساراتِ نشاط الجبهة اليمنية بما يوسِّعُ نطاقَ وتأثيرَ الضغوط الاقتصادية والأمنية على كيان العدوّ.
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: الطیران الأجنبیة الإسناد الیمنیة شرکات الطیران کیان العدو بن غوریون
إقرأ أيضاً:
وسائل الإعلام اليمنية تدين الجريمة الصهيونية بحق الإذاعة والتلفزيون الإيراني
يمانيون |
أدانت مؤسسات وهيئات إعلامية يمنية العدوان الصهيوني الغادر الذي استهدف مبنى هيئة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية في العاصمة طهران، والذي أدى إلى استشهاد وإصابة عدد من الإعلاميين، معتبرة هذا الهجوم جريمة حرب موصوفة وانتهاكاً صارخاً لحرية الإعلام ومحاولة فاشلة لإخماد صوت المقاومة والتصدي للهيمنة الصهيونية والأمريكية في المنطقة.
ففي بيان شديد اللهجة، أعربت وزارة الإعلام في حكومة التغيير والبناء بصنعاء عن استنكارها الشديد لهذا الاستهداف الإجرامي، مؤكدة أن ما ارتكبه كيان العدو الصهيوني بحق الإعلام الإيراني يمثل امتداداً لعدوانه المتصاعد على الجمهورية الإسلامية الإيرانية، واعتداءً سافراً على الحق الإنساني في التعبير عن الرأي وفضح جرائم الاحتلال في فلسطين والمنطقة.
وقالت الوزارة في بيانها إن هذا العمل الجبان “محاولة يائسة لإسكات صوت الشعب الإيراني الحر والمستقل، الرافض للهيمنة الأمريكية والصهيونية، والمؤمن بعدالة القضية الفلسطينية”. وأكدت تضامنها الكامل مع الإعلام الإيراني والعاملين في هيئة الإذاعة والتلفزيون، مشيدة بصمودهم وببسالتهم في أداء واجبهم المهني والرسالي، ووجهت تعازيها لأسر الشهداء وتمنياتها بالشفاء العاجل للجرحى.
ودعت الوزارة كافة الاتحادات الإعلامية الدولية والمنظمات المدافعة عن حرية الصحافة إلى تحمّل مسؤولياتها الأخلاقية والإنسانية، وإدانة هذا العدوان السافر، والمطالبة بتقديم قادة العدو الصهيوني للعدالة الدولية، باعتبارهم مسؤولين عن استهداف الإعلام الحر وقتل الصحفيين.
من جانبها، أدانت المؤسسة اليمنية للإذاعة والتلفزيون بشدة هذا الهجوم الصهيوني، مؤكدة في بيان رسمي أن استهداف الإعلام الإيراني “يكشف إفلاس العدو وفشله أمام الكلمة الصادقة والصوت المقاوم”، وأنه “دليل على أهمية الإعلام المقاوم في كشف جرائم الاحتلال والتصدي لأكاذيبه”.
وأضاف البيان أن “استهداف مبنى التلفزيون الإيراني ليس سوى محاولة فاشلة لإسكات صوت الحق، لكنه لن يزيد الإعلاميين الأحرار إلا إصراراً وثباتاً”، داعياً إلى تضامن إعلامي عربي وإسلامي واسع في مواجهة هذه الجريمة.
وفي السياق ذاته، أعربت مؤسسة سام للبث الإذاعي والتلفزيوني عن إدانتها الكاملة للعدوان الصهيوني على مقر الإذاعة والتلفزيون الإيراني، واعتبرته “جريمة حرب واعتداءً صارخًا على حرية الإعلام وحق الشعوب في التعبير”، مؤكدة وقوفها الكامل إلى جانب الجمهورية الإسلامية الإيرانية، شعباً وجيشاً وقيادة، في وجه هذه الاعتداءات الغادرة.
وفي بيان منفصل، أكدت الهيئة الإعلامية لأنصار الله أن الجريمة الصهيونية باستهداف الإعلام الإيراني لن تُضعف صوت المقاومة، بل ستزيده قوة وتصميماً، مشيرة إلى أن دماء الإعلاميين الشهداء “ستكون وقودًا لمواصلة الصمود الإعلامي في مواجهة العدوان الأمريكي الصهيوني”.
وأضافت الهيئة: “إن استهداف الإعلام الإيراني يمثل امتداداً لمسلسل طويل من الجرائم بحق الإعلاميين، بدأ من غزة إلى لبنان واليمن، ويؤكد الطبيعة الإجرامية لهذا الكيان العاجز عن مواجهة الكلمة الحرة إلا بالقصف والتدمير”.
أما اتحاد الإعلاميين اليمنيين فقد وصف في بيانه الاستهداف بأنه “جريمة ضد حرية الصحافة وامتداد لحرب الإبادة التي يشنها العدو الصهيوني على الكلمة الحرة، ومحاولة يائسة لإسكات الإعلام المقاوم وطمس الحقيقة”.
وأكد الاتحاد تضامنه الكامل مع الزملاء الإعلاميين في إيران، مثمناً صمودهم المهني وحرصهم على نقل الحقيقة رغم التهديدات والهجمات. كما دعا الاتحادات والمؤسسات الإعلامية في العالم العربي والإسلامي إلى تحرك عملي وجاد لإدانة هذا التصعيد، واتخاذ خطوات فعلية لوقف العدوان على الإعلاميين والمنشآت الإعلامية.
ويعكس هذا الإجماع الإعلامي اليمني على إدانة العدوان عمق الارتباط الأخلاقي والمبدئي بين الإعلام المقاوم في صنعاء وطهران، ويؤكد أن الكلمة الصادقة أصبحت هدفًا مباشرًا للمحور الصهيوني الأمريكي، الذي لم يعد يحتمل صوتًا يعريه ويكشف بشاعة جرائمه.. وفي ظل استمرار العدوان، تتعاظم أهمية تضامن الإعلام الحر والملتزم بقضايا الشعوب، ليكون صوتًا واحدًا في معركة الصمود والمواجهة الكبرى.