موقع 24:
2025-07-29@17:00:49 GMT

بوتين يخطّط لحرب طويلة وعلى أمريكا الاستعداد

تاريخ النشر: 25th, August 2023 GMT

بوتين يخطّط لحرب طويلة وعلى أمريكا الاستعداد

رأت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية أن التاريخ سيتذكر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بأنه تسبب بنحو نصف مليون ضحية، بينهم 200 ألف قتيل- في حصيلة مرعبة للمذبحة التي ارتكبها بغزوه لأوكرانيا. والتقديرات، التي أوردها مسؤولون أمريكيون، هي نتيجة الحرب التي تدخل شهرها الـ18 هذا الأسبوع. ومن المؤكد أن الأرقام ستتصاعد.

على حلفاء كييف أن يدرسوا تقديم ترتيبات أمنية لمرحلة ما بعد الحرب


وتقول "واشنطن بوست" إنه لا تلوح في الأفق نهاية للنزيف، والدعوات إلى حل تفاوضي هي مجرد أمنيات في هذه المرحلة. وفي الوقت الذي يستثمر بوتين في اقتصاد الحرب، فإنه لا يظهر علامات على تخليه عن أحلامه بأمجاد امبراطورية روسية جديدة.
هذه الحقيقة القاسية تترك الولايات المتحدة وحلفاءها الأوروبيين أمام خيارات قليلة، لا سيما أن الهجوم العسكري الطاحن الذي شنته أوكرانيا في أوائل يونيو (حزيران)، لم يحقق هدفه في طرد القوات الروسية، المتخندقة بعمق على طول أميال من الخطوط الدفاعية خلف أكبر حقول ألغام على وجه الأرض، ويحتفظ الروس بنحو 18 في المائة من الأراضي الأوكرانية.

https://t.co/2gehCFBEvW

«Part of laying the groundwork for a sustained commitment to Ukraine will be for Western leaders to explain to their voters why it is necessary».

— Mykola Bielieskov (@MBielieskov) August 24, 2023


واستناداً إلى تقرير نشرته "واشنطن بوست" مؤخراً، توصل مسؤولو الاستخبارات الأمريكيون إلى تقويم، بأنه لن يكون في استطاعة كييف تحقيق هدفها الرئيسي هذه السنة، ألا وهو تأمين اختراق جنوباً عبر خطوط العدو حتى بحر آزوف. والفكرة كانت قطع الممر البري الذي يصل روسيا بشبه جزيرة القرم، التي ضمتها روسيا بوجه غير شرعي عام 2014.
وتلفت الصحيفة إلى أن تقويمات الإستخبارات الأمريكية كانت خاطئة في الماضي، خصوصاً لجهة المبالغة في تقدير فاعلية الجيش الروسي وعجز قيادته السياسية، وكذلك في التقليل من عزم أوكرانيا على إيجاد حيل في الميدان. وتفيد التقارير من الخطوط الأمامية ومن المدونين العسكريين الروس، أن معنويات الأوكرانيين لا تزال عالية، وأن هذا أدى إلى جعل الجنود الروس الذين يعانون من فقر في خطوط الإمداد، في وضع يائس بشكل متزايد. وتواصل القوات الأوكرانية تحقيق مكاسب متواضعة على رغم التحدي الهائل في التقدم في أراضٍ محصنة جداً.

الأفضلية لروسية

ومع ذلك، لن يختفي التفاوت الواضح في هذا القتال. والأفضلية الهائلة لروسيا في السكان والقدرة على صنع السلاح، يعززها قرار بوتين تعبئة القوة الصناعية للبلد من أجل الصمود في حرب لا نهاية لها. وزاد الكرملين من حملاته الدعائية وقمع المنشقين السياسيين، مما أدى إلى التخلص من الآراء المناهضة للحرب. وتالياً، يمكن الحرب أن تستمر سنوات.
وعلى رغم أن الغرب قد أرسل كميات هائلة من المساعدات العسكرية، فإنه لم يزود قوات كييف في الوقت المناسب بمقاتلات متطورة وصواريخ بعيدة المدى ودبابات لطالما طالب بها المسؤولون الأوكرانيون. والآن فقط، بدأ الطيارون الأوكرانيون بالتدرب على مقاتلات إف-16 الأمريكية الصنع، التي طالب بها الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في الأشهر الأولى للحرب. ومن غير المتوقع تسليم الدفعة الأولى منها من ترسانات الدانمارك وهولندا إلا العام المقبل، وهو وقت متأخر جداً لتوفير غطاء جوي للقوات البرية في هجومها الحالي.
وفي مواجهة حرب استنزاف طويلة، يحتاج الرئيس الأمريكي جو بايدن والقادة الأوروبيون إلى استراتيجية ذات مسارين تشمل تخطيطاً على المستويين القريب والبعيد من أجل ضمان سيادة أوكرانيا وبقائها. والمسار القريب يعني مواصلة الدعم وفق ما تعهد حلفاء أوكرانيا الأساسيون. ومع صرف المساعدة الأمريكية الحالية هذا الخريف، طلب بايدن مساعدة إضافية عسكرية واقتصادية بـ24 مليار دولار، نصفها مخصص لأسلحة ومواد ومعلومات استخباراتية لدعم صمود قوات كييف.

NO. Joe Biden is wrong. The US should stop threatening Russia's border, end the #ukrainewar and repair ties with Russia and China. Refocus on #ClimateEmergency @POTUS "Putin plans for a long struggle in Ukraine. The U.S. needs to do the same." NO.https://t.co/MDWug8yZxh

— Milo Somers (@milo_somers) August 23, 2023


ويعد أمراً حاسماً قبول الكونغرس بهذا الطلب حتى ولو بدأ يبرز التوتر بشكل متزايد لدى جزء من الرأي العام الأمريكي، خصوصاً لدى الجمهوريين، حيال المساعدة العسكرية الأمريكية. وتؤيد غالبية من الحزبين في الكابيتول هيل فكرة أن حرب بوتين العدوانية لا تهدد فقط وجود أوكرانيا وطموحها إلى الانضمام إلى عائلة الحرية في العالم، والأمم الديمقراطية، وإنما تشكل تهديداً لحلف شمال الأطلسي الذي تقوده الولايات المتحدة. وفي حال تمكن بوتين من إخضاع أوكرانيا، فما من سبب يدعو للاعتقاد أن هدفه التالي لن يكون الدول الأعضاء الأخرى في الأطلسي على خط المواجهة، والتي تعتبر الولايات المتحدة أنها ملزمة بالدفاع عنها بموجب معاهدة الحلف-ليس بإرسال السلاح فقط وإنما بإرسال القوات.

نموذج كوريا الجنوبية

ومع أن عضوية أوكرانيا في الناتو، والتي من شأنها توفير الضمانة الأمنية المطلقة، ليست مطروحة في ظل حرب مستعرة، يتعين على حلفاء كييف أن يدرسوا تقديم ترتيبات أمنية لمرحلة ما بعد الحرب. وعندما تنتهي الحرب، يتعين على واشنطن التفكير بتطبيق نموذج التزامها حيال كوريا الجنوبية، كدولة حققت ازدهاراً، بما صب في مصلحة الولايات المتحدة والأمم الحرة، وذلك بعد عقود من المساعدة الأمنية الأمريكية الضخمة. ويمكن لمقاربة مشابهة أن تساهم في الاستقرار في أوروبا الشرقية.
إن أمل بوتين الوحيد في تحقيق الانتصار هو عبر وضع حد للمساعدة الغربية لأوكرانيا، وهو هدف سيعمل عليه دونالد ترامب إذا انتخب رئيساً مرة ثانية. وتفيد التجارب التاريخية بأن مكأفاة العدوان ستتسبب بتكرار التجربة. إن جزءاً مهماً من تمهيد الأرضية لدعم طويل متواصل لأوكرانيا يكمن في شرح القادة الغربيين لناخبيهم أهمية هذا الدعم.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان النيجر مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الملف النووي الإيراني الحرب الأوكرانية الولایات المتحدة

إقرأ أيضاً:

العقوبات الأمريكية ..حين تفلس الإمبراطوريات

 

في مشهد يعيد إلى الأذهان تقاليد الإمبراطوريات الغابرة عندما كانت تعاقب الشعوب لا لأنها ارتكبت جرمًا، بل لأنها تجرأت على قول “لا”، أعلنت وزارة الخزانة الأمريكية فرض عقوبات جديدة على ما أسمته “شبكة تهريب نفط مرتبطة بالحوثيين”، متحدثة عن كيانات وأفراد، وأموال، وشبكات، وحسابات، في نبرة درامية تُخفي خلفها ارتباكًا سياسيًا أكثر مما تُظهر صرامة مالية.

لكن لنتوقف لحظة؛ ما الذي يزعج واشنطن فعلًا؟

هل هو تهريب النفط؟ أم كسر الحصار الأمريكي المفروض على اليمن ودول محور المقاومة، وآخره النجاح الذي حققته صنعاء في إنقاذ العملة الوطنية؟

هل الأمر فعلًا متعلق بـ”غسل أموال”؟ أم أن الغسيل الحقيقي يجري في غرف عمليات السياسة الأمريكية الملطخة بدماء الشعوب؟

تصريحات وزارة الخزانة ومكتب مراقبة الأصول الأجنبية (OFAC) تبدو وكأنها نُسخت ولُصقت من أرشيف العقوبات القديمة. ذات العبارات: “شبكة مالية”، “شركات وهمية”، “غسل أموال”، “إيرادات مشبوهة”، و”التهديد للاستقرار الإقليمي”. كلمات تُستخدم كستار دخاني، لا لكشف فساد كما تدّعي، بل لحجب الحقيقة.

المضحك أن من شملتهم العقوبات لا يشكلون تهديدًا ماليًا على الاقتصاد الأمريكي ولا على بورصة نيويورك؛ لكن العقاب هنا ليس اقتصاديًا بقدر ما هو انتقامي.

فعندما يقف اليمن اليوم، وسط الحصار، ويعلن بوضوح أن بوصلته غزة، وأن صواريخه وطائراته المسيرة موجهة ضد الكيان الصهيوني وداعميه، فهل ننتظر أن ترد عليه واشنطن بتحية؟

وحين يتحول اليمن من بلد منكوب إلى ركيزة إقليمية تعيد رسم قواعد الاشتباك، وتخترق المعادلات الدولية من باب البحر الأحمر، لا بد أن يُعاقب في القاموس الأمريكي!

إن كانت أمريكا تبحث عن شبكات تهريب حقيقية، فلتنظر إلى شبكات التهريب التي تمد الكيان الصهيوني بالصواريخ والقنابل، وتُمرَّر عبر صفقات سلاح سنوية تقدر بعشرات المليارات من الدولارات.

وإن كانت تبحث عن “تمويل للإرهاب”، فلتسأل عن ملايين الدولارات التي تُغدق على جرائم الحرب في غزة والضفة ولبنان وإيران وسوريا واليمن، وتُصرف من ضرائب المواطن الأمريكي لدعم كيان يرتكب أبشع المجازر في العصر الحديث.

التوقيت ليس صدفة؛ فالعقوبات الجديدة تأتي بعد فشل الضغوط الأمريكية في وقف العمليات اليمنية في البحر الأحمر وفي عمق الأراضي الفلسطينية المحتلة، وبعد أن أصبحت الضربات التي تنفذها القوات المسلحة اليمنية تشكّل تهديدًا استراتيجيًا لمصالح الغرب الداعم للكيان، لا سيما في خطوط الملاحة والطاقة.

كما تأتي بعد أن بات الموقف اليمني أكثر صلابة من كثير من الأنظمة المترنحة، وأصبحت صنعاء محورًا لا يمكن تجاوزه، لا في المعركة ولا في السياسة.

والمفارقة أن هذه العقوبات باتت، في نظر الشعوب، وسام شرف.

لأن كل من عاقبته واشنطن، إما أنه قاوم، أو دافع عن أرضه، أو أنه وقف مع فلسطين، أو لأنه كشف وجه أمريكا الحقيقي.

فالعقوبات اليوم أصبحت شهادة بأنك خارج دائرة التبعية، أنك لا تنتمي إلى حلف العملاء.

أنك لست من الذين يتسولون “الرضا الأمريكي”، بل من الذين يفرضون إرادتهم رغم الحصار.

فعندما تعجز أمريكا عن إيقاف مسيرة أو صاروخ أو موقف، تلجأ إلى العقوبات.

وعندما تفشل دبلوماسيتها في ليّ ذراع الدول الحرة، تلجأ إلى الخنق المالي.

لكن الأهم: حين تفقد قدرتها على التأثير في الميدان، تتحول إلى ضجيج فارغ على الورق، تمامًا كما تفعل الآن.

ليست هذه أول مرة تفرض فيها أمريكا عقوبات على اليمنيين، ولن تكون الأخيرة.

لكنها كل مرة تؤكد أن المسار صحيح، والاتجاه سليم، وأن الاستقلال له ثمن، لكن له أيضًا كرامة لا تُشترى.

فالعقوبات لا توقف إرادة الشعوب، ولا تحاصر الوعي، ولم ولا ولن تطفئ الشعلة التي أوقدها اليمنيون في وجه الظلم والطغيان.

فكلما عاقبتمونا.. زدنا يقينًا أننا على الطريق الصحيح.

مقالات مشابهة

  • الكرملين: نأسف لتباطؤ التطبيع مع واشنطن وملتزمون بالسلام في أوكرانيا
  • العقوبات الأمريكية ..حين تفلس الإمبراطوريات
  • الكرملين لا يستبعد لقاء بوتين وترمب.. روسيا تشترط استبعاد أوكرانيا من الناتو للتسوية
  • وزارة الخارجية الأمريكية: واشنطن ترفض مؤتمر حل الدولتين
  • «لسنا إسرائيل أو إيران».. روسيا لـ ترامب: نهجك يؤدي لحرب تشمل أمريكا
  • ترامب: بوتين أمامه مهلة 10 أيام لإنهاء الحرب في أوكرانيا
  • ترامب يعلن أنه سيمهل بوتين 10 أيام أو 20 يوما لإنهاء حرب أوكرانيا
  • ترامب: سنمهل بوتين من 10 لـ 20 يوما لإنهاء حرب أوكرانيا
  • ترمب يسعى لإنهاء حرب أوكرانيا
  • موسكو تتهم كييف والغرب برفض الدبلوماسية لحل نزاع أوكرانيا