صحيفة الاتحاد:
2025-05-17@10:48:31 GMT

فنانون: فكرة رائدة وانفتاحٌ على الثقافات

تاريخ النشر: 13th, April 2025 GMT

فاطمة عطفة
يمثل إصدار حكومة دولة الإمارات، في نوفمبر الماضي، مرسوماً بقانون اتحادي لتمكين قطاع الفنون، عبر تنظيم عمل المؤسسات الفنية التي لا تهدف لتحقيق الربح من أعمالها وأنشطتها الإبداعية، وتوفير مجموعة من المزايا لقطاع الفنون والمبدعين، دعماً وتحفيزاً كبيرين لقطاع الفنون، حيث يهدف المرسوم بقانون إلى تعزيز البيئة الفنية الحاضنة للفنون، وتشجيع الإنتاج الفني للأفراد المبدعين واستقطاب الموهوبين والفنانين، وتحفيز اقتصاد الصناعات الإبداعية، إضافة إلى خلق مظلة تشريعية وسياسات عامة موحدة لتنظيم أنشطة المؤسسات الفنية على مستوى الدولة، وإرساء قيم التعايش والانفتاح على الثقافات، من خلال المنتجات الفنية والإبداعية.

يقول الفنان محمد الاستاد لـ «الاتحاد»، إن الدولة تسعى جاهدة للتأكيد على أهمية الفنون بشتى أنواعها، والتي تخدم القطاع الثقافي والفني والأدبي في الدولة، وتعبر عن عمق تلك التجارب للأفراد في كل مجال، كما أنها تحاول أن تجد السبل المثلى، وتوفر الممكنات للارتقاء بهذه الفنون وممارسيها، ومن ثم يتم تمثيل الدولة في المحافل العربية والعالمية. لذلك، تجيء مثل هذه القرارات التي سيكون لها مردود إيجابي كبير. 
 ويضيف: «الهدف الأساسي هو استقطاب الموهوبين والمبدعين، والعمل على تطويره قدراتهم ومهاراتهم من خلال الدورات والورش الفنية المحلية والعالمية، وإقامة المعارض الفنية لهم، فردية وجماعية، إضافة إلى إجراء مسابقات ذات قيمة عالية، ومن المفترض أن تكون بمثابة (الفلتر) لانتقاء الفنانين الحقيقيين، وتقييم المستويات، وإعطاء اسم فنان لمن يستحق، وكذلك خلق جسور التواصل بين الفنانين محلياً وخليجياً وعربياً وعالمياً لتبادل الخبرات، ومن ثم تقوية الروابط الإنسانية والمعرفية بين البشر».
ويؤكد الأستاد أن السؤال المطروح: هل هناك نتائج حقيقية متطورة في كل عام؟ وكيف يتم قياسها؟ ويرى أن تتم إعادة النظر في الجمعيات والمراكز الفنية الموجودة وإنجازاتها، قبل أن يتم إنشاء غيرها.. وإذا تمت إدارة تلك الجهات بشكل احترافي صادق، فالأكيد أنها فعلاً ستكون جهات حاضنة ومنتجة، وستساهم كثيراً في تطور المحفل الفني والثقافي والأدبي.
ثقافة فنية
بدورها، تقول الكاتبة والفنانة هدى سعيد سيف: هذه المؤسسات الفنية هي منظمات غير ربحية أو جمعيات أهلية، وهي منظمات معفاة من الرسوم، ولكنها تساعد الفرد المنتفع من خدماتها على بناء مشروع ربحي، على سبيل المثال لدي طموح عمل مجلس المرأة الإماراتية للفنون المعاصرة، يمكن من خلاله تقديم ورش ودورات مجانية. وتضيف: الهدف الأساسي من المؤسسات غير الربحية هو إتاحة الفرص أمام الفنان الإماراتي لبناء ثقافة فنية، وإيجاد ذائقة فنية تثري المجتمع الإماراتي.

أخبار ذات صلة «الفجيرة الدولي للمونودراما».. منصة عالمية لمسرح «الممثل الواحد» الإمارات «رحلة ملهمة» في اليابان

وترى الفنانة هدى سعيد سيف، من وجهة نظرها، أن الفن توقف عند جيل الثمانينيات على الرغم من الجهود المبذولة والمؤسسات الداعمة للفن، فهناك أسماء فنية تتكرر في المحافل الدولية، وقد زادت الحاجة لأعمال فنية معاصرة. مضيفة أن دولة الإمارات خطت خطوات عملاقة بالمشاركة في بيناليات عالمية، أهمها بينالي البندقية، وهنا تأتي أهمية المؤسسات الفنية غير الربحية لإيجاد روح الفن الأصيل، وإثراء المشهد الفني بالتنوع. هذه المؤسسات الفنية غير الربحية تحتاج إلى حاضنة تتمثل في توفير دعم أولي للفنان، فهو يحتاج إلى تكاتف «الغاليريات» للتطوع بتقديم خدمة مجانية تتمثل في ورش عمل ودورات تدريب وندوات مجانية، مثل الدور الذي قام به مسرح الشباب للفنون.

فكرة رائدة
أما الفنانة خلود الجابري، فترى أن هذا المرسوم فكرة رائدة، وسوف يتيح للفنانين الرواد والشباب تأسيس مؤسسات فنية غير ربحية، مما يفتح المجال أمام مجموعة واسعة من الأنشطة الفنية التي يطمح لها الفنانون، وعرض الأعمال الفنية الابتكارية الأخرى بوجود حرية في فكرة ومساحة العرض، كما أنه يسهم في تعزيز البيئة الفنية، وتشجيع الإنتاج الفني للأفراد المبدعين والموهوبين، وإرساء قيم التعايش والانفتاح على الثقافات من خلال المنتجات الفنية والإبداعية المحلية لتصل للعالمية، كما يسمح بتحفيز الاقتصاد الإبداعي من خلال توظيف الإبداع والفنون لدفع عجلة التنمية الاقتصادية، وإيجاد فرص عمل من خلال هذه المؤسسات.
 وتضيف الجابري أن هذه المؤسسات سوف تزيد في عدد المعارض الفنية في الإمارات، مما سوف يتيح الفرص للفنانين الواعدين لعرض أعمالهم الفنية، كما أنها ستؤدي إلى تنشيط الفنانين في الإمارات العربية، وتشجعهم على إنتاج أعمال فنية جديدة ومبتكرة، إضافة إلى أنها تساعد في تنشيط فكرة الاقتناء من الأعمال الفنية في الإمارات، وهذا سوف يشجع الفنانين على إنتاج أعمال فنية مبتكرة وعالية الجودة، ويؤدي إلى زيادة الطلب على الأعمال الفنية في الدولة.
ومن الفوائد الإيجابية في نظر الفنانة الجابري، أن المرسوم يؤدي إلى زيادة المشاركة في الحراك الفني في الإمارات، وسوف يتيح الفرص للفنانين للتعاون مع بعضهم بعضاً، وتعزيز الفنون في الدولة، والعمل في مجموعات، مما يتيح لهم فرص تبادل الخبرات واكتساب المهارات وتطوير أدواتهم واكتشاف موهوبين. لكن الفنانة تشير إلى أن هناك مخاوف من أن يُستغل ذلك لأغراض تجارية، حيث قد يلجأ بعض الأفراد غير المتخصصين إلى إنشاء مؤسسات فنية غير ربحية بهدف تحقيق مكاسب مالية من خلال مشاريع فنية بغرض الربح أو تحقيق الشهرة. لذلك، من المهم أن يتم تطبيق هذا المرسوم بشكل صحيح، مع ضمان أن يتم استخدام المؤسسات الفنية غير الربحية لأغراضها المحددة، وهي تعزيز الفنون والثقافة في الإمارات العربية المتحدة.
ولاستبعاد أي خوف محتمل، ترى الفنانة خلود أن تخضع الموافقات لتأسيس مؤسسات لشروط مدروسة، ويفضل أن تكون هنالك لجنة من الفنانين المتخصصين والقانونيين وأصحاب الخبرات من الفنانين ممن لهم خبرة طويلة في الوسط الفني منذ البدايات للتقصي وتقييم واستحقاق المتقدمين بشكل عادل وحيادي. وهذا سيساعد في ضمان أن يتم نجاح استخدام المؤسسات الفنية غير الربحية لأغراضها المحددة. وتؤكد الفنانة الجابري أن القيادة الرشيدة تسعى وتحرص دائماً على تعزيز الفنون والثقافة في الإمارات العربية المتحدة، وتعمل على توفير الدعم اللازم للفنانين والمؤسسات الفنية.

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: خلود الجابري الإمارات الفنون الثقافة المرأة الإماراتية هذه المؤسسات فی الإمارات من خلال أن یتم

إقرأ أيضاً:

فنانون يجسدون شعار من النقش إلى الكتابة في معرض الدوحة الدولي للكتاب

في قاعة مميزة من قاعات النسخة الـ34 من معرض الدوحة الدولي للكتاب، المقام بمركز الدوحة للمعارض والمؤتمرات تحت شعار "من النقش إلى الكتابة"، تتوسط هضبة صخرية بنية اللون مرصعة بنقوش أثرية قديمة، محاطة بأحجار منقوشة بدقة، وآلات طباعة تعود إلى القرن الماضي، إلى جانب حاسوب لوحي ذكي يعمل عليه فنان شاب لإنتاج إحدى إبداعاته الرقمية، في مشهد بصري متكامل يجسّد الرحلة الحضارية للكتابة من بداياتها الأولى إلى آفاقها التكنولوجية المعاصرة.

ويأتي هذا العرض ضمن جهود المنظمين لتحفيز زوار المعرض على استكشاف تطور الكتابة، لا سيما في السياق المحلي القطري، بدءا من النقوش الصخرية في منطقة الجساسية، وصولا إلى فنون الخط العربي والكتاب المطبوع، ومن ثم المنصات الرقمية المعاصرة.

ويعكس الشعار "من النقش إلى الكتابة" مكانة القلم في الحضارة الإسلامية، ودور المسلمين في تعزيز العلوم عبر التأليف والتدوين. كما يؤكد على أن دولة قطر كانت ولا تزال جزءا فاعلا في هذه المسيرة، حيث يعود أقدم توثيق كتابي في البلاد إلى النقوش الصخرية المكتشفة في الجساسية والشمال، والتي شكلت أداة تواصل بصري مبكر مع البيئة والثقافة المحيطة.

View this post on Instagram

A post shared by وزارة الثقافة (@moc_qatar)

وفي مراحل لاحقة، تطور الخط العربي على يد أعلام مثل الخطاط الشيخ أحمد بن راشد بن جمعة المريخي، لا سيما في مدينة الزبارة، التي كانت مركزا علميا بارزا. كما يلقي الشعار الضوء على الدور الريادي للشيخ المؤسس جاسم بن محمد بن ثاني، طيب الله ثراه، الذي أطلق قوافل كتب مطبوعة من لوسيل إلى المناطق المجاورة في سعيه لنشر المعرفة.

إعلان

وقد أثّرت هذه المراحل التاريخية في تنمية الذائقة الجمالية للخطاطين العرب الذين حولوا الخط العربي إلى عنصر أساسي في الهوية الثقافية، مزجوا فيه بين الجماليات الفنية والفكر التجريدي الإسلامي، ما جعله مصدر إلهام مستمر للمبدعين في مختلف المجالات.

وفي سياق هذه الرؤية، يشارك الفنان القطري فهد المعاضيد يوميا في جناح الفنون التشكيلية داخل المعرض، حيث يجلب صخورا من الشمال والجساسية وينقش عليها باستخدام تقنيات حديثة، منتجا أيقونات فنية تُعرض مباشرة أمام الزوار. وأوضح المعاضيد في تصريح خاص لـ"قنا" أن الجناح صُمم ليحاكي بيئة المناطق الصخرية في الزبارة وعين محمد وأم تثنتين، حيث توجد نقوش بشرية تعود لآلاف السنين لم تُفك رموزها بعد.

جناح الفنون التشكيلية داخل معرض الدوحة الدولي للكتاب (قنا)

وأشار إلى أن الزوار يمكنهم، في جولة قصيرة لا تتجاوز نصف ساعة، التفاعل مع تطور الكتابة منذ العصر الحجري حتى الحاضر، عبر مشاهد حيّة لتقنيات النقش القديمة، وأدوات الكتابة كالريشة وأوراق البردي، وآلات الطباعة الكلاسيكية، وصولا إلى الحواسيب والأجهزة اللوحية الذكية.

وبيّن المعاضيد أن الصخور تُنتقى بعناية حسب طبيعتها الفيزيائية، حيث تُفضّل الأحجار القابلة للنقش، في حين تُستبعد الصخور الصلصالية الهشة لسهولة تكسرها.

وعلى الجانب الآخر من الجناح، يمارس فنانون آخرون الرسم الحي أمام الجمهور، من بينهم الخطاط عيسى الفخرو، الذي يوثّق أسماء الزوار بخط عربي تقليدي باستخدام قلم خشبي، في لوحة فنية تخلّد لحظة زيارتهم لهذا المحفل الثقافي.

الخطاط عيسى الفخرو يوثّق أسماء الزوار بخط عربي تقليدي باستخدام قلم خشبي (قنا)

وقال الفخرو في تصريح لـ"قنا" إن هذا الجناح يمثّل التطبيق الأجمل لشعار المعرض، إذ يسهم كل فنان في تقديم أعمال تعبّر عن حقبة زمنية محددة من تطور الكتابة. وأكد أن الخط العربي يتميّز بجاذبية خاصة، وهو ما يفسّر الطوابير الطويلة التي ينتظر فيها الزوار كتابة أسمائهم بهذا الفن الأصيل.

وفي تعبير آخر عن روح المعرض، قدّم الفنان عيسى الملا أعمالا فنية استلهمها من البيئة البدوية، مستخدما تقنية إعادة التدوير، في تجسيد حيّ لأزياء البادية وزخارفها، مستلهما ألوان "السدو" التقليدية.

أما الفنانة وضحى السليطي، فقد مزجت الخط العربي بالتصميم المعاصر في العباءة القطرية، ساعية إلى توثيق الهوية الثقافية من خلال الزخارف المميزة التي تزين هذه الملابس التقليدية. وقالت إنها تعمل على تطوير مشروعها الفني بإدماج الخط العربي في الكتب والمعلقات واللوحات الفنية.

إعلان

ويواصل معرض الدوحة الدولي للكتاب إبهار زواره حتى السبت المقبل، عبر برنامج غني بالعروض الثقافية والبصرية والتفاعلية التي تحتفي بجماليات الحرف العربي، وتستحضر رحلة الكتابة من الحجر إلى الشاشة، في تجربة تجمع بين التراث والحداثة.

مقالات مشابهة

  • الإمارات... مبادرات رائدة لحماية الشعاب المرجانية وزيادة مساحتها
  • وزير الخارجية الإماراتي يتحفظ تجاه فكرة الثقة بالرئيس السوري.. سابقة لأوانها
  • الإمارات.. مبادرات رائدة لحماية الشعاب المرجانية وزيادة مساحتها
  • جناح الإمارات بموسم طانطان يبرز الموروث الثقافي والتراثي للدولة
  • «جناح الإمارات» يبرز الموروث الثقافي في «موسم طانطان»
  • الزراعة تصدر 7 موافقات فنية لإقامة مشروعات ثروة حيوانية وداجنة جديدة
  • فنانون يجسدون شعار من النقش إلى الكتابة في معرض الدوحة الدولي للكتاب
  • دار الارتقاء تعزز ثقافة الفنون في محافظة الداخلية
  • تغييرات فنية.. تعرف على قرارات مجلس إدارة الاتحاد المصري للسلة
  • عبدالله آل حامد يلتقي رؤساء تحرير المؤسسات الإعلامية المحلية