عربي21:
2025-08-12@21:11:00 GMT

الغارديان: إسرائيل تخوض حربا في غزة لإسكات الصحفيين

تاريخ النشر: 12th, August 2025 GMT

الغارديان: إسرائيل تخوض حربا في غزة لإسكات الصحفيين

قالت صحيفة "الغارديان" البريطانية إن قتل الصحفيين الفلسطينيين ومنع المراسلين الأجانب من تغطية أحداث غزة ليسا مجرد نتائج جانبية للحرب، بل جزء من "حرب أخرى" يشنها الاحتلال الإسرائيلي بهدف السيطرة على الرواية، إلى جانب حملتها العسكرية. 

وأكدت أن الصحفيين المحليين والمؤثرين على مواقع التواصل الاجتماعي، الذين يوثقون المجاعة والقتل الجماعي وجرائم الحرب، يتعرضون للقتل والتكميم في إطار سياسة منهجية.



وأوضحت الصحيفة أن هؤلاء الصحفيين يُعتبرون من الناحية النظرية  مدنيين محميين بموجب القانون الدولي، لكن هذه الحماية ظلت حبراً على ورق في غزة، التي تصفها لجنة حماية الصحافيين بأنها أخطر مكان في العالم على العمل الإعلامي. 

فخلال 22 شهراً من الحرب، قُتل أكثر من 180 صحافياً فلسطينياً، بينهم 26 على الأقل في عمليات اغتيال مستهدفة، كان آخرهم مراسل قناة الجزيرة أنس الشريف (28 عاماً)، الذي قتل مساء الأحد الماضي في مقر مؤقت لغرفته الإخبارية قرب مستشفى، مع أربعة من زملائه.

وترى منظمات حرية الصحافة أن هذه الاغتيالات جزء من حملة ترهيب تستهدف منع نقل التقارير المستقلة، فيما يبرر الاحتلال الإسرائيلي هذه العمليات باتهامات غير مثبتة بأن المستهدفين كانوا "مقاتلين سريين" في صفوف حماس. 

ومع منع وسائل الإعلام الدولية المستقلة من دخول غزة، يكتسب دور الصحفيين الفلسطينيين أهمية بالغة، إذ إن عدداً محدوداً من المراسلين الأجانب تمكنوا من دخول القطاع، لكن تحت إشراف وحراسة جيش الاحتلال الإسرائيلي.

ونقلت الغارديان عن جودي غينسبيرغ، الرئيسة التنفيذية للجنة حماية الصحفيين، قولها: "لا شك لدي في أن منع الوصول الدولي، وقتل الصحفيين، واستهداف المنشآت الإعلامية، ومعاقبة وسائل إعلام إسرائيلية مثل هآرتس، كلها جزء من استراتيجية إسرائيلية متعمدة لإخفاء ما يحدث داخل غزة".

وأشارت الصحيفة إلى أن القيود الإسرائيلية طالت حتى طواقم الأخبار الدولية. ففي حادثة حديثة، غطّى فريق من هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) عملية إسقاط مساعدات إنسانية على غزة من طائرة عسكرية أردنية، لكن السلطات الإسرائيلية منعتهم من تصوير مشاهد الدمار الذي خلفته العمليات العسكرية. 

وقالت غينسبيرغ: "شهدنا مثالاً على السماح بتصوير مشاهد انتقائية مثل عمليات الإنزال، لكن ليس ما خلّفته الحملة العسكرية من دمار".


وأضافت الصحيفة أن أنس الشريف، الذي كان من أبرز الصحفيين العاملين في غزة، تصدّر عناوين الأخبار في تموز/يوليو الماضي عندما انهار على الهواء أثناء تغطيته لمشهد الجوع في القطاع، حيث شجعه المارة على الاستمرار لأنه كان "صوت غزة". 

وبعد أيام، جدّد متحدث عسكري إسرائيلي اتهاماته الموجهة للشريف، والتي ظهرت أول مرة عام 2024، متهمًا إياه بالمشاركة في "حملة حماس الكاذبة للتجويع" وتزييف مشاهد المجاعة.

وحذّرت لجنة حماية الصحفيين حينها من أن هذه المزاعم الإسرائيلية تعد بمثابة "تهديد مباشر بالقتل"، فيما قالت سارة القضاة، المديرة الإقليمية للجنة آنذاك: "تمثل هذه الاتهامات التي لا أساس لها من الصحة محاولة لاختلاق مبرر لقتل الشريف". 

وأضافت: "هذه ليست المرة الأولى التي يستهدف فيها الجيش الإسرائيلي الشريف، لكن الخطر على حياته أصبح الآن أكبر من أي وقت مضى".

وبحسب الغارديان، كان الشريف يتوقع مقتله، إذ نشر على مواقع التواصل الاجتماعي رسالة قال فيها: "إذا وصلتكم هذه الكلمات، فاعلموا أن إسرائيل نجحت في قتلي وإسكات صوتي". 

وبعد اغتياله، نشر الاحتلال الإسرائيلي ملفاً وثائقياً قالت إنها عثرت عليه في غزة يربطه بحماس، لكن هذه الوثائق تنتهي في عام 2021، أي قبل عامين من الحرب، ولا تتناول عمله الإعلامي المستمر. 

وترى الصحيفة أن الجمع بين عمله كواحد من أبرز الصحفيين الميدانيين وعضويته في خلية عسكرية أمر شبه مستحيل، خاصة أن غزة تعد من أكثر المناطق الخاضعة للمراقبة على وجه الأرض.

وفي واقعة مشابهة، نشر الاحتلال وثيقة تزعم أن الصحفي إسماعيل الغول كان عضواً في حماس وحصل على رتبة عسكرية، رغم أن عمره آنذاك لم يتجاوز عشرة أعوام، ما اعتبرته الصحيفة دليلاً على ضعف ومفارقة هذه الاتهامات.

وأكدت الغارديان أن الأدلة التي قدمها الاحتلال في هذه القضايا متناقضة وغير مقنعة، مشيرة إلى أنها تكشف عن مخاوف تل أبيب من ضغوط الحلفاء الغربيين، وسعيها إلى إظهار حد أدنى من الالتزام بالقانون الدولي، ولو شكلياً.

وأشارت إلى أن الاحتلال الإسرائيلي لم يقدم حتى الآن أي تفسير لمقتل زملاء الشريف الأربعة، وهم مدنيون محميون قُتلوا في مكان عملهم. 

وقالت غينسبيرغ: "ما يثير دهشتي هو أنهم لم يحاولوا حتى تبرير هذه الاغتيالات. أعتقد أن الهدف هو إرسال رسالة ترهيب واضحة، مفادها أن إسرائيل قادرة على فعل ما تشاء دون أن يتحرك أحد". 

وأضافت: "إذا كنا الآن في مرحلة يمكن فيها استهداف طاقم إخباري بأكمله بهذه الوقاحة، فماذا يعني ذلك لسلامة باقي الصحفيين العاملين في غزة؟ من التالي؟".


كما نقلت الصحيفة عن المؤرخ الفرنسي جان بيير فيليو، الذي حصل على تصريح نادر لدخول غزة لإجراء بحث أكاديمي خلال الحرب، قوله إنه خرج من تجربته الميدانية مقتنعاً بأن إسرائيل تحاول إسكات كل أشكال التقارير المستقلة من داخل القطاع. 

وأضاف فيليو في مقابلة مع صحيفة هآرتس: "الآن أفهم لماذا تمنع إسرائيل الصحافة الدولية من الوصول إلى هذا المشهد المرعب"، مؤكداً: "على الرغم من أنني زرت العديد من مناطق الحروب من أوكرانيا إلى أفغانستان وسوريا والعراق والصومال، إلا أنني لم أشهد، ولن أشهد، شيئاً مماثلاً لما رأيته في غزة".

وبحسب الغارديان، فإن المشهد في غزة يعكس بوضوح أن الحرب التي يخوضها الاحتلال الإسرائيلي ليست فقط على الأرض، بل على الوعي العالمي أيضاً، حيث تُستخدم الاغتيالات والقيود الإعلامية كسلاح لإعادة صياغة الرواية وتغييب الحقائق.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة عربية صحافة إسرائيلية الصحفيين الفلسطينيين المراسلين غزة الجزيرة فلسطين غزة الجزيرة صحفيين مراسلين صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الاحتلال الإسرائیلی فی غزة

إقرأ أيضاً:

حماية الصحفيين: ندين قتل الصحفيين الفلسطينيين ونطالب بحملة دولية لملاحقة قادة الاحتلال الإسرائيلي

صراحة نيوز-دان مركز حماية وحرية الصحفيين اغتيال الاحتلال الإسرائيلي لفريق قناة الحزيرة المكون من: المراسلين الصحفيين؛ أنس الشريف، ومحمد قرقيع، ومصوري القناة؛ ابراهيم ظاهر ومحمد نوفل، بالإضافة إلى صحفيين آخرين كانا في الخيمة المستهدفة، وهم: محمد الخالدي، ومؤمن عليوه.

وقال “حماية الصحفيين” في بيان صادر عنه “تستمر إسرائيل في جريمة قتل الصحفيين، وهدفها قتل الشهود على الحقيقة، وسعيها للتعتيم على حرب الإبادة، والمذابح التي ترتكبها يوميا”.

واستنكر “حماية الصحفيين” الاتهامات الملفقة التي نشرها جيش الاحتلال والتي تدعي أن الصحفي الشجاع أنس الشريف “إرهابي يتنكر بزي صحفي في قناة الجزيرة”.

وأشار إلى أن أكاذيب الاحتلال لم تعد تنطلي على أحد، والعالم يرى كل يوم قتل الأطفال والنساء، وتجويع الناس، من أجل إجبارهم على الرحيل عن بلادهم، والخضوع للتهجير القسري.

ونبه مركز حماية وحرية الصحفيين إلى حملة التحريض، والتهديد التي شنها الاحتلال الإسرائيلي ضد الإعلامي أنس الشريف، ووصفها بأنها حملات ممنهجة تمهد لاستهداف الصحفيين، وقتلهم، مارسها جيش الاحتلال مرارا قبل ذلك.

وطالب حماية الصحفيين دول العالم بالتحرك العاجل لوقف المذبحة بحق الصحفيين، منوها إلى أن جيش الاحتلال قتل ما يزيد عن 230 صحفيا، وصحفية منذ بدء حرب الإبادة في السابع من أكتوبر عام 2023.

ودعا مؤسسات الأمم المتحدة، والمؤسسات الحقوقية الدولية والإقليمية إلى تكثيف جهودها لتوفير الحماية للصحفيين المنصوص عليها في القانون الدولي الإنساني، مبينا أن الصمت على ما يحدث تواطؤ، وإسهام في استمرار جريمة قتل الصحفيين.

وحث مركز حماية وحرية الصحفيين المؤسسات المدافعة عن حقوق الإنسان إلى إطلاق حملة دولية لملاحقة قتلة الصحفيين من قادة الاحتلال الإسرائيلي، ومطاردتهم قانونيا لجلبهم للعدالة، ومنع إفلاتهم من العقاب.

وأعلن “حماية الصحفيين” عن تضامنه الكامل مع الصحفيين في فلسطين، مقدما أصدق تعازيه إلى عائلات الصحفيين الضحايا، ومحبيهم أينما كانوا.

مقالات مشابهة

  • إندبندنت: اغتيال الشريف ورفاقه عملية برعاية إسرائيل تهدف لإسكات الحقيقة
  • إندبندنت: اغتيال الشريف ورفاقه عميلة برعاية إسرائيل تهدف لإسكات الحقيقة
  • الغارديان: قرار نتنياهو باحتلال غزة يحقق حلمه العقائدي بإقامة دولة إسرائيل الكبرى
  • حماية الصحفيين: ندين قتل الصحفيين الفلسطينيين ونطالب بحملة دولية لملاحقة قادة الاحتلال الإسرائيلي
  • أنس الشريف ومحمد قريقع| إسرائيل تواصل استهداف الصحفيين في غزة.. وهذه لحظاتهما الأخيرة
  • الجزيرة: اغتيال أنس الشريف وزملائه محاولة لإسكات الأصوات
  • العربية لحقوق الإنسان: اغتيال الشريف جريمة إسرائيلية ممنهجة لإسكات الحقيقة
  • ارتفاع عدد ضحايا القصف الإسرائيلي على خيمة الصحفيين في غزة
  • استشهاد أنس الشريف مراسل غزة خلال قصف الاحتلال خيمة الصحفيين